دعوات أممية لإنقاذ مسلمي الروهينغا من الجوع
تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT
حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من تدهور كارثي في الأوضاع الإنسانية لمسلمي الروهينغا في ميانمار، مع ارتفاع غير مسبوق في معدلات الجوع وسوء التغذية، خصوصًا في إقليم راخين (أراكان سابقًا)، حيث يعيش مئات الآلاف من المسلمين وسط حصار ونزاع دموي.
وأشار البرنامج الأممي في بيان رسمي إلى أن "إقليم راخين يعاني من مزيج قاتل من الصراع، والحصار، وتخفيضات التمويل للمساعدات الإنسانية"، ما أدى إلى قفزة مقلقة في معدلات انعدام الأمن الغذائي، حيث باتت 57% من الأسر غير قادرة على تلبية احتياجاتها الأساسية، مقارنة بـ33% فقط نهاية عام 2024.
الوضع في شمال راخين يُتوقع أن يكون الأسوأ، نتيجة تصاعد وتيرة القتال وصعوبة الوصول الإنساني، وسط تحذيرات من تفكك النسيج الاجتماعي وتفاقم الأوضاع الصحية والغذائية. وبحسب البرنامج، تلجأ الأسر إلى تدابير يائسة للبقاء على قيد الحياة، من بينها الاستدانة، والتسول، وتسرب الأطفال من المدارس، والعنف المنزلي، وحتى الاتجار بالبشر.
وقال مايكل دانفورد، مدير برنامج الأغذية العالمي في ميانمار: "الناس محاصرون في حلقة مفرغة: معزولون بسبب الحرب، محرومون من سبل العيش، وبدون شبكة أمان إنسانية. نسمع قصصًا مفجعة عن أمهات يتخلّين عن طعامهن من أجل أطفالهن الذين يبكون من الجوع".
وأشار دانفورد إلى أن البرنامج اضطر في أبريل/نيسان الماضي إلى تعليق مساعداته المنقذة للحياة لأكثر من مليون شخص بسبب نقص التمويل، داعيًا إلى تحرك دولي عاجل لتفادي انهيار كامل للوضع الإنساني.
ويحتاج البرنامج إلى 30 مليون دولار بشكل فوري لتقديم مساعدات غذائية إلى 270 ألف شخص في ولاية راخين خلال الأشهر الستة القادمة. وأكد دانفورد: "إذا لم يتحرك المجتمع الدولي الآن، فإن هذه الأزمة ستتحول إلى كارثة إنسانية شاملة. لا يمكن للعالم أن يدير ظهره لهذه المأساة المنسية".
ويعاني مسلمو الروهينغا منذ عقود من التهميش والاضطهاد في ميانمار، حيث حُرموا من الجنسية وتعرضوا لحملات تطهير عرقي وتهجير قسري وواسع النطاق. وشكلت حملة الجيش في عام 2017 نقطة تحول دامية، وصفتها الولايات المتحدة لاحقًا بأنها "إبادة جماعية"، بعد أن أجبرت مئات الآلاف على الفرار إلى خارج البلاد، بينما نزح أكثر من 3.3 ملايين شخص داخليًا، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
وفي عام 2024، زادت الأوضاع سوءًا بعد تجدد الصراع بين جيش ميانمار وجماعة "جيش أراكان" المسلحة، ما ترك الروهينغا عالقين بين فكي كماشة: يواجهون القتل في الداخل، والطرد من كل مكان في الخارج.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
المصدر: البوابة
إقرأ أيضاً:
محافظ حضرموت ردًا على دعوات رحيله: التغيير لا يحتاج إلى تظاهرات بل لقرار جمهوري
في ظل تصاعد الدعوات الشعبية المطالِبة برحيل السلطة المحلية، على وقع موجة التظاهرات التي اجتاحت مدن حضرموت خلال الأسابيع الأخيرة، خرج محافظ المحافظة، مبخوت مبارك بن ماضي، برد مباشر محذرًا من الانجرار وراء ما وصفها بـ"دعوات الفوضى" التي تهدد مقدرات المحافظة.
وقال بن ماضي مخاطبًا أبناء حضرموت: "لا تسمحوا لأي دعوات تدعو إلى الفوضى أن تفقدكم مقدراتكم وتدمر ما تم بناؤه بجهد وعرق، الأوطان باقية والأشخاص زائلون"، مؤكدًا أن تغيير السلطة المحلية – إن قُدّر له – لن يكون عبر الشارع، بل بقرار جمهوري سيتم الالتزام به فورًا "كرجال دولة يحرصون على الأمن والاستقرار".
وشدد محافظ حضرموت، رئيس اللجنة الأمنية، وفي كلمة ألقاها الأحد بمدينة المكلا خلال ترؤسه اجتماعًا للقيادات الأمنية والعسكرية على ضرورة توحيد الصف والحفاظ على مؤسسات الدولة ومقدراتها. وأكد بن ماضي أن حضرموت "ليست مجرد أرض، بل كيان حي يعيش فينا، وهي ملك لجميع أبنائها"، داعيًا إلى حماية بنيتها التحتية وعدم السماح بالعبث بها.
وأشار المحافظ إلى أن فتح الطرق المقطوعة من قبل الأجهزة الأمنية لا يعني وقوف السلطة ضد المواطنين، بل يأتي لمنع اتساع دائرة الفوضى وتعطل مصالح الناس. وأكد أن السلطة المحلية واجهت تحديات كبيرة، أبرزها توقف تصدير النفط وتراجع الموارد، ومع ذلك وضعت نصب عينيها تنفيذ مشاريع حيوية واستراتيجية، خاصة في قطاع الكهرباء، لكنها تعثرت بسبب الظروف الراهنة.
ووجه بن ماضي عدة رسائل، أبرزها إلى مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية طالبًا الدعم الكامل للسلطات المحلية التي تحافظ على هيبة الدولة ومؤسساتها. مشيدًا بالخطوات الإصلاحية وداعيًا لمساندة سلطته لإحداث تغيرات تنموية فعالة. كما دعا الأحزاب والمكونات السياسية إلى توحيد الصفوف وتغليب مصلحة حضرموت على المصالح الضيقة، وحث التحالف العربي على دعم الخدمات الأساسية والحفاظ على منجز الأمن والاستقرار الذي حققته النخبة الحضرمية.
وفي رسالته إلى القوات المسلحة والأمن، أثنى المحافظ على دورهم في حماية المواطنين والتصدي للأعداء، مؤكداً أن المطالب لا تتحقق عبر الفوضى، وإنما عبر القنوات الشرعية، داعيًا الجميع إلى التحلي بالحكمة وصون الأمن الذي اعتبره "أمان حضرموت".
وتشهد حضرموت منذ أسابيع موجة من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية في عدد من مدنها، تنديدًا بتدهور الخدمات الأساسية وارتفاع الأسعار. وتسببت الاحتجاجات في قطع الطرقات الرئيسية وعرقلة حركة المرور من وإلى المحافظة وسط مطالبات برحيل السلطة المحلية عقب سقوط إصابات في صفوف المدنيين جراء إطلاق النار الذي أطلقته قوات الجيش والأمن لتفريق المتظاهرين في مشهد عكس حجم الاحتقان الشعبي.