لماذا يصر بلينكن على الفشل الـ 11؟!
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
يزور وزير الخارجية الأمريكى، أنتونى بلينكن، منطقة الشرق الأوسط للمرة الحادية عشر، منذ بدء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وتتضمن الجولة محطات فى كل تل أبيب وعمّان والرياض والقاهرة، و تأتى فى موعد أبكر بأسبوعين مما كان مقرّراً لها بعد الانتخابات الأمريكية، وبعد الإعلان عن استشهاد رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، يحيى السنوار، واستهداف منزل رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بمُسيّرة فى قيسارية، وما قد يتسبب به ذلك من تداعيات فى المنطقة، لا سيما بعد تحميل نتنياهو المسؤولية لإيران.
فى المرات الثلاثة الأخيرة من ضمن العشر جولات السابقة كانت توصف الزيارة بالفرصة الأخيرة، والآن أيضا توصف هذه الجولة بالفرصة الأخيرة، والحقيقة أنه لا توجد فرصة من الأساس حتى تكون أولى أو أخيرة، فكلمة فرصة تذكر حين يكون هناك هدف على وشك التحقق، لكن الشواهد تقول أنه لو كان هناك هدف بالفعل وهو إنهاء هذه الحرب وهناك جهود حقيقية من الوسطاء للوصول إلى هذا الهدف واستغراق جولات فى مناقشة تفاصيل عدة حول البنود الخاصة بوقف إطلاق النار، لكن يظل هناك طرف أساسى فى الأزمة وأقصد به رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، لايريد لهذا الهدف أن يتحقق، فهو لا يريد وقف الحرب ولا يعنيه الرهائن ولا يعير اهتماما للضغط الأمريكى الضعيف فى آخر أيام الرئيس جو بايدن بالبيت الأبيض.
يأتى «بلينكن» هذه المرة حاملا معه ما قال إنه التصور الأمريكى الجديد بشأن خطة وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وتحرير ما تبقى من رهائن و تذليل العقبات أمام سبل إدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المدمّر و الدعوة إلى حلّ دبلوماسى فى الحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله فى لبنان، حيث امتنعت الولايات المتّحدة حتى الآن عن الدعوة إلى وقف فورى لإطلاق النار.
قال بايدن للصحفيين بعد وصوله الأسبوع الماضى إلى ألمانيا: «حان الوقت لتنتهى هذه الحرب ويعود الرهائن، وهذا ما نحن مستعدون للقيام به، وأنا سأرسل أنتونى بلينكن إلى إسرائيل»، على ما يبدو أن هناك إصراراً أمريكيا ظاهرياً على التوصل إلى تهدئة باعتبار أن الأمر سيدعم موقف مرشحة الحزب الديمقراطي، كامالا هاريس، فى الانتخابات الأمريكية بعد أيام قليلة.
لكن الشاهد أنه لا جديد، ففى ملف غزة مثلا كل مرة يناقش وزير الخارجية الأمريكى محاولات استئناف المفاوضات بشأن صفقة تبادل المحتجزين بأسرى فى سجون الاحتلال، والترويج لخطة اليوم التالى فى غزة، والنتيجة تساوى صفر بسبب تعنت نتنياهو، ربما الجديد الذى يضاف هذه المرة هو فقط مناقشة الحرب فى لبنان، و أيضا دون جدوى، إلى جانب مناقشة الرد الإسرائيلى المرتقب على إيران.
دائما تكون العقبة أن نتنياهو لا يستجيب للضغوط الدولية لإنهاء الحرب، وهذا واضح للعالم حتى حلفاء واشنطن وإسرائيل يعلمون ذلك جيدا فسبق أن أعرب مفوض السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل عن أسفه لعدم وجود أى قوة قادرة على وقف رئيس نتنياهو فى غزة ولبنان عندما قال لمجموعة صغيرة من الصحفيين أثناء حضوره اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: «ما نفعله هو ممارسة كل الضغوط الدبلوماسية لوقف إطلاق النار، لكن لا يبدو أن أحدا يملك القدرة على وقف نتنياهو، لا فى غزة ولا فى الضفة الغربية» وقال «بوريل»، إن نتنياهو كان واضحا فى أن الإسرائيليين لن يتوقفوا حتى يتم تدمير حزب الله تماما كما يحدث فى غزة ضد حماس، وإذا كان تفسير التدمير هو نفسه ما حدث مع حماس، فنحن ذاهبون إلى حرب طويلة، ودعا «بوريل» إلى تنويع الجهود الدبلوماسية بعيدا عن الولايات المتحدة التى حاولت دون جدوى معترفا بفشل واشنطن قائلا: حاولت مرات عدة، ولم تنجح.
فى رأيى أنه لا يمكن النظر بتفاؤل لزيارة بلينكن الـ 11 للمنطقة، وأتوقع أن تمر كسابقاتها والنتيجة أيضا ستكون أيضا صفر، أمام عدم القدرة على وقف نتنياهو، وأتصور أن بايدن وبلينكن يعلمان النتيجة مسبقة ويعلمون أيضا أن واشنطن فى كل و أى حال لن تتخلى عن إسرائيل و ما يحدث فقط مجرد استهلاك للوقت قبل الانتخابات الأمريكية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الانتخابات الأمريكية يا خبر د حسام فاروق وزير الخارجية الأمريكي العدوان الإسرائيلى قطاع غزة فى غزة
إقرأ أيضاً:
اوساط عسكرية اسرائيلية: سلوك نتنياهو يعكس بوضوح عدم وجود نية لإنهاء الحرب
#سواليف
ترى #أوساط_عسكرية_إسرائيلية أن سلوك رئيس الوزراء بنيامين #نتنياهو يعكس بوضوح عدم وجود أي نية حقيقية لديه لإنهاء #الحرب، معتبرة أن تصرفاته تقود إلى استنتاج واحد: لا أمل في وقف دائم لإطلاق النار.
فيما لا يزال كبار المسؤولين الإسرائيليين والعرب متفائلين بشأن فرص التوصل إلى اتفاق جزئي بشأن مخطط #ويتكوف في القريب العاجل.
هذا في حين تمارس الدول الوسيطة، مصر وقطر والولايات المتحدة، ضغوطًا على طرفي #المفاوضات للموافقة على تنازلات إضافية.
مقالات ذات صلةلكن مسؤولين إسرائيليين يقولون إن نتنياهو يتصرف كما لو أنه لا ينوي، مرة أخرى، السماح لوقف إطلاق النار المؤقت بأن يصبح دائما و #إنهاء_الحرب في قطاع #غزة.
تجري بعض المحادثات بشأن صفقة محتملة في جزيرة سردينيا ، قبالة سواحل إيطاليا، وقد استضافت الجزيرة سلسلة من الاجتماعات في الأسابيع الأخيرة بين كبار المسؤولين من قطر وإسرائيل والولايات المتحدة، ورغم مغادرة رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، البلاد إلا أن المحادثات مستمرة بين كبار المسؤولين من جميع الأطراف.
ونقلت صحيفة يديعوت احرنوت عن مصدر قوله إن القصة برمتها هي أن نتنياهو يُصر على اتفاق جزئي، في المقابل، يحاول الآن الحصول على ما يُمكنه من هذا الاتفاق. ولو أراد اتفاق نهائي لما كانت هناك حاجة للقتال على 800 أو 900 متر وما شابه ذلك”.
واضاف المصدر: “نتنياهو يتخذ جميع الإجراءات التي قد تؤدي إلى استئناف القتال فورًا، ربما ليس قتالًا عنيفًا، بل شيئًا مشابهًا لما نراه اليوم”.
ووفقًا للمصدر ومصادر أخرى في المؤسسة الأمنية، “سيجد نتنياهو دليلًا على أن حماس انتهكت وقف إطلاق النار في مكان ما لانتهاكه بنفسه، ولن يُغلق الملف”.