جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-31@09:05:54 GMT

مجموعة "بريكس".. وزن وثقل عالمي جديد

تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT

مجموعة 'بريكس'.. وزن وثقل عالمي جديد

 

 

تشو شيوان **

 

لفتت القمة الـ16 لمجموعة بريكس والتي استضافتها مدينة قازان الروسية، الاهتمام الدولي، خصوصًا مع حضور عدد من رؤساء الدول الأعضاء، وخلال حوار قادة "بريكس بلس"، ألقى الرئيس الصيني كلمة مهمة عنوانها "حشد القوة الضخمة لـ"الجنوب العالمي" والعمل سويًا على دفع إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية"، مع الدعوة إلى تعزيز التضامن والتعاون لدول "الجنوب العالمي" لما لهذه الدول من ثقل ووزن عالمي وبالتعاون ستزيد من الفرص التنموية ليس لشعوب دول الجنوب إنما للعالم بأكمله.

ولأول مرة، تُعقد قمة "بريكس" بعد انضمام مصر، وإيران، والإمارات، وإثيوبيا إلى المجموعة؛ مما يضيف زخمًا قويًا لصعود دول "الجنوب العالمي". ويُعزز هذا التوسع من قوة "بريكس بلس"، ويقدم فرصة تاريخية لتحقيق تعاون متعدد الأطراف بشكل أكثر فعالية، حيث يسهم في تحسين آليات الحوار ويعمق التعاون بين الدول الأعضاء، فخلال السنوات العشر الماضية، قدمت آلية "بريكس" للعالم نموذجًا جديدًا للتعاون الدولي، يقوم على الحوار واحترام التنوع والمساواة التجارية. ويمثل هذا الإطار أملًا مشتركًا لجميع الدول التي تتبنى التعددية وتسعى إلى شراكات عادلة ومنصفة في الاقتصاد العالمي.

وبالعودة لخطاب الرئيس شي، فإنني أجده قد أظهر الدور القيادي الثابت للصين عالميًا، وأثبت أن خطط الصين ومبادراتها العالمية ساعية للاستقرار العالمي وسط تخط دولي نتج عنه أزمات إنسانية وسياسية شرقًا وغربًا، وأيضًا فإن اقتراح الصين لبناء "بريكس من أجل السلام" يعني أن دول بريكس يجب أن تكون مثالًا يُحتذى به في تنفيذ مفهوم الأمن العالمي، وأن تقوم دول المجموعة بأدوار كبرى من أجل حماية السلام والأمن العالميين، وهذا يتوافق أيضا مع التطلعات العامة للمجتمع الدولي الذي بات يبحث عن حلول واقعية وأصوات عالمية قوية قادرة على حفظ الأمن العالمي.

لقد شارك الرئيس الصيني شي في اجتماعات قادة "البريكس" على مدار 12 عامًا متتالية؛ حيث قدّم نموذج التعاون "بريكس بلس" وعددًا من المقترحات الهامة التي تعزز التعاون بين دول المجموعة. وخلال حوار "بريكس بلس" هذا العام، دعا الرئيس شي إلى ثلاث مبادرات رئيسية: تعزيز السلام لتحقيق الأمن المشترك، تنشيط التنمية لتحقيق الازدهار للجميع، والنهوض بالحضارات لتعزيز التنوع الثقافي والتناغم.

وباعتبارها الدولة النامية الأكبر، تواصل الصين دعم التضامن بين دول "الجنوب العالمي"، ملتزمة بتعزيز التعددية وتحقيق النمو المشترك. وتظهر المقترحات الصينية جوهرًا منفتحًا على التعاون والتبادل بين مختلف الدول، متجاوزةً الفروقات السياسية والاقتصادية والثقافية بينها. ونتيجة لذلك، تتطلع العديد من دول "الجنوب العالمي" للانضمام إلى آلية التعاون "بريكس"، التي أُسِّست بفضل قيادة الصين ودول أخرى، بهدف مواجهة التحديات التنموية وتحقيق الانتعاش الاقتصادي والتنمية المستدامة.

وفي ظل التغيرات العميقة التي يمر بها العالم لأول مرة منذ قرن، أطلق الرئيس شي جين بينغ ثلاث مبادرات رئيسية هي: مبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، التي حظيت بترحيب واسع. وذكر الرئيس شي في خطابه خلال حوار القادة أنه منذ إطلاق مبادرة التنمية العالمية قبل ثلاث سنوات، تم جمع حوالي 20 مليار دولار أمريكي من صناديق التنمية وتم تنفيذ أكثر من 1100 مشروع في مختلف أنحاء العالم.

أما مبادرة الأمن العالمي، فقد أسهمت بفاعلية في تحقيق استقرار إقليمي ملحوظ وتعزيز السلام في عدة مناطق. وعلى صعيد مبادرة الحضارة العالمية، شجعت على بناء "حديقة حضارية عالمية" حيث يتم تبادل الجمال والثقافات المتنوعة. وتهدف هذه المبادرات إلى تقديم الحكمة الصينية والحلول المبتكرة لدعم مسيرة التحديث العالمية، مما يعود بالفائدة على العديد من الدول حول العالم.

وانطلاقًا من بيانات مختلفة مثل الناتج المحلي الإجمالي، ومساحة الأرض، وعدد السكان، والتجارة الدولية، فإنَّ دول البريكس قد أصبحت قوة مهمة بين دول "الجنوب العالمي"، وتؤدي دورًا أكبر في المجتمع الدولي بالمقارنة مع مجموعة السبع، ومن المؤكد أن آلية التعاون لدول البريكس ستقود اتجاهًا جديدًا للتنمية العالمية في المستقبل، وبالنظر إلى المستقبل، وفي مواجهة الوضع الجديد للتعددية القطبية العالمية وأزمة "الحرب الباردة الجديدة"، يتعين على دول بريكس البحث عن أرضية مشتركة مع الاحتفاظ بالخلافات، والتوحد وتعزيز مكانتها، وخلق وضع جديد للتنمية عالية الجودة لـ"تعاون بريكس الكبرى" من أجل قيادة تطوير وتنشيط "الجنوب العالمي"، حتى تصبح العمود الفقري لبناء عالم أفضل.

** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

سفارة الصين بالقاهرة: خطة عمل للحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي

أعلنت سفارة الصين بالقاهرة، خطة عمل للحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي، والتي تدعو جميع الأطراف إلى اتخاذ إجراءات فعالة على أساس الأهداف والمبادئ المتمثلة في التوجه نحو الخير وخدمة الشعب واحترام السيادة والتوجه نحو التنمية والأمان وقابل للتحكم والعدالة والمنفعة للجميع والانفتاح والتعاون، بما يدفع سويا تنمية وحوكمة الذكاء الاصطناعي في العالم.

وأكدت السفارة- في تقرير وزعته، اليوم الأربعاء أهمية المشاركة الفعالة والتعاون المشترك، لتسريع بناء البنية التحتية الرقمية، واستكشاف آفاق الابتكار العلمي في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعزيز انتشاره وتطبيقه عالميا، وإطلاق إمكانياته الضخمة في دفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمساهمة في تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة عام 2030 ومواجهة التحديات العالمية.

ودعت بكين إلي الدفع نحو التطور المبتكر للذكاء الاصطناعي والالتزام بروح الانفتاح والمشاركة، والتشجيع على الاستكشاف الجريء، وبناء منصات التعاون الدولي المتنوعة في مجال العلوم والتكنولوجيا، وتهيئة بيئة سياسية صديقة للابتكار، وتعزيز التنسيق السياسي والرقابي، وتسهيل التعاون التكنولوجي وتنفيذ مخرجاته، وإزالة الحواجز التقنية، بما يحقق اختراقات مبتكرة وتنمية مستمرة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والتوسع في سيناريوهات التطبيق المنفتح لـ"الذكاء الاصطناعي +"، و العمل علي رفع مستوى التنمية المبتكرة للذكاء الاصطناعي في العالم.

وشددت على ضرورة العمل على تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات الصناعة والاستهلاك والتجارة والرعاية الصحية والتعليم والزراعة والحد من الفقر، وتوسيع استخدامه في السيناريوهات مثل القيادة الذاتية والمدن الذكية، وبناء نظام الاستخدام السليم والمتنوع للذكاء الاصطناعي، فضلا عن الدفع ببناء البنية التحتية الذكية ومشاركتها، والتعاون في تطبيق الذكاء الاصطناعي عبر الحدود، وتبادل أفضل الممارسات، والعمل سويا على استكشاف سبل تمكين الاقتصاد الحقيقي من قبل الذكاء الاصطناعي.

وأكد التقرير أهمية تسريع بناء البنية التحتية الرقمية للطاقة النظيفة والشبكات من الجيل الجديد وقدرات الحوسبة الذكية ومراكز البيانات، واستكمال أنظمة الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية المتكاملة، والدفع ببناء النظام الموحد لقدرة الحوسبة، ودعم كافة الدول، وخاصة دول الجنوب العالمي، لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وخدماته بشكل يتوافق مع ظروفها الوطنية، بما يساعد الجنوب العالمي في التعرف على الذكاء الاصطناعي وتطبيقه بشكل حقيقي، ويحقق التنمية الشاملة للذكاء الاصطناعي.

وطالبت بكين، بالعمل على تهيئة بيئة متنوعة ومنفتحة للابتكار من خلال الاستفادة الكاملة من دور حكومات الدول والأوساط الصناعية والأكاديمية وغيرها من الكيانات والآليات والمنصات، لتعزيز التواصل والحوار الدولي حول حوكمة الذكاء الاصطناعي، وتطوير مجتمعات مفتوحة المصدر عبر الحدود ومنصات مفتوحة المصدر الآمنة والموثوقة، والدفع بمشاركة الموارد الأساسية، وإزالة الحواجز أمام ابتكار وتطبيق التكنولوجيا، وتجنب تكرار الاستثمار وهدر الموارد، بما يضمن وصول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلى الجميع.

وأشارت إلى أهمية الدفع بإنشاء أنظمة الامتثال مفتوحة المصدر، وتحديد وتطبيق قواعد الأمن التقني للمجتمعات مفتوحة المصدر، التشجيع على المشاركة المنفتحة لموارد التطوير، مثل الوثائق التقنية ووثائق الواجهات، والعمل على تهيئة بيئة مفتوحة المصدر مثل التوافق والمواءمة بين المنتجات في كامل السلسلة الصناعية والتواصل والترابط، بما يحقق التدفق الحر للموارد التكنولوجية غير الحساسة.

وشددت على ضرورة العمل على توفير بيانات عالية الجودة والتعاون في التدفق المنتظم للبيانات وفقا للقانون، واستكشاف سبل بناء آلية عالمية لمشاركة البيانات، والتعاون في تطوير قاعدة البيانات عالية الجودة، بما يغذي تنمية الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أهمية العمل على حماية الخصوصية وأمن البيانات، وتعزيز تنوع البيانات اللغوية للذكاء الاصطناعي، وإزالة التمييز والتحيز، لتعزيز وحماية والحفاظ على بيئة الذكاء الاصطناعي وتنوع الحضارة البشرية.

ودعت الصين إلى التعامل الفعال مع قضايا الطاقة والبيئة وذلك من خلال تكريس مفهوم "الذكاء الاصطناعي المستدام"، ودعم الجهود لاستكشاف أنماط تنمية الذكاء الاصطناعي الموفرة للموارد والصديقة للبيئة، والعمل سويا على تحديد معايير كفاءة الذكاء الاصطناعي، وتعميم تقنيات الحوسبة الخضراء مثل الرقائق منخفضة استهلاك الطاقة والخوارزميات عالية الكفاءة وتشجيع الحوار والتعاون حول سبل توفير الطاقة في عملية تطوير الذكاء الاصطناعي.

كما طالبت الصين بدفع الذكاء الاصطناعي لتمكين التحول الأخضر ومواجهة التغير المناخي وحماية التنوع البيولوجي، وتوسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات ذات الصلة، وتعزيز التعاون الدولي ومشاركة أفضل الممارسات، مشيرة إلى أهمية تعزيز التوافق حول المعايير والتنظيمات من خلال دعم الحوار بين أجهزة وضع المعايير في مختلف الدول، بالاعتماد على الاتحاد الدولي للاتصالات والمنظمة الدولية للتقييس واللجنة الكهروتقنية الدولية، مع الاهتمام بدور قطاع الصناعة، والإسراع بإعداد وتعديل المعايير التقنية في المجالات المحورية مثل الأمن والصناعة والأخلاقيات، بما يساهم في بناء نظام المعايير العلمي والشفاف والشامل في مجال الذكاء الاصطناعي.

وأكد التقرير أهمية العمل على إزالة تحيز الخوارزميات، وتحقيق التوازن بين التقدم التقني والوقاية من المخاطر والأخلاقيات الاجتماعية، وتعزيز المواءمة والتكامل بين أنظمة المعايير وكذلك أهمية تطبيق الذكاء الاصطناعي أولا في القطاع العام، وأن يكون القطاع العام في كافة الدول رائدا وقدوة في تطبيق وحوكمة الذكاء الاصطناعي، ويجب العمل على نشر الذكاء الاصطناعي الموثوق في قطاعات الخدمات العامة، مثل الصحة والتعليم والنقل، وتعزيز التعاون الدولي و في الوقت نفسه، إجراء التقييم الدوري لأمن أنظمة الذكاء الاصطناعي، مع احترام حقوق الملكية الفكرية مثل براءة الاختراع وحقوق تأليف البرمجيات.

وشددت على ضرورة الامتثال الصارم لحماية البيانات والخصوصية، واستكشاف سبل المعاملات المشروعة والمنتظمة لبيانات التدريب، والعمل سويا على الاستخدام القانوني والمفتوح للبيانات، ورفع مستوى الإدارة العامة والخدمات العامة.

ولفت التقرير إلى أهمية تعزيز الحوكمة الأمنية للذكاء الاصطناعي، وذلك من التقييم المبكر لمخاطر الذكاء الاصطناعي، وتقديم تدابير وقائية ومستهدفة، وبناء إطار الحوكمة الأمنية ذي التوافق الواسع واستكشاف سبل الإدارة على مستويات وأصناف مختلفة، وبناء نظام التقييم والاختبار لمخاطر الذكاء الاصطناعي، وتعزيز مشاركة معلومات التهديد وبناء آليات مواجهة الطوارئ، واستكمال لوائح حماية البيانات والمعلومات الشخصية، وتعزيز الإدارة لأمن البيانات في عمليات جمع بيانات التدريب وصناعة النماذج وزيادة الاستثمار في البحث والتطوير، وتنفيذ معايير أمن التطوير.

ودعت بكين إلى تعزيز التعاون الدولي في بناء القدرات في مجال الذكاء الاصطناعي ووضعه في موقع بارز ضمن جدول أعمال الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي، وتشجيع الدول الرائدة في هذا المجال على اتخاذ خطوات عملية، مثل التعاون في بناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وإقامة مختبرات مشتركة، وبناء منصات الاعتراف المتبادل للتقييمات الأمنية، وتنظيم البرامج التدريبية لبناء القدرات، وتنظيم الفعاليات لربط العرض بالطلب في مجال الذكاء الاصطناعي، وتطوير مجموعات البيانات عالية الجودة وقواعد البيانات اللغوية عالية الجودة، لدعم الدول النامية في بناء القدرات الشاملة في ابتكار وتطبيق وحوكمة الذكاء الاصطناعي.

وطالبت الصين بإقامة نموذج الحوكمة الشامل بمشاركة الأطراف المتعددة والعمل على دعم إقامة منصات الحوكمة الشاملة التي تقوم على المصلحة العامة وتشارك فيها مختلف الكيانات، وتشجيع شركات الذكاء الاصطناعي من مختلف الدول على إجراء الحوار والتبادل، والاستفادة من التجارب العملية في مختلف مجالات الذكاء الاصطناعي، لدفع التعاون في ابتكار وتطبيق الذكاء الاصطناعي والتعاون في مجالات الأمن والأخلاقيات في السيناريوهات المحددة.

اقرأ أيضاًتمكنك من قياس الملابس افتراضيًا.. «جوجل» تكشف عن ميزة باستخدام الذكاء الاصطناعي

كيف تواكب المؤسسات الدينية الذكاء الاصطناعي دون تفريط في الفتوى؟ مفتي الجمهورية يُجيب

مصروفات كليات الذكاء الاصطناعي 2025.. وتوقعات التنسيق

مقالات مشابهة

  • ترامب يهدد برسوم جمركية على مشترين نفط روسيا وسط تحديات دول بريكس
  • دول «التعاون» تستأثر بنصف قيمة الصكوك الخضراء العالمية
  • «البرازيل ليست حديقة خلفية».. بين تحدي الهيمنة وصعود القوة الناعمة في الجنوب العالمي
  • سفارة الصين بالقاهرة: خطة عمل للحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي
  • الكويت تجدد التزامها بـ«أوبك+» وتراهن على استقرار أسعار النفط العالمية
  • خلال 2024.. إفريقيا وقطاع غزة الأكثر معاناة من الجوع عالميًا
  • ترامب يعلن رفع التعريفات الجمركية العالمية إلى 15%-20% كحد أدنى
  • الرئيس السيسي: أوجه نداءً عالميًا لإنهاء الحرب في غزة
  • «الشورى» يشارك في المؤتمر العالمي لرؤساء البرلمانات بجنيف
  • المؤتمر: توجيهات الرئيس لتحويل مصر لمركز لوجستي عالمي تعزز مكانتها الاقتصادية