توجه الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، فور ورود خبر وفاة الأديب الكبير صنع الله إبراهيم، إلى مستشفى معهد ناصر، حيث تابع إجراءات خروج الجثمان، وقدم خالص العزاء إلى أسرة الفقيد، وابنته معبرًا عن بالغ حزنه وأسفه لرحيل قامة أدبية وفكرية استثنائية.

وزير الثقافة يتوجه إلى مستشفى معهد ناصر

وأكد وزير الثقافة، أن رحيل الكاتب الكبير خسارة فادحة للساحة الأدبية والثقافية في مصر والعالم العربي، مشيرًا إلى أن وزارة الثقافة ستتابع كافة الإجراءات المتعلقة بتكريمه ودفنه بالشكل اللائق بمكانته.

وزير الثقافة يتوجه إلى مستشفى معهد ناصر

ومن جانبه، أوضح الدكتور محمود سعيد، مدير مستشفى معهد ناصر، أن الراحل عانى خلال الأيام الأخيرة من التهاب رئوي حاد، وتعرض خلال الساعات الأخيرة لفشل في وظائف الجهاز التنفسي وتوقف مفاجئ في عضلة القلب، وقد تم إجراء إنعاش قلبي رئوي دون استجابة، وتم إعلان الوفاة ظهر اليوم.

وزير الثقافة يتوجه إلى مستشفى معهد ناصر

ومن المقرر أن تُقام صلاة الجنازة على الفقيد بعد صلاة العصر اليوم بمسجد آل رشدان بمدينة نصر، على أن يُوارى جثمانه الثرى في مدافن طريق العين السخنة.

اقرأ أيضاً«التاريخ يُكتب في وجوه الناس».. حنان مطاوع تنعى صنع الله إبراهيم باقتباسات من كلماته

بمتابعة وزارتي الصحة والثقافة.. نقل صنع الله إبراهيم لمعهد ناصر

رئيس الوزراء ناعيا صنع الله إبراهيم: إرثه الأدبي سيجعل منه أيقونة خالدة بمسيرة الإبداع

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: وزير الثقافة مستشفى معهد ناصر أحمد فؤاد هنو صنع الله إبراهيم وفاة الأديب صنع الله إبراهيم إلى مستشفى معهد ناصر صنع الله إبراهیم وزیر الثقافة

إقرأ أيضاً:

وفاة الأديب المصري صنع الله إبراهيم

توفي، اليوم الأربعاء في أحد مستشفيات القاهرة، الأديب المصري صنع الله ابراهيم (مواليد 1937) إثر إصابته بالتهاب رئوي حاد، وكانت الحالة الصحية للأديب الراحل قد تدهورت قبل شهور ونقل على إثرها للمستشفى.

قبل أكثر من عقدين، تصدر اسم الكاتب المصري الراحل واجهة الأحداث محليا وعربيا عندما رفض، لدواع سياسية، جائزة أدبية مرموقة، وأثارت الواقعة الأولى التي تعود إلى أكتوبر/تشرين الأول عام 2003 جدلا سياسيا واسعا خاصة أن صنع الله إبراهيم برر رفضه لجائزة ملتقى القاهرة للرواية العربية باعتبارات سياسية تتعلق بالحريات والديمقراطية وبالأوضاع في فلسطين وهاجم مصر لأنها "دولة تمارس التعذيب، وتقمع حرية التعبير، وتفرض الحصار على الثقافة الحقيقية".

منذ تلك الواقعة المشهودة، زاد اسم صنع الله إبراهيم تداولا وحضورا في المشهد الأدبي والثقافي المصري والعربي من خلال أعمال روائية تعتبر امتدادا لمشروعه الذي بدأ مع "تلك الرائحة" (1966) وتواصل مع "نجمة أغسطس" (1974) و"اللجنة" (1981) و"ذات" (1992) وغيرها.

زاد اسم صنع الله إبراهيم تداولا وحضورا في المشهد الأدبي والثقافي المصري والعربي من خلال أعماله الروائية المميزة (الجزيرة)

وقبل أشهر قليلة، عاد اسم صنع الله إبراهيم وهو يقترب من عقده التاسع (ولد عام 1937)، بقوة لساحة التداول إعلاميا وواقعيا من سرير في مستشفى معهد ناصر بالقاهرة بعد أن نقل إلى هناك لتلقي العلاج من أثار كسر في الحوض ونزيف في المعدة ومضاعفات أمراض أخرى متصلة بالتقدم في السن.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي والمنابر الإعلامية آنذاك بسيل من عبارات التعاطف والتضامن والتقدير والإشادات بصنع الله إبراهيم، حيث دعا كثيرون لإيلائه ما يستحق من عناية تليق بمقامه الأدبي وبمواقفه السياسية وقربه الدائم من نبض المجتمع سواء في حياته الخاصة أو في كتاباته ومواقفه المشتبكة مع محيطه المصري والعربي.

مساحات من الغياب

وتعليقا على هذا التضامن الواسع مع صنع الله إبراهيم -في مرضه قبل وفاته-، قال الناقد الأدبي السوري هيثم حسين إن الدعوات للالتفات إليه الآن لا تعبر عن تعاطف عابر بقدر ما تكشف عن مساحات من الغياب، عن مسؤوليات تركت تتراكم، وعن مؤسسات لم تكن يوما في موضع الفعل والمسؤولية. حين يصبح التفاعل بديلا عن الرعاية، ويصير النداء الثقافي بديلا عن السياسة الثقافية، يتحول الكتاب إلى جزر معزولة".

إعلان

وأضاف هيثم حسين أن عودة اسم صنع الله إبراهيم إلى التداول فجأة، تكشف عن "الحاجة القديمة إلى صوت من طينته، إلى كتابة لا تبحث عن تسوية، ولا تراكم مجدا هشا.. صنع الله إبراهيم كان، وما يزال، مشروع مساءلة، وموقفا أخلاقيا وإنسانيا لا يخضع للاستهلاك، ولا يرتضي التواطؤ أو المداهنة".

وعن مكانة الرجل في السياق الثقافي العربي، قال هيثم حسين، في حديث سابق مع الجزيرة نت، إن "صنع الله إبراهيم من القلائل الذين يتعرف بهم تاريخ الرواية العربية على ملامحه المتقلبة، لا يختصر في سيرة ولا يقاس بحجم التغطيات. هو أحد الذين نقلوا الكتابة من حيز الحكاية إلى حيز الاشتباك، من السرد المطمئن إلى السرد الكاشف الذي يفتح الأعين على الندوب".

وساق المتحدث نماذج من أعمال صنع الله إبراهيم، بينها "بيروت… بيروت"، و"ذات"، و"تلصص" وقال إنها "تخرق السائد، تمضي في الزواريب والحطام، لا لتأريخ ما حدث، بل لتفكيك آلياته وخباياه، وتكشف عن ملامح أخرى من مشروعه، حيث التوغل في ما هو شخصي كي يكشف عن العام، والرواية بوصفها فعلا سرديا مقاوما".

وعن التحام مؤلف "اللجنة" مع الواقع، يرى الناقد هيثم حسين أن صنع الله إبراهيم "لم يكتب الواقع كما يراد له أن يروى، لكنه نبشه وفتت لغته ونظامه، واجهه متلبسا بأقل أدوات الزينة. وحين تنقل الكتاب بين الأنواع والموضات والترضيات، ظل وفيا لذلك الهاجس العميق؛ أن تكون الكتابة في موقع المواجهة، لا في مقعد الشرح".

نماذج من أعمال صنع الله إبراهيم "بيروت… بيروت" و"ذات"، و"تلصص" (الجزيرة)صنع الله إبراهيم الروائي

وإلى جانب التعاطف الإنساني، شكلت هذه الوعكة الصحية قبل وفاته، مناسبة لإعادة تسليط الضوء على أعمال صنع الله إبراهيم وعلى مواقفه السياسية منذ محنته في السجن (1959-1961) في غمرة الاعتقالات التي شنها نظام الرئيس جمال عبد الناصر في أوساط الشيوعيين، وما عاناه لاحقا في ظل حكم الرئيسين أنور السادات وحسني مبارك.

وعن الدور التأسيسي لصنع إبراهيم في معمار الرواية العربية، قال الروائي السوري فواز حداد إنه "في استعادة صنع الله إبراهيم، يمكن القول، ليس جيلنا الذي تلا جيله مدينا له فقط، وإنما الأجيال التالية أيضا، سواء في رواياته أو مواقفه".

ويرى حداد، في تصريح للجزيرة نت أن صنع الله إبراهيم "فتح منافذ كانت مغلقة في وجه الرواية، بدأها في روايته الأولى "تلك الرائحة" التي قرأها اللبنانيون والسوريون قبل المصريين، لأنه منعت في مصر، ونشرت في عدد خاص في مجلة "شعر"، وكانت في الستينيات تمثل التجريب والحداثة في الأدب".

وأضاف حداد أن اتجاه صنع الله إبراهيم في الكتابة الروائية تبلور في "اللجنة" بأجوائها الكافكاوية، لجهة النقد السياسي والاجتماعي، الذي تجلى بشكل رئيسي في تشريح هيمنة الدولة الأمنية وفضح آليات التسلط، ومن الجانب السردي تمردت الرواية على الشكل التقليدي للرواية العربية، وتدفقت باقي أعماله توغلا في الواقع بالاستعانة بمادة وثائقية، كسر من خلالها تابوهات السياسة والجنس.

صنع الله إبراهيم الإنسان

وإلى جانب الاهتمام بصنع الله إبراهيم الكاتب، توقف كثيرون عند صنع الله إبراهيم الإنسان في مسكنه وفي ملبسه وفي باقي مناحي حياته الشخصية في الشارع وفي الحافلة وفي غيرها من المواقف التي تصوره شخصا عاديا يمشي في الأسواق ويشبه مرتاديه.

إعلان

وفي السياق استعاد الصحفي المصري خيري حسن أجواء مقابلة صحفية عام 2007 مع صنع الله إبراهيم في بيته الذي "يقع على أطراف حي مصر الجديدة -بالقرب من شارع جسر السويس- شرق القاهرة.. في الدور السابع بدون أسانسير.. الشقة متوسطة قد لا تزيد على 80 متر تقريبا".

وردا على زميله المصور الذي استغرب كيف أن كاتبا كبيرة يعيش في شقة متواضعة وسبق له أن رفض جائزة تبلغ قيمتها المالية حوالي 24 ألف دولار، كتب خيري حسن أن صنع الله إبراهيم "لو أراد أن يسكن في المنتجعات السياحية لسكن. ولو أراد السكن في فيلا لسكن. ولو أراد أن يسكن في شقة 500 متر لسكن. لكنه رفض كل ذلك (ليسكن) في قلب وعقل وضمير مصر التي أحبها وكتب وأخلص في حبها".

مقالات مشابهة

  • وداعًا مؤرخ اللحظة الإنسانية.. وفاة الأديب المصري صنع الله إبراهيم
  • وصول جثمان الأديب صنع الله إبراهيم لمسجد آل رشدان تمهيدا لإقامة صلاة الجنازة
  • تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة الأديب الراحل.. وزير الثقافة في معهد ناصر لمتابعة إجراءات خروج جثمان صنع الله إبراهيم
  • وزير الثقافة في معهد ناصر لمتابعة إجراءات خروج جثمان الأديب الكبير صنع الله إبراهيم
  • وفاة الأديب المصري صنع الله إبراهيم
  • وزير الثقافة ناعيًا الأديب صنع الله إبراهيم: فقدنا قامة أدبية استثنائية
  • وزير الثقافة ينعى الأديب الكبير صنع الله إبراهيم: فقدنا قامة أدبية استثنائية
  • أحد أعمدة السرد العربي المعاصر.. وزير الثقافة ينعي صنع الله إبراهيم
  • خروج جثمان بطل السباقات الدولي « هيثم سمير» من مشرحة بنها التعليمي