الانتخابات الأمريكية 2024| ترامب يريد إعلان الفائز ليلة التصويت.. هل يستطيع؟
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
صعد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مطالبه بإعلان الفائز في السباق الرئاسي الأمريكي بعد وقت قصير من إغلاق صناديق الاقتراع اليوم الثلاثاء، أي قبل وقت طويل من فرز جميع الأصوات.
لقد أرسى ترامب هذا النمط في عام 2020، عندما أعلن فوزه خلال الساعات الأولى من صباح يوم الانتخابات.
وقد دفع ذلك حلفائه إلى المطالبة بأن "يوقف المسؤولون فرز الأصوات وقد أمضى هو والعديد من المحافظين الآخرين السنوات الأربع الماضية في الادعاء زوراً بأن الاحتيال كلفه خسارة تلك الانتخابات والتذمر من الوقت الذي يستغرقه فرز الأصوات في الولايات المتحدة.
وبحسب وسائل الإعلام الأمريكية، فأن أحد الأسباب العديدة التي تجعلنا نستبعد معرفة الفائز بين دونالد ترامب ونائبة الرئيس كامالا هاريس بسرعة ليلة الانتخابات هو أن المشرعين الجمهوريين في ولايتين رئيسيتين متأرجحتين رفضوا تغيير القوانين التي تؤخر فرز الأصوات.
والسبب الآخر هو أن معظم المؤشرات تشير إلى أن هذه الانتخابات ستكون متقاربة للغاية، وأن تحديد الفائزين في الانتخابات المتقاربة يستغرق وقتا أطول من الفائزين بأصوات ساحقة.
وفي النهاية، يشير خبراء الانتخابات إلى أن الأولوية في فرز الأصوات هي التأكد من أنها عملية دقيقة وآمنة، وليس إنهاء لحظات التشويق بعد إغلاق صناديق الاقتراع.
قال ريك هاسن، أستاذ القانون بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: "لا يوجد شيء خبيث في الأمر. إن التأخير في الوقت المحدد يهدف إلى حماية نزاهة العملية".
ويبدو أن طلب ترامب لا يأخذ في الاعتبار المناطق الزمنية الست الممتدة من الساحل الشرقي إلى هاواي.
وقال ديفيد بيكر، الخبير في الانتخابات والمؤلف المشارك لكتاب "الحقيقة الكبرى"، الذي يفضح أكاذيب ترامب بشأن انتخابات 2020، إنه ليس من الواقعي أن يقوم مسؤولو الانتخابات في آلاف الولايات القضائية "بنقر أصابعهم على الفور وعد 160 مليون بطاقة اقتراع متعددة الصفحات تحتوي على عشرات السباقات".
ترامب يريد حسم السباق مساء الثلاثاءخلال تجمع جماهيري في بنسلفانيا يوم الأحد، طالب ترامب بأن يتم تحديد نتيجة السباق قريبا بعد إغلاق بعض صناديق الاقتراع.
وقال ترامب “يجب أن يتم اتخاذ القرار بحلول الساعة التاسعة أو العاشرة أو الحادية عشرة من مساء الثلاثاء”.
إن التوقيت هو أحد الأمثلة على عدم تطابق مطالب ترامب مع واقع إجراء الانتخابات في الولايات المتحدة. فبحلول الساعة الحادية عشرة مساءً على الساحل الشرقي للبلاد، ستغلق صناديق الاقتراع في ولايتين متأرجحتين في الغرب، أريزونا ونيفادا.
لقد دفع ترامب المحافظين إلى التذمر من أن الولايات المتحدة لا تحسب الانتخابات بسرعة مثل فرنسا أو الأرجنتين، حيث تم الإعلان عن نتائج السباقات الأخيرة في غضون ساعات من إغلاق صناديق الاقتراع. ولكن هذا لأن هذه البلدان لا تحسب سوى انتخابات واحدة في كل مرة. يمنع النظام الأمريكي اللامركزي الحكومة الفيدرالية من السيطرة على الانتخابات.
وبدلاً من ذلك، يتم فرز الأصوات في نحو عشرة آلاف ولاية قضائية منفصلة، ولكل منها سباقاتها الخاصة التي يتعين على الهيئة التشريعية للولاية ومجلس المدينة والمجالس المدرسية وصناديق الاقتراع أن تفرزها في نفس الوقت. ولهذا السبب يستغرق فرز الأصوات في الولايات المتحدة وقتاً أطول.
قد يستغرق إعلان الفائز بعض الوقت
وتعلن وكالة أسوشيتد برس نتائج السباقات عندما لا يكون هناك أي احتمال بأن يتمكن المرشح المتأخر من تعويض الفارق.
وفي بعض الأحيان، إذا كان أحد المرشحين متأخراً بشكل كبير، فيمكن إعلان الفائز بسرعة، ولكن إذا كان الفارق ضئيلاً، فقد يكون لكل صوت أهمية، ويستغرق الأمر بعض الوقت قبل احتساب كل صوت حتى في أكثر الولايات القضائية كفاءة في البلاد.
على سبيل المثال، في عام 2018، فاز الجمهوري ريك سكوت بسباق مجلس الشيوخ الأمريكي في فلوريدا، وهي الولاية التي يشيد بها المحافظون بانتظام لسرعة فرز الأصوات فيها، ولكن لأن هامش سكوت كان ضئيلاً للغاية، لم تعلن وكالة أسوشيتد برس فوز سكوت إلا بعد انتهاء إعادة فرز الأصوات في 20 نوفمبر.
كما يستغرق فرز كل مليون صوت وقتًا لأن مسؤولي الانتخابات يتعين عليهم معالجة بطاقات الاقتراع المتنازع عليها أو "المؤقتة"، ومعرفة ما إذا كانت قد أُدلي بها بشكل شرعي.
وقد تتسرب بطاقات الاقتراع الخارجية من أفراد الجيش أو غيرهم من المواطنين الأميركيين في الخارج في اللحظة الأخيرة، وعادة ما تصل بطاقات الاقتراع بالبريد مبكرًا، ولكن هناك عملية طويلة للتأكد من عدم الإدلاء بها بشكل احتيالي. وإذا لم تبدأ هذه العملية قبل يوم الانتخابات، فقد يؤدي ذلك إلى دعم الفرز.
كما تمنح بعض الولايات، مثل أريزونا، الناخبين الذين رُفِضت بطاقات اقتراعهم بالبريد بسبب عدم تطابق التوقيعات، مهلة تصل إلى خمسة أيام لإثبات أنهم أدلوا بأصواتهم بالفعل. وهذا يعني ببساطة أن الأرقام النهائية لن تكون متاحة ليلة الثلاثاء.
قواعد الانتخابات هي السبب في بعض الولايات
يعود جزء من التباطؤ إلى قواعد الانتخابات الخاصة بكل ولاية، ففي بنسلفانيا وويسكونسن، وهما اثنتان من أهم الولايات المتأرجحة، ناشد مسؤولو الانتخابات المشرعين الجمهوريين لسنوات عديدة تغيير القانون الذي يمنعهم من معالجة بطاقات الاقتراع البريدية قبل يوم الانتخابات، وهذا يعني أن بطاقات الاقتراع البريدية يتم فرزها متأخرة، وكثيراً ما لا تبدأ النتائج في الظهور إلا بعد يوم الانتخابات.
ولقد هيمن الديمقراطيون تقليديًا على التصويت بالبريد، مما جعل الأمر يبدو وكأن الجمهوريين في المقدمة حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، عندما يتم إضافة أصوات البريد الديمقراطي أخيرًا إلى العدد.
حتى أن الخبراء لديهم أسماء لهذا من الانتخابات السابقة - "السراب الأحمر" أو "التحول الأزرق". استغل ترامب هذه الديناميكية في عام 2020 عندما جعل أنصاره يطالبون بإنهاء مفاجئ لفرز الأصوات - كانت بطاقات الاقتراع التي بقيت دون فرز هي في الغالب بطاقات بريدية للديمقراطي جو بايدن. من غير الواضح كيف سيحدث ذلك هذا العام، حيث تحول الجمهوريون وصوتوا بأعداد كبيرة أثناء التصويت المبكر.
كانت ولاية ميشيغان تفرض قيودًا مماثلة، ولكن بعد فوز الديمقراطيين بالسيطرة على الهيئة التشريعية للولاية في عام 2022، رفعوا الحظر المفروض على المعالجة المبكرة لبطاقات الاقتراع بالبريد. وقالت وزيرة خارجية الولاية الديمقراطية جوسلين بنسون، إنها تأمل في إتاحة معظم النتائج بحلول يوم الأربعاء.
قالت جين إيسترلي، مديرة وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأمريكية: "في نهاية المطاف، فإن كبار مسؤولي الانتخابات هم الأشخاص الذين لديهم القدرة على تقديم هذه النتائج الدقيقة. يجب على الأمريكيين التركيز على ما يقولونه وليس ما يقوله أي مرشح أو أشخاص معينون يشاركون في الحملة".
حلفاء ترامب يحثونه على إعلان النصر بسرعة
ويقول بعض حلفاء ترامب، إنه ينبغي له أن يكون أكثر عدوانية في إعلان النصر هذه المرة.
كان ستيف بانون حليف ترامب منذ فترة طويلة، والذي توقع في عام 2020 أن يعلن الرئيس آنذاك النصر قبل أن يتم الإعلان عن السباق، قد دعا إلى استراتيجية مماثلة خلال مؤتمر صحفي عقده مؤخرا بعد إطلاق سراحه من السجن الفيدرالي، حيث كان يقضي عقوبة بتهمة ازدراء الكونجرس فيما يتعلق بالتحقيق في جهود ترامب لإلغاء خسارته في عام 2020.
وقال بانون "جاء الرئيس ترامب في الساعة 2:30 صباحًا وتحدث، وكان ينبغي له أن يفعل ذلك في الساعة 11 صباحًا في عام 2020".
ولقد تبنى مؤيدو ترامب الآخرون نبرة أكثر قتامة، فقد اقترح مستشاره السابق للأمن القومي مايكل فلين خلال مقابلة أجريت معه مؤخرا على بودكاست "مشروع الحقيقة الأمريكية" اليميني أن العنف قد يندلع في الولايات التي لا تزال تحصي الأصوات في اليوم التالي ليوم الانتخابات لأن الناس "لن يتسامحوا مع ذلك".
في محاولة لإضفاء شعور بالحتمية على فوز ترامب، كان الرئيس السابق وأنصاره يروجون لبيانات التصويت المبكر واستطلاعات الرأي المواتية للزعم بأن الانتخابات قد انتهت تقريبًا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: السباق الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب كامالا هاريس الانتخابات الامريكية الديمقراطيين والجمهوريين أخبار الانتخابات الأمريكية الولایات المتحدة صنادیق الاقتراع بطاقات الاقتراع یوم الانتخابات فرز الأصوات فی إعلان الفائز فی الولایات فی عام 2020 أن یتم
إقرأ أيضاً:
الإدارة الأمريكية..المصداقية في مهب الريح
بعد مرور ستة أشهر على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وظهور ملامح السياسة الخارجية في عدد من الملفات وخاصة القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي فإن هناك سؤالا مهما يتعلق بمصداقية هذه الإدارة والتناقضات التي ظهرت في أكثر من ملف.
فيما يخص القضية الفلسطينية فإن الإدارات الأمريكية منذ عام ١٩٤٨ وهي تنحاز إلى الكيان الإسرائيلي لأسباب تتعلق بتأثير اللوبي الصهيوني في واشنطن وقضايا فكرية عديدة مما جعل الكيان يعربد ويشن الحروب على الدول العربية وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني من خلال الاستقواء بالإدارات الأمريكية التي تدعم الكيان بالسلاح والمعونات الاقتصادية والدعم اللوجستي وتبادل الكثير من التقنيات علاوة على المعلومات الاستخباراتية. إذن على مدى عقود أدرك الكيان الصهيوني بأنه يستطيع شن الحروب وانتهاك قوانين الشرعية الدولية وعدم الانصياع لقرارات الأمم المتحدة.
إن الإدارات الأمريكية المتعاقبة ومنها إدارة ترامب هي التي جعلت الكيان يقوم بكل تلك الأفعال الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، وهو الأمر الذي جعل نتنياهو وحكومته المتطرفة يتمادون في ارتكاب الأعمال الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعموم فلسطين لأن الكيان يدرك بأن واشنطن سوف تقف مع الكيان الصهيوني ضد أي قرار يدين إسرائيل في مجلس الأمن الدولي، علاوة على تقديم الدعم العسكري بل وتهديد الدول التي تنشد الإنصاف والعدالة للشعب الفلسطيني. كما أن الإدارة الأمريكية الحالية قد أعطت الضوء الأخضر كي يواصل نتنياهو المجازر البشعة التي يندى لها جبين الإنسانية حيث يعاني مليونا فلسطيني في القطاع من شبح المجاعة ،خاصة الأطفال والنساء وكبار السن، حيث فقدت الكثير من الأرواح.
منذ دخوله البيت الأبيض في العشرين من يناير الماضي يواصل الرئيس الأمريكي ترامب تصريحاته المتناقضة، ولعل أكثر تلك التصريحات والتي دخلت مفهوم الخداع الاستراتيجي هو أن المفاوضات الأمريكية الإيرانية كانت تجري بشكل جيد بعد مرور خمس جولات ناجحة في كل من مسقط وروما، حيث لعبت الديبلوماسية العمانية دورا محوريا لخفض التصعيد والتوتر في المنطقة والتوصل إلى حل عادل ومنصف وملزم في قضية الملف النووي الإيراني، وفي لحظة أدهشت العالم شن الكيان الصهيوني الحرب غير المسوغة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودخلت المنطقة والعالم في أجواء الحرب وما ترتب عليها من مشكلات كبيرة. والسؤال الموضوعي هنا هل يمكن أن يقدم نتنياهو على شن الحرب على إيران دون التنسيق مع الرئيس الأمريكي ترامب؟ الإجابة هو أن الكيان الصهيوني لا يقدم على أي خطوة دون التشاور مع واشنطن ومع ذلك لم يراع ترامب مناخ المفاوضات الإيجابي بل استخدم الخداع الاستراتيجي وانحدر إلى سلوك لا يليق بالرئيس الأمريكي الذي يقود أقوى دولة في العالم وتقود النظام الدولي الأحادي. وتكرر الخداع الاستراتيجي مرة أخرى في ضربة عسكرية غير متوقعة أقدمت عليها إدارة ترامب بقصف المفاعلات النووية السلمية الإيرانية دون وجود قرار دولي وهو قصف غير مبرر وله تداعياته الخطيرة.
وعلى ضوء ذلك فإن الستة الأشهر الأولى من فترة إدارة ترامب تميزت بالتناقضات والمواقف التي لا تتسم بالمصداقية والنزاهة حيث الدعم اللامحدود لنتنياهو الذي صدرت بحقة مذكرة اعتقال من محكمة الجنايات الدولية باعتباره مجرم حرب، علاوة على المظاهرات الشعبية داخل الولايات المتحدة الأمريكية التي تطالب ترامب بوقف المجازر التي ترتكبها إسرائيل على مدى ٢٢ شهرا، ومع ذلك تصدر تصريحات متناقضة من ترامب حول أهمية توصيل المساعدات لسكان القطاع، وفي الوقت نفسه يغض الطرف عن جرائم الاحتلال بل ويعترض على نية الحكومة الفرنسية الاعتراف بدولة فلسطين خلال انعقاد أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر القادم في مدينة نيويورك.
ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي ترامب للشرق الأوسط وبعد موافقة حركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية على الاتفاق مع الوسطاء مصر وقطر خرج بتصريحات تحمل حماس مسؤولية تعثر المفاوضات، بل وهدد بإخراج المحتجزين من قطاع غزة من خلال طرق أخرى، وتخلى ويتكوف عن استغلال فرصة التوافق والتوقيع على الاتفاق بين الكيان الإسرائيلي وحركة حماس وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
كما أن الرئيس الأمريكي ترامب هدد الدول التي تتعاون مع دول بريكس بمزيد من الرسوم التجارية، وعلى ضوء ذلك كيف يمكن تخيل أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية وسيطا نزيها حول القضية الفلسطينية وهي تتناقض في سلوكها والتصريحات؟ وأعطت نتنياهو وحكومته المتطرفة المزيد من الوقت حيث معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة حيث كارثة الجوع.
ولا شك أن الموقف الفرنسي بالاعتراف بدولة فلسطين هو موقف إيجابي ومقدر وعلى باقي الدول الغربية كبريطانيا وألمانيا أن تتخذ الخطوة نفسها. كما أن المؤتمر الدولي حول فلسطين الذي عقد مؤخرا في نيويورك حول أهمية حل الدولتين يعد هو الإطار الصحيح الذي ينبغي على إدارة ترامب أن تدعمه. إن الصراع في الشرق الأوسط لن ينتهي ولن يكون هناك استقرار أو أمن للكيان الإسرائيلي حتى قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية. هذا هو الحل السياسي الصحيح والواقعي وعلى الولايات المتحدة الأمريكية إذا كانت تنشد السلام الشامل لإسرائيل والمنطقة أن تضغط على الكيان الإسرائيلي للقبول بحل الدولتين. إن نضال الشعب الفلسطيني سوف يتواصل ولا يمكن للكيان المحتل أن ينعم بالسلام طالما يواصل احتلال الأراضي الفلسطينية ويحرم الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة التي أقرتها الأمم المتحدة والشرعية الدولية، ومن هنا فإن الإدارة الأمريكية ومن خلال سلوكها السياسي الداعم لسياسة نتنياهو تكون مشاركة في المأساة الإنسانية وتخلت عن دورها القيادي في العالم ويكون ترامب قد أخل بوعوده الانتخابية حول ضرورة إنهاء الحروب في الشرق الأوسط والعالم والتفرغ للتعاون الاقتصادي.
لقد انكشف الكيان الصهيوني بشكل فاضح أمام المجتمعات الغربية واصبح الكيان منبوذا، وعدد من قيادته مطلوب للعدالة والبعض الآخر غير مرغوب في دخوله لعدد من الدول الغربية. كما أن الإدانات من منظمات حقوق الإنسان ومن منظمات الإغاثة واضحة ضد الكيان الصهيوني الغاصب، والذي يعد أبشع احتلال عرفه التاريخ الحديث بارتكابه جرائم بشعة ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية خلال سبعة عقود.
إن أمام الإدارة الأمريكية مسؤولية أخلاقية وقانونية وإنسانية لوقف مجازر الاحتلال وضرورة وقف تلك المأساة التي تنقل للعالم عبر شاشات التلفزة وشبكات التواصل الاجتماعي حول العالم، ومن المعيب أن تتفرج دولة عظمى كالولايات المتحدة على تلك الإبادة الجماعية، وهي تتشدق بقضايا حقوق الإنسان والحريات والعدالة والمساواة والتي ينص على دستور الولايات المتحدة الأمريكية. كما أن الكونجرس الأمريكي عليه التزام أخلاقي، وهناك عدد من أصوات النواب تدين سلوك الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة . كما أن المجتمع المدني في الولايات المتحدة الأمريكية يقوم بدور إيجابي في فضح الممارسات الإجرامية الإسرائيلية.
ويمكن القول ومن خلال متابعة لإدارة ترامب بأن التناقض السياسي هو سيد الموقف وأن استخدام الخداع الاستراتيجي هو من السقطات الكبيرة التي لا تليق بسياسة دولة عظمى ينبغي أن يكون لها دور منصف وعادل يتماشى مع الأسس التي قامت عليه الدولة الأمريكية والآباء المؤسسون. الولايات المتحدة الأمريكية ينبغي أن لا تقبل بأن يورطها الكيان الصهيوني في مواقف متناقضة ويضعها في مواجهة أخلاقية وقانونية حتى مع الشعب الأمريكي، وحتى إذا كانت هناك مصالح كبيرة وتعاطف أمريكي تاريخي مع الكيان الصهيوني لكن هذا لا يعني السير بشكل ممنهج وغير عقلاني مع ممارسات نتنياهو وحكومته المتطرفة، أو إذا كان ترامب يعترف بان ما يحدث في قطاع غزة للشعب الفلسطيني هو أمر فضيع ولا يحتمل، فإن عليه أخذ الخطوة الشجاعة لوقف تلك الحرب لإنقاذ ملايين الأرواح، أما إذا كانت تلك التصريحات تدخل في إطار التناقض الذي يواصله منذ ست أشهر فإن إدارته تكون قد سجلت فشلا كبيرا في إدارة ملفات السياسة الخارجية لتقع الإدارة الأمريكية في فخ سياسة نتنياهو المتطرفة التي أصبحت عدد من الدول الغربية تتنصل منها وتدعو إلى إدانتها. المبعوث الأمريكي ويتكوف بدلا من بذل جهوده الديبلوماسية لإنهاء الحرب في قطاع غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية والإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بدا بتصريحات مستفزة يتحدث فيها عن خطط التطبيع والسلام المزعوم وهو تناقض صارخ لا يتماشى مع المناخ المتوتر في المنطقة. وعلى ضوء ذلك فإن الجهود الديبلوماسية لا بد أن تتواصل حتي الوصول إلى اتفاق ينهي الحرب وأكبر المآسي الإنسانية في قطاع غزة التي شاهدها العالم وهو في حالة ذهول من كم الحقد والكراهية والإجرام التي يحملها نتنياهو وعصابته المتطرفة.