الصهاينة العرب والطعن في نساء غزة!!
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
لم يعد خافيا أن الصهاينة لا يعتمدون فقط على أسلحتهم الشخصية، بل أصبح واضحا ومكشوفا أن لديهم طابور من المدافعين عنهم، ليسوا على مستوى الحكام والأنظمة فقط، بل على مستوى الكتاب والإعلاميين، ولا تتوقف سفاهة وبذاءة ما يخرج من ألسنة وأقلام المتهصينين العرب عند حد، فالهدف واحد، وهو: الطعن في المقاومة بأي شكل كان، فما لا يؤتي ثماره مباشرة، يتحول لمسار آخر، ولو كان بالدخول في مساحات تأباها المروءة العربية، والفطرة الإنسانية.
من آخر ما تم استخدامه وألقت به ألسنة هؤلاء، ما صدر من كاتب كويتي، ادعى فجرا وكذبا، بأن هناك من حدثه بأن الحرب في غزة، اضطرت بعض النساء للعمل بالدعارة، لأجل لقمة العيش! وقد لفظ هذا الكاتب كل الشرفاء في الكويت، فمنهم من رد عليه بإهانته بما يستحق، ومنهم من رفع دعوى ضده لدى النائب العام الكويتي.
وإذا كنا نرى مدخلية متصهينة، تتمسح بلباس مشايخ الدين، فهناك مداخلة مدنيون بلا لحى وجلاليب مشايخ، فالهدف واحد، ومصدر تلقي الأوامر واحد، والقلب الخبيث أيضا واحد، ومن يتأمل تاريخ النفاق والعمالة في عالم الدين والسياسة، سيجد أن الخوض في أعراض الشرفاء من المناضلين، وأهل المبادئ والقيم، ينشط دوما في وقت الحرب، أو وقت مقاومة الظلمة والظلم.
فمن رجع لعهد النبوة، سيجد أن حديث الإفك، والذي تم فيه الخوض في عرض السيدة عائشة رضي الله عنها، كان في غزوة بني المصطلق، أي: في وقت الحرب، لا السلم، فقد بدأت شرارة الخوض في عرض النبي صلى الله عليه وسلم في أتون الحرب، على يد رأس النفاق ابن سلول، راميا بكلامه الخبيث في المجتمع البريء، ليجعل الفرية تنطلق بين المؤمنين المخدوعين بكلامه، والذين سلبهم الشيطان بوسوسته.
لا تزال غزة وأحداثها تكشف كل خبيث ومريض في أوطاننا، وإن تسموا بأسمائنا، وتزيوا بأزيائنا، وتكلموا بلغتنا، لكن القلب والعقل والهوى صهيوني، ينضح بذلك لسانهم، وفلتات ألسنهم، بل انتقل الوضع من فلتات الألسن، إلى التبجح بما كان يخفونه من قبل، يظهرونه اليوم، لأن هناك أنظمة صارت تدعم هذه الأقلام والألسن، بل صارت تعقد ميزان الولاء منها، بمدى عدائك للمقاومة، واقترابك من الصهاينة ومشاريعهم.ولو انتقلنا لواقعنا المعيش، لا يفرق كثيرا، فبينما كان المعتصمون في ميدان رابعة العدوية، والخيام كلها ممتلئة بمن يقيمون الليل، ويصومون بالنهار، وقد كان الاعتصام في شهر رمضان، تخرج فرية من الإعلام المصري، من إعلاميين لم يتحلوا بذرة من شرف الخصومة، ليتكلموا عما سمي: بجهاد النكاح، علما بأن معظم المعتصمين، كان يروح ويجئ من بيته إلى الاعتصام!!
وقد كان منشأ الفرية والكذبة عندما أطلقت على ثوار سوريا، حتى يشوهوا نضالهم، فخرج إعلام بشار بهذه الكذبة، والتي مقصود بها تشويه أعراض المعارضين والثوار على الأنظمة. بل إن أحد الكتاب المصريين، راح يكتب قصة في منتهى الكذب والافتراء، عن سيدة ذهبت لأهلها تشكو أن زوجها اصطحبها مجبرة للاعتصام، لجهاد النكاح!!
من نفس معين الكذب والفجور، خرج الكاتب الكويتي المغمور، ليطلق فريته على نساء غزة الطاهرات، والكذب يفوح من كل حرف يقوله، ففي الوقت الذي لا يجد فيه المواطن الغزاوي ـ رجلا كان أم امرأة ـ مكانا لقضاء حاجته، ولا للاغتسال، وقد كانت في بداية الحرب يشكو عدد من النساء، من انعدام الفوط الصحية، لمن تأتيها الدورة الشهرية.
فإذا وصل الحال بالناس إلى غياب أدوات النظافة الضرورية، بفعل الحرب، وفعل المضيقين عليهم من الجيران، ممن لا تنقطع جسورهم لإمداد الكيان الصهيوني، بينما تمنع عن أهل غزة ضرورات الحياة، فمجتمع لا يجد خيمة تؤويه، ولو وجدها فالخيمة الواحدة تقبع فيها عائلة بأكلمها بكل درجات القرابة، وهي لا تحمي من حر الصيف، ولا برودة الشتاء، وقد خرجت للناس صور الأطفال ينامون في مياه الأمطار التي تسربت للخيام، يفترشونها، فخيمة مبتلة خير من صواريخ الاحتلال، إذا أمنوها لفترة.
في هذا الواقع البائس الذي يشاهده العالم، أنى لزوج أن يمارس حقه الطبيعي في الحلال؟! فلا مكان، ولا أمان، ولا حياة، ولا خلوة، فإذا جنبنا عنصر الإيمان والفضيلة والعفة، فهل مجتمع بهذا الشكل، يمكنه الإتيان بهذا الفعل حلالا كان أم حراما؟!
لكنه الكذب الممجوج، والذي أراد قائله أن يغلفه بأن ناقل الكفر ليس بكافر، فهو مجرد ناقل لكلام بالخوض في أعراض الطاهرات، لا بل هنا ناقل القذف قاذف في الشرع، وعقوبته في الشرع هي حد القذف شرعا، عن طريق السلطة القضائية والتنفيذية، ولا تقبل له شهادة أبدا، كما نص القرآن الكريم، فهو ساقط الشخصية والاعتبار بهذا الفعل، فضلا عن أنه يدخل تحت قوله تعالى: (إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلۡفَٰحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ) النور: 20.
إنه الكذب، وانعدام الشرف، والمستهدف من ذلك كله، ما ختم به الجمل الأخيرة في الكلام، أن حماس هي السبب وراء ذلك، فالمطلوب تشويه شرف المقاومة، بالخوض في شرف نساء غزة، فلا تزال غزة وأحداثها تكشف كل خبيث ومريض في أوطاننا، وإن تسموا بأسمائنا، وتزيوا بأزيائنا، وتكلموا بلغتنا، لكن القلب والعقل والهوى صهيوني، ينضح بذلك لسانهم، وفلتات ألسنهم، بل انتقل الوضع من فلتات الألسن، إلى التبجح بما كان يخفونه من قبل، يظهرونه اليوم، لأن هناك أنظمة صارت تدعم هذه الأقلام والألسن، بل صارت تعقد ميزان الولاء منها، بمدى عدائك للمقاومة، واقترابك من الصهاينة ومشاريعهم.
[email protected]
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الحرب غزة الاحتلال احتلال فلسطين غزة رأي حرب مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
1444 اعتداء للمستوطنين الصهاينة على الفلسطينيين خلال 6 شهور
الثورة نت/..
قال معهد الأبحاث التطبيقية- القدس “أريج”، أن اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين خلال الفترة من شهر يناير وحتى يونيو للعام الجاري بلغت (1444) اعتداء، و(38) تجمعا تم ترحيلها بالكامل من أماكن سكناها.
وأضاف المعهد في تقرير صادر عنه اليوم الخميس، وفقا لوكالة معا الفلسطينية، أن الهجمات الاستيطانية التي ينفذها المستوطنون، شهدت تصاعدًا غير مسبوق في الضفة الغربية، مشيرا الى إن الثمن الذي يدفعه المواطن الفلسطيني لا يُقاس بعدد الهجمات، بل بالمعاناة اليومية التي تطال جميع جوانب الحياة من صعوبة الوصول إلى مصادر المياه والأراضي الزراعية وخاصة القريبة من المستوطنات والبؤر الاستيطانية، وتقييد الحركة حيث يقوم المستوطنون بإغلاق مداخل القرى والطرق وتعريض المواطنين لأشكال متعددة من العنف النفسي والجسدي.
واكد التقرير ان المواطن الفلسطيني أصبح محاصرًا ليس فقط بجدار الفصل العنصري، بل بشبكة عنف تبدأ من المستوطنين ولا تنتهي عند القوانين العسكرية “الإسرائيلية” الجائرة.
وأكد الى ان هذه الاعتداءات لا تُعتبر حوادث فردية أو صدفة، بل هي جزء من سياسة عنف ممنهجة تهدف إلى تهجير المواطن الفلسطيني من أرضه، وتفريغ المناطق من مواطنيها الفلسطينيين، تمهيدًا لتوسيع المستوطنات والبؤر الاستيطانية غير الشرعية والاستيلاء على الأراضي للأغراض الاستيطانية المختلفة.
واوضح إلى ان الاعتداءات تصاعدت بشكل واضح حيث بلغت في العام 2020 (579) و(911) في العام 2021، و(1527) للعام 2022، و(2191) في العام 2023، و(2444) في العام 2024، وحتى شهر يونيو من العام الجاري بلغت (1444) اعتداء.
وتابع التقرير ان الاعتداءات والانتهاكات من قبل المستوطنين التي تم ارتكابها في خلال الفترة من شهر يناير وحتى يونيو للعام الجاري ، تنوعت ما بيت الاعتداء على دور العبادة والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية والاعتداء على المدنيين والثروة الحيوانية والممتلكات والمصادر الطبيعية وغيرها، وتوزعت على النحو التالي: بيت لحم (87)، الخليل (246)، جنين (2)، اريحا (138)، القدس (160)، نابلس (217)، قلقيلية (44)، رام الله والبيرة (229)، سلفيت (148)، طوباس (155)، وطولكرم (18).
وأضاف التقرير أن جماعات المستوطنين عملت في الأشهر القليلة الماضية على تهجير عشرات العائلات البدوية من أماكن سكناها في الضفة الغربية، مع التركيز على التجمعات البدوية في كل من محافظات الخليل (جنوب الضفة الغربية) ورام الله والبيرة (وسط الضفة الغربية) والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية التي كانت تقطنها.
حيث نقل المعهد دراسة لمنظمة “بتسليم الإسرائيلية” حول التجمعات البدوية التي تم استهدافها من قبل جماعات المستوطنين منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في شهر اكتوبر 2023 وحتى تاريخ هذا التقرير، حيث بلغت 38 تجمعا تم ترحيلها بالكامل من أماكن سكناها (مع التركيز على التجمعات البدوية في محافظتي رام الله والبيرة والخليل)، هذا بالإضافة الى تجمعات أخرى تم استهدافها جزئيا وترحيل بعض العائلات في القدس (تجمع واحد)، بيت لحم (5)، الخليل (8)، أريحا (1)، نابلس (6)، رام الله (13)، سلفيت (2)، وطوباس (2).
وختم معهد “أريج ” قوله :أن الانتهاكات التي يمارسها المستوطنون “الإسرائيليون” في الضفة الغربية بحق المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك عمليات القتل وإطلاق الرصاص الحي بشكل قاتل والاعتداءات الجسدية، وحرق الأراضي والأشجار والتهجم على الممتلكات من منازل وسيارات، والتهجير القسري، تُعد تجاوزات وخروقات جسيمة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.