لا بأس من حديث عن هدنة، لكن لا حل يلوح في الأفق لإنهاء الحرب، أو إن شئت وكنت حالماً فتقول متى سيفي المجتمع الدولي وأمريكا لتعهداتهم تجاه أوسلو وحل الدولتين، وإعطاء الفلسطنيين حقوقهم المنهوبة، بعدما قدموا التنازلات لسلام لم يتحقق بعد، ووعود دولية وضمانات أمريكية ذهبت طي النسيان، النسيان، إنه آفة الزمان، أو التناسي عن حقوق شعب عانى الأمرين تحت حكم إسرائيل، الفاشية الجديدة في وصف أحد الساسة، أو إن شئت فقل هتلر هذا الزمان ما يدعى بنتنياهو في وصف أحد الزعماء، أنه المتغطرس الحالم بإسرائيل الكبرى على حساب أرض العروبة من غزة يفتح جبهة أخرى هي لبنان ناهيك عن جبهة سوريا واليمن.
يناضل الشعب الفلسطيني ضد هذا المحتل الغاشم الذي أتى إلى أرض العروبة فلسطين منذ قرابة الثماني عقود من دول شتات، ومنهم الناجين من المحرقه الأوروبية، التي لاحقا ستدعمهم بكل أنواع الدعم ليس حبا لهم وإنما لضمان عدم عودتهم الي أوروبا، لأن الغرب يعلم تماما بأن الخراب والدمار يأتي مع أتيانهم، وأفكارهم الهدامة الإرهابية ضد أوطان وشعوب العالم بأسره، ليقيم ويبسط سيطرته على أرض ليس لأجداده ولا حتى لآبائه، فكما قال الأمين العام للأمم المتحده أنطونيو غوتيريش، لن تستطيع فهم ما جرى في السابع من أكتوبر وأسبابه دون الرجوع إلى سبع عقود من إذلال إسرائيل للشعب الفلسطيني، وإهانة كرامته ومقدراته ومقدسات المسلمين، ثم جاء الطوفان، جاء ليعيد ترتيب كل شي، وليعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة مرة أخرى، فالدولة الفلسطنية التي وعدت أمريكا والغرب بإقامتها في حال توقيع أوسلو لم تذكر إلا في اللغو الدبلوماسي، وما أدراك ما اللغو الدبلوماسي حيث كل شيء تحت وقع الضحك والابتسامات الصفراء التي تظهر عكس ما تبطن وتعد ما لا يتحقق.
فجاء الطوفان، جاء ليقول بأن التاريخ لا يعطي صفحاته للأيدي الواهنة، وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وأن لهذه الأرض أصحاب، وأنه لا أمان لهذا المحتل في أرض العروبة ما لم يكن هناك حل عادل للقضية الفلسطينية.
فبنضال الشعب الفلسطيني، النضال وليس الجهاد لتحسس الليبراليون الجدد لمصطلح إرهابي كالجهاد، وبفضل هذا النضال تخسر إسرائيل قوة الردع التي لطالما تغنت بها وصدعونا صباح مساء بالقوة النووية التكنولوجيا التي لا تقهر، فالسابع من أكتوبر وضع أنف الكيان الصهيوني في التراب، ليعلم العالم من هم أصحاب الأرض الأصليين، وأن ما كانت تنوي إسرائيل فعله بالإتيان بالأبقار الحمر في خرافة نكراء ، والهيكل المزعوم ونية هدم المسجد الأقصى وحلم إسرائيل الكبرى، سوف يواجه بصخرة صلبه أسمها المقاومه، المقاومه المشروعه لاصحاب الأرض، ضد الغزاة المغتصبين للأرض، والعرض، والكرامه، والمقدسات.
إن التاريخ والساسه والخبراء سوف يقفون طويلا لدراسة كيف نجحت المقاومه من إزلال إسرائيل وخرقها عسكريا فضلا عن الإختراق التكنولوجي، رغم الخلل الهائل في ميزان القوي لصالح إسرائيل، فرغم الدعم الأمريكي العسكري والمالي والإستخباري والدبلوماسي، لم تنجح أسرائيل في أستعاده الأموات فضلا عن الأحياء من أسري إسرائيل لدي حماس.
إنها الإرادة يا سادة، والعزيمة التي لا يضعفها موت قائد أو اثنين إنه لجهاد نصر أو استشهاد، فكل مقاوم سيقاتل حتى الرمق الأخير أسوة بقائدهم الشهيد البطل يحي السنوار الذي بث الرعب في جنود الإحتلال هوه ورجاله، وصار أسطوره عالميه بعد استشهاده الأسطوري وقتاله في الصف الأول من رجاله، وليس مختبأ كما صوره أعدائه، إن مشهد أستشهاد السنوار يقول إن المقاومه ستبقي ما بقي الإحتلال، تقول حماس وحاضنتها.
فاليوم يعيش الفلسطيني، أطول حربا ضده منذ نشاه إسرائيل علي أرضه، فها نحن دخلنا العام الثاني للحرب الإسرائلية علي الشعب الفلسطيني، حربا عبثية أكلت الأخضر واليابس، سياسة عبرانية قديمة وهي سياسه الأرض المحروقة، دمر وأقتل ما تشاء وحيث تشاء فهناك ضوء أخضر أمريكي ودعم غربي وصمت للمجتمع الدولي والعربي، فالكل مشغول بملفات بلاده ولا يريد الدخول في حرب تقضي علي كل ما أنجزت هذه الدول.
أين الدول الرائدة لحقوق الإنسان؟ أين الدول التي كانت تنصب نفسها وصية على حقوق الإنسان وصون كرامته؟ أين الدول التي كانت تقف وتنذر وتتوعد كل من يجرؤ على المساس بتلك الحقوق؟
لقد انفضح كل مزاعم الغرب تجاه الديمقراطية وحقوق الإنسان بعد السابع من أكتوبر، فإذا سألت مسؤلا أمريكيا أو غربيا، أليس أول حقوق الإنسان وأهمها هي حياته؟ إذن لماذا يقف العالم متفرجا علي المذابح والإباده في فلسطين؟ لماذا يشاهد الغرب تقطيع لحم الفلسطيني وشوائه على الهواء؟فعند طرح سؤال مثل هذا، أو مشابها له .. فصمت مثل صمت القبور..
فهذا سؤال مفسد للمسارات.. دعك منه فالعالم منشغل بالحرب الروسية الأوكرانية؟ فهؤلاء شعوب من الطراز الأول أو ما وصفهم البعض بأصحاب العيون الزرقاء.
وفي الختام أريد القول بأن الحل العادل للقضية الفلسطينية وإعطاء الفلسطيني حقوقه المشروعة هو السبيل الوحيد للاستقرار في الشرق الأوسط واستقرار إسرائيل، وإنهاء جبهات الإسناد من لبنان واليمن وسوريا والعراق وغيرها من الجبهات، وعودة الحياة إلى طبيعتها، وإعطاء الفرصة لإعادة الإعمار في كل البلدان والجبهات.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فلسطين حقوق الإنسان حل الدولتين
إقرأ أيضاً:
أولمرت يستنجد بترامب للضغط على نتنياهو ويؤيد حل الدولتين
ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت باستمرار الحرب على قطاع غزة من أجل "مكاسب شخصية"، مؤكدا أنه يتعين على الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضغط لوقفها، وأعلن تأييده حل الدولتين كضامن وحيد للسلام الدائم.
وفي مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، أكد أولمرت الذي تولى رئاسة الوزراء بين 2006 و2009 أن نفوذ الولايات المتحدة على الحكومة الإسرائيلية يفوق "جميع القوى الأخرى مجتمعة"، معتبرا أن ترامب "يمكن أن يُحدث فرقا".
وانتقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لـ"فشله التام" في حماية شعبه من هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأكد أن نتنياهو صعّد الحرب على قطاع غزة منذ مارس/آذار 2025 بدعم من أحزاب اليمين المتطرف، التي تشكل غالبية حكومته، بهدف "تحقيق مكاسب شخصية".
واعتبر أنه "إذا لم تُنقذ الحرب الرهائن ولم تتمكن من القضاء على حماس خلال هذه الأشهر العشرين من القتال المتواصل، وإذا أدت في النتيجة إلى مقتل جنود، وربما رهائن، وفلسطينيين أبرياء ليسوا طرفا فيها، فهي في رأيي جريمة".
وأضاف أولمرت الذي كان شخصية بارزة في حزب الليكود الذي ينتمي إليه خلفه ومنافسه التقليدي نتنياهو، "هذا أمر يجب إدانته.. إنه أمر لا يُمكن السكوت عنه على الإطلاق".
حل الدولتينورحّب أولمرت بانعقاد المؤتمر الدولي حول حل الدولتين من 17 إلى 21 يونيو/حزيران الجاري في نيويورك برئاسة فرنسا والسعودية بهدف التوصل إلى حل سلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
إعلانوأكد أولمرت، أحد الأصوات القليلة في إسرائيل والتي تدعم هذا المشروع، "أنا سعيد للغاية بوجود هذا التحالف العالمي من أجل حل الدولتين"، مشيرا إلى "أنه من المهم للغاية تزويد الأميركيين بالبنية التحتية والتمويل وإطار الدعم الدولي".
وأضاف "ننتظر أن يقوم الرئيس ترامب باستدعاء نتنياهو (..) إلى المكتب البيضاوي أمام الكاميرات"، وأن يقول له "يكفي"، إذ "لا شيء مستحيل مع ترامب".
وفي إطار استمرار الولايات المتحدة في حماية حليفتها إسرائيل، استخدمت قبل بضعة أيام حقّ النقض (الفيتو) ضدّ مشروع قرار يدعو لوقف إطلاق النار في غزة وإتاحة دخول المساعدات الإنسانية بدون قيود إلى القطاع المحاصر.
ودعا أولمرت، إلى جانب وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق ناصر القدوة، إلى خطة سلام تتضمن إقامة دولة فلسطينية مجاورة لإسرائيل، يتنازل فيها كل طرف عن 4.4% من أراضيه للآخر.
وتضم إسرائيل، بحسب الخطة التي كُشف عنها العام الماضي، المستوطنات اليهودية الرئيسية في الضفة الغربية بما في ذلك المناطق المحيطة بالقدس.
في المقابل، تتنازل إسرائيل عن مساحة مماثلة من أراضيها للدولة الفلسطينية المستقبلية. كما تؤيد خطة أولمرت-القدوة السيادة المشتركة على البلدة القديمة في القدس، مع وصاية تشمل الجانبين.
"التخلص من الاثنين"وقال أولمرت، الذي أمضى أكثر من عام في السجن (2016-2017) بعد إدانته بفضائح فساد أنهت مسيرته السياسية، إن مثل هذه الخطة "عملية وقابلة للتنفيذ وملائمة وصالحة وحقيقية.. وتتطلب قادة تتوفر لديهم الإرادة من كلا الجانبين".
وقال القدوة، ابن أخت الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، لوكالة الصحافة الفرنسية إن إقامة دولتين هي اليوم "الحل الوحيد الممكن".
وتنقل القدوة إلى باريس للترويج لخطته المشتركة مع أولمرت خلال مؤتمر نظمته مؤسسة جان جوريس اليوم الثلاثاء.
إعلانلكن القدوة اعتبر أنه "لا أمل في تحقيق تقدم جدي مع الحكومة الإسرائيلية الحالية والقيادة الفلسطينية الحالية"، في إشارة إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يتولى هذا المنصب منذ عقدين.
وأكد القدوة "علينا التخلص من الاثنين، وهذا ما سيحدث"، واصفا القيادة الفلسطينية بأنها "فاسدة وغير كفؤة".