تشمل الزيارة لقاءات مع مسؤولين في الحكومة البريطانية، وأعضاء البرلمان ومجلس اللوردات، إضافةً إلى عدد من المنظمات الإنسانية والحقوقية، كما سيلتقي حمدوك بمنظمات السودانيين في المملكة المتحدة.

الخرطوم: التغيير

من المقرر أن يبدأ رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) عبدالله حمدوك، اليوم الإثنين، زيارة إلى المملكة المتحدة، في إطار جهود التنسيقية لجذب الانتباه الدولي إلى الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب في السودان.

وتهدف الزيارة، بحسب تعميم صحفي للجنة الإعلامية للتنسيقية، إلى حشد الدعم الدولي لمعالجة الكارثة الإنسانية التي طالت ملايين السودانيين والعمل على تحقيق السلام ووقف النزاع المسلح في البلاد.

وتشمل الزيارة لقاءات مع مسؤولين في الحكومة البريطانية، وأعضاء البرلمان ومجلس اللوردات، إضافةً إلى عدد من المنظمات الإنسانية والحقوقية، كما سيلتقي حمدوك بمنظمات السودانيين في المملكة المتحدة.

ويُنتظر أن يخاطب رئيس تنسيقية (تقدم) قمة أفريقيا السنوية التي تنظمها صحيفة “فاينانشيال تايمز” وفعالية أخرى ينظمها المعهد الملكي للشؤون الدولية، حول “أولويات المدنيين في إنهاء الحرب في السودان”.

وأوضح التعميم أن تنسيقية (تقدم) تركز على توحيد أصوات السودانيين المناهضين للحرب، وتسعى في جهودها الداخلية والخارجية لحماية المدنيين ووقف الانتهاكات ضدهم، ومحاسبة مرتكبيها، وتأمين المساعدات الإنسانية، مع السعي نحو تحقيق سلام شامل ومستدام في البلاد.

الوسومالأزمة الإنسانية في السودان المملكة المتحدة بريطانيا عبد الله حمدوك

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأزمة الإنسانية في السودان المملكة المتحدة بريطانيا عبد الله حمدوك المملکة المتحدة فی السودان

إقرأ أيضاً:

هل تمهّد التطورات الاخيرة في إنهاء حرب السودان المنسية؟

حسب الرسول العوض ابراهيم

شهد السودان في الأيام القليلة الماضية تطورات متسارعة على المستويين الداخلي والخارجي، كان لها أثر مباشر على مسار الحرب المستمرة منذ 15 أبريل 2023، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. فرغم شدة هذه الحرب وما خلّفته من دمار ومعاناة إنسانية، تراجع الاهتمام بها تدريجياً، في ظل تطورات سياسية وأمنية فرضت نفسها على المشهد، ودفعت الحرب إلى خلفية الأحداث.

في الداخل، عاد الجدل بقوة حول تشكيل حكومة كامل إدريس، ما أدى إلى تصاعد التوترات داخل تحالف بورتسودان، الذي يضم الجيش وبعض حركات دارفور وقوى من النظام السابق. هذا التحالف، الذي تشكّل كواجهة للحكم، سرعان ما أصبح ساحة للصراعات والمصالح المتضاربة، ووصل الأمر إلى تبادل الاتهامات وتسريب الاجتماعات السرية، مما كشف عن هشاشته وضعف انسجام مكوّناته.

تشكيل الحكومة الجديدة أصبح أكبر عقبة أمام أي قرار سياسي حاسم، سواء باتجاه استمرار الحرب أو الذهاب نحو التفاوض. فقد دخلت على خط الصراع قوى ومليشيات وكتل سياسية جديدة، أبرزها ما يُعرف شعبياً بـ”تحالف الموز”، وهو التحالف الذي دعم انقلاب 25 أكتوبر ضد حكومة حمدوك. هذا التحالف، الذي شعر بالتهميش، رأى في ارتباك كامل إدريس فرصة للعودة إلى دائرة التأثير، مما زاد الضغوط عليه.

على الأرض، أحرزت قوات الدعم السريع تقدماً مقلقاً في المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا، وبعض المناطق المحيطة به، وسط أنباء عن انسحاب القوات المشتركة من تلك المنطقة، ما سمح لقوات الدعم السريع بالتمركز هناك. وترافقت هذه الخطوة مع تهديدات باجتياح الولاية الشمالية، وهو ما زاد من توتر المشهد، وأثار تكهنات بترتيبات جديدة قد تُغيّر موازين القوى.

بعض المراقبين تحدثوا عن فتح “طريق عودة” بين الدعم السريع وبعض حركات دارفور المتحالفة مع الجيش، خاصة بعد كلمات التودد التي أطلقها حميدتي في خطابه الأخير. ويرى آخرون أن هذه التطورات قد تكون وسيلة ضغط على سلطات بورتسودان، لتثنيها عن تقليص حصة تلك الحركات في الحكومة المقبلة.

كان لظهور حميدتي وسط حشد منظّم من قواته دلالات واضحة، أبرزها إظهار الجاهزية لمرحلة جديدة. في خطابه، دعا حركات دارفور إلى فك ارتباطها بتحالف الجيش والانضمام إلى قواته، كما قدم اعتذاراً مبطناً عن الانتهاكات التي ارتكبتها قواته في الخرطوم والجزيرة وسنار والنيل الأبيض. غير أن هذه الاعتذارات وبتلك الرسائل لا تكفي لتجاوز الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في المناطق التي كانت تسيطر عليها .

كما وجّه حميدتي رسائل طمأنة إلى مصر، في محاولة لتحييد موقفها من الصراع وهو يعلم انها من اكبر داعمي سلطة بورتسودان، إلا أن من المستبعد أن تُغير القاهرة موقفها الداعم لسلطة بورتسودان بمثل هذه الرسائل، نظراً لتشابك مصالحها الكبيرة مع تلك السلطة .

خارجياً، كان اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران الحدث الأبرز. هذا الصراع الإقليمي الكبير شتّت انتباه القوى الداعمة لأطراف الحرب في السودان، مما ساهم في خفوت صوت الحرب داخلياً. ورغم اعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل إلا أن نتائج الحرب أضعفت إيران بعد تعرضها لهزيمة قصمت ظهرها ، وهي أحد الداعمين المهمين لتحالف بورتسودان، ما قد يؤدي إلى إعادة النظر في بعض التحالفات داخل السودان.

الانشغال الدولي بالحرب في الشرق الأوسط قد يمنح السودان فرصة نادرة لتعديل المسار، وقد يدفع بعض الأطراف للتفكير بجدية في تسوية سياسية تحفظ ما تبقى من نفوذها ومصالحها.

في المجمل، يمكن القول إن هذه التطورات المتسارعة، وإن لم تُنهِ الحرب بشكل مباشر، إلا أنها ساهمت في تفكيك بعض ملامحها، وفتحت الباب أمام مشهد جديد. وقد تكون هذه المرحلة فرصة لإعادة تقييم الخيارات، والسعي نحو تسوية سياسية تُنهي هذا الصراع الطويل والمنسي، الذي دفع ثمنه الشعب السوداني من أمنه ولقمة عيشه ومستقبل أجياله.

ولعلّ القول المأثور ينطبق على هذا الحال:
“مصائب قوم عند قوم فوائد” فربما تُفضي نتائج الحرب الإقليمية إلى فرصة لسلام داخلي، يكون السودان فيه هو المستفيد الأكبر.

كاتب ومحلل سياسي

الوسومحسب الرسول العوض ابراهيم

مقالات مشابهة

  • بريطانيا ترّحب بتخصيص البنك الدولي منحة لتحسين الكهرباء في سوريا
  • ???? حمدوك يثني على الامارات ولكنه قال أن السعودية طردت السودانيين والكويت أيضا !
  • السودان يطالب المجتمع الدولي بتصنيف ميليشيا الدعم السريع جماعة إرهابية
  • الما عندو حمدوك يشتريلو حمدوك!
  • تقدم إلى محكمة جنوب غرب الأمانة الأخ أيمن علي عبده طالبا إضافة اللقب
  • بن جامع: “الدبلوماسية السبيل الوحيد لمعالجة الملف النووي الإيراني”
  • هل تمهّد التطورات الاخيرة في إنهاء حرب السودان المنسية؟
  • مستشفى العودة تعجّ بالقتلى والجرحى.. مشاهد مأساوية من قلب الكارثة الإنسانية في غزة
  • الأمم المتحدة ترى أن خطر وقوع إبادة جماعية في السودان "مرتفع جدا"
  • حفتر في القاهرة.. فهل تثير الزيارة هواجس الخرطوم؟