علماء يبتكرون مسكنا لآلام مرض الاعتلال العصبي
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
الاعتلال العصبي هو مصطلح عام لأمراض الجهاز العصبي المُحيطي، وتشمل الأعصاب المحيطة جميع أعصاب الجسم بعد خروجها من الدماغ أو من النخاع الشوكي، وفي هذا الصدد طور علماء روس في جامعة فولغوغراد التقنية الروسية جزيئا جديد قادرا على مكافحة المرض الذي يعاني منه الملايين حول العالم.
وتمكن الباحثون من تطوير جزيء جديد قادر على مكافحة آلام الاعتلال العصبي في مرض السكري وذلك ضمن فريق علمي دولي.
ووفقًا للمختصين، لا توجد مثل هذه المسكنات في الأسواق العالمية اليوم، حيث تم عرض النتائج في المجلة الدولية للعلوم الجزيئية.
لا تنشأ آلام الاعتلال العصبي بسبب إصابات خارجية، ولكن بسبب أمراض الجهاز العصبي، وترتبط هذه الآلام بأمراض مزمنة خطيرة مثل السرطان والسكري، ولكن قد يعاني منها سبعة إلى ثمانية في المائة من سكان العالم دون سبب واضح.
وأوضح خبراء من جامعة فولغوغراد التقنية الحكومية (VolgGTU) أن المسكنات التقليدية لمعالجة مثل هذه الآلام غير فعالة. ويعتمد علاج آلام الاعتلال العصبي المزمن اليوم على مضادات الاكتئاب ومثبطات امتصاص السيروتونين، والتي يؤدي استخدامها إلى تدهور نوعية حياة المريض.
في مرض السكري، يعد الاعتلال العصبي من المضاعفات الشائعة التي لا تؤدي فقط إلى انخفاض القدرة على العمل، بل غالبًا ما تكون سببًا في تطور الآفات الشديدة التي تؤدي إلى إعاقة شديدة ووفاة المرضى. وأضافت الجامعة أنه لا توجد حاليًا أدوية فعالة وآمنة لعلاج مثل هذه الحالات.
وقد قام أخصائيون من جامعة فولغوغراد الطبية الحكومية (VolgGMU) مع زملاء من الولايات المتحدة الأمريكية بتوليف جزيء قادر على الحد من آلام الاعتلال العصبي دون التسبب في آثار جانبية وإدمان.
وأوضح فلاديمير بورميستروف، رئيس قسم الكيمياء العضوية في جامعة فولغ غوتنبرغ، أن " الدراسات أظهرت فعالية الجزيء المطور على الحيوانات، وكذلك سلامته. فالحيوانات المصابة بألم الاعتلال العصبي السكري المستحث التي تم إعطاؤها العقار كان لديها عتبة ألم أعلى بكثير. كما تبين أيضًا انخفاض سمية هذا المركب (لم يلاحظ موت الحيوانات وتغيرات في الأعضاء الداخلية عند إعطاء 2000 ملغم/كغم من المادة)".
وأضاف بورميستروف، أن العمل جارٍ حاليًا على تحسين بنية الجزيء من أجل تحسين ملف الحرائك الدوائية - توزيع المادة الفعالة في جسم الإنسان.
وتابع الأخصائي "يعد تحسين المظهر الحركي الدوائي للجزيء ضروريًا لتحسين التوافق مع جسم الإنسان. نحن الآن بحاجة إلى صنع دواء يمكن تناوله بفعالية في شكل أقراص وليس فقط عن طريق الحقن. بالإضافة إلى ذلك، نحن بحاجة إلى إنشاء بنية للجزيء تتمتع بنقاء براءة الاختراع، أي أنها ستكون جديدة تمامًا. وستكون الخطوة التالية لفريقنا هي التحضير للتجارب السريرية على البشر"
يذكر أن هذا العمل يتم بمنحة ودعم من مؤسسة العلوم الروسية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاعتلال العصبي مرض السكر المسكنات الروسية
إقرأ أيضاً:
علماء يفسرون.. لماذا نستيقظ قبل رنين المنبه؟
لطالما أثارت دهشتنا قدرة أجسامنا العجيبة على الاستيقاظ قبل دقائق قليلة من رنين المنبه، وكأنها تعتمد على ساعة داخلية مذهلة لا تخطئ مواعيدها أبدًا، هذه الظاهرة التي تبدو وكأنها محض مصادفة هي في الواقع انعكاس لدقة عمل الساعة البيولوجية التي تنسّق دورات النوم والاستيقاظ بتناغم مثالي مع محيطنا الطبيعي.
مع اقتراب موعد استيقاظك اليومي، يبدأ جسمك بعملية تحضيرية معقدة، إذ تنطلق إشارات هرمونية تُمهّد لانتقال جسمك من حالة النوم إلى حالة اليقظة التدريجية. تشمل هذه العملية ارتفاعًا طفيفًا في درجة حرارة الجسم الأساسية وانخفاضًا تدريجيًا في مستويات هرمون الميلاتونين المسبب للنوم، بينما يزداد إنتاج هرمون الكورتيزول المسؤول عن اليقظة. يُطلق على هذه الزيادة المفاجئة باسم "استجابة اليقظة"، حيث تعمل كنداء داخلي يوقظ أجهزة الجسم برفق، مما يجعل عملية الاستيقاظ الطبيعي أكثر سلاسة مقارنة بالاستيقاظ المفاجئ على صوت المنبه.
الاستيقاظ قبل موعد المنبه قد يكون مؤشرًا إيجابيًا عندما يصاحبه شعور بالنشاط والراحة، ما يعني أن ساعتك البيولوجية متزنة وأنك تحصل على نوم كافٍ وذي جودة عالية. لكن إذا اقترن هذا الاستيقاظ المبكر بشعور بالتعب والإجهاد أو ثقل في الرأس، فقد يشير ذلك إلى مشكلات في نوعية نومك أو اضطراب في جدول نومك. في مثل هذه الحالات، يعتمد الجسم بشكل كبير على صوت المنبه الخارجي الذي قد يتسبب في قطع دورة نوم عميقة، مما يؤدي إلى الشعور بالخمول والترنح صباحًا.
تعمل الساعة البيولوجية بدقة تتأثر بالعديد من العوامل، أبرزها الضوء الطبيعي الذي يعتبر المحفز الأساسي لها. فالتعرض لأشعة الشمس في بداية اليوم يساعد في تنظيم إيقاع الجسم اليومي، بينما تؤدي الإضاءة الزائدة ليلاً، خاصة الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات الرقمية، إلى تشويش هذا التوازن. كما يمكن للروتين غير المنتظم، وتقلب أوقات النوم والاستيقاظ، وتناول الوجبات في أوقات غير محددة، بالإضافة إلى الإجهاد المستمر، أن تسبب خللاً في انتظام هذه الإيقاعات الحيوية.
لإعادة ضبط ساعتك البيولوجية وتحسين نومك، هناك بعض العادات الصحية التي يمكنك تبنيها. حاول الالتزام بمواعيد محددة للنوم والاستيقاظ يوميًا، حتى في أيام الإجازة. اجعل غرفة نومك بيئة مناسبة للنوم عبر تقليل الإضاءة والضوضاء قدر الإمكان أثناء الليل، واحرص على تعريض نفسك لضوء النهار الساطع عند الصباح. قلل من استهلاك الكافيين والوجبات الثقيلة قبيل النوم بفترة لا تقل عن ثلاث ساعات، وابتعد عن استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعتين على الأقل. كما يمكن للأنشطة البدنية المنتظمة خلال النهار أن تساهم بشكل كبير في تحسين جودة النوم ليلاً.
تؤكد الأبحاث العلمية المتزايدة أهمية التناغم مع إيقاعاتنا الحيوية لتعزيز الصحة العامة وتحسين جودة الحياة. إن الإصغاء لإشارات أجسامنا والاستجابة لها بوعي يمكن أن يكون المفتاح لتحقيق أعلى معدلات الإنتاجية والإحساس بالتوازن النفسي والجسدي. لذا، تدعونا الساعة البيولوجية المدهشة دائمًا لتذكر أننا جزء من نظام طبيعي متناغم، وأن احترام هذا الإيقاع هو الخطوة الأولى نحو حياة أكثر توازنًا وصحة.