بحسب الوالي الذي كان يتحدث في ملتقى حول الإعلام والأمن الوطني، فإن “السكن العشوائي” يمثل هو الآخر حاضنة وإيواء للخلايا النائمة ووقوداً لإذكاء نار الحرب.

الخرطوم: التغيير

عاد والي الخرطوم المُكلف من قبل الحكومة التي يديرها الجيش من بورتسودان إلى الهجوم مجدداً على الوجود الأجنبي في الولاية، وعدّه من ضمن المهددات التي تواجه الولاية خلال الحرب الحالية.

وقال الوالي أحمد عثمان حمزة إن الوجود الأجنبي استشرى بسبب عدم التعامل معه وفقاً للقانون، فأصبحت السفارات والمنظمات تتحرك بحرية دون رقيب، مما منحها دوراً متآمراً ضد الوطن.

ومنذ اندلاع الحرب بالعاصمة الخرطوم منتصف أبريل 2023، لم تعد الحكومة التي يديرها الجيش تسيطر إلا على جزء كبير من مدينة أمدرمان التي تدير منها الولاية، إضافة إلى أجزاء محدودة من مدينتي الخرطوم وبحري، في وقت تسيطر قوات الدعم السريع على الأجزاء الأكبر من مناطق الولاية.

وأكد الوالي الذي كان يتحدث في ملتقى حول الإعلام والأمن الوطني أن “السكن العشوائي” يمثل هو الآخر حاضنة وإيواء للخلايا النائمة ووقوداً لإذكاء نار الحرب.

وأشار إلى أن تجارة المخدرات والترويج لها كانت حاضرة في الحرب، حيث يقاتل أفراد “المليشيا” تحت تأثير المخدرات، ويقومون بالترويع والقتل والاغتصاب، فيما دعا المشاركون في الملتقى إلى وضع خطة إعلامية لمجابهة المهددات الأمنية.

وكانت الورشة قد ناقشت ثلاث أوراق عمل: الأولى عن مفهوم الأمن الوطني، والثانية عن دور الإعلام العسكري في إسناد العمليات القتالية، والثالثة عن الدور المطلوب من الإعلام في ظل الوضع الراهن.

الوسومآثار الحرب في السودان ضبط الوجود الأجنبي والي الخرطوم ولاية الخرطوم

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان ضبط الوجود الأجنبي والي الخرطوم ولاية الخرطوم الوجود الأجنبی

إقرأ أيضاً:

النفط يُحمى.. والشعب السوداني يترك للمجهول!

ابراهيم هباني

في السودان لا يحتاج المرء الى جهد كبير ليفهم ما الذي يجعل الاطراف المتحاربة تتفق بسرعة، وما الذي يجعلها تختلف حتى اخر مدى.

يكفي النظر الى ما جرى في هجليج، وما جرى قبله في الفاشر وبابنوسة، ليتضح ان اولويات الحرب لا علاقة لها بحياة الناس، بل بما فوق الارض وتحتها.

في هجليج، انسحب الجيش السوداني الى جنوب السودان، ودخلت قوات الدعم السريع الحقل بلا مقاومة كبيرة، ثم ظهر رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت ليؤمن المنشاة الحيوية التي يعتمد عليها اقتصاد بلاده.

ولم يحتج الامر الى جولات تفاوض او بيانات مطولة. اتفاق سريع، وترتيبات واضحة، وهدوء مفاجئ. السبب بسيط: الحقل شريان لبلدين، وله وزن في حسابات دولية تتابع النفط اكثر مما تتابع الحرب.

لكن الصورة تختلف تماما عندما نعود الى الفاشر. المدينة عاشت اكثر من خمسمئة يوم تحت الحصار. 500 يوم من الجوع والانهيار، بلا انسحاب من هذا الطرف او ذاك، وبلا موافقة على مبادرة لتجنيبها الحرب. سقطت الفاشر لانها ليست هجليج. لا تملك بئرا، ولا انبوبا، ولا محطة معالجة. ولذلك بقيت خارج الحسابات.

وبابنوسة قصة اخرى من النوع نفسه. المدينة ظلت لما يقارب 680 يوما بين حصار واشتباكات وانقطاع، ثم سقطت نهائيا.

وخلال ذلك نزح منها ما لا يقل عن 45 الف شخص. ومع ذلك لم تعلن وساطة عاجلة، ولا ترتيبات لحماية المدنيين، ولا ما يشبه العجلة التي رأيناها في هجليج الغنية بالنفط!

بابنوسة، مثل الفاشر، لا تضخ نفطا، ولذلك لم تجد اهتماما كبيرا.

دولة جنوب السودان تحركت في هجليج لانها تعرف ان بقاءها الاقتصادي مرتبط بانبوب يمر عبر السودان.

والصين تراقب لان مصالحها القديمة في القطاع تجعل استقرار الحقول مسألة مهمة.

اما الاطراف السودانية، فاستجابت بسرعة نادرة عندما تعلق الامر بالبرميل، بينما بقيت المدن تنتظر نصيبا من العقل، او نصيبا من الرحمة.

المعادلة واضحة. عندما يهدد النفط، تبرم الترتيبات خلال ساعات. وعندما يهدد الناس، لا يحدث شيء. هجليج اخليت لانها مربحة. الفاشر وبابنوسة تركتا لان كلفتهما بشرية فقط.

والمؤسف ان هذا ليس تحليلا بقدر ما هو وصف مباشر لما حدث. برميل النفط حظي بحماية طارئة، بينما المدن السودانية حظيت بالصمت.

وفي نهاية المشهد، يبقى الشعب السوداني وحيدا، يواجه مصيره بلا وساطة تحميه، وبلا اتفاق ينقذه، وبلا جهة تضع حياته في اولوياتها.

هذه هي الحكاية، بلا تجميل. النفط يوقع له اتفاق سريع. الشعب ينتظر اتفاقا لم يأت بعد.

الوسومإبراهيم هباني

مقالات مشابهة

  • الخرطوم: دفن مرتين وبدء حملة رسمية لنقل رفات الحرب
  • النفط يُحمى.. والشعب السوداني يترك للمجهول!
  • السودان يجدد مطالبته للمجتمع الدولي بالضغط على الإمارات
  • وزير الإعلام المصري الأسبق لـعربي21: الكاميرا يجب أن ترافق البندقية.. والبعض خان فلسطين (شاهد)
  • حوار مع صديقي المصري عاشق السودان
  • الاتحاد الأوروبي يجدد دعمه للبنان… وحفل استقبال على شرف الإعلاميين
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • محفوظ يشرح دور الاعلام في مواجهة الحرب الاسرائيلية
  • والي الخرطوم يستجيب لاثنين من عمال نظافة الطرق واكمال مراسم زواجهما
  • تناسل الحروب