واقعة الفتاة الجامعية في إيران.. رسائل تحدٍ ضد قمع السلطات
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
أكد حقوقيون وخبراء في الشأن الإيراني، تحدثوا إلى موقع "الحرة" أن الواقعة الجديدة التي شهدتها البلاد، الأحد، بتجرد فتاة جامعية من ملابسها بعد تعرضها لمضايقات من عناصر الباسيج، يُعد "دليلًا على مدى القمع، والضغوط التي تعاني منها النساء"، في بلد تحكمه الديكتاتورية منذ عقود طويلة.
وأوضحت الناشطة الحقوقية في مجموعة حقوق الإنسان "هنغاو"، مينا خاني، في حديثها إلى موقع "الحرة"، أن الفتاة، التي لم يتم الكشف عن هويتها، تدرس في جامعة آزاد المرموقة في طهران، وقد تعرضت لمضايقات من قبل بعض عناصر قوات الباسيج، بحجة عدم ارتداء الحجاب بشكل لائق.
وتتكون الباسيج أساسًا من متطوعين شبه عسكريين موالين بشدة للنظام الإيراني، وقد اضطلعت الوحدات المعروفة باسم "قوات الصدمات"، التابعة للمرشد علي خامنئي، بدور قيادي في قمع أي حراك شعبي معارض منذ أكثر من عقدين.
وأشارت خاني إلى أن هذه الطالبة "رفعت حركة الاحتجاج ضد الحجاب الإجباري في إيران إلى مستوى جديد، حيث تواجه ليس فقط القيود المفروضة على حريتها الشخصية، بل أيضًا النظام التمييزي القائم على أساس الجنس".
واعتبرت الناشطة أن الفتاة، بغضبها، "تجسد صورة المرأة الإيرانية العصرية التي، بالرغم من كل القيود، تقف مدافعة عن حقوقها. ولهذا الاحتجاج رمزية عميقة، إذ ينادي بقوة بحق تقرير المصير، وحرية اتخاذ القرارات المتعلقة بأجساد النساء وحياتهن".
وختمت بالقول: "من خلال مقاومتها، لا تطالب فقط بمزيد من الحرية الشخصية، بل تطرح تحديًا مباشرًا للنظام الاجتماعي والسياسي الذي يدعم ويفرض هذه التفرقة".
من جانب آخر، قالت الخبيرة في الشأن الإيراني، منى السيلاوي، لموقع "الحرة"، إنه "من الصعب في الوقت الحالي التعقيب على المقطع المصور الذي انتشر لتلك الفتاة، باعتبار أن السلطات القمعية قد تدّعي أنها تعاني من مشاكل نفسية أو عقلية".
وشددت السيلاوي على أن السلطات الإيرانية، "استخدمت سلاح الصحة النفسية، لاستهداف بعض المعارضين ووضعهم في مصحات عقلية".
وتابعت: "لو فرضنا أن تلك الطالبة فعلًا تعاني من مشاكل نفسية، فإن حجم الضغوط المفروضة على النساء يجعلهن عرضة في النهاية للانهيارات العقلية والعاطفية، نتيجة محاولات التحكم بهن، ناهيك عن القمع الذي يتعرضن له في الشارع على يد قوات الباسيج".
وأوضحت السيلاوي أن الفتاة كان بإمكانها اللجوء إلى أسلوب آخر للمقاومة، مردفةً: "لكن ما فعلته يبقى شكلًا من أشكال النضال. وأذكر هنا حادثة مشابهة تعرضت خلالها فتاة جامعية أخرى لمضايقات من عناصر الباسيج، لكنها كانت تجيد بعض فنون القتال، فدافعت عن نفسها، مما أثار حينها صدمة إيجابية في المجتمع".
ونوّهت بأن "التحكم في النساء والفتيات في إيران يصل إلى أدق التفاصيل؛ فمثلًا، إذا تحدثت طالبة مع شاب في الحرم الجامعي، قد يتعرض الاثنان للاعتقال والتحقيق، لمعرفة طبيعة العلاقة بينهما".
وأضافت أن تلك الفتاة "لو كانت فعلًا تعاني من مشاكل نفسية أو عقلية، فهي نتاج مجتمع مريض وسلطة ديكتاتورية تمارس أبشع أنواع الاضطهاد والقمع".
وفي سياق متصل، رأى الخبير في الشأن الإيراني، حسن راضي، خلال اتصال مع موقع "الحرة"، أن ما فعلته تلك الفتاة يُعد "استمرارًا لحركات الاحتجاج النسائية والشعبية ضد السلطات القمعية".
وتابع: "أثبتت تلك الواقعة أن النظام فشل وسيفشل في فرض سطوته على النساء بشكل خاص، وعلى الشعب الإيراني بشكل عام".
ووفقًا لراضي، فإن "الرئيس (الإصلاحي) مسعود بزشكيان سيكون عاجزًا عن تحقيق الوعود التي أطلقها بشأن منح مزيد من الحريات للنساء، لأنه سيواجه عقبات شديدة من المحافظين والحرس الثوري".
وأوضح أنه في حال "أصر بزشكيان على مواجهة تلك الأفكار والأيدلوجية المتطرفة التي يتبناها النظام في طهران، فعلى الأغلب ستتم إزاحته".
وهزت إيران احتجاجات كانت الأكبر منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979، إثر وفاة الفتاة الكردية مهسا أميني في 16سبتمبر 2022، بعد أيام من توقيفها لدى شرطة الأخلاق في طهران، على خلفية عدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة.
وأدت التظاهرات إلى سقوط مئات القتلى وتوقيف آلاف الأشخاص.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی طهران تعانی من
إقرأ أيضاً:
إنشاء ملعب شاطئي بمدينة الطالبات بجامعة أسيوط لدعم الأنشطة الطلابية وتطوير المدن الجامعية
أعلنت جامعة أسيوط عن بدء إنشاء ملعب شاطئي بمدينة الطالبات، والمقرر إقامته خلف مبنى (م)، وذلك في إطار خطة الجامعة المستمرة لدعم الأنشطة الطلابية وتطوير البنية التحتية للمدن الجامعية، بما يسهم في تحسين جودة الحياة الجامعية وتشجيع الطالبات على ممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة.
وأكد الدكتور أحمد المنشاوي، أن الجامعة تولي اهتمامًا كبيرًا بتعزيز بيئة الإقامة الطلابية وتوفير سبل الدعم اللازمة لممارسة الرياضة، انطلاقًا من إيمانها بأهمية الأنشطة الطلابية في بناء شخصية الطالب الجامعي وتنمية قدراته البدنية والاجتماعية، موضحًا أن إنشاء الملعب الشاطئي يُعد إضافة متميزة للبنية الرياضية داخل المدينة الجامعية للطالبات.
وأشار المنشاوى إلى أن الجامعة تواصل جهودها في تطوير المدن الجامعية ورفع كفاءتها، من خلال تنفيذ عدد من المشروعات التي تستهدف تحسين مستوى الخدمات المقدمة للطلاب، بما يتماشى مع رؤية الجامعة في تقديم تجربة جامعية متكاملة وداعمة للعملية التعليمية.
في إطار الاستعدادات الجارية لإنشاء ملعب شاطئي بمدينة الطالبات بجامعة أسيوط، أجرى الدكتور أحمد عبدالمولى، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، جولة ميدانية صباح الخميس الموافق 29 مايو، لتفقد الموقع المخصص لإقامة الملعب خلف مبنى (م)، وذلك برفقة الأستاذ محمود عنتر، مدير عام المدن الجامعية، وعدد من مسؤولي ومشرفي المدينة.
وخلال الجولة، ناقش الدكتور عبدالمولى مع مسؤولي المدن الجامعية المتطلبات الفنية والمواصفات الخاصة بالمشروع، تمهيدًا لبدء التنفيذ وفق جدول زمني محدد يراعي معايير الجودة وسرعة الإنجاز، بما يتماشى مع تطلعات الطالبات ويوفر بيئة داعمة لممارسة الأنشطة الرياضية.
وأكد نائب رئيس الجامعة حرص إدارة الجامعة على تهيئة بيئة صحية وآمنة داخل المدن الجامعية، تسهم في تحسين جودة الحياة الطلابية، مشيرًا إلى أن الأنشطة الرياضية تُعد من الركائز الأساسية في بناء شخصية الطالب الجامعي، وداعمًا مهمًا للصحة العامة، وتعزيزًا لقيم التعاون والانتماء.