شبكة انباء العراق:
2025-06-10@12:29:44 GMT

الامل في الديمقراطية

تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT

بقلم : مهند الصالح ..

رغم الانتكاسة الديمقراطية في بلادنا بسبب معوقات كثيرة، منها حزبية داخلية، وأخرى متعلقّة بطبيعة السلطة الحاكمة، إلا أنّ الأمل يبقى قائماً في تحوّل ديمقراطي حقيقي يخرج البلاد من الحالة السيئة التي تعيشها إلى مستقبل أفضل يجعلها في مصاف الدول الكبرى عالمياً، فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
الشارع أو الجماهير، هو العنصر الأساسي في المشهد السياسي، فبدونه لا وجود لأي ديمقراطية، حيث تُعتبر الشعوب العربية من أكثر الشعوب اهتماماً بالسياسة، لكنها الأقل انخراطاً في الأحزاب والأكثر عزوفاً عن الانتخابات
ويعود ذلك لعدّة أسباب منها فقدان الثقة في الانتخابات كأداة للتداول السلمي للسلطة
وكذا الأداء السيئ للأحزاب ما جعل المواطنين ينفرون منها
أضف إلى ذلك الحالة الاجتماعية السيئة للدول العربية ما جعل البحث عن لقمة العيش أولوية مطلقة على حساب أمور أخرى كالنضال والانخراط في الأحزاب
في المقابل تعتبر الأنظمة العربية الأكثر تعقيداً في العالم من حيث تركيبتها السياسية
فهي مزيج هجين بين رجال السياسة ورجال المال وهذا ما يجعل تقبّلها للتداول السلمي على السلطة في مناصب معينة صعباً وفي مناصب أخرى ممكناً هذا المزيج الهجين في تركيبة السلطة الحاكمة جعل السياسين يهملون البرامج والأفكار ويبحثون عن التموقع والتقرّب من أصحاب الحكم ما أدى إلى طغيان الأنا داخل القيادات السياسية والابتعاد عن التنشئة السياسية والتكوين داخلها خوفاً على مناصبها ما جعلها مجرّد هياكل فارغة وقوافل انتخابية فقط.


معظم الأحزاب اليوم بدون إيديولوجيات ومذاهب سياسية تجعل الجماهير تلتفّ حولها، أما من حيث التنظيم والمؤسسة الحزبية فالمشكلة أكبر، لأنّ معظم الأحزاب بدون مؤسسات حقيقية تجعلها منتجة للأفكار والبرامج
وبابتعاد الشارع عن المشاركة السياسية، فقدت الاحزاب عنصراً مهماً يُسهّل وصولها إلى السلطة

مهند الصالح

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

حين تشغلنا التحليلات السياسية وننسى أنفسنا

 

 

 

 

إبراهيم بن سالم الهادي

 

بينما تنهض أمم الأرض من بين ركامها، وتنسج مُستقبلها بخيوط العمل والمعرفة والابتكار، تبقى مجتمعاتنا العربية منشغلة بتحليل تقلبات السياسة، وتتبّع تحركات الساسة، والتكهّن بما سيقوله الرئيس أو الوزير الفلاني، أو ما إذا كان الاجتماع الرباعي سينتهي ببيان مُشترك أم بخيبة أمل جديدة.

الخسارة الفادحة أن هذا الانشغال المحموم بتفاصيل لا تُغني ولا تنفع، جاء على حساب القضية الأهم.. صناعة الإنسان، فكم من الطاقات الفكرية والعملية أُهدرت في جدالات عابثة، بينما الحقيقة المُؤلمة تئن بصمتٍ في زوايا الوجدان، مفارقة مُرّة أن تطمح أمة للنهضة، في حين يستهلك أفرادها أوقاتهم في تحليل سياسات الآخرين، دون استثمار وقتهم في عملٍ ينفعهم، يتجادلون في مجموعات الواتساب حتى الشجار، غير مدركين أن الحقائق بعيدة عن عقلية المقاهي.

فماذا بعد؟

علينا أن نحوّل شغفنا السياسي إلى وعي منتج، لا إلى جدال لا ينتهي، أن نُعيد ترتيب أولوياتنا، ونوجّه طاقاتنا نحو التعليم، والتفكير النقدي، والمبادرات المجتمعية، لدينا في عُمان ثروات طبيعية هائلة، ليست فقط نفطًا وغازًا؛ بل فرص كامنة في الجبال، والسواحل، والصحاري، نحن لا نحتاج إلى اكتشاف قارات جديدة، بل اكتشاف الإنسان العُماني من جديد، وتمكينه من تحويل هذه الكنوز إلى فرص.

تخيّل لو تمَّ تأسيس مراكز وطنية لتعليم الشباب مهارات متقدمة مرتبطة بهذه الثروات، ففي ظفار يمكن إنشاء معاهد بحثية متخصصة في النباتات الطبية والعطرية، كاللبان والنباتات النادرة، تصدّر منتجاتها للأسواق العالمية لا كمواد خام، بل كعلاجات ومواد تجميل تحمل علامة "صُنع في عُمان". أما في صحار والدقم؛ فيمكن تأسيس مدارس تقنية تُعنى بتحويل المعادن والصخور إلى صناعات ذكية مثل مكونات الطاقة الشمسية، وبطاريات الليثيوم، ومواد البناء الخضراء، وفي الباطنة والشرقية يمكن تنفيذ مشاريع زراعية تعليمية تُدرّب الطلبة على الزراعة الذكية المائية والعمودية وتحويلها إلى مشاريع قابلة للتصدير. وعلى سواحلنا يمكن إنشاء أكاديميات لعلوم البحار والصيد المستدام، تُعِدّ شبابنا لصناعة سفن حديثة، واستخراج منتجات بحرية عالية الجودة تُعبّأ محليًا لكن هذه المشاريع تتطلب تبنيًا وطنيًا حقيقيًا، عبر وزارة الاقتصاد، أو لجنة وطنية مشتركة من الجهات ذات العلاقة، تضمن تنسيق الجهود وتوجيه الموارد نحو تحقيق هذه الرؤى، بعيدًا عن التشتت والمبادرات الفردية غير المستدامة.

هذه ليست أحلامًا؛ بل رؤى قابلة للتحقيق إذا ربطنا التعليم بسوق العمل، وزرعنا في الإنسان العُماني طموح أن "يكون هو المشروع"، لا مجرد باحث عن وظيفة، فالمشاريع العملية لا تُنتج وظائف فقط، بل ترفع من مستوى المعيشة، وتقلل الاعتماد على الخارج، وتضع الدولة على طريق التقدّم، بدلًا من انتظار "القرار المصيري" عبر وسائل الإعلام؛ فنهضة الأمم لا تبدأ من نشرة أخبار نهدر طاقاتنا وأوقاتنا في تحليلها؛ بل كيف نعمل ونبني أنفسنا من حيث نحن الآن.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • لوس أنجلوس.. حكاية مدينة خدشت هيبة الديمقراطية الأمريكية
  • الأمم المتحدة: معظم القمح الذي تم توزيعه في غزة تم نهبه بسبب الاحتلال
  • طقس فلسطين: أجواء حارة في معظم المناطق إلى شديدة الحرارة
  • الأمم المتحدة: معظم مساعدات الطحين إلى غزة نُهبت أو استولت عليها جموع جائعة
  • الانحدار الثقافي في الولايات المتحدة يهدد مستقبل الديمقراطية
  • المديرية العامة للحماية المدنية تطلق مسابقة توظيف
  • حين تشغلنا التحليلات السياسية وننسى أنفسنا
  • “الديمقراطية لتحرير فلسطين” تندد باعتقال العدو الإسرائيلي لرواد سفينة “مادلين”
  • حزب شاس يتعهد بحل الكنيست بعد "الخيبة من نتنياهو"
  • "داعش" في منطقة الساحل.. صحراويون يحتلون مناصب عليا بالتنظيم