لجريدة عمان:
2025-07-29@18:02:41 GMT

وجوهنا .. صفحات يقرأها الآخرون

تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT

وجوهنا تنذر الآخرين من حولنا بعدم الاقتراب، أو تدعوهم للاقتراب أكثر، فأنفسنا تملأ وجوهنا بـ«خربشات» كثيرة، بعضها تجعلنا أكثر إشراقا، وبعضها الآخر تحيلها إلى كثير من التجهم والقنوط، وكأننا (حمر مستنفرة فرت من قسورة) يحدث ذلك انعكاس لما تكون عليه أنفسنا، حزن، غليان، حمق، حسد، عتاب، رضا، انبساط، سرور، شكر، مودة، فما يحدث داخل مكنونات النفس، سرعان ما تنقله الوجوه إلى الآخر، وعلى هذا الآخر أن يُقَيِّمْ الموقف، وأن يطرح أسئلته الحائرة: لماذا فلان حزين؟ لماذا سعيد؟ لماذا يمتلئ وجهه غضبا وحنقا؟ ما سر سعادته اليوم؟ وتتوالى الأسئلة بعضها مستفهمة، وبعضها مستغربة، وبعضها معللة، لعل فـي بيته مشكلة، لعله فاقد لشيء ما، لعله لم يتوفق فـي أمر ما، ويبدأ الآخرون فـي التحليل، والتعليل، ووضع التصورات والتخمينات، ومنهم من يتجرأ فـيطرح أسئلته الحائرة على الطرف الأول، ومنهم من يصمت خوف الإحراج وهناك من يصل إلى قناعة، أن فلان فـي النهاية هو إنسان يتعرض لما يتعرض إليه الآخرون من حوله، فلما إذن الاستغراب «إن لله فـي خلقه شؤون».

المشكلة هنا عند من يتخذ موقفا معاديا لمجرد قراءة صورة ما ظهرت على فلان من الناس، لأن فلان هذا له منزلة من منازل الخصوصية، صديق، أخ قريب جدا، زميل عمل، رفـيق درب بصورة دائمة، له فضل ما على صاحبه الآخر الذي يمتحن نفسه فـي اللحظة الحرجة، وهذا الموقف العدائي الذي يطرأ فـي هذه اللحظة الحرجة ينتج عن عدم بصيرة، وبعيدا عن الحكمة، ودون الرجوع إلى الطرف الأول لمعرفة الخربشة الحاصلة على وجهه، فقد تكون -وذلك غالبا- ليس لها علاقة بالطرف الثاني المشحون بردة الفعل الحاضرة، والسؤال هنا ما المطلوب مِمن تصارعت مشاعره النفسية ولم يستطع أن يكتم ما يعتلي بداخله من مخاضات مستنفرة؟ هل يكون حاله كما قال الأصمعي حسب الرواية:

« يداري هواه ثم يكتم سره، ويخشع فـي كل الأمور ويخضع» أم يواصل رسم خربشات نفسه على صفحة وجهه، ليترك الآخرين يضربون أخماسا فـي أسداس؟ كلا الأمرين ليسا يسيرين، وإلا أوقع نفسه فـي مأزق حالة «انفصام الشخصية» ومعنى هذا أن حالة التوازن التي يطالب به الآخرون من آخرين واقعين تحت ضغوطهم النفسية، لا يمكن تحققها فـي ظل ما يتعرضون له من تأثير حمولة مشاعرية غير عادية، مع التأكيد أن الجميع معرض لأن يكون تحت تأثير هذه الضغوط النفسية فـي أي لحظة تفقد فـيه النفس توازناتها المختلفة من تجربة الحياة، والحياء، والخوف، والتداعيات المتوقعة من ردات فعل الآخرين من حولهم، ولذلك فهناك من يسلمون أمرهم مباشرة مع أية استفهامات تطرح عليهم، فـينخرطون بلا قيود، حيث لا يقوون على كتمان سرها فـينهارون مع أول سؤال عن حقيقة ما تبديه وجوههم على صفحاتها من عبء الحمولة التي تختزنها بين جنبات نفسها، مع خطورة هذا الإفصاح، فليس كل متلق أمينا، أو نزيها، وقد يستخدم ما تم الإفصاح عنه ورقة ضغط فـي يوم ما، بغية الحصول على مآرب أخرى.

وإذا كانت هذه مشكلة، فما هو الحل فـي التقليل من خسائرها؟ لأن الإنسان كتلة من المشاعر، تعلو وتنخفض كما هو مؤشر حرارة الجسم، والإشكالية هنا، أن كل ذلك يظهر على صفحة الوجه، وأن الآخرين لماحون إلى درجة الفضول، فلا يتركون من يقرؤون صفحة وجهه على حال سبيله، ويبقى الحل أكثر فـيما يذهب إليه قول الأصمعي أعلاه.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

إذا كانت شهيتك مفتوحة في أوقات الضغوط النفسية.. فإليك سبب ذلك

توصلت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون إلى الأسباب الخفية التي تدفع بعض الأشخاص إلى تناول كميات أكبر من الطعام عند الشعور بالتوتر أو التعرض للضغوط النفسية.

سبب شهيتك مفتوحة في أوقات الضغوط النفسية

وأظهرت نتائج الدراسة التي نشرتها مجلة Food Quality and Preference أن تفسّير ذلك يرجع إلى الضغوط النفسية والتوتر المزمن يؤديان إلى زيادة الميل نحو تناول أطعمة غنية بالسعرات الحرارية، باعتبارها استجابة بدائية للتعامل مع ظروف يشعر فيها الإنسان بعدم الأمان.

كما أشارت الدراسة إلى أن هذه النتائج تظهر وجود «آلية تطورية»، إذ في مواجهة التهديد أو عدم اليقين، مثل الحرمان الاقتصادي، يميل الجسم تلقائيًا إلى البحث عن مصادر طاقة سريعة وعالية السعرات.

وبحسب العلماء فإنه ربما تطورت هذه الآلية عبر التاريخ البشري كوسيلة لتعزيز آليات البقاء في فترات عدم الاستقرار أو شح الموارد.

مخاطر تناول الطعام في وقت متأخر من الليل.. يهدد صحة القلب

قد يسبب لك مرضا مميتا.. احذر هذا الطعام المفضل للكثيرين

مقالات مشابهة

  • يهدد الصحة النفسية.. دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف ‏الذكية على الأطفال
  • تحذير: صفحات احتيالية تستغل معاناة أهالي غزة لسرقة البيانات
  • كمال ريان: الرئيس السيسي قال ما يعجز عنه الآخرون.. ومصر تقف في الصف الأول لنصرة فلسطين
  • السيسي: دخول المساعدات يحتاج إلى تنسيق مع الجانب الآخر .. وترامب هو القادر على وقف الحرب في غزة .. فيديو
  • جرائم خلف الأبواب المغلقة: الوجه الآخر لسفاح المعمورة
  • فنانون بلجيكيون: لا نريد أن نربي أطفالنا في عالم يموت فيه الآخرون جوعا
  • الهلال يُترك اليوم وسط صمت إعلامي مريب بينما تُعلن صفقات الآخرين في لحظتها
  • حميدتي أباد نصف أهله ويعمل عبد الرحيم جاهداً لإبادة النصف الآخر
  • مطار بورتسودان .. الوجه الآخر من الصورة
  • إذا كانت شهيتك مفتوحة في أوقات الضغوط النفسية.. فإليك سبب ذلك