مناوي تمرد !! ألحقوا فكي جبرين !!
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
مناوي من باريس :
يهاجم شركائه و يعلن لدائرة مقربة من خاصته إعلان
فك الارتباط ( الشراكة الإيجارية ) مع الجيش قريباً !!
ياسر العطا في لقاء هيئة العمليات :
مساهمة الحركات المسلحة اخرت الجيش ، وليس لديهم دافع للقتال !!
(الانصرافي ) لسان حال المؤسسة العسكرية :
القوات المشتركة نهبت (٣٠٠) سيارة ( تاتشر ) وعدد (٣٢) الف قطعة سلاح !!
حالة من ( الانبشاق ) في العلاقة المريبة التي ربطت بين الجيش والحركات المسلحة التي غادرت موقف الحياد انحيازاً للجيش مدفوع الثمن !!
ما حدث و يحدث في الفاشر ابو زكريا من تراخي اصبح واضح للعيان من الحركات المسلحة المستأجرة للقتال في صف الجيش، وعلو تصريحات اطراف (الشراكة الإيجارية ) من هناك وهناك، يعد بكل المقاييس تفكيراً بالصوت العالي بعودة الحركات للتمرد، حيث لا مجال للقول بانها سوف ترجع لتقف موقف الحياد ، لان الزمن ووقائع الاحداث المرتبطة بهذه الحركات تجاوز موقف الحياد !!
اذن هناك شيء يجري تحت راهن الاحداث ، جعل الأبواق المحسوبة على النظام البائد، تتقدم باتهام صريح للحركات المسلحة التي تقاتل مأجورة في صف الجيش بانها خائنةً وخائبة !!
الاتهامات والتصريحات التي تناولت التي هتكت عرض شرف الحركات المسلحة جاءت وليدة مطالبة الحركات المسلحة بحصتها في السلطة كثمن متفق عليه للقتال مع الجيش !!
علماً بان الثمن الذي ذكره مبارك الفاضل كان دولارات فقط ، ولكن تكشف لاحقاً للعامة من اضابير اجتماع ( قواد ) الحركات المسلحة بمكتب جبريل الذي تحدثت عنه الصحفية ( زوجة طنبور ) روشان أوشي ونبشت سبر أغواره، عن ان هناك مقابل عيني بالإضافة لمبلغ الدولارات وهو اخذ حصص في السلطة !!
مناوي في تصريحاته بباريس صوب انتقادات حادة لحلفائه قادة الجيش ومجموعة الحركة الإسلامية في حكومة بورتسودان!!
كما نقلت مصادر عليمة أن مناوي أبلغ دائرة مقربة من قيادات حركته خلال اجتماع أحيط بالسرية في العاصمة الفرنسية باريس، نيتهم إنهاء الشراكة مع الجيش قريباً، واتخاذ خطوات بديلة ( لم يسمها)، مشيراً إلى اتساع الفجوة بينهم وقيادة الجيش، وأقر بخطأ خيارهم في موالاة الجيش الذي تتحكم فيه مجموعات أثنية وسياسية، مضيفاً انه لم يعد من الممكن أن نواصل على ذات المنوال،
فضلاً عن ذلك لم ينكر مناوي اتفاق حركات "القوة المشتركة" على جملة مطالب تتصل بمشاركتهم في السلطة مقابل الاستمرار في القتال إلى جانب الجيش!!
وبرى إن هذه المطالب أساسية ومشروعة وليس فيها مايعيب، مشيراً الي أن قواتهم ظلت تتقدم الصفوف وقدمت مئات الشهداء، ويريد لها البعض أن تتصدى منفردة للقتال، بينما يمضي تيار سياسي طامع في أجندة عنصرية لتقسيم البلاد !!
ما رشح من اخبار يؤكد على ان مناوي فارق الجيش فراق (الطريفي لجمله ) ، وقد يكون اتخذ خطوات كبيرة في هذا الصدد تتعلق بسحب قواته إلى اقليم دار فور !!
اما فكي جبريل الرجل المتربع على عرش المال ، فما زال امامه وقت حتى يقضي على اخضر ويابس اقتصاد البلد، ومن بعدها سيقول ما قاله مناوي بذات الأحرف والعبارات (شولات وفواصل )!!
يا ترى ما مصير البلد في ظل كل هذه الهلاميات البغيضة، ومآلات الحرب العبثية !!
جمال الصديق الامام
المحامي ،،،،،،،
elseddig49@gmail.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحرکات المسلحة
إقرأ أيضاً:
أيهما أفضل للتغيير.. الحرب أم السلام؟
لنقل إن النظام السياسي الغربي، في جوهره، لا يختلف كثيرًا عن ذلك الذي يقوم عليه الكيان الصهيوني، أو ما كان قائمًا في جنوب إفريقيا من تمييز عنصري. فلا تناقض جوهريًا بين قيم الغرب وسياساته وبين من يدعمهم، كما يتوهم البعض، إذ إن هذين النموذجين السيئين ما هما إلا امتداد متقدم للغرب في الشرق والجنوب. ولولا ما يلحق الحكومات الغربية من خسائر فادحة، سواء مادية أو شعبية، لبقينا إلى اليوم تحت وطأة الاستعمار الأوروبي. إن منطق الطغيان والاستعلاء في الأرض هو ما يستجلب سنن التغيير الإلهية: "وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد."
دروب التغيير
لا بدّ للتونسيين من إعادة تقييم أدواتهم السياسية، التي لا تزال تُحظى ببعض المصداقية في نظر فئات منهم، مثل رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان والاتحاد العام التونسي للشغل. إذ إن المناكفات السياسية، كما تفعل عبير موسى، قادرة على إفساد المشهد برمته، وتعكير حياة شعب بأكمله لا يملك من عمره إلا هذا الذي يعيشه.
الحنين إلى الماضي سمة الشعوب التي تخاف على مستقبلها من حاضرها المتردي. وأعجب لمن لا يرى صلة بين واقع تونس اليوم وماضيها، رغم قدرته على الربط حين ينظر إلى تجارب الشمال الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية، التي أفضت إلى ما يعتبر اليوم "مرحلتها الذهبية". الحضور التونسي الدولي ليس لافتًا، وتونس ليست قوة مؤثرة في المسرح العالمي، ولكن في هذا الابتعاد عن الأضواء فرصة للقيادة التونسية لإصلاح بعض من شأنها، كما تفعل القيادة في أفغانستان، التي تخطو بشعبها خطوات ثابتة تستحق الدراسة والاقتداء.
محددات داخلية وخارجية
ثلاثة عوامل رئيسية ينبغي وضعها في الحسبان:
أولًا ـ قيس سعيّد جاء بانتخابات ديمقراطية لم يُشكك أحد في شرعيتها، لكن السلم الديمقراطي قد يُفضي أحيانًا إلى استبداد في غياب حراك شعبي يذود عن مكتسبات الثورة.
ثانيًا ـ الرئيس إما أنه يُهيمن على أجهزة الدولة العميقة، ولا سيما الأمنية منها، أو أنه يخضع لها، أو أنهما متحالفان لإدارة البلاد بهذا الأسلوب، مما يعني أنه لا يتحمل وحده مسؤولية السنوات العجاف التي أوصلت التونسيين إلى ما هم عليه.
الحنين إلى الماضي سمة الشعوب التي تخاف على مستقبلها من حاضرها المتردي. وأعجب لمن لا يرى صلة بين واقع تونس اليوم وماضيها، رغم قدرته على الربط حين ينظر إلى تجارب الشمال الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية، التي أفضت إلى ما يعتبر اليوم "مرحلتها الذهبية".ثالثًا ـ هناك غطاء خارجي لهذا الانحراف، سواء من "حمَلة لواء الديمقراطية" في الغرب أو من أعدائها في الشرق.
كلمات الأسى والأمل التي ترد في رسائل المسجونين ظلمًا في تونس الخضراء لا تعبّر عن وحدة في الرؤية، فهم مختلفون حتى في لحظات المحنة، كاختلافهم زمن السلطة. فهل كانت الديمقراطية مشكلتهم حين حكموا؟ وأي رسائل كانوا سيرسلون إلينا لو التقوا في الدار الآخرة بين يدي ربهم العدل الرحيم؟
في الشأن السوري
كسر شوكة الدولة السورية هو المحذور الأكبر في المسار الذي تسلكه القيادة الجديدة في الشام. كما أن تليين بنية الجيوش وربطها باتفاقات هشة لا تخدم مصالح الأمة يُعد خطرًا بالغًا. لذلك، فإن السلطة الحالية بحاجة إلى خطاب يزرع الثقة لدى الناس في قدرتها على حفظ المصالح العليا، إذ إن الانفتاح على الأعداء، وعلى رأسهم الكيان الصهيوني، دون ضوابط أو حواجز، لا يُبشّر بخير.
لعل في النهج الذي تسلكه حركتا حماس والحوثي في مواجهة الظلمة، ما يقدّم بديلًا مشرّفًا لحكام سورية حين يواجهون الضغوط، وهو خيار أفضل من النهج البراغماتي الذي تنتهجه القيادة التركية.
تبنّي المثقف لرؤية السلطة يفقده استقلاله ورؤيته المتكاملة، خاصة إذا خلط بين الدولة والسلطة، وسار في اتجاه يخالف نبض الأمة ومزاجها العام، كما يحدث في الأردن اليوم، حيث لا يزال قادته يمنّون على الإسلاميين بما لا يملكون: "من منحهم هذه السلطة ليعطوا؟ ومن هم هؤلاء الذين تم استبعادهم؟ وماذا لو جاء للأردن ما جاء للنظام البائد في الشام؟"ملاحقة الذباب الإلكتروني وغيره من الحشرات الإعلامية أمر محمود، لكن ماذا عن أولئك الذين تواصلوا مع الكيان الصهيوني وقبلوا منه غطاءً من الذل والعار، عبر بعض عرب الدروز؟ على القيادة السورية البحث عن شخصيات جامعة، وإن لم تكن من الصفوف الأولى، ودفعها لتحمّل مسؤولياتها الوطنية.
وكما تقول القاعدة الفقهية: "السكوت في معرض الحاجة بيان." فعلى السلطة أن تصارح الشعب: هل سلّمت أرشيف الجاسوس إيلي كوهين أم لم تفعل؟ وما المصلحة المرجوة من هذه الفضيحة؟
حين تُثبت النظرية فشلها، لا ينبغي الإصرار عليها، بل يجب البحث عن بديل لها. لقد استند اليسار قديمًا إلى "اشتراكية" الإسلام، إما لقصر في أدواته أو لتسويق نفسه. وقد فتحت السلطة السورية الأبواب لاقتصاد السوق دون مبرر سوى الحاجة إلى رؤوس الأموال، لكن هذا التوجه لن ينجح في مجتمع يؤمن بنظامه الاقتصادي الخاص.
اليسار واليمين، في أفضل أحوالهما، أدوات لفهم الآخر، لا مشاريع للسيطرة الكاملة. أما تبني أحدهما بالكامل فهو عودة للفساد من بابه الأول.
نحو مقاومة فاعلة
ينبغي على محور المقاومة أن يندمج أكثر مع الأمة، ويتخلى عن التقوقع المذهبي أو الأيديولوجي، لأن خزان المقاومة الحقيقي كان دومًا في مركز الأمة، لا في أطرافها فقط. كما يجب تطوير قدرات الرماية، إذ كشفت تجربة حزب الله عن قصور في ترسانته الصاروخية. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي."
التزامات المثقفين
ظاهرة "الفناكيش" ليست حكرًا على دولة بعينها، بل تظهر حيثما وُجد الظلم والاستبداد وسوء الحكم. على المثقفين الأحرار أن يستمروا في تنوير شعوبهم، وأن يحذروهم من الانخداع بالإشاعات التي تصرف الأنظار عن القضايا الحقيقية.
تبنّي المثقف لرؤية السلطة يفقده استقلاله ورؤيته المتكاملة، خاصة إذا خلط بين الدولة والسلطة، وسار في اتجاه يخالف نبض الأمة ومزاجها العام، كما يحدث في الأردن اليوم، حيث لا يزال قادته يمنّون على الإسلاميين بما لا يملكون: "من منحهم هذه السلطة ليعطوا؟ ومن هم هؤلاء الذين تم استبعادهم؟ وماذا لو جاء للأردن ما جاء للنظام البائد في الشام؟"
لو بُعث نبي في هذا الزمان وأمر الطرفين المتقاتلين في السودان أن يصطلحا، وأمرهم بردّ النزاع إلى الله والرسول، أكانوا فاعلين؟ أم كانوا غافلين حتى يأتيهم العذاب؟
حين تذوق الشعوب ويلات الحرب، تدرك قيمة نعمة الأمن، فتعود إلى رشدها. ولو كانت عاقلة لما تركت أسباب الاقتتال تتراكم حتى تنفجر.
أما عن المؤتمر الوطني السوداني، فإن وصفه بالإسلامي فيه كثير من المبالغة، وتحميل الحركات الإسلامية وزر الفتنة لا يستقيم. فأين هم قادة المؤتمر الشعبي، وحزب الأمة، وبقية التيارات المؤمنة بمرجعية الإسلام في الحكم؟ لا نكاد نسمع لهم صوتًا ولا نرى لهم مشورة في هذه الفتنة العمياء.
*كاتب وإعلامي جزائري