أثمرت القمة العمانية الجزائرية التي ترأسها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وأخوه فخامة الرئيس عبدالمجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية اليوم عن نتائج مهمة خاصة فـي تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وفتح آفاق جديدة للتعاون فـي المجالات التعليمية والبحثية والمعرفـية وفـي الخدمات المالية والتشغيل والتدريب وفـي المجالات الإعلامية.
ووقع البلدان 8 مذكرات تفاهم من شأنها أن تفعِّل الكثير من مسارات التعاون. وتبدو مجالات التعاون المطروحة والتي عبر عنها الجانبان بـ «التعاون الممكن» مهيأة جدا نظرا لتقارب الأفكار السياسية بين البلدين، وهي فـي الحقيقة جزء من استراتيجية تبادل الخبرات والمعرفة بين بلدين يشتركان فـي قواسم كثيرة ويتطلعان نحو المستقبل بالحرص نفسه والقيم والمبادئ والأهداف نفسها.وإذا كان التقارب فـي الجوانب السياسية وفـي التعاطي مع القضايا العربية والإقليمية قائما منذ عقود طويلة فإن الزيارة تهدف إلى تكريس ذلك التقارب والتأكيد على التشاور المستمر وتوحيد المواقف السياسية بما يخدم البلدين ويخدم القضايا العربية ويساهم فـي تحقيق الأمن والسلم فـي المنطقة. وعقد الزعيمان الكبيران اليوم جلسة مباحثات رسمية تناولت الأحداث الراهنة فـي المنطقة العربية وتداعياتها على أمن واستقرار المنطقة وتقدم الدول العربية إضافة إلى الأوضاع الإنسانية السيئة التي يعيشها الشعب الفلسطيني نتيجة الحرب الظالمة التي يشنها الكيان الصهيوني منذ أكثر من عام كامل.. والتي تمددت الآن إلى لبنان الذي دخل فـي ظروف إنسانية وأمنية سيئة. وأكد وزير الخارجية معالي السيد بدر البوسعيدي أن العلاقات بين البلدين ستشهد مزيدا من النمو والازدهار خلال المرحلة القادمة، وتحدث معاليه عن آلية لمتابعة المذكرات الموقعة بين البلدين. ورغم أن العلاقات العمانية الجزائرية علاقات قوية وتاريخية وتتسم بتقارب اجتماعي وفكري كبير إلا أن العلاقات الاقتصادية بقيت دون الطموحات ويبدو أن الوقت قد حان فعلا لإحداث تغيير جذري من شأنه أن يعزز التبادل التجاري ويفتح فرصا استثمارية مشتركة بين الجانبين. ويمكن لكل من سلطنة عمان والجزائر أن تستفـيد بشكل عميق من خبرات البلد الثاني. ولدى كل بلد ما يستطيع تقديمه للبلد الآخر من خبرات سياسية واقتصادية وتعليمية وثقافـية وإعلامية. وإذا كانت الإرادة السياسية قوية فـي هذا الجانب فإن المرحلة القادمة ستكون أكثر فاعلية وأسرع انطلاقا نحو المستقبل. |
|
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية:
بین البلدین
إقرأ أيضاً:
ترامب غيّر العلاقات الأميركية العربية
إن الاختراق الاستراتيجي في العلاقات الأميركية الخليجية، والمليارات من الدولارات من الاستثمارات والشراكات الاقتصادية الموقعة، والنجاح الباهر لزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الرياض والدوحة وأبو ظبي، تشكل تحولاً جذرياً في العلاقات الأميركية العربية.
كما وجّه تحذيرًا واضحًا لكلٍّ من إيران وإسرائيل: التردد مكلف وخطير. في الواقع، انطلقت سفينة استثنائية بأشرعة كاملة نحو مستقبل مختلف – معهم أو بدونهم.
أصبح للذكاء السياسي الآن حكمة اقتصادية. أصبحت الرؤية هي البوصلة، وحلّت البراغماتية محل الشعارات والمزايدات والنزاعات الخلافية. فإلى أين تتجه دول الخليج، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عمومًا، في هذه المرحلة الحرجة؟
لنبدأ بتركيا، التي بنى رئيسها رجب طيب أردوغان علاقة ممتازة مع السيد ترامب. وهذا مهم لأن الأخير يُشخصن سياساته ويستخدم التفاهم الشخصي معيارًا للعلاقات بين الدول. لكن هذا لم يأتِ من فراغ.
لقد لعبت تركيا دور الوسيط الرئيسي في تحقيق ثلاث نتائج رئيسية نشهدها في سوريا اليوم.
أولاً، الانهيار السريع لحكم بشار الأسد، والصعود الصاروخي لزعيم هيئة تحرير الشام السابق أحمد الشرع إلى الرئاسة. وتُوِّج هذا التحول باجتماع بين السيد الشرع والسيد ترامب ، الذي أعلن رفع العقوبات عن سوريا بناءً على طلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وبالتنسيق مع السيد أردوغان.
ثانيًا، لعبت تركيا دورًا محوريًا في إجبار روسيا على الخروج من سوريا، مستغلةً انشغالها بالحرب في أوكرانيا. وقد أكسبها هذا مكانةً جديدةً في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
ثالثًا، أُخرجت إيران ووكيلها الرئيسي في سوريا، حزب الله، بطريقة أنهت هيمنة طهران، التي لطالما دعمت الأسد. وأغلقت طرق إمداد حزب الله بالأسلحة الإيرانية في لبنان، وأخمدت مشروع “الهلال الفارسي” الذي أطلقته طهران.
كان السيد أردوغان حاضرًا في الرياض، وإن كان عن بُعد، خلال اجتماع ترامب والشرع. وتجلى الذكاء السياسي الخليجي جليًا في إدراك أن عودة سوريا إلى الحضن العربي لا يمكن أن تتم إلا من خلال تكامل منسق مع تركيا. من جانبها، ترحب أنقرة بالأدوار الجديدة للخليج في سوريا، إذ أدركت أن تعافي البلاد يتطلب استثمارات اقتصادية وجهود إعادة إعمار تتجاوز إمكانياتها بكثير.
تُدرك تركيا أيضًا أن موقعها في سوريا يُفيد علاقتها بإسرائيل. ورغم أن هذه العلاقة تبدو متوترة، إلا أنها في الواقع قائمة على التنسيق والتفاهم الضمني.
في غضون ذلك، أثبت السيد الشرع قدرته على التكيف وبراغماتيته في بناء الشراكات. ففي مقابل رفع العقوبات الأمريكية، التزم بالقضاء على الجماعات المتطرفة مثل داعش، وأبدى استعداده للانضمام إلى اتفاقيات أبرهام. كما أفادت التقارير بأنه أبدى استعداده لقبول منطقة منزوعة السلاح في مرتفعات الجولان، متجاوزًا بذلك المسألة الشائكة حول ما إذا كانت المنطقة سورية أم إسرائيلية.
التحديات التي تواجه السيد الشرع كثيرة. هل هو مستعد أو قادر على كبح جماح الجماعات التي كان ينتمي إليها سابقًا؟ هل يستطيع حماية الأقليات؟ هل يستطيع تلبية المطالب المتعلقة بالسيطرة على السجون؟ هل يستطيع إسكات أعضاء حكومته الذين ما زالوا يتحدثون بلغة الرفض عندما يتعلق الأمر بإسرائيل؟
بينما كانت سوريا نجمة قمة الرياض، حظي لبنان باهتمام أقل. ومع ذلك، فقد ذكره ترامب وقادة الخليج على حد سواء. فلبنان، في نهاية المطاف، مفتاحٌ لبناء سلام أمريكي جديد في المنطقة.
يسعى السيد ترامب إلى بناء نظام أمني إقليمي شامل. وقد عرض على كلٍّ من إيران وإسرائيل خارطة طريق، لكنه لم يتمكن من إقناع أيٍّ منهما بقبولها قبل الزيارة أو خلالها. وبعد فشله في التوصل إلى حلٍّ للصراع في غزة، يُمكن القول إن هذه الزيارة لم تُحقق أهدافها سياسيًا، حتى وإن حققت نجاحًا باهرًا اقتصاديًا.
في هذه العملية، خسرت إسرائيل. أوضحت زيارة السيد ترامب أن الاختراق الاستراتيجي الأمريكي السعودي يمكن تحقيقه دون انضمام الرياض رسميًا إلى اتفاقيات أبرهام. هذه ضربة موجعة لإسرائيل. هذا لا يعني أن التحالف الأمريكي الإسرائيلي في خطر، ولكنه يعني أن الديناميكية السابقة بين البلدين قد تغيرت، لا سيما في ضوء القفزة النوعية في علاقات أمريكا مع الخليج.
في الواقع، حتى وقت قريب، كانت اتفاقيات أبرهام شرطًا أساسيًا للمضي قدمًا. أما اليوم، فهي هدف، وإن لم تعد شرطًا لتحقيق اختراق استراتيجي أمريكي سعودي أو تحول أوسع في العلاقات الأمريكية العربية.
كان السيد ترامب حريصًا على مد يد العون لإيران، حتى مع توطيد علاقاته مع الخليج، الأمر الذي لعب بدوره دورًا إيجابيًا في محاولة تضييق الفجوة بين الموقفين الأمريكي والإيراني، بهدف تجنب المواجهة العسكرية. وكان السيد ترامب صريحًا في دعوة إيران للانضمام إلى قافلة السلام، محمّلًا بحوافز اقتصادية وسياسية واستثمارية. كما أوضح أن المطلوب من طهران ليس مجرد ضبط النفس النووي، بل أيضًا التوقف عن استخدام وكلائها المسلحين في المنطقة.
لقد تأخرت إيران وتواصل المماطلة، مع أن إعلان السيد ترامب رفع العقوبات عن سوريا قد منح طهران أملاً في إمكانية تخفيف العقوبات عليها أيضاً في حال التوصل إلى اتفاق مع واشنطن. مع ذلك، لن يترك الرئيس الأمريكي باب الإغراءات مفتوحاً إلى الأبد.
يريد السيد ترامب أن يشكل البنية الاستراتيجية لنظام إقليمي جديد، ومن غير المرجح أن ينتظر إلى أجل غير مسمى.
ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”
المصدر: ذا ناشيونال

راغدة درغام22 مايو،
2025 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام شرطة تعز تُغلق مصنعاً للخمور وتعتقل صاحبه حماس تحذر من معسكرات اعتقال في جنوب غزة تحت ستار المساعدات مقالات ذات صلة

الوحدة اليمنية.. بين الشعارات والواقع المرير 23 مايو، 2025

حماس تحذر من معسكرات اعتقال في جنوب غزة تحت ستار المساعدات 22 مايو، 2025

شرطة تعز تُغلق مصنعاً للخمور وتعتقل صاحبه 22 مايو، 2025

المنتخب اليمني يُكثف تحضيراته لمواجهة لبنان بعد اكتمال تشكيلته 22 مايو، 2025 اترك تعليقاً إلغاء الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصة

الثورة والوحدة ركائز الجمهورية 22 مايو، 2025 الأخبار الرئيسية

الوحدة اليمنية.. بين الشعارات والواقع المرير 23 مايو، 2025

حماس تحذر من معسكرات اعتقال في جنوب غزة تحت ستار المساعدات 22 مايو، 2025

ترامب غيّر العلاقات الأميركية العربية 22 مايو، 2025

شرطة تعز تُغلق مصنعاً للخمور وتعتقل صاحبه 22 مايو، 2025

المنتخب اليمني يُكثف تحضيراته لمواجهة لبنان بعد اكتمال تشكيلته 22 مايو، 2025 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019

(تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك

الثورة والوحدة ركائز الجمهورية 22 مايو، 2025

مُطيع .. في سيرة وزير خارجية اليمن الديمقراطي 22 مايو، 2025

الاحتفال بالوحدة.. مناسبة شكلية 20 مايو، 2025

على حافة السقوط 19 مايو، 2025

الصفقة الحوثية-الأمريكية.. ماذا بعد؟! 18 مايو، 2025 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 22 ℃ 28º - 20º 15% 3.54 كيلومتر/ساعة 28℃ الجمعة 29℃ السبت 30℃ الأحد 31℃ الأثنين 30℃ الثلاثاء تصفح إيضاً

الوحدة اليمنية.. بين الشعارات والواقع المرير 23 مايو، 2025

حماس تحذر من معسكرات اعتقال في جنوب غزة تحت ستار المساعدات 22 مايو، 2025 الأقسام أخبار محلية 30٬229 غير مصنف 24٬214 الأخبار الرئيسية 16٬472 عربي ودولي 7٬770 غزة 10 اخترنا لكم 7٬367 رياضة 2٬556 كأس العالم 2022 88 اقتصاد 2٬391 كتابات خاصة 2٬176 منوعات 2٬108 مجتمع 1٬934 تراجم وتحليلات 1٬948 ترجمة خاصة 182 تحليل 25 تقارير 1٬703 آراء ومواقف 1٬599 ميديا 1٬526 صحافة 1٬501 حقوق وحريات 1٬406 فكر وثقافة 952 تفاعل 852 فنون 504 الأرصاد 467 بورتريه 68 صورة وخبر 40 كاريكاتير 33 حصري 29 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2025، جميع الحقوق محفوظة | يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019

(تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 3 مايو، 2024 تفحم 100 نخلة و40 خلية نحل في حريق مزرعة بحضرموت شرقي اليمن 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 29 نوفمبر، 2024 الأسطورة البرازيلي رونالدينيو يوافق على افتتاح أكاديميات رياضية في اليمن أخر التعليقات

أحمد ياسين علي أحمد
المتحاربة عفوًا...

أحمد ياسين علي أحمد
من جهته، يُحمِّل الصحفي بلال المريري أطراف الحرب مسؤولية است...

haber-haziran
It is so. It cannot be otherwise....

haber-7
It is so. It cannot be otherwise....

عبدالعليم محمد عبدالله محمد البخاري
سلام عليكم ورحمة الله وبركاتة...