ديمقراطية المشاركة الشعبية
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
نوفمبر 6, 2024آخر تحديث: نوفمبر 6, 2024
د. محمد وليد صالح
كاتب عراقي
بعد ان كانت وسيلة الإنسان للتعبير عن نفسه ووسيلة للتفاهم والتخاطب مع الآخرين، توفرت مجموعة من الوسائل التي تساعد على اجتياز هذه الهوة، وكذلك تقدم الحضارة الإنسانية وما توصلت إليه من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وأصبحت العملية الاتصالية ليست عملية انسياب المعلومات والأفكار في اتجاه واحد وإنما عملية تنمية اجتماعية، وغالباً ما يقرن تقدم المجتمع بهذه العملية وان نجاحها يقدر بمدى التطور الذي أحرزه.
واصبحت وسائل الاتصال المقروءة والمسموعة والمرئية صناعات واستثمارات إعلامية قائمة بذاتها، وتمثل جزءاً مهماً من هياكل مؤسساتنا الحكومية وغير الحكومية، ولذلك ينبغي ان تأخذ تلك الوسائل بعداً جديداً يختلف عن البعد التقليدي الذي درجت عليه فتصبح أداتاً للتواصل الاجتماعي، فضلا عن دورها في نقل المعلومات التي تنساب في اتجاهين (عملية الاتصال المزدوج)، من المصدر الى المتلقي ثم تبادل الأدوار بينهما فيصبح المتلقي مصدراً، وبالتالي تتحول الى تفاعل في تقديم وعرض الأفكار والآراء والمشكلات والخبرات والتجارب، لكي تكون أكثر إقناعاً وقدرة على تحقيق مزيداً من التطور في المجتمع.
إذ إنَّ الديمقراطية أحد المبادئ التي تحقق موضوعية الإعلام، التي تتيح الفرصة لكي يؤدي وظيفته الاجتماعية، وتقوم على ثلاث ركائز هي (الحق في الاتصال، الحق في الانتفاع، الحق في المشاركة).
فالحق في الاتصال من الحقوق الطبيعية للفرد في ان يتصل بغيره من الأفراد ويتبادل معهم المعلومات والأفكار، وثم حاجة الجماعة لتتصل بعضها بالبعض الآخر لتحقيق الأغراض ذاتها. ويضم (حق الرد) إلى عناصر (الحق في الاتصال)، بمعنى الحق في تصميم أو تعديل المعلومات التي أسندت إلى فرد أو مؤسسة أو مجتمع بعينه، وكما هو معروف ان مجموع العناصر وارتباطها معاً في مفهوم جديد من شأنه ان يعطي لها بعداً آخر، ولعل من أهمها الحق في الانتفاع والمشاركة.
أما الانتفاع فيشير إلى ان تكون وسائل الاتصال والمعلومات متاحة لكل فرد من أفراد المجتمع، ولا تقتصر على سكان مدينة دون سواها، ولايختص بها المتعلمون دون غيرهم، ولكن المقصود هو إتاحة الوسائل وتوفير فرص الانتفاع بها للأفراد لكي يتواصلوا فيما بينهم، بمعنى توفير الوسائل وفرص التعبير لكل المجتمعات التي تربطها عوامل تحدد ذاتها سواء أكانت جغرافية أم مهنية.
وتأتي المشاركة لتحقيق اكبر قدر في العملية الاتصالية، إذ لايقتصر دور الأفراد على مجرد التلقي للرسائل الاتصالية الموجهة اليهم، بل يمتد ليصل إلى مستوى المشاركة الايجابية فيها، والتي من شأنها زيادة فعاليتها وقوة تأثيرها، فهي التي تضمن استجابة الرسائل والوسائل للاحتياجات الثقافية للجمهور ولا تنعزل عنه، فضلاً عن دعم الجسور القائمة بين القائمين بالاتصال والمتلقين، الأمر الذي يزيد من قدرتها الاقناعية، بمعرفة الجمهور وتحري رغباتهم واحتياجاتهم ومتابعة ما تتركه فيهم من آثار، وكذلك النتائج التي تتمخض عنها عند وضع السياسة التي تسير وفقها وسائل الاتصال، وصياغة ما تحمله من رسائل تمثل شكل غير مباشر من أشكال المشاركة الشعبية.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: الحق فی
إقرأ أيضاً:
أفلام مصرية تسلط الضوء على عيد الأضحى.. رحلة عبر السينما والاحتفالات الشعبية
عيد الأضحى هو من أعرق المناسبات الدينية والاجتماعية في مصر، ويحظى بمكانة خاصة في قلوب المصريين، لم تقتصر الاحتفالات على الطقوس الدينية فقط، بل امتدت لتشمل الحياة الثقافية والفنية، خصوصًا السينما التي استعرضت هذا العيد عبر مشاهد متعددة تناولت أجواء الفرح والطقوس والعادات التي يمر بها المصريون خلال هذا الوقت.
في هذا التقرير، نستعرض أبرز الأفلام المصرية التي تجسد مظاهر عيد الأضحى وتحتفي به بطريقة درامية وكوميدية وإنسانية، لتكشف كيف تعكس السينما عمق التراث والهوية الشعبية.
عيد الأضحى في السينما المصرية.. عادات وتقاليد تجسدها الأفلام
تُعد السينما من أكثر الوسائل تعبيرًا عن حياة الناس ومجتمعهم، لذلك لم تغفل الأفلام المصرية تناول عيد الأضحى بشكل مباشر أو من خلال مشاهد تحمل رموز العيد المختلفة.
يظهر ذلك جليًا في مشاهد صلاة العيد، وتجمعات الأسرة، وتقاليد ذبح الأضحية، وهو ما جعل هذه الأفلام قريبة من وجدان الجمهور.
أبرز الأفلام التي تناولت عيد الأضحى
1. همام في أمستردام (1999)
بدأ الفيلم بمشهد يعكس تفاصيل الاحتفال بعيد الأضحى، من صلاة العيد إلى تجمّع الأسرة في جو مفعم بالدفء والفرح، ما منح المشاهد إحساسًا أصيلًا بالعيد في المجتمع المصري.
2. بوحة (2005)
قدم الفيلم لمحة كوميدية عن طقوس ذبح الأضحية، حيث وقع بطل الفيلم في مواقف طريفة أثناء محاولته ذبح الخروف، مما أثار ضحك المشاهدين وجعل المشهد من أشهر مشاهد الأفلام المرتبطة بالعيد.
3. عسل أسود (2010)
في إطار كوميدي ساخر، عرض الفيلم مظاهر احتفالات الجيران والمجتمع بالعيد، ما يعكس روح المشاركة والبهجة التي يملأها العيد في أحياء القاهرة.
4. حين ميسرة (2007)
رغم أن الفيلم يسلط الضوء على الطبقات الاجتماعية الفقيرة، إلا أنه احتوى على مشاهد مؤثرة لصلاة العيد، لتعكس جزءًا مهمًا من حياة الطبقات الشعبية خلال العيد.
5. دنانير (1939)
يُعد هذا الفيلم من أقدم الأعمال التي تناولت عيد الأضحى، خاصة عبر أغنية "يا ليلة العيد" التي غنتها أم كلثوم، والتي أصبحت رمزًا للاحتفال بالعيد على مدار الأجيال.
لا تقتصر أهمية هذه الأفلام على الترفيه فقط، بل تلعب دورًا ثقافيًا في ترسيخ القيم والطقوس المرتبطة بعيد الأضحى من خلال مشاهد العيد المختلفة، تُبرز السينما الروح الجماعية، التضامن الاجتماعي، والتقاليد التي تُعيد تأكيد الهوية الوطنية في مواجهة التغيرات الاجتماعية.