شدد الجنرال الإسرائيلي المتقاعد، إسحاق بريك، على أن الأعداد الكبيرة من القتلى في جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ناتج عن "عدم تطبيق الدروس التي تم استخلاصها، وعدم الرقابة من قبل القادة الكبار على تنفيذ التعليمات التي أرسلت للجنود"، معتبرا أن "دخول الجنود إلى البيوت المفخخة لا يساهم في التقدم في الحرب".



وقال بريك في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، إن "جنود الجيش الإسرائيلي الذين يقتلون بالعبوات الناسفة والكمائن أثناء تمشيط البيوت في قطاع غزة يحدث بسبب الإهمال وعدم تطبيق القيادة العليا للدروس".

وأضاف أن "الجنود الإسرائيليون يدخلون إلى البيوت المفخخة بدون أي فحص، ويُقتلون"، مشيرا إلى أن "الأغلبية الساحقة من الحالات التي يقتل فيها الجنود ويصابون في القطاع تنبع من عدم الانضباط العملياتي، وعدم استخلاص الدروس وتطبيقها، وتجاهل القادة الكبار للأحداث الخطيرة".


وحول المعارك في لبنان، فقد أشار الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إلى أن "تحليل بيانات القتال في لبنان سيجري بعد العملية. ولكن من الواضح أنه أيضا في القرى اللبنانية يوجد لإسرائيل الكثير من القتلى والمصابين بسبب عدم الانضباط العملياتي وعدم تطبيق تمارين أساسية للتقدم الصحيح نحو الهدف".

ولفت إلى أنه "في جزء من الأحداث الصعبة في لبنان سار الجنود نحو الهدف ودخلوا إلى بيوت مفخخة بدون الفحص المسبق، الأمر الذي هو مطلوب حسب الأوامر".

ونقل الكاتب عن قادة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، قولهم إنه "عندما قتل وأصيب عشرات المقاتلين في قطاع، أمر رئيس الأركان بأن يقوم كل قادة الوحدات بالتحدث إلى جنودهم حول الحدث وتعليمهم كيفية التصرف حسب الإجراءات والأوامر كي لا تتكرر كوارث كهذه".

"لكن حسب أقوالهم فإن توجيهات رئيس الأركان في موضوع الانضباط العملياتي لم تنزل الى الميدان بشكل عام، بل علقت في الطريق، ولم يحدث أي شيء ولم يتم إصلاح أي شيء، والوحدات استمرت بالتصرف بنفس الطريقة"، وفقا للمقال.

وتابع الجنرال الإسرائيلي نقلا عن قادة في جيش الاحتلال، أن "سبب ذلك هو نقص الرقابة والمتابعة من قبل المستوى الأعلى لتنفيذها. والأخطر من ذلك هو أنه عندما يطلب القائد من المسؤولين عنه الحصول على وسائل لفحص البيت قبل دخوله مع الجنود من أجل تمشيطه فإن الجواب الذي يحصل عليه أحيانا من قادته هو: تدبر الأمر مع ما هو موجود لديك".

وشدد بريك على أن أمر جنود الاحتلال بـ"الدخول إلى البيوت بدون وسائل فحص هو مقامرة بحياتهم"، مشيرا إلى أنه "منذ فترة طويلة وقواتنا تعود وتهاجم مرة تلو الاخرى نفس الأماكن التي سبق أن احتلتها في قطاع غزة بسبب نقص الفائض من القوات، الأمر الذي لا يسمح بالبقاء لفترة طويلة في المنطقة التي تم احتلالها. في كل هجوم كهذا نحن ندفع ثمنا باهظا جدا بالقتلى والمصابين".

وقال بريك إن  "هذا القتال يذكرنا بحرب الخنادق في الحرب العالمية الأولى، التي تم فيها إرسال الجنود من خلال الخنادق وركضوا وهم مكشوفون في مناطق حيث كانت أجسادهم أمام وسائل إطلاق لهب قاتل وبنادق وسقطوا بأعداد كبيرة".

وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي لا يهاجمون رجال حماس الذين يطلقون اللهب لأن حماس تقاتل حرب عصابات ولا تسعى إلى الاشتباك وجها إلى وجه، بل تقوم بنصب الكمائن وتفجر العبوات في المباني وتطلق الصواريخ وتختفي في فتحات الانفاق، وهكذا تلحق بالجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة".

ولفت إلى أنه "في كل يوم يمر يقتل جنودنا عند دخولهم إلى البيوت المفخخة بدون انضباط عملياتي أو إجراءات أساسية أو تعلم الدروس أو رقابة ومتابعة من قبل القادة الكبار أو بدون تنفيذ تمارين أساسية قبل دخول المباني من أجل فحص المبنى. يدخلون إلى بيت مفخخ بعمى مطلق، مثل الأعمى في المدخنة أو مثلما في اللعبة القاتلة للروليتا الروسية، ويقتلون بتفجير العبوات بسبب المخاطرة المتعمدة من قبل قادتهم، وهكذا فإن حياة الجنود يتم تركها للحظ".


وتواصل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تكبيد جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر كبيرة في الآليات والأرواح خلال المعارك المستمرة على كافة محاور القتال، على الرغم من مرور أكثر من عام على اندلاع حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية.

وتشير معطيات جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى إصابة 5261 جنديا منذ بداية العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول /أكتوبر من العام الماضي، بينهم 2394 بالمعارك البرية في قطاع غزة.

كما تشير المعطيات إلى مقتل 780 جنديا في غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان منذ 7 أكتوبر، بينهم 368 بالمعارك البرية في قطاع غزة.

ولليوم الـ396 على التوالي،  يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ43 ألف شهيد، وأكثر من 101 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة لبنان الفلسطينية لبنان فلسطين غزة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش الاحتلال الإسرائیلی فی قطاع غزة إلى البیوت إلى أن من قبل

إقرأ أيضاً:

رامي عياش: المشاكل السياسية في لبنان السبب وراء تأخر إصدار ألبومي الأخير وهذا موعد طرحه

قال الفنان اللبناني رامي عياش، إن ظهوره الأول على الساحة الغنائية كان لحظة فارقة في مسيرته، وإن التفاعل الكبير الذي لقيه من الجمهور منذ بداياته شكّل دافعًا قويًا للاستمرار وتقديم أعمال تحمل طابعًا خاصًا، موضحا أن نشأته في الجبل انعكست على إحساسه وطريقة أدائه، ما أضفى على صوته لونًا طربيًا ميزه في معظم أغانيه.

النجم اللبناني "رامي عياش" يحيي حفل زفاف فخم بحضور نجوم الفن المصري

واعتبر عياش، أن سر نجاح أعماله يكمن في أنها لا ترتبط بمناسبة محددة، بل تبقى صالحة للسمع في كل الأوقات، مشيرًا إلى أن هذا ما حدث مع أغنياته الشهيرة مثل "يا مسهر عيني" و"الناس الرايقة"، التي ما زالت تحافظ على حضور جماهيري كبير منذ سنوات طويلة.

رامي عياش

وأضاف رامي عياش خلال حديثه في برنامج "صباح جديد"، على شاشة "القاهرة الإخبارية"،  مع الإعلامية رشا عماد، أن سبب طرحه أغنيتين فقط من ألبومه الأخير لم يكن قرارًا فنيًا خالصًا، بل جاء نتيجة ظروف خارجة عن إرادة فريق العمل.

الأوضاع السياسية 

وأوضح أن شركة الإنتاج "مزيكا" كانت تخطط لإصدار الألبوم كاملًا، إلا أن الأوضاع السياسية والظروف غير المستقرة في لبنان دفعتهم إلى تأجيل طرحه الكامل. وقال إن الأيام الماضية شهدت كثيرًا من التعقيدات التي استدعت التروي وانتظار اللحظة المناسبة لإطلاق العمل بصورة تضمن وصوله إلى الجمهور العربي بالشكل المطلوب.

وأكد الفنان رامي عياش أنه يحرص دائمًا على المشاركة في القرارات المتعلقة بأعماله الفنية، لكنه في الوقت ذاته يثق بخبرة شركة الإنتاج التي تتولى الجانب التقني والتسويقي.

وشدد على أن دوره الأساسي كفنان يتمثل في تقديم أغنية جيدة والعمل بجد على تفاصيلها، بينما يتولى الفريق المختص إدارة بقية الجوانب. وكشف عياش أن الألبوم سيصدر كاملًا خلال الأسبوعين المقبلين، متوقعًا أن يلقى قبولًا واسعًا نظرًا لتنويع ألحانه وكلماته، ومؤكدًا سعادته بعودته القوية إلى جمهوره بعد فترة من التحضيرات والعمل المكثف.

طباعة شارك الفنان اللبناني رامي عياش رامي عياش الساحة الغنائية يا مسهر عيني الناس الرايقة

مقالات مشابهة

  • رامي عياش: المشاكل السياسية في لبنان السبب وراء تأخر إصدار ألبومي الأخير
  • رامي عياش: المشاكل السياسية في لبنان السبب وراء تأخر إصدار ألبومي الأخير وهذا موعد طرحه
  • انفجار غير معلوم السبب وراء انهيار عقار إمبابة .. والاشتباه في تسريب من إسطوانة بوتاجاز
  • الاشتباه في تسرب أسطوانة بوتاجاز.. البترول: انفجار غير معلوم السبب وراء انهيار عقار إمبابة
  • انفجار غير معلوم السبب وراء انهيار عقار إمبابة.. واشتباه في تسرب من أسطوانة بوتاجاز
  • ارتفاع عدد قتلى الجنود التايلانديين في الاشتباكات الحدودية مع كمبوديا إلى 9
  • اليونيفيل: جنودنا تعرضوا لإطلاق نار من الجيش الإسرائيلي على طول الخط الأزرق
  • ما السبب وراء رفض أميركيين إعطاء حقن فيتامين «ك» لمولوديهم؟
  • تحقيق إسرائيلي: إعدام ميداني لأخوين فلسطينيين خلال مداهمة في نابلس
  • 3 شهداء بينهم سيدة وطفل في عدوان إسرائيلي شمال قطاع غزة