استبعد نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري إنشر، الأحد، إمكانية نجاح أي جولة حالية من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، وقال في مقابلة مع قناة "الحرة"، إن المقترحات الجديدة التي تهدف إلى وقف قصير الأمد لإطلاق النار مقابل الإفراج عن عدد محدود من السجناء الفلسطينيين تفتح المجال لبعض الاحتمالات، لكنها تصطدم بجمود في المواقف السياسية سواء في الولايات المتحدة أو إسرائيل.

ونقلت وكالة رويترز الأحد عن مسؤول مطلع أن مدير المخابرات المركزية الأميركية ورئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ورئيس الوزراء القطري يجتمعون الأحد في الدوحة لبدء مفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق جديد قصير الأمد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأضاف المسؤول أن المحادثات تهدف إلى إقناع إسرائيل وحماس بالموافقة على وقف القتال في قطاع غزة لمدة تقل عن شهر، على أمل أن يؤدي ذلك إلى اتفاق أكثر استدامة.

لكن إنشر أعرب عن تشاؤمه إزاء إمكانية نجاح هذه الجهود، وقال إن إسرائيل بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لا تمتلك حافزا سياسيا كافيا للمضي قدما نحو وقف إطلاق النار، إذ تواجه حكومة نتانياهو ضغوطًا معاكسة من داخل تحالفه الذي يدعو لتكثيف الإجراءات العسكرية في غزة، فضلا عن التعامل مع التهديدات من جانب إيران.

وأضاف إنشر أنه لا يرى أي ميل من جانب حماس للإفراج عن الرهائن، رغم أن ذلك قد ينهي الأزمة الإنسانية والسياسية الراهنة، معتبرا أن استمرار احتجاز الرهائن يمثل "جريمة حرب".

وتقود الولايات المتحدة وقطر ومصر مفاوضات لإنهاء الحرب التي اندلعت بعد أن شنت حماس هجوما على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة في غزة.

ويقول مسؤولو الصحة في قطاع غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية اللاحقة على القطاع تسببت حتى الآن في مقتل ما يقرب من 43 ألف شخص وتدمير القطاع المكتظ بالسكان.

تأثير مقتل السنوار على المفاوضات

في ما يتعلق بمدى تأثير مقتل قائد حماس، يحيى السنوار، على المفاوضات، أشار إنشر إلى أن هذا التطور قد يزيد من صعوبة اتخاذ القرار داخل حركة حماس، إذ أن تغييرات القيادة المفاجئة تتسبب عادة في إرباك عمليات صنع القرار.

وتوقع أن تكون هذه العقبات أكبر مع احتمال وجود تعليمات أصدرها السنوار قبل مقتله، مشيرا إلى قلقه بشأن مصير الرهائن، حيث يعتقد أن بعضهم قد يكون قد قتل.

    View this post on Instagram           

A post shared by قناة الحرة | Alhurra (@alhurranews)

 التنازلات المؤلمة الممكنة

وبعد أقل من أسبوع على توليه منصبه، عقد رئيس المخابرات المصرية الجديد، حسن رشاد،  اجتماعا، الأحد، مع رئيس الشاباك، رونين بار،، حسبما ذكر موقع أكسيوس.

وخلال اللقاء اقترح المصريون، بحسب ما نقله أكسيوس عن مصدر وصفه بالمطلع على المحادثات، البدء بـ "صفقة صغيرة" تتضمن إطلاق سراح عدد محدود من الرهائن المحتجزين لدى حماس، مقابل أيام قليلة من وقف إطلاق النار في غزة.

أول تعليق للسيسي على "هدنة اليومين" في غزة قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، إن بلاده أطلقت خلال الأيام الماضية مبادرة تهدف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لمدة يومين.

وأخبر رئيس المخابرات المصري بار أن "الصفقة الصغيرة" ستتبعها مفاوضات متجددة حول اتفاق أشمل للرهائن ووقف إطلاق النار.

وأيد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الفكرة المصرية بينما عارضها الوزيران القوميان المتطرفان، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد إنه يجب تقديم "تنازلات مؤلمة" لتأمين استعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية وحدها لن تحقق أهداف الحرب.

وطرح إنشر بعض السيناريوهات التي قد تضطر إسرائيل إلى النظر فيها ضمن إطار التنازلات "المؤلمة" التي قد تكون شرطاً للإفراج عن الرهائن.

ووفقاً له، قد تشمل هذه التنازلات السماح بنوع من الحكم الذاتي الفلسطيني في بعض المناطق، والإفراج عن أعداد كبيرة من السجناء الفلسطينيين، وتقليص الأنشطة الأمنية الإسرائيلية في الضفة الغربية، بالإضافة إلى السماح لبعض الفلسطينيين بالعودة إلى مناطق شمال غزة، وربما إمكانية السماح لبعض قادة حماس بمغادرة غزة كجزء من اتفاق شامل.

صحيفة تكشف عرضا إسرائيليا لعناصر حماس بعد مقتل السنوار كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن كبير المفاوضين الإسرائيليين قدم عرضاً جديداً لأعضاء حماس بشأن وقف إطلاق النار يتمثل في إمكانية منحهم ممرًا آمنًا إلى دولة أخرى إذا ألقوا أسلحتهم وأطلقوا سراح الرهائن. دور الوساطة المصرية والأميركية

وأشاد إنشر بالجهود التي تبذلها مصر والولايات المتحدة. كما اعتبر أن تصريح غالانت بشأن الاستعداد لتقديم "تنازلات مؤلمة" هو خطوة مهمة تشير إلى مرونة نسبية في موقف إسرائيل، لكنها تواجه قيودا في ظل الظروف السياسية الحالية.

وأوضح إنشر أن الضغط الأميركي لدفع عجلة المفاوضات قد يكون محدودا في الوقت الراهن، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، إذ يُعتبر الملف الإسرائيلي الفلسطيني حساسا على المستوى السياسي الداخلي.

ويضيف أن هناك محاولات إبداعية من قبل الوسيطين المصري والأميركي لطرح مقترحات جديدة، لكنها تفتقر إلى الضغوط السياسية الكافية لتحقيق اختراق حقيقي قبل الانتخابات.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار فی قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

إطلاق سراح أول دفعة من الرهائن الإسرائيليين في إطار اتفاق وقف إطلاق النار

أعلن الصليب الأحمر، الإثنين، عن تسلمه أول دفعة من الرهائن الإسرائيليين المفرج عنهم، والتي تضم 7 أفراد من شمال قطاع غزة. وتأتي هذه الخطوة في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.

وفي وقت سابق، نشرت حركة حماس قائمة بأسماء 20 من الرهائن الإسرائيليين الذين سيتم إطلاق سراحهم خلال هذه المرحلة، بما في ذلك باار أبراهام كوبرشتاين وأفيتار دافيد ويوسف حاييم أوحانا وعدد من الآخرين.

وتمت عملية الإفراج عن هؤلاء الرهائن بالتوازي مع الإفراج عن 250 معتقلًا فلسطينيًا و1700 آخرين تم اعتقالهم من قبل إسرائيل في غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023.

من جانبه، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عودة الرهائن بأنها “حدث تاريخي”، معربًا عن مشاعر مختلطة من “الحزن” و”الفرح” في هذه اللحظة الفارقة.

في سياق متصل، أكدت مصادر أن حركة حماس أكملت استعداداتها لتسليم باقي الرهائن، لكنها لا تزال تطالب بالإفراج عن قادة فلسطينيين بارزين معتقلين لدى إسرائيل. في المقابل، شددت إسرائيل على أن الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين سيتم بعد التأكد من هوية الرهائن المفرج عنهم.

تواصلت العملية أيضًا عبر معبر كرم أبو سالم، حيث دخلت شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية إلى جنوب إسرائيل، بينما تنتظر شاحنات أخرى عند معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر.

آلاف الإسرائيليين ينتظرون بفارغ الصبر الإفراج عن الرهائن في غزة

تجمع الآلاف من الإسرائيليين في “ساحة الرهائن” وسط تل أبيب، بترقب شديد انتظارًا لتحرير الأسرى الذين قضوا أكثر من عامين في قبضة حركة “حماس” في قطاع غزة.

وأفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلية بأن أقارب الأسرى تجمعوا أيضًا في قاعدة ريم الجوية جنوب إسرائيل، حيث من المتوقع وصول الأسرى المفرج عنهم.

في صباح اليوم الاثنين، نشرت حركة حماس قائمة بأسماء 20 أسيرًا إسرائيليًا من الأحياء المقرر الإفراج عنهم ضمن صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل. ومن المتوقع أن يتم إطلاق سراح أول دفعة من الرهائن في الساعة الثامنة صباحًا بتوقيت المنطقة.

هيئة البث الإسرائيلية ذكرت أن عملية الإفراج عن الأسرى ستتم على ثلاث مراحل في نقاط محددة داخل قطاع غزة. كما أفادت بأن تنسيقًا أوليًا تم بين حركة حماس واللجنة الدولية للصليب الأحمر استعدادًا لإتمام عملية الإفراج.

من جانبه، أكد منسق شؤون الأسرى الإسرائيليين أن الصليب الأحمر استكمل استعداداته اللوجستية لهذه العملية، مشيرًا إلى أن قافلة المنظمة ستضم ما بين 8 إلى 10 مركبات لنقل الأسرى المفرج عنهم.

مقالات مشابهة

  • بعد 24 ساعة من قمة شرم الشيخ.. إسرائيل تخرق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين: عدم تحرير الجثث في غزة خرق لاتفاق وقف إطلاق النار
  • غضب في إسرائيل بسبب إعادة الجثث من غزة.. والصليب الأحمر يعلق
  • أول تعقيب من إسرائيل على خروقاتها لاتفاق وقف النار في غزة
  • إسرائيل تتسلم جثث أربعة رهائن كانوا محتجزين في غزة
  • الاحتلال يفرج عن 1968 معتقلاً فلسطينيًا مقابل 20 رهينة
  • حماس: تسليم الرهائن الأحياء الـ 20 تنفيذًا لخطة "ترامب"
  • إطلاق سراح أول دفعة من الرهائن الإسرائيليين في إطار اتفاق وقف إطلاق النار
  • إطلاق سراح أول دفعة من الرهائن الإسرائيليين
  • ترامب: حرب غزة انتهت.. ووقف إطلاق النار سيصمد