هل تصبح تذكرة حديقة الحيوان 400 جنيه؟ وزير الزراعة يحسم الجدل ويكشف موعد الافتتاح
تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT
بعد إغلاق دام لأكثر من عام (نحو 18 شهرا)، تستعد حديقة حيوان الجيزة، التي تعد واحدة من أقدم وأشهر حدائق الحيوان في العالم، لفتح أبوابها من جديد أمام الجمهور في شهر سبتمبر المقبل، بحلة جديدة وتطوير شامل يهدف إلى إعادتها إلى مكانتها المرموقة.
هذا التطوير، الذي يجري وفقًا لأحدث المعايير العالمية، لم يقتصر على مجرد التحديث الشكلي، بل يهدف إلى تحويل الحديقة إلى وجهة ترفيهية وتعليمية متكاملة.
ومع اقتراب موعد الافتتاح، تتزايد التساؤلات بين المواطنين حول تفاصيل هذا المشروع الضخم، وأهم معالم التغيير التي ستشهدها الحديقة، وحقيقة الأنباء المتداولة حول ارتفاع أسعار التذاكر، وهل ستزيد سعر التذكرة ويصل سعرها إلى 400 جنيه.
يتبقى على افتتاح حديقة الحيوان بالجيزة أقل من شهر ومن المنتظر أن يتم افتتاحها خلال شهر سبتمبر المقبل، بعد فترة كبيرة من الإغلاق وذلك كما أعلنت الشركات المطورة ، وتشمل الخطة أيضًا تطوير حديقة الأورمان بالجيزة ، كما سيتم ربط الحديقتين عبر نفق حديث، ما يتيح للزوار التنقل بسهولة بينهما والاستمتاع بتجربة متكاملة تجمع بين الحياة البرية والطبيعة الخلابة.
يستهدف برنامج التطوير تحويل الحديقة إلى نموذج يجمع الترفيه بالتثقيف مع الحفاظ على طابعها التاريخي والمعماري، وشمل تحديث البنية التحتية، وتطوير بيوت الحيوانات، وتحسين مرافق الزائرين، فضلًا عن ترميم ثمانية معالم أثرية بارزة منها كوبري إيفل، والقاعة اليابانية، والقاعة الملكية، وجزيرة الشاي، والجبلاية، والمتحف الحيواني.
أهم معالم التطوير- ربط الحديقتين، الحيوان والأورمان، بالجيزة بنفق لتوفير تجربة سلسة وشاملة للزوار ، كما ستتم إعادة تصميم البيوت الخاصة بالحيوانات، وتطوير كافة الممرات مع الحفاظ على الطابع الأثري والتراثي لجميع المعالم التاريخية الموجودة داخل الحديقة ، أيضا يتم استحداث العديد من الأنشطة الترفيهية والتفاعلية، من بينها عروض حية مع أسود البحر، الطيور، والفيلة، وإنشاء قبة زجاجية خاصة بحيوان الميركات (النمس).
كما سيتم عرض تجربة الليمور حلقي الذيل من مدغشقر، ومشاهدة أفراس النهر تحت الماء.
- تشمل الأنشطة التفاعلية إطعام الحيوانات، وجولات تعليمية مع مربي الحيوانات ، فضلًا عن استيراد عدد من فصائل الحيوانات وزيادة أعدادها من 71 إلى 186 فصيلًا ، وعرض الحيوانات بطرق مختلفة حيث سيتم إطلاقها فى بيئة مناسبة لها ، وليس فى أقفاص.
باقى أسابيع على افتتاحها.. سعر تذكرة حديقة الحيوان بالجيزة
موعد افتتاح حديقة الحيوان بالجيزة 2025 بعد التطوير.. وحقيقة وصول سعر التذكرة 400 جنيه
- إنشاء خيمة للطيور حتى يستطيع الزائر التعامل معها.
- الحفاظ على الطابع الأثري والتراثي لـ8 معالم التاريخية الموجودة داخل الحديقة ومن أبرزها كوبرى إيفل، القاعة اليابانية، القاعة الملكية، وجزيرة الشاي والجبلاية والمتحف الحيواني.
- إنشاء فندق "Giza Zoo Safari Glamping"، الذي يوفر تجربة إقامة فريدة تجمع بين الطبيعة والرفاهية.
- إنشاء Zoo Antique Bazaar"، وهو سوق متخصص يعرض تحفًا وتذكارات مصنوعة يدويًا.
سعر تذكرة حديقة الحيوانلن يتم تحديدها حتى الآن، لكن ستكون فى متناول جميع فئات المجتمع، وصرح علاء فاروق وزير الزراعة، أن سعر التذكرة لن يصل إلى 400 جنيه.
موعد افتتاح حديقة الحيوانوأضاف وزير الزراعة أن حديقة حيوان الجيزة سيتم افتتاحها رسميًا في شهر سبتمبر المقبل، وذلك بعد انتهاء عمليات التطوير الشامل والتحديث التي تشهدها الحديقة حاليًا.
وأشار إلى أن الدولة تسعى إلى تعميم نموذج التطوير الناجح لحديقة الجيزة على باقي الحدائق الحيوانية في المحافظات الأخرى، بما يضمن تقديم تجربة ترفيهية وتعليمية راقية تتماشى مع المعايير العالمية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حديقة حيوان الجيزة الجمهور سبتمبر تطوير شامل موعد الافتتاح حدیقة الحیوان
إقرأ أيضاً:
أمباز النجاة.. كيف تحول علف الحيوانات إلى غذاء لأطفال الفاشر؟
الفاشرـ تحت شجرة جافة في أحد مراكز الإيواء بمدينة الفاشر، جلست أم كلثوم (41 عاما) على الأرض تطعم طفلها بيديها حفنة من "الأمباز" علف الحيوانات الذي تحول إلى وجبة اضطرارية في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة الواقعة غربي السودان.
ففي الفاشر تطعم الأمهات أبناءهن بما تبقى من فتات الحياة في مواجهة يومية مع الجوع، فهنا الطعام ليس وسيلة للتغذية بل للبقاء، والطفولة تختزل في أجساد نحيلة وعيون مترقبة للخلاص، حيث تتحول أبسط تفاصيل العيش إلى معارك صامتة تخاض بأيد مثقلة باليأس.
وتقول أم كلثوم للجزيرة نت وهي تحدق في طفلها الهزيل "لم أعد أملك شيئا.. حتى علف الحيوانات أصبح نادرا، أطعمه وأنا أعلم أنه ليس طعاما، لكنه الخيار الوحيد. فهناك عشرات الأمهات حولي يقدمن لأطفالهن ما لا يؤكل عادة، فقط لإبقائهم على قيد الحياة".
منذ أبريل/نيسان 2024، تخضع مدينة الفاشر لحصار شامل فرضته قوات الدعم السريع، أغلقت خلاله الطرق وقطعت الإمدادات، مما عزلها عن محيطها، ومع مرور الوقت، تصاعدت الهجمات العسكرية لتشمل قصفا بالمدفعية الثقيلة واقتحامات برية استهدفت الأحياء السكنية والمرافق الحيوية.
ويأتي هذا التصعيد في سياق الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وحلفائه من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، مما فاقم الأوضاع الإنسانية في البلاد وجعل من الفاشر مركزا للأزمة المتفاقمة.
في ظل هذا الواقع، تواجه المدينة أزمة غذائية حادة دفعت بسوء التغذية إلى مستويات خطيرة، خاصة بين الأطفال وكبار السن، ومع غياب أي تدخل دولي فعال، بات المرفق الصحي الوحيد عاجزا عن الاستجابة، وسط نقص حاد في الأدوية والغذاء العلاجي وانهيار شبه كامل في الخدمات الطبية.
وتقول مدير عام وزارة الصحة بشمال دارفور، الدكتورة خديجة موسى أحمد، في حديثها للجزيرة نت، إن الفاشر سجلت أكثر من 10 آلاف حالة إصابة بسوء التغذية منذ يناير/كانون الثاني وحتى نهاية يونيو/حزيران الماضي، معظمهم أطفال.
إعلانوأضافت أن فرق العلاج تمكنت من تقديم الرعاية الصحية لـ5,506 أطفال، بينما سجلت 15 حالة وفاة نتيجة تدهور الأوضاع الإنسانية، موضحة أن الحصار يعيق وصول الإمدادات الطبية والغذائية، مما يزيد من تفاقم الأزمة الصحية، خاصة مع تراجع قدرة المرافق على الاستجابة للحالات المتزايدة.
وفي تطور ميداني حديث، كشفت خديجة أن التقارير الصحية خلال الأسبوعين الماضيين سجلت دخول 4 حالات جديدة من الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد دون مضاعفات طبية، عولج معظمهم بنجاح، بينما توفي طفل واحد نتيجة المضاعفات.
وتندرج هذه الحالات ضمن برنامج العلاج الخارجي (OTP)، الذي سجل نسبة استجابة بلغت 82%، مع انسحاب 6 أطفال وبقاء 273 تحت المتابعة الطبية، أما برنامج علاج سوء التغذية الحاد بمضاعفات طبية (SC) فاستقبل خلال الأسبوع 35 حالة جديدة، تعافى منها 23 طفلا، بينما توفي طفل واحد، دون تسجيل حالات هروب أو عدم استجابة.
وفي برنامج التغذية الإضافية (TSFP) المخصص لسوء التغذية المتوسط، استقبلت 83 حالة جديدة، بينها 50 طفلا دون سن الخامسة و33 من النساء الحوامل والمرضعات، وتم علاج 81 حالة بنجاح، بينما انسحب 11 طفلا.
وتحذر منظمات إنسانية من أن استمرار الحصار ينذر بانهيار كامل للنظام الصحي في ظل تصاعد معدلات سوء التغذية وغياب الدعم الدولي الكافي، مع تراجع قدرة المرافق الطبية على الاستجابة وارتفاع خطر دخول المدينة مرحلة المجاعة.
وفي 12 يوليو/تموز الماضي، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن شمال دارفور سجل علاج أكثر من 40 ألف طفل من سوء التغذية الحاد خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، وهو ضعف العدد المسجل في الفترة نفسها من العام الماضي، مما يعكس تفاقما غير مسبوق في الأزمة الغذائية.
وأشارت المنظمة إلى أن النزاع في الفاشر بلغ مستويات خطيرة، حيث حوصرت أحياء كاملة وقصفت مستشفيات وأغلقت الطرق، بينما تتعرض قوافل الإغاثة للنهب والهجمات المسلحة، مما جعل وصول المساعدات شبه مستحيل في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى الغذاء العلاجي والرعاية الطبية.
في ظل انهيار الأسواق وغياب المواد الأساسية، ارتفعت أسعار الغذاء بشكل غير مسبوق، بحسب منظمات الإغاثة وناشطين في المطابخ الجماعية. ودفعت الندرة الحادة معظم التكايا إلى التوقف عن تقديم الوجبات اليومية، بعدما بات الحصول على الدقيق والزيت وحتى الماء تحديا هائلا.
يقول الناشط الإغاثي عبد الرحمن إسماعيل للجزيرة نت "كنا نطهو لأكثر من 300 شخص يوميا، الآن بالكاد نطعم 30. الأسعار تضاعفت، والدقيق والزيت أصبحا من السلع النادرة، وحتى الماء بات يشترى بأسعار لا تُحتمل".
ويضيف إسماعيل أن معظم المطابخ الجماعية أغلقت، بينما يعمل بعضها بشكل متقطع وسط محاولات يائسة لتوفير الحد الأدنى من الغذاء.
ومع اشتداد الأزمة، لجأ السكان إلى تناول "الأمباز"، مسحوق يُستخرج من بقايا بذور الفول السوداني والسمسم بعد عصرها لاستخراج الزيت، ويعاد طحنه لصنع عجينة تستخدم كوجبة اضطرارية. ورغم أنه يُستخدم عادة كعلف للحيوانات، فإنه أصبح وجبة رئيسية في مراكز الإيواء والتكايا.
إعلانويضيف إسماعيل "الناس لم تعد تبحث عن الطعام، بل عن أي شيء يسد الرمق. الأمباز كان للحيوانات، واليوم أصبح للبشر. هذا ليس فقرا فقط، إنه انهيار كامل لمفهوم الحياة". ويشير إلى أن مخزون الأمباز نفسه بدأ ينفد، مما ينذر بكارثة غذائية وشيكة.
ورغم المناشدات، لم تصل أي مساعدات دولية إلى المدينة، وسط اتهامات للجهات الدولية بالتقاعس عن التدخل وغياب التنسيق بين المنظمات العاملة في السودان.
وفي أحد مراكز الإيواء، تقول فاطمة، وهي أم لـ3 أطفال، للجزيرة نت "نغلي الماء ونخلط الأمباز، ثم ننتظر أن يهدأ الجوع. لا دواء، لا حليب، فقط الانتظار".
وتدعو الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى الإسراع في إسقاط مواد غذائية ودوائية عبر الجو، بعد أن أصبح الوصول البري مستحيلا، مؤكدة أن "الأطفال يموتون بصمت، ولا أحد يستجيب".
ومع استمرار الحصار وتفاقم الأزمة، يخشى مراقبون أن تتحول الفاشر إلى نموذج مأساوي لما قد تشهده مدن أخرى في السودان إذا لم يتم التحرك العاجل لكسر الحصار وفتح الممرات الإنسانية، فالمأساة هنا لا تهدد مدينة بعينها، بل تكشف هشاشة الاستجابة المحلية والدولية أمام كارثة تتسع يوما بعد يوم.