علماء روس يقتربون من علاج ثوري لآلام الأعصاب المزمنة.. كيف يعمل؟
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
في إنجاز طبي واعد، أعلن فريق من العلماء الروس في جامعة فولجوغراد التقنية عن تطوير جزيء جديد قادر على تخفيف آلام الاعتلال العصبي، وهو مرض عصبي مزمن يؤثر على الملايين حول العالم ويسبب إزعاجًا شديدًا لهم.. فما هي تفاصيل هذا العلاج؟
الاعتلال العصبي ومرض السكرييعد الاعتلال العصبي من المضاعفات الشائعة لـ مرض السكري؛ إذ يتسبب في ألم مزمن وشديد يمكن أن يؤدي إلى إعاقة كبيرة وحتى الوفاة، ورغم انتشار هذا المرض، فإن العلاجات المتاحة حاليًا محدودة الفعالية وتتسبب في آثار جانبية مزعجة.
وأظهر الجزيء الجديد، الذي تم تطويره بالتعاون مع باحثين أمريكيين، نتائج واعدة في التجارب على الحيوانات؛ إذ نجح في تخفيف الألم بشكل كبير دون التسبب في أي آثار جانبية خطيرة، وعلق فلاديمير بورميستروف، رئيس قسم الكيمياء العضوية في الجامعة، على هذا الاكتشاف قائلًا: «هذا الاكتشاف يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في مجال علاج آلام الاعتلال العصبي. الجزيء الجديد لديه القدرة على تغيير حياة ملايين الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض المزمن والمؤلم»، وفقًا لموقع «سبوتنيك».
كيف يعمل الجزيء الجديد؟ويعمل الجزيء الجديد عن طريق استهداف الآليات الجزيئية التي تسبب الألم في الاعتلال العصبي، وبفضل تركيبته الفريدة، يتميز بفاعلية عالية وسلامة أكبر مقارنة بالأدوية المتاحة حاليًا، كما يخطط الفريق البحثي حاليًا لإجراء المزيد من الدراسات لتقييم سلامة وفعالية الجزيء الجديد في التجارب السريرية على البشر، ويسعى الباحثون إلى تحسين خواص الجزيء لجعله أكثر ملاءمة للإنتاج على نطاق واسع وتوفير علاج فعال وسهل الاستخدام لمرضى الاعتلال العصبي.
وبحسب تأكيد العلماء المشاركين في الدراسة، يعد هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو تطوير علاجات جديدة وفعالة لآلام الاعتلال العصبي؛ فبالإضافة إلى تحسين نوعية حياة المرضى، يمكن لهذا الاكتشاف أن يساهم في تقليل التكاليف المرتبطة بالعلاج والرعاية الصحية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: آلام الأعصاب مرض السكر مرض السكري الاعتلال العصبی هذا الاکتشاف
إقرأ أيضاً:
تشغيل الشعب بسيناريوهات لإخفاء القضايا الكبرى: بين الإلهاء والصدمة الجماعية
بقلم : الحقوقية هالة التميمي ..
مقدمة
تعيش العديد من المجتمعات في عالم معقد مليء بالتحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث يتوق المواطنون إلى حياة مستقرة وفرص عادلة للمشاركة في صنع القرار. إلا أن الواقع غالبًا ما يصطدم بسياسات وإجراءات تدار خلف الكواليس، تُغيب حقائق هامة عن وعي الجمهور. في كثير من الأحيان، يتم توجيه اهتمام الشعب نحو سيناريوهات ومشكلات جانبية، تهدف إلى صرف الأنظار عن القضايا الحاسمة التي تحدد مستقبل البلاد. هذا الأسلوب في “تشغيل الشعب” باستخدام الإلهاء السياسي أو الإعلامي يثير تساؤلات عن صحة الحالة النفسية والجماعية للشعوب التي تُمارس عليها هذه الاستراتيجيات.
إلهاء الشعوب: استراتيجية السيطرة والتلاعب
قضية الخور، قضيه نور زهير، قضيه الدوره والسيديه وآخرها زينب جواد والقادم أكثر….
تُعدّ ظاهرة إلهاء الشعوب من خلال ابتكار أو تضخيم قضايا ثانوية، واحدة من أكثر الأساليب استخدامًا في السيطرة على الرأي العام وإبقاء السلطة ضمن دائرة النفوذ. تقوم النخب الحاكمة أو الجهات المؤثرة بإشغال الناس بسيناريوهات متكررة، تغذي النزاعات الطائفية أو الخلافات السياسية الضيقة، أو تثير أزمات إعلامية تخفي خلفها قرارات مهمة تتعلق بالاقتصاد أو السيادة الوطنية أو الحقوق الأساسية.
الصدمة الجماعية المزمنة وتأثيرها على المجتمع
تنتج عن هذه الممارسات ما يمكن تسميته بـ”الصدمة الجماعية المزمنة”، حيث يتعرض الشعب لصدمة متواصلة على مستويات مختلفة: من تدهور اقتصادي متسارع، إلى أزمات أمنية مستمرة، ومن ثم إلى انقسامات سياسية خانقة. هذه الصدمات المتكررة تولد حالة من الإجهاد النفسي والذهني تؤدي إلى استنزاف طاقات المجتمع، ما يقلل من قدرة الأفراد على التفكير النقدي، ومراقبة التطورات بوعي وتحليل موضوعي.
ضعف الوعي والاستغلال السياسي
الشعب الذي يعيش في هذه الحالة يكون عرضة لانحراف الاهتمام وتركيز الطاقة على قضايا جانبية لا تمس جوهر المشكلات، ويصبح بذلك سهل التأثر والتوجيه من قبل من يملكون أدوات الإعلام والتأثير. هذا لا يعني أن الشعب ضعيف أو مستسلم، بل هو نتيجة طبيعية لبيئة سياسية واجتماعية غير صحية، تسود فيها غياب الشفافية والعدالة، وتنتشر فيها الفساد وسوء الإدارة.
معالجة هذه الظاهرة تتطلب تعزيز مستويات الوعي السياسي والثقافي، وتوفير منصات حوارية حقيقية تمكن المواطنين من المشاركة الفاعلة في صنع القرار، فضلاً عن تطوير التعليم وتشجيع التفكير النقدي منذ المراحل الأولى. كما ينبغي على المؤسسات الإعلامية أن تتحمل مسؤولياتها في تقديم معلومات دقيقة ومتوازنة بدلاً من الانجرار وراء الدعاية والأجندات الضيقة.
والختام أوضح…
لا يمكن لأي مجتمع أن ينهض ويحقق تقدمه في ظل استمرار حالة الصدمة الجماعية والإلهاء الممنهج. يحتاج الشعب إلى الانتباه لما وراء السيناريوهات المؤقتة والتركيز على الجوهر الحقيقي لقضاياه، حتى يتمكن من حماية حقوقه وتحقيق تطلعاته نحو حياة كريمة ومستقبل أفضل.