«دفاع مدني أبوظبي» تحصد جائزة في سنغافورة
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
سنغافورة: «الخليج»
فازت هيئة أبوظبي للدفاع المدني بجائزة التميُّز في تحوُّل الأعمال –الفئة الفضية، ضمن جوائز التميُّز في الموارد البشرية 2024، في سنغافورة، تقديراً لتميُّزها في تطبيق مشروع التدريب المنهجي (T-SAT).
ويعكس هذا الإنجاز جهود الهيئة المستمرة في تعزيز مهارات موظفي الدفاع المدني بمختلف مستوياتهم الوظيفية.
وقال العميد سالم عبد الله بن براك الظاهري، المدير العام للهيئة: «نفخر بهذا الإنجاز الذي يعكس رؤية الهيئة في تطوير الكفاءات الوطنية وتدريبها من خلال برامج نوعية ومبتكرة، ويُعَدُّ حصولنا على هذه الجائزة الدولية تأكيداً على التزامنا المستمر بتبنّي أفضل الممارسات العالمية في إدارة الموارد البشرية وتطوير رأس المال البشري، وهو عنصر أساسي في تعزيز جاهزية فِرقنا لمواجهة تحديات السلامة والطوارئ».
وتسلَّم الجائزة العميد سويدان سعد بن ضحية العامري، مدير مركز الموارد والخدمات المساندة في الهيئة، وأكَّد أنَّ هذا التكريم يعزِّز من التزام الهيئة بتقديم أفضل البرامج التدريبية والمبادرات التطويرية.
من جهة أخرى، التقى العميد سالم عبد الله الظاهري، المدير العام لهيئة «أبوظبي للدفاع المدني» بالإنابة، راسل لونجغ ماير، المدير التنفيذي للمؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة (EFQM)، على هامش «مؤتمر مراكز التميز 2024» الذي عقد في فندق قصر الإمارات.
وبحث الاجتماع فرص التعاون المستقبلي بين الجهتين، بهدف تعزيز مفاهيم التميز المستدام، وتطبيق أعلى معايير الجودة العالمية، بما يسهم في الارتقاء بأداء الهيئة، وفقاً لأفضل الممارسات الدولية، في إطار حرص الهيئة على تبني مفاهيم التميز المؤسسي وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع المؤسسات العالمية الرائدة.
وجرى استعراض مجموعة من الموضوعات التي تدعم منظومة التميز المؤسسي في الهيئة، منها سبل التعاون في تنظيم دورات التأهيل للمقيمين المعتمدين، ما يعزز قدرات كوادر الهيئة في مهارات التقييم وإعداد الوثائق ذات الصلة بالتميز المؤسسي.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات هيئة أبوظبي للدفاع المدني
إقرأ أيضاً:
تقديس المدير
جابر حسين العماني
عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
تعاني بعض المجتمعات العربية والإسلامية من ظاهرة خطيرة على المجتمع، وهي تقديس المديرين المسؤولين، ظاهرة مؤسفة جعلت بعض المديرين شخصيات مغرورة لا ترى إلا نفسها، ترفض النقد البناء، وكأنها لا تزال تعيش في عصر من عصور الطغاة، كفرعون الذي كان يقول: "أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ"، وهو سلوك سلبي لا يهدد مكانة المؤسسات الحكومية والخاصة فحسب، بل يؤخر التقدم والازدهار ويجعل روح الفريق الواحد في بيئة العمل ضعيفة جدا، لا اعتبار لها ولا مكانة ولا إجادة، وذلك بسبب تقديس المديرين وغرورهم وعدم تقبلهم للنقد البناء.
قال الإمام محمد الباقر: "مَا دَخَلَ قَلْبَ اِمْرِئٍ شَيْءٌ مِنَ اَلْكِبْرِ إِلاَّ نَقَصَ مِنْ عَقْلِهِ مِثْلَ مَا دَخَلَهُ مِنْ ذَلِكَ قَلَّ ذَلِكَ أَوْ كَثُرَ".
إن من المؤسف جدا أن يتحول النقد البناء للمدير المغرور في بعض المؤسسات العربية والإسلامية إلى جريمة نكراء، تقابل بالتوبيخ أو الإقصاء أحيانا، بينما يحترم الموظف المتملق والمرائي، ويرتفع بسلوكه درجات لا يستحقها في بيئة العمل فقط لأنه لمع مكانة المدير، وكأننا نعمل لخدمة المسؤول، وليس لخدمة الوطن وازدهاره، وحفظ أمجاده.
لا بد أن يعلم كل من يعمل في بيئة العمل أن النقد البناء الصادق يعد البوابة الرئيسية للتطوير والارتقاء إلى بيئة عمل أفضل، وهو من أهم المظاهر الحضارية التي لا غنى عنها، والذي له دلالات واضحة ومن أهمها تجنب الغرور وتعزيز العمل الجماعي على الشراكة الحقيقية والانتماء الوطني المخلص في أثناء العمل.
إن تقديس المدير المسؤول في مواقع العمل لا يصنع البيئة المناسبة والصالحة للإنتاج المثمر في التكامل المهني المطلوب، بل يخلق الكثير من القلق والتوتر بين الموظفين، ويحفزهم على التعامل بالتملق بدلا من إبداء الصراحة والنقد البناء، وهنا من الطبيعي جدا غياب روح الحوار، وانطفاء الأفكار الخلاقة والمطلوبة، واختفاء الإبداع والتألق والنجاح، لأن الموظفين مشغولون بإرضاء المسؤول وتلميع صورته لمصالح خاصة، بدلا من خدمة الوطن والمواطنين، وتغيب بذلك روح العمل الجاد والفاعل الذي ينبغي أن يكون متحققا في بيئة العمل.
اليوم نحن بحاجة ماسة إلى مؤسسات حكومية نافعة وجادة، تتبنى النقد البناء والفعال وترفض الغرور بأشكاله ومسمياته، وتميز بين احترام المسؤولين ومحاسبة قراراتهم، ذلك أن الإدارة سواء كانت في المؤسسات الحكومية أو الخاصة ينبغي أن تنصت للجميع، ولا تميز أحدا دون آخر إلا بالتميز والإجادة، وتؤمن بمبدأ الحوار والنقاش الجاد، وتعيد النظر فيما يخص القرارات المطروحة بهدف التطوير ونقل العمل إلى ما هو أفضل وأجمل وأحسن، بما يخدم الوطن والمواطنين، وتجنيب بيئة العمل سياسة تكميم الأفواه وتقديس المسؤولين مهما كانت درجاتهم ومناصبهم وشأنهم في الوسط الاجتماعي.
اليوم ومن أجل نجاح بيئة العمل، لا بد من التركيز على ممارسة الصفات الأخلاقية والتي منها التواضع، فليس هناك سلوك أرقى منه، فينبغي على المسؤولين، من مديرين وغيرهم من أصحاب المناصب العليا أو ما دون ذلك، أن يتواضعوا مع موظفيهم، ويكون ذلك من خلال الاستماع إليهم، وتحفيزهم على العمل، والمرونة في الإدارة، والقدوة الحسنة، واحترام ثقافة النقد وتقبلها.
أخيرًا: نحن في زمن تكاثرت فيه المناصب بأنواعها المختلفة، وتقلصت الكثير من القيم والمبادئ الإنسانية، ولا زالت أوطاننا العربية والإسلامية بحاجة ماسة إلى مديرين مسؤولين مخلصين يصنعون الفرق بأخلاقهم الطيبة واجتهادهم، يحاربون التفرقة والتمزق والغرور وحب الذات، ساعين لإدارة القلوب قبل الملفات والاجتماعات والقرارات، تلك هي أفضل وأجمل وأقوى أدوات الإدارة الناجحة التي لا بد من ممارستها وتقديمها في بيئة العمل بكل إخلاص ووفاء وتفان، وكما قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:
تَوَاضَعْ تَكُنْ كَالنَّجْم لاحَ لِنَاظِرِ**عَلَى صَفَحَاتِ الْمَاءِ وَهُوَ رَفِيعُ
وَلا تَكُ كَالدُّخَانِ يَرْفَعُ نَفْسِهُ**إلى طَبَقَاتِ الْجَوِّ وَهُوَ وَضِيعُ
رابط مختصر