يمانيون – متابعات
يستمرُّ الواقعُ الإنساني المريرُ في غزةَ كحقيقة مؤلمة وقصص موجعة، وجرائمَ مفزعة تقوم بها الصهيونية لأكثرَ من عام دون أن يتحَرّك أحد.

وبالتوازي مع هذا الإجرام غير المسبوق، تحل علينا الذكرى السابعة بعد المِئة لما عُرف بــــ “وعد بلفور” لتعيدَ إلى ذاكرتنا الدورَ البريطاني الخبيثَ في زرع الكيان الصهيوني في جسد الأُمَّــة.

وفي سياق هذه الذكرى، أكّـدت حركة الأحرار الفلسطينية أن معركة (طُـوفَان الأقصى) مُستمرّة رغم هذه الذكرى المشؤومة، مجددة التأكيد على أن الشعب الفلسطيني يقدم في سبيل ذلك التضحيات الغالية.

وقالت الحركة في بيان لها: إن “وعد بلفور وما نتج عنه سيبقى وصمة عار في جبين المجتمع الدولي وما يدعيه بإنسانيته، وعلى رأسهم بريطانيا”، لافتة إلى أنه “على الرغم مما يرتكبه الاحتلال من جرائم إبادة جماعية وتجويع وانتهاك لكامل حقوق الشعب الفلسطيني، إلا أن الشعب الفلسطيني يرسم لوحة أُسطورية في الفداء والتضحية، وأن الشعب الفلسطيني المقاوم لن يرفع الراية البيضاء، ولن يترك البندقية من يده، ومقاومته ستبقى مُستمرّة ومتنوعة ومتطورة في رحاب محور المقاومة وجبهات الإسناد حتى دحر الاحتلال الصهيوني”.

وقالت الحركة: “بعد 107 أعوام من “وعد بلفور” المشؤوم، فقد حان الوقت لأن تتحَرّك شعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية في وجه هذا العدوّ”، مشيرة إلى أن “تحَرّك الشعوب اليمنية والعراقية واللبنانية والإيرانية التي أثبتت وأكّـدت أن هذا الاحتلال ما هو إلا وحش من ورق، وأن حرقه وتمزيقه بات أقرب من أي وقت مضى”.

بريطانيا رأس الحربة:

وفي السياق يؤكّـد الكاتب والباحث الدكتور عرفات الرميمة، أن “بريطانيا هي رأس الحربة فيما يحدث وتعيشه حَـاليًّا المنطقة”، منوِّهًا إلى أنه “قد تلاقت أطماع الصهيونية مع أهداف الاستعمار الغربي في السيطرة على المناطق الحيوية في الوطن العربي”.

ويوضح خلال لقاء له على قناة “المسيرة” أن الفكرة استقرت على أن تكون فلسطين هي المنطقة التي يجب أن تزرع فيها بذرة سرطانية هو العدوّ الصهيوني الغاصب.

ويشير إلى أنه “في العام 1905 عقد المتآمرون، لا المؤتمِرون، المؤتمرَ الصهيوني السابع في بازل بسويسرا، والذي يعد البذرة التي قسمت العالم وأهم البحار، وخُصُوصًا البحر الأبيض المتوسط الذي يعتبر بحرًا عربيًّا؛ كون أغلب الدول العربية مطلة عليه، ومن هنا يجب أن تتركز القوى الاستعمارية في البحر الأبيض المتوسط، “يطّلع المؤتمر على تقرير لجنة التقصي بشأن “عدم ملاءمة” أوغندا للاستيطان اليهوديّ الجماعيّ، ويتبنّى قرارًا بالبديل عن أوغندا وهي فلسطين”.

وهنا يشير الرميمة إلى أن المؤامرة على فلسطين كانت قديمة وعلى أن تكون هناك قوة تفصل بين شرق الوطن العربي وغرب الوطن العربي، فأتت الفكرة على أن تكون فلسطين هي هذه المستعمرة وفي قلب الأُمَّــة العربية، وعلى امتداد السياق التاريخي في العام 1915 جاءت اتّفاقية “سايكس بيكو” وتقسيم المنطقة العربية بين فرنسا وبريطانيا، ثم 1917، جاء يوم الوعد المشؤوم لبلفور، مبينًا أن دواعي هذا القرار لرئيس وزراء بريطانيا الذي كان يسعى إلى التخلص من الصهاينة في أُورُوبا، والهدف الآخر هي السيطرة على الوطن العربي.

الشيء الأخطر هنا هو الانتداب البريطاني الذي حقّق الوعد في الاستيلاء على فلسطين، وشرعنة الاستعمار البريطاني عبر عصبة الأمم المتحدة في العام 1922م؛ بمعنى أن بريطانيا سيطرت على فلسطين من خلال مرسوم عبر عصبة الأمم، أَو الأمم المتحدة كما تسمى الآن، حسب قول الرميمة.

ويضيفُ الرميمة أن تسلسل الأحداث بعد ذلك من هجرات لليهود، ودور عبد العزيز آل سعود الذي أخمد الثورات العربية المناهضة لاحتلال فلسطين، ولعب الكيان السعوديّ دورًا أَسَاسيًّا في ذلك، والذي قال عنه رئيس وزراء تشرشل: “فكرنا بزرع كيان موال لنا في السعوديّة قبل زرع الصهاينة أنفسهم في فلسطين، إلى جانب زرع النظام الأردني كذلك”، وبالتالي نقل حالة الاستعمار المباشر إلى الاستعمارِ عن طريق الوكلاء.

توافُقٌ بريطاني صهيوني:

كان هناك توافق بين المشروع الصهيوني من جهة، وبين الأطماع البريطانية الاستعمارية، حَيثُ قال منظِّر الصهيونية “هرتزل”: إننا “نعهد بحماية طريق التجارة البريطانية إلى الهند عبر السيطرة على فلسطين”.

وفي تاريخ 6 يوليو/تموز1921 أعلنت عُصبة الأمم مشروع الانتداب البريطاني على فلسطين، وتمت المصادقة عليه في 24 يوليو/تموز 1922، ووضع حيز التنفيذ في 29 سبتمبر/أيلول من العام نفسه، وحرص محرّرو صك الانتداب على الإشارة إلى أنه جاء بناء على وعد بلفور.

اشتمل الصك على ديباجة و28 مادة، وأكّـدت بريطانيا من خلال المشروع الصهيوني كما في وعد بلفور، وأضافت جزئية تقر فيها بـ “الصلة التاريخية التي تربط الشعب اليهودي بفلسطين”، مع ذكر حقوق “الطوائف غير اليهودية” باقتضاب.

وفي أُكتوبر/تشرين الأول 1933 بدأت مظاهرات في جميع أنحاء فلسطين؛ تعبيرًا عن الغضب من السياسات البريطانية التي مارست كُـلّ أشكال العنف والقمع، خَاصَّة بعد ما أعدمت في أغسطُس/آب 1929 رموزًا فلسطينية شاركت في ثورة البراق.

بدأت منظماتٌ وحركات مقاومة فلسطينية سرية شبه عسكرية بالتشكل، منها جماعة اليد السوداء بقيادة عز الدين القسام، الذي استشهد في كمين نصبته له القوات البريطانية في 20 أُكتوبر/تشرين الأول 1935.

وأدى اغتيال واستشهاد القسام إلى إشعال فتيل الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 بالتزامن مع زيادة الاستيلاء اليهودي على الأراضي لاستيعاب الهجرة اليهودية المتزايدة، وزيادة القوانين البريطانية التي هجرت المئات، وتسببت بعطالة العديد من العمال الفلسطينيين، بالإضافة لخطط التقسيم للمنطقة.

مع الإشارة، ارتكبت القوات البريطانية خلال فترة انتدابها عددًا من المذابح، وقمعت الثورات الفلسطينية، وأبرزها ثورة عام 1920، وثورة البراق عام 1929، وثورة القسّام عام 1935، والثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936م.

الأنظمةُ العميلة والبذرة الخبيثة:

كان الدور بريطاني هو الأهم في إنشاء دولة “إسرائيل” كما أنها عملت على إنشاء أنظمة وظيفية تعمل على خدمة وتحقيق المصالح الغربية الاستعمارية في المنطقة، ودورها المُستمرّ حتى اللحظة.

وفي هذا الشأن يحث العميد هاشم وجيه الدين، الأجيالَ العربية أن تعرف حقيقة الدور البريطاني الجوهري في زرع هذا الكيان والورم السرطاني في قلب وجسد الأُمَّــة العربية والإسلامية.

ويضيف خلال تصريح خاص لـ “المسيرة” وخُصُوصًا عبر أنظمة عميلة كان على رأسها الشريف حسين حينها، والذي حارب الدولة العثمانية التي رفضت أن تعطي فلسطين لليهود، الذين وصفهم وقتها عبد العزيز بن سعود وقتها بـ “المساكين” في مؤتمر العقير عام 1922م، حسب ما ذكره ناصر السعيد في كتابه “تاريخ آل سعود” كاشفًا أن عبد العزيز آل سعود قال للضابط البريطاني المتواجد في السعوديّة حينها: “يجب أن نعطيَ فلسطين لليهود المساكين”.

ويتابع حديثه: “الشريف حسين حارب الدولة العثمانية التي لم تتنازل عن القدس، وبالتالي وقف إلى جانب بريطانيا لزرع هذه البذرة الخبيثة “إسرائيل” في قلب الأُمَّــة العربية، وتحديدًا في فلسطين”، موضحًا أن “الدولة العثمانية رفضت كُـلّ الإغراءات البريطانية للتنازل عن القدس؛ فما كان من بريطانيا إلا أن أوعزت إلى الشريف حسين، والملك عبدالعزيز آل سعود أنظمتها العميلة في المنطقة بمحاربة الدولة العثمانية تحت شعار (الثورة العربية الكبرى)، التي كانت في الأَسَاس أدَاة لقتل، وإخماد أي تحَرّك عربي مقاوم، ورافض للمشروع البريطاني القذر في فلسطين، بعد هزيمة الدولة العثمانية”.
————————————-
المسيرة: محمد الكامل

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الدولة العثمانیة الشعب الفلسطینی الوطن العربی ــة العربیة على فلسطین وعد بلفور إلى أنه آل سعود إلى أن على أن

إقرأ أيضاً:

طعام غير متوقع يحمي من أمراض القلب

تعد الكوسة من الخضروات الغنية بالفوائد الصحية حيث انها تساعد في علاج عدد كبير من الامراض والحمايه منها وفي مقدمتها أمراض القلب.

ووفقا لما جاء في موقع نكشف لكم أهم فوائد الكوسة في تحسين صحة القلب.

مصدر غني بمضادات الأكسدة وفيتامين سي

من المعروف أن بذور أنواع مختلفة من القرع تحتوي على أنواع عديدة من المغذيات النباتية التي تساعد في مكافحة الالتهابات والإجهاد التأكسدي و من بين هذه المواد المضادة للأكسدة فيتامين سي، وفيتامين أ، وفائق أكسيد ديسميوتاز ، وغلوتاثيون بيروكسيديز، وجلوكوز-6-فوسفاتيز.

في العديد من الدول، يُعدّ القرع الصيفي مصدرًا رئيسيًا لمضادات الأكسدة الكاروتينية، بما في ذلك ألفا كاروتين وبيتا كاروتين و يتواجد معظم محتوى مضادات الأكسدة في قشر الكوسا، لذا يُنصح بعدم تقشيرها.

تحتوي ثمرة كوسة متوسطة الحجم على أكثر من 50% من احتياجاتك اليومية من فيتامين سي.  
تساعد الأطعمة الغنية بفيتامين سي في الحفاظ على بطانة خلايا الدم الحيوية، وخفض ضغط الدم، والحماية من الالتهابات وانسداد الشرايين.

لبذور نبات القرع تاريخ طويل في الطب التقليدي والشعبي لتعزيز المناعة.

كان يُعتقد أن بذور القرع مضادة للميكروبات ولها خصائص مضادة للطفيليات، لذا اعتقد السكان أن تغذية الكوسة مفيدة للجهاز الهضمي والجهاز العصبي والجهاز المناعي والقلب والأوعية الدموية.

وجدت دراسة أجريت عام 2006 للتحقيق في آثار بذور القرع (من اليقطين) على وظيفة المناعة أن البذور الخام كانت فعالة في تخفيف الآثار الضارة المرتبطة بسوء التغذية البروتينية وتلف الجذور الحرة والأكسدة في الفئران.

تحتوي عزلات بروتين بذور اليقطين على مكونات لها خصائص مضادة للأكسدة يمكن أن تساعد في تحسين وظائف الكبد وإزالة السموم، ويعتقد الباحثون أنه، إلى حد أقل إلى حد ما، توجد فوائد مماثلة داخل بذور أنواع أخرى من القرع، مثل الكوسة.

مضادة للالتهابات وتحمى القلب

تتكوّن الكوسة وأنواع القرع الأخرى بشكل أساسي من الماء والكربوهيدرات ، وتحديدًا من النوع الذي يُسمى عديدات السكاريد.

يحتوي القرع الصيفي على نسبة جيدة من الألياف تسمى البكتين، وهو نوع من السكاريد المفيد المرتبط بتحسين  صحة القلب والأوعية الدموية والقدرة على خفض الكوليسترول بشكل طبيعي.

ومن المعروف أن ألياف البكتين، والتي توجد في التفاح والكمثرى، تعمل على تحسين صحة الشرايين وتقليل الالتهاب المسبب للأمراض، لذلك قد توفر أيضًا الحماية ضد مرض السكري ومقاومة الأنسولين.

نظرًا لارتباط عوامل خطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب ارتباطًا وثيقًا، فمن المفيد أن تساعد الكوسة في إنقاص الوزن.
تشير الدراسات إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض السكر والكربوهيدرات قد يكون فعالًا في التحكم في وزن الجسم، نظرًا لتأثيره الإيجابي على الأنسولين والهرمونات الأخرى.

بالطبع، هناك عوامل أخرى يجب مراعاتها، وخاصة عدد المصادر الصحية للدهون والفواكه الطازجة الكاملة التي يستهلكها شخص ما، ولكن الكوسة يمكن أن تلعب بالتأكيد دورًا في النظام الغذائي الصحي للقلب والذي يحسن  من وزن الجسم.

مصدر غني بالبوتاسيوم


من فوائد الكوسة التي غالبًا ما تُغفل، غناها بمعدن البوتاسيوم المفيد للقلب و كوب واحد من الكوسة المطبوخة يُعطيك أكثر من 14% من حاجتك اليومية، وهو ما يزيد عادةً عن الكمية المُضمنة في مُكملات الفيتامينات المتعددة التقليدية.

تشير الأبحاث إلى أن  انخفاض البوتاسيوم  يرتبط باختلال توازن المعادن الأخرى، مما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب ومضاعفاتها كما يُعدّ البوتاسيوم وسيلة طبيعية لخفض ضغط الدم، إذ يُعاكس آثار اتباع نظام غذائي غني بالصوديوم.

إن زيادة تناول البوتاسيوم يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وقد يقلل أيضًا من احتمالات الإصابة بأمراض القلب.

طباعة شارك الكوسة القلب أمراض القلب فوائد الكوسة تحمى القلب

مقالات مشابهة

  • مكون الحراك الجنوبي يدين عدوان وتصعيد العدو الصهيوني في فلسطين
  • طعام غير متوقع يحمي من أمراض القلب
  • لا موجات حر كبرى.. هل سيكون صيف المنطقة العربية معتدلا هذا العام؟
  • بريطانيا:موافقة إسرائيل على مستوطنات بالضفة عقبة أمام قيام دولة فلسطين
  • الخارجية الإيرانية تدين بشدة العدوان الصهيوني على اليمن
  • من المؤثرة البريطانية نيكي ليلي التي استضافها مهرجان كان السينمائي؟
  • السيد القائد: نسعى لموقف أقوى إلى جانب فلسطين في معاناتها التي لم يسبق لها مثيل
  • وزير الدفاع يبحث أوجه التعاون مع مستشار الأمن القومي البريطاني
  • رحلة ترامب للمنطقة العربية.. تساؤلات حول التكلفة والعائد
  • رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع يلتقي وفداً من علماء ومشايخ محافظة حلب خلال زيارته للمدينة