بغداد اليوم - بغداد

أكد الباحث في الشأن السياسي محمد علي الحكيم، اليوم الجمعة (8 تشرين الثاني 2024)، ان بيان المرجع الأعلى السيد علي السيستاني كان رصاصة الرحمة والتشييع الرمزي للنظام السياسي.

وقال الحكيم، لـ"بغداد اليوم"، انه "على الرغم من عدم استقباله للطبقة السياسية لتسع سنوات وصمت دام لعدة اعوام من منبر صلاة الجمعة في كربلاء والبيانات السياسية، فاجأ المرجع الأعلى السيد السيستاني ببيان تفصيلي مزلزل بعد لقاء مطول دام لساعة كاملة مع الممثل الجديد للأمين العام للأمم المتحدة محمد الحساني بمثابة صفعة جديدة بوجه القوى والأحزاب السياسية المنخرطة في العملية السياسية منذ عام 2003 لحد الان".

وأضاف ان "المرجع الأعلى أشار الى توجيهاته التي تيقن انها لم ولن يتم تنفيذها من قبل الكتل السياسية رغم بيانات الترحيب من قبل بعض القوى السياسية التي رمت توجيهات المرجع الأعلى عرض الحائط منذ 2003 كما رمت الدستور والقانون العراقي منذ 21 عاما"، لافتا إلى أن "أبرز توجيهات المرجع الأعلى كانت (السلاح بيد الدولة، عدم التدخل الخارجي، ⁠المناصب حسب الكفاءة والنزاهة، ⁠اخذ العبر من التجارب، ⁠القضاء على الفساد، ⁠تحكيم القانون، ⁠وضع خطط علمية لادارة البلد)".

وبين ان "توجيهات المرجع خلال بيانه هي عبارة عن خارطة طريق، الا ان القوى السياسية لم تنفذ جميع توجيهات المرجع رغم غلق الباب بوجه جميع السياسيين بعدما يأس المرجع من جميع السياسيين معتقدا ان اغلبهم خذلوا الشارع العراقي والناخبين بنفس الوقت، ناهيك عن ان بيان المرجع الأعلى تهديد صريح برفع الغطاء الشرعي عن الطبقة الحاكمة برمتها".

وتابع ان "بيان السيستاني جاء للتأكيد على شرعية احتكار الدولة للسلاح وحدها دون سواها، لذلك القوى السياسية فصلت وجزئت بيان المرجع الأعلى وفق مصالحهم وتوجهاتهم بعدما عرى المرجع الأعلى جميع القوى السياسية واحزابها"، مستدركا بالقول "إذن من الواضح أن الطبقة السياسية لا تشعر بالخجل رغم النقد اللاذع من قبل السيد السيستاني لأدائهم على مدار 21 عاما".

وختم الحكيم قوله ان "بيان المرجع الأعلى بمثابة رصاصة الرحمة والتشييع الرمزي بحق النظام السياسي بعدما فقدت بريقها وهيبتها على كافة الأصعدة داخليا وخارجيا واقليما ودوليا وخدميا على وجه التحديد، بعدما يأس بالكامل من الطبقة السياسية بالكامل التي اثبتت انها لم ولن ولا تنوي تنفيذ تنفذ توصيات وتوجيهات المرجع الأعلى منذ 21 عاما".

وذكر بيان لمكتب السيد السيستاني، في وقت سابق، تلقته "بغداد اليوم"، أن "السيد السيستاني استقبل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثتها في العراق (يونامي) محمد الحسان والوفد المرافق معه".

وقال المرجع الديني الأعلى، بحسب البيان إنه "ينبغي للعراقيين ولا سيما النخب الواعية أن يأخذوا العِبر من التجارب التي مرّوا بها ويبذلوا قصارى جهدهم في تجاوز اخفاقاتها ويعملوا بجدّ في سبيل تحقيق مستقبل أفضل لبلدهم ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار والرقي والازدهار".

وأكد على أن "ذلك لا يتسنى من دون إعداد خطط علمية وعملية لإدارة البلد اعتماداً على مبدأ الكفاءة والنزاهة في تسنّم مواقع المسؤولية، ومنع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها، وتحكيم سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، ومكافحة الفساد على جميع المستويات"، مردفاً: "لكن يبدو أن مساراً طويلاً أمام العراقيين الى أن يصلوا الى تحقيق ذلك، أعانهم الله عليه".

وفيما يخص الأوضاع الملتهبة في منطقتنا عبّر السيد السيستاني، عن "عميق تألّمه للمأساة المستمرة في لبنان وغزّة وبالغ أسفه على عجز المجتمع الدولي ومؤسساته على فرض حلول ناجعة لإيقافها أو في الحدّ الأدنى تحييد المدنيين من مآسي العدوانية الشرسة التي يمارسها الكيان الصهيوني".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: المرجع الأعلى السید السیستانی القوى السیاسیة

إقرأ أيضاً:

السيد القائد: من المقامات التي جاءت في القرآن عن النبي إبراهيم عرض دلالات وبراهين واضحة لما يدعو قومه إليه لعبادة الله وحده

قال السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي: في إطار المقامات التي عرضها الله في القرآن الكريم لنبيه إبراهيم عليه السلام بين قومه، نصل إلى مقامٍ حاسم من مقاماته بينهم، ما بعده كان هناك خطوة عملية كبيرة وحساسة جداً، قام بها نبي الله إبراهيم عليه السلام.. وما بعد ذلك أتى الحديث عن هجرته، وهذا المقام أتى بعد مقامات قبله، كان فيها عرض كبير للأدلة والبراهين الواضحة، لما يدعوهم إليه من العبادة لله سبحانه وتعالى وحده، وترك الشرك، ونبذ الأنداد التي يتَّخذونها من دون الله.. والعنوان في العبادة هو عنوانٌ جامع، يعني: يدخل في التوحيد لله سبحانه وتعالى، في ألوهيته، أنه وحده الإله الذي لا نعبد إلا هو، ثم نبني مسيرة حياتنا على أساسٍ من العبادة لله سبحانه وتعالى، على أساس الطاعة والانقياد التام لله جل شأنه؛ باعتبارنا عبيداً له، نطيعه، نثق به، نخضع له، نلتزم بأوامره، بتوجيهاته، بتعليماته، نقبل شرعه وهديه ونهجه، ونتحرك في مسيرة حياتنا على أساس نهجه وهديه وتعليماته.
وأضاف السيد القائد خلال محاضرته استكمالا لمحاضرات القصص القرآني، مساء اليوم الأربعاء 1 ذو الحجة 1446هـ الموافق 28 مايو 2025م: نبي الله إبراهيم عليه السلام قدَّم لقومه من الحجج، والبراهين، والدلائل الواضحة والنيرة، ما يوضِّح لهم الحقيقة، وما يصل بهم إلى القناعة، إلى الوضوح التام.. ولكنَّ المشكلة هي فيهم هم، بما كانوا قد ألفوه جداً، وتشبَّثوا به بشدَّة من الباطل الذي هم عليه، بعد أن وصلوا إلى مستوى أن لم يبق لديهم أي حُجَّة يحاولون أن يستندوا إليها، ولم يكن لديهم أي مبرر صحيح، هم يحاولون أن يبرِّروا بمبررات غير صحيحة، لا تُمثِّل حُجَّةً لهم، ولم يظهر لهم أي مستند يعتمدون عليه في تشبُّثهم بما هم عليه من الباطل.. ولذلك فالمقامات التي سبق الحديث عنها ذات أهمية كبيرة، لنستوعب أهمية هذا المقام الحاسم، وما تبعه من خطوةٍ عمليةٍ مهمةٍ وضرورية.

مقالات مشابهة

  • عاجل. برشلونة تقطع جميع العلاقات مع إسرائيل وتطالب بوقف إطلاق النار وتؤكد: غزة للفلسطينيين
  • عاجل | حماس: نجري مشاورات مع القوى والفصائل الفلسطينية بشأن مقترح ويتكوف لوقف إطلاق النار
  • برلماني: التنسيقية تسعى لتعزيز التكامل بين القوى السياسية والأحزاب
  • السيد القائد الحوثي: استهداف العدو لأطفال الطبيبة الفلسطينية التسعة هي واحدة من المآسي المتكررة التي يعيشها الفلسطينيين
  • السيد القائد: نسعى لموقف أقوى إلى جانب فلسطين في معاناتها التي لم يسبق لها مثيل
  • السيد القائد عبدالملك: الله قدَّم لعباده الهداية الكاملة.. التي إن اتَّبعوها كانت النتيجة فلاحهم
  • السيد القائد: من المقامات التي جاءت في القرآن عن النبي إبراهيم عرض دلالات وبراهين واضحة لما يدعو قومه إليه لعبادة الله وحده
  • السيد القائد عبدالملك: من مقامات النبي إبراهيم التي ذكرت في القرآن الدروس الكثيرة لنهتدي بها
  • أعمال يوم عرفة السيد السيستاني 1446
  • رشيد وزيدان يتفقان على حماية “النظام السياسي”