بوابة الوفد:
2025-07-31@20:54:13 GMT

المجالس المحلية و(ميكس) النواب (7)

تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT

فى الحلقة الماضية تناولت جانبًا من نظم انتخابات المجالس المحلية فى مصر، سواء كانت بالفردى أو القائمة أو الجمع بينهما حسب الموائمات السياسية، وبمعنى أدق وفقًا لما تريده السلطة الحاكمة التى أبقت على آلية «الفردى» لفترات طويلة حتى وافقت على تعديلها ـ تحت ضغط الأحزاب ـ إلى نظام القوائم المغلقة ثم القوائم النسبية بجانب المستقلين.

ويبدو أن الحكومة تتجه فى قانونها الجديد إلى العمل بنظام (الميكس) أى الجمع بين كل الأنظمة حتى ترضى جميع (الأذواق) وكافة التيارات، وتفلت من الثغرات، متناسية أن هذه الطريقة وإن كانت شرًا لا بد منه فهى لا تنجح إلا فى الدول التى تمارس الديمقراطية بشكل سليم ومع الشعوب الناضجة سياسيًا وفكريًا واجتماعيًا.

فالشعب المصرى، أفلس سياسيًا منذ انهيار النظام الحزبى بفعل ثورة يوليو 1952، ولم يجد بعدها نظامًا حزبيًا يخدم الشعب ويلبى طموحاته؛ وعجزت منابر «السادات» وأحزاب «مبارك» عن إقناع الناس بها منذ عودتها عام 1979، وكان ذلك أمرًا طبيعيًا؛ لأنها ولدت من رحم السلطة، بقرارات إدارية تشبه المنحة، باستثناء حزب الوفد الذى عاد قويًا للحياة السياسية بحكم قضائى فى بداية ثمانينات القرن الماضى، وسرعان ما انشغل بصراعات داخلية أفقدته كثيرا من جماهيريته.

وهو ما حدث أيضًا مع حزب التجمع وغيره من أحزاب قديمة وجديدة تضم فى طياتها فلول الحزب الوطنى وبقايا الإخوان والسلفيين، وجماعات وجبهات تمتطى النظام الحزبى؛ لتنفيذ أجندات خاصة، ومصالح ذاتية تكمل بها الوجاهة الاجتماعية، وتحصل من خلالها على مزايا واستثناءات لمؤسساتها وشركاتها الاقتصادية.

كثير من المصريين لم تعد تنطلى عليه ألاعيب بعض أحزاب تحتمى بالسلطة أو تتخفى فى عبائتها، وإن سألتهم عن رؤسائها، تصدمك الإجابة لا يعرفونهم باستثناء حزبين أو ثلاثة يتذكرون أسماءهم بصعوبة بعد أن نفد رصيدهم فى مواقف وأحداث كشفت قوتهم الحقيقية.

ولذا؛ وحتى تتبنى الأحزاب برامج واقعية لمواجهة مشاكل الوطن وهموم المواطن، وتدرك دورها الحقيقى فى نشر التربية السياسية والوطنية الحقيقية غير المصطنعة، يفضل كثيرون الانتخاب الفردى للمجالس الشعبية المحلية؛ فهو رغم تكريسه لسيطرة رأس المال على العملية الانتخابية إلا أنه أسهل وأرحم من القائمة و(الميكس)؛ كونه يعتمد على العلاقة القوية والمباشرة مع مرشح الدائرة.

ما العمل؟ وكيف نصل إلى معادلة سياسية سليمة تؤسس لمجالس محلية قوية داخل إطار حزبى ناضج كالذى نراه فى أمريكا وبريطانيا والدول المتقدمة؟ وهل من حقنا نحلم بانتخابات تقوم على منافسة حزبية شريفة خالية من الكراتين وشراء أصوات الفقراء والمعدمين والأميين بالأموال والبلطجة السياسية؟

أعتقد أننا قادرون على ذلك، إذا ما نجح مجلس النواب فى ترجمة أحلام الشعب إلى واقع ملموس بنسف القانون القديم ولائحته التنفيذية وإصدار قانون جديد للمجالس الشعبية يحقق لها استقلالها السياسى والمالى، مع إعادة النطر فى شروط ومعايير الترشح، الواردة فى القانون 43 لعام 1979، حيث انتهت صلاحيتها ولم تعد تناسب التغير الديموجرافى والسياسى والتقسيمات الإدارية المعقدة.

إن الشعب المصرى يحتاج إلى نظام انتخابى يفرز للمواطنين أفضل من يمثلهم ويمكنهم من ممارسة دورهم الرقابى بشكل حقيقى وفعال، كما يحتاج إلى أحزاب سياسية لها برامج وخطط قابلة التنفيذ.

كفانا شعارات، ومتاجرة سياسية بقضايا الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وكفانا برامج وهميه ووجوه مرفوضة وأخرى مجهولة تريد فقط الفوز بقطعة من التورتة وطبق (مهلبية).

وللحديث بقية إن شاء الله

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحلقة الماضية

إقرأ أيضاً:

عربية النواب: مصر الدولة الوحيدة على مدار 76 عاما لم تترك القضية الفلسطينية

قال الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشؤون العربية فى مجلس النواب، إن مصر لديها تاريخ طويل من النضال والكفاح بجانب الشعب الفلسطيني، معقبا: “نحن الدولة الوحيدة على مدار 76 عاما لم نترك هذه القضية بشكل واضح”.

أونروا: ربع سكان غزة يعانون من الجوع الشديدخارجية النواب: اللقاء المصري البريطاني يرسّخ الاستقرار الإقليمي ويدفع نحو وقف إطلاق النار في غزة

وأضاف خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “اليوم” المذاع عبر فضائية “dmc”، أن مصر الدولة الوحيدة منذ 76 عاما حتي الأن تتطالب ومطلبها الأول والأوحد هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة يحكمها الفلسطينيين.

وتابع: “حقوق الشعب الفلسطيني لا هوادة لنا بها على الإطلاق، ويتم إرسال قوافل العزة والتي تحمل 2700 طن من المواد الغذائية تدخل من قلب مصر إلى غزة”.

طباعة شارك الشعب الفلسطيني قوافل غزة

مقالات مشابهة

  • أحزاب سياسية: المشاركة في انتخابات «الشيوخ» واجب وطني ورسالة دعم لـ مؤسسات الدولة
  • أستاذ علوم سياسية: تظاهرات «الإخوان الإرهابية» أمام سفارة مصر في تل أبيب خيانة صريحة واصطفافا مفضوحا مع العدو
  • محللة سياسية: موقف فرنسا من الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني مميز وأسبق من دول أخرى
  • المشهداني والحكيم يؤكدان على دعم وحماية نظام المحاصصة الفاسد
  • مدير الشؤون السياسية بريف دمشق يلتقي ممثلين عن أبناء الطائفة الشيعية في حي السيدة زينب
  • الجبهة الشعبية: تصريحات سموتريتش تعكس التوجهات الفاشية لحكومة الاحتلال
  • الجبهة الشعبية تؤكد أن تصريحات سموتريتش تعكس التوجهات الفاشية داخل حكومة الاحتلال
  • عربية النواب: مصر الدولة الوحيدة على مدار 76 عاما لم تترك القضية الفلسطينية
  • مدير منطقة نوى يبحث مع المجالس المحلية الواقع الخدمي في بلديتي جاسم ونمر بريف درعا
  • قوى سياسية تعلن رفضها حكومة “تأسيس”