لجريدة عمان:
2025-05-31@01:13:27 GMT

وجوهنا .. صفحات يقرأها الآخرون

تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT

وجوهنا تنذر الآخرين من حولنا بعدم الاقتراب، أو تدعوهم للاقتراب أكثر، فأنفسنا تملأ وجوهنا بـ«خربشات» كثيرة، بعضها تجعلنا أكثر إشراقا، وبعضها الآخر تحيلها إلى كثير من التجهم والقنوط، وكأننا (حمر مستنفرة فرت من قسورة) يحدث ذلك انعكاس لما تكون عليه أنفسنا، حزن، غليان، حمق، حسد، عتاب، رضا، انبساط، سرور، شكر، مودة، فما يحدث داخل مكنونات النفس، سرعان ما تنقله الوجوه إلى الآخر، وعلى هذا الآخر أن يُقَيِّمْ الموقف، وأن يطرح أسئلته الحائرة: لماذا فلان حزين؟ لماذا سعيد؟ لماذا يمتلئ وجهه غضبا وحنقا؟ ما سر سعادته اليوم؟ وتتوالى الأسئلة بعضها مستفهمة، وبعضها مستغربة، وبعضها معللة، لعل فـي بيته مشكلة، لعله فاقد لشيء ما، لعله لم يتوفق فـي أمر ما، ويبدأ الآخرون فـي التحليل، والتعليل، ووضع التصورات والتخمينات، ومنهم من يتجرأ فـيطرح أسئلته الحائرة على الطرف الأول، ومنهم من يصمت خوف الإحراج وهناك من يصل إلى قناعة، أن فلان فـي النهاية هو إنسان يتعرض لما يتعرض إليه الآخرون من حوله، فلما إذن الاستغراب «إن لله فـي خلقه شؤون».

المشكلة هنا عند من يتخذ موقفا معاديا لمجرد قراءة صورة ما ظهرت على فلان من الناس، لأن فلان هذا له منزلة من منازل الخصوصية، صديق، أخ قريب جدا، زميل عمل، رفـيق درب بصورة دائمة، له فضل ما على صاحبه الآخر الذي يمتحن نفسه فـي اللحظة الحرجة، وهذا الموقف العدائي الذي يطرأ فـي هذه اللحظة الحرجة ينتج عن عدم بصيرة، وبعيدا عن الحكمة، ودون الرجوع إلى الطرف الأول لمعرفة الخربشة الحاصلة على وجهه، فقد تكون -وذلك غالبا- ليس لها علاقة بالطرف الثاني المشحون بردة الفعل الحاضرة، والسؤال هنا ما المطلوب مِمن تصارعت مشاعره النفسية ولم يستطع أن يكتم ما يعتلي بداخله من مخاضات مستنفرة؟ هل يكون حاله كما قال الأصمعي حسب الرواية:

« يداري هواه ثم يكتم سره، ويخشع فـي كل الأمور ويخضع» أم يواصل رسم خربشات نفسه على صفحة وجهه، ليترك الآخرين يضربون أخماسا فـي أسداس؟ كلا الأمرين ليسا يسيرين، وإلا أوقع نفسه فـي مأزق حالة «انفصام الشخصية» ومعنى هذا أن حالة التوازن التي يطالب به الآخرون من آخرين واقعين تحت ضغوطهم النفسية، لا يمكن تحققها فـي ظل ما يتعرضون له من تأثير حمولة مشاعرية غير عادية، مع التأكيد أن الجميع معرض لأن يكون تحت تأثير هذه الضغوط النفسية فـي أي لحظة تفقد فـيه النفس توازناتها المختلفة من تجربة الحياة، والحياء، والخوف، والتداعيات المتوقعة من ردات فعل الآخرين من حولهم، ولذلك فهناك من يسلمون أمرهم مباشرة مع أية استفهامات تطرح عليهم، فـينخرطون بلا قيود، حيث لا يقوون على كتمان سرها فـينهارون مع أول سؤال عن حقيقة ما تبديه وجوههم على صفحاتها من عبء الحمولة التي تختزنها بين جنبات نفسها، مع خطورة هذا الإفصاح، فليس كل متلق أمينا، أو نزيها، وقد يستخدم ما تم الإفصاح عنه ورقة ضغط فـي يوم ما، بغية الحصول على مآرب أخرى.

وإذا كانت هذه مشكلة، فما هو الحل فـي التقليل من خسائرها؟ لأن الإنسان كتلة من المشاعر، تعلو وتنخفض كما هو مؤشر حرارة الجسم، والإشكالية هنا، أن كل ذلك يظهر على صفحة الوجه، وأن الآخرين لماحون إلى درجة الفضول، فلا يتركون من يقرؤون صفحة وجهه على حال سبيله، ويبقى الحل أكثر فـيما يذهب إليه قول الأصمعي أعلاه.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء: لن نكون منحازين لأي طرف على حساب الآخر بقانون الإيجار القديم

أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن المسودة الاولية لمشروع قانون الإيجار القديم تم تقديمها للبرلمان، مشيرا إلى أنه نعي تماما تعقد وتشابك تلك القضية، خاصة أن القانون كان على مدار أكثر من 60 عاما.

رئيس الوزراء: سامسونج للإلكترونيات تستهدف زيادة صادراتها لمصر بأكثر من 30%رئيس الوزراء يزف بشرى للمواطنين بشأن إنتاج الغاز المحلي

وقال مصطفى مدبولي، خلال كلمته التي ألقاها بمؤتمر الحكومة الإسبوعي من العاصمة الإدارية، أنه كان يجب أن يتم التصدي لتلك الأزمة لأنه كان هناك مشكلة موجودة على الارض تتسبب فيها استمرار جمود تلك القضية، فقمنا بعمل مسودة ارسلناها للبرلمان.

وتابع رئيس مجلس الوزراء، أنه أكدت أنه سنكون منفتحين على أي شئ بناءا على التوجهات والاعتبارات الموجودة، مؤكدا أنه لن نكون منحازين لأي طرف على الطرف الأخر سواء للملاك والمستأجرين.

 
وأشار مصطفى مدبولي إلى أن المرحلة الانتقالية للشقق المستأجرة للغرض السكني ستكون أطول من الأماكن التجارية، فمدة الغرض التجاري 5 سنوات والسكني أطول.

الأحياء الشعبية

وأستكمل تصريحاته قائلا “أنه سيتم مراعاه المكان بما يخص القرى والأحياء الشعبية وبين الأحياء الراقية”. 

طباعة شارك مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء قانون الإيجار القديم العاصمة الإدارية الأزمة

مقالات مشابهة

  • التزم بهذه الآداب.. 3 نصائح لتوثيق لحظات الحج دون مضايقة الآخرين
  • الحج .. رحلة الروح إلى اليوم الآخر
  • رحيل صوت إفريقيا الحرّ .. نغوجي وا ثيونغو يطوي آخر صفحات النضال
  • حالة هلع كبيرة في الضعين والجميع يتهم الآخر بأنه يتعاون مع الجيش!
  • رئيس الوزراء: لن نكون منحازين لأي طرف على حساب الآخر بقانون الإيجار القديم
  • الصحة النفسية والإدمان… ندوة علمية في جامعة حمص
  • الاردن…والاستقلال، من بعد نفسك عز صاحبك..!
  • حفلة صاخبة تفضح الوجه الآخر لمحمد الصباغ
  • الكشف عن أسباب عرقلة فتح طريق الضالع – دمت
  • “دقائق في العالم الآخر”.. شهادة مفصلة لـ”عائدة” من الموت!