لا شك أن التراث الثقافى يشكل عنصرًا هامًا عن عناصر الرأى العام، ويسهم بشكل فاعل فى الوعى الجمعى للمجتمعات.. ثم يأتى دور الاعلام كأحد المؤثرات الهامة فى تشكيل وتوجيه الرأى العام من خلال توفير المعلومات والمعرفة بشأن القضايا العامة والأحداث المتتابعة سواء من خلال رسائل مباشرة أو طرحها للنقاش مع النخب والخبراء والمتخصصين، بهدف دمج المواطن بشتى الحقائق والأحداث فى مجتمعه على المستوى السياسى والاقتصادى والاجتماعى.
الحديث عن استفحال ظاهرة الشائعات فى مصر، أمر يدركه الجميع، وإشاعة الفوضى فى المجتمع المصرى وداخل الرأى العام، أمر بات مكشوفًا ومفضوحًا، وإن كان ليس وليد الشهور أو السنوات القليلة الماضية.. وإنما هو أمر معد مسبقًا وتحديدًا كان من بين أهداف وأدوات وأسلحة الربيع العربى التى أعدت وسخرت أهم الأذرع الاعلامية الدولية مثل قنوات سى إن والجزيرة وغيرها من الفضائيات الدولية والمحلية، إضافة إلى المنصات الدولية للسوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعى، بهدف التأثير فى الرأى العام وتوجيهه نحو تيار الاسلام السياسى فى الدول المستهدفة، وقد نجحت بالفعل حروب الجيل الرابع لتنفيذ المخطط طبقًا لما جاء فى مذكرات هيلارى كلينتون وزير الخارجية الأمريكية الأسبق.. ولأن هذا السلاح الفتاك - السوشيال ميديا - ما زال يتطور من خلال التحديث المستمر لثورة الاتصالات والذكاء الاصطناعى، فقد بات يشكل تهديدًا حقيقيًا باعتباره السلاح الوحيد الذى تجيد استخدامه الجماعية الإرهابية التى فقدت كل مقومات الحياة والاستمرار ولم تعد تملك إلا هذا السلاح وتقاتل به فى الداخل المصرى على شتى المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلى حد أننا لا نكاد نرى أى عمل فى مصر لا يتم التشكيك فيه.
اللافت أن المجتمع المصرى يتعرض لحرب نفسية شرسة وممنهجة وقودها المال السياسى للجماعة الإرهابية، وأدواتها بعض وسائل الاعلام وأخطرها السوشيال ميديا، مستهدفة بذلك التأثير على الآراء والمشاعر ومن ثم السلوك، وصولاً إلى الهدف الأسمى لها وهو إحداث الفوضى.. ومع أن الشعب المصرى قد أدرك جيدًا من خلال التجربة الأخيرة حجم المؤامرات التى استهدفت وطنه ومقدراته وعزته وكرامته، ويدرك الآن وأكثر من أى وقت مضى قيمة الاستقرار والتنمية والتحولات والحداثة التى تشهدها مصر، إلا أن البعض ما زال يسهم بدون وعى فى تسميم المجتمع سواء من خلال تداول بعض الشائعات على وسائل التواصل دون أن يدرى أنه يسهم فى الفوضى، أو بصورة أخرى مثل التعصب الكروى الأعمى الذى يشكل احتقانا فى المجتمع.. وهنا يجب التوقف أمام انزلاق الاعلام الوطنى وبعض الفضائيات وتجديدًا من العاملين فى الحقل الاعلامى بعيدًا عن المهنية والحيادية إلى حد أنهم فقدوا المسئولية الوطنية، وتسببوا فى مزيد من الشائعات والالتباسات والمغالطات التى تسهم فى احتقان مجتمعى مقيت، بعد أن سيطرت عليهم انتماءاتهم الرياضية وتعصبهم الأعمى فى مساهمة مجانية من الاعلام المصرى مدفوعة الأجر من الدولة المصرية، ومساهمة لكل ما يبثه أعداء الوطن فى الداخل من سهام ترمى المجتمع بأدنى ما تملكه من قيم فاسدة.
حفظ الله مصر
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صواريخ القضايا الرأى العام من خلال
إقرأ أيضاً:
»اﻟﺰراﻋﻰ اﻟﻤﺼﺮى« ﻳﺴﺘﻬﺪف زﻳﺎدة ﺣﺼﺘﻪ اﻟﺴﻮﻗﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺠﺰﺋﺔ اﻟﻤﺼﺮﻓﻴﺔ
أعلن البنك الزراعى المصرى عن انضمام سراج عبدالفتاح ليتولى مهام رئيس مجموعة تطوير الأعمال والمبيعات بالبنك، فى خطوة تعكس حرص البنك على استقطاب الكوادر والكفاءات المصرفية لتعزيز قدراته التنافسية فى القطاع المصرفى.
أكد سراج عبدالفتاح، رئيس مجموعة تطوير الأعمال والمبيعات، أن البنك يمتلك فرصاً واعدة ليصبح أحد البنوك الرائدة فى كل الخدمات البنكية، وأن الفترة المقبلة ستشهد نقلة نوعية فى حجم ونوعية الخدمات التى يقدمها البنك لعملائه من الأفراد والشركات، مؤكداً أنه سيعمل على إعادة هيكلة كل قنوات البيع ليصبح البنك هو الأقرب لتلبية احتياجات عملائه وتطلعاتهم، تماشياً مع استراتيجية البنك، لزيادة قاعدة عملائه وزيادة حصته من السوق المصرفية. خاصة مع توجه البنك للتوسع والانتشار فى القاهرة الكبرى والمحافظات بشكل أكبر.
وأوضح أنه سيعمل خلال الفترة المقبلة مع قطاع المنتجات والقطاعات المختلفة بالبنك على ابتكار الحلول والمميزات التى تجعل البنك هو الاختيار الأمثل لعملائه، من خلال مجموعة من الخدمات المتكاملة وفق أعلى معايير الجودة المصرفية، وبإجراءات سريعة لتلبية احتياجات عملاء البنك والعملاء الجدد.
ويمتلك سراج عبدالفتاح خبرة مصرفية تمتد لأكثر من 16 عاماً، حقق خلالها العديد من النجاحات والإنجازات فى مجالات تطوير الأعمال والمبيعات والتجزئة المصرفية، كما اكتسب خبرات متراكمة من خلال تدرجه فى العديد من الوظائف والمناصب القيادية فى عدد من البنوك الكبرى، من بينها بنوك كريدى أجريكول، بلوم مصر، وبنك الاتحاد الوطنى– مصر، والبنك المصرى لتنمية الصادرات، ومؤخراً كان يشغل رئيس قطاع المبيعات فى بنك قناة السويس قبل انضمامه إلى البنك الزراعى المصرى.
سراج عبدالفتاح، حاصل على ليسانس الحقوق، وماجستير فى التسويق من الأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، بالإضافة إلى العديد من الشهادات والدراسات العليا، كما تلقى مجموعة من الدورات التدريبية المكثفة، أسهمت فى نجاحه فى قيادة فرق المبيعات وتطوير الأعمال خلال مسيرته المهنية.