عربي21:
2025-07-29@17:55:52 GMT

ترامب.. وحرق الخرائط!

تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT

فى السادس عشر من أغسطس الماضى أثار دونالد ترامب جدلا كبيرا، عندما قال خلال لقاء مع الجالية اليهودية فى الولايات المتحدة: «هل هناك طريقة للحصول على المزيد من الأراضى لإسرائيل، لأنها صغيرة على الخريطة بالمقارنة مع الدول الأخرى فى الشرق الأوسط؟».

وفى السادس من نوفمبر الجارى، قال ترامب فى خطاب النصر الذى ألقاه أمام أنصاره، بعد حسمه معركة الانتخابات الرئاسية ضد منافسته كامالا هاريس: «لن أبدأ الحروب، سأنهيها، ولن يكون من الضرورى استخدامها.

. دعونا نأمل أنه لن تكون هناك حروب».

التدقيق الشديد والمعمق فى هذين التصريحين يكشف لنا بوضوح عن رؤية ترامب لأهم القضايا المصيرية فى المنطقة، ونعنى بذلك قضية الصراع العربى الإسرائيلى، وأخطر ما فى هذه الرؤية أن الرجل العائد لمنصبه كرئيس لأقوى دولة فى العالم، لن يتقيد بالحدود والحقوق وقرارات الشرعية الدولية والخرائط التاريخية حال تدخله لوقف الحرب، لكنه سيعمل على تجاوزها بل وحرقها - إن أمكن - من أجل إرضاء الكيان الصهيونى، ومنحه الفرصة كاملة لفرض السيطرة التامة والمطلقة على المنطقة.

فى ولايته الأولى قدم ترامب «هدايا تاريخية» مجانية للدولة العبرية، واتخذ مواقف منحازة وتبنى سياسات لم يسبق لأى رئيس أمريكى سواء كان جمهوريا أو ديمقراطيا أن أقدم عليها، حيث اعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيونى ونقل سفارة الولايات المتحدة إلى هناك، واعترف كذلك بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة منذ عام 1967 كما أنه رعى ما يسمى بـ«اتفاق أبراهام» الذى دفع دولا عربية إلى ركوب قطار التطبيع مع إسرائيل.

أما ولايته الثانية، فتبدأ على وقع حرب تدميرية طاحنة، يشنها جيش الاحتلال الصهيونى ضد الفلسطينيين فى قطاع غزة منذ شهر أكتوبر من العام الماضى، سقط خلالها أكثر من ٤٤ ألف شهيد، وما يزيد عن ١٠٨ آلاف من الجرحى، فضلا عن تدمير معظم المنازل والبنية التحتية فى القطاع، ما جعل الحياة فيه شبه مستحيلة، كما أن هذه الحرب التدميرية المدعومة أمريكيا، لم تتوقف عند حدود غزة، بل امتدت إلى لبنان وتوسعت بشكل كبير منذ سبتمبر الماضى، وسقط فيها أيضا آلاف الشهداء والجرحى، فضلا عن تدمير أكثر من ٢٥٪ من قرى الجنوب اللبنانى، بالإضافة إلى تهجير نحو مليون لبنانى من منازلهم.

خلال حملته الانتخابية، تفاخر ترامب بقدرته على تحقيق الاستقرار فى المنطقة، وقال فى أكثر من مرة إنه «خلال ولايته الأولى كان هناك سلام فى الشرق الأوسط، وسوف ننعم بالسلام مرة أخرى قريبا جدا.. سأصلح المشاكل التى تسببت فيها هاريس وجو بايدن»، وأضاف: «أريد أن أرى الشرق الأوسط يعود إلى السلام الحقيقى.. السلام الدائم.. وسننجز ذلك بشكل صحيح حتى لا يتكرر كل 5 أو 10 سنوات»، متعهدا أيضا بأنه «سيقدم لإسرائيل الدعم الذى تحتاج إليه للانتصار، لكننى أريدهم أن ينتصروا بسرعة!!».

من الوارد جدا تدخل ترامب لوضع حد لحرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة ولبنان، وعدم الانخراط بشكل كبير فى الصراع العسكرى بالإقليم، مثلما فعلت إدارة سلفه جو بايدن خلال العام الماضى، لكن كيف سيكون شكل ذلك التدخل وبأى ثمن؟.. ذلك هو السؤال الذى ينبغى على الجميع فى هذه المنطقة الاستعداد للتعامل مع تداعياته السلبية المحتملة، والتحديات التى سيفرضها على واقعهم.

أغلب الظن أن الرئيس الأمريكى المنتخب، والقادم من دوائر المال والأعمال والتجارة والمقاولات، والبارع فى تنفيذ «الصفقات السريعة»، وغير المكترث بالقرارات الدولية والحقوق التاريخية للشعوب العربية، سيحاول جاهدا إعادة إحياء ما أسماه فى ولايته الأولى «صفقة القرن»، التى تنتصر للمحتل الصهيونى، وتبارك سرقته للأرض والمقدسات فى فلسطين المحتلة، وتفرض على الدول العربية التطبيع المجانى مع دولة الاحتلال حتى من دون حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة.
إعادة إحياء مثل تلك الصفقة أو طرح أى صيغة مشابهة لها فى المستقبل، لن يكتب لها النجاح، طالما تفتئت على الحقوق الشرعية والتاريخية للشعب الفلسطينى، ولن تعدو عن كونها محاولة فاشلة لتجميل وجه الاحتلال الصهيونى القبيح، ومنحه انتصارا سياسيا لم يستطع الحصول عليه بقوة السلاح، رغم جرائم القتل والتجويع والإبادة الجماعية والتهجير التى ارتكبها على مدى ثلاثة عشر شهرا فى مختلف الساحات العربية، وبالتالى لا يمكن التعويل عليها لإخماد نيران الحرب الدائرة حاليا، بل ستكون عاملا مساعدا فى إشعال المزيد من الحرائق فى المنطقة.

(الشروق المصرية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب الفلسطينيين صفقة القرن امريكا فلسطين ترامب صفقة القرن مقالات مقالات مقالات صحافة مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة صحافة سياسة عالم الفن سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

اليوم .. بعثة الأهلي تعود من تونس بعد نهاية المعسكر الخارجي

تعود اليوم بعثة الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي الى القاهرة بعد انتهاء معسكر الفريق الخارجي بمدينة طبرقة بتونس استعدادًا للموسم الجديد .
وانتظم النادي الأهلي فى معسكره الخارجي خلال الفترة من 18 الى 26 يوليو بمدينة طبرقة خاض خلال مباراتين وديتين امام الملعب والبنزرتى التونسى فاز فى الأولي 4 / 1 و فى الثانية بخماسية نظيفة فى اطار التجهيزات الخاصة بالموسم الجديد .
وحقق الفريق مكاسب عديدة من معسكره الخارجى حيث نجح الجهاز الفنى فى منح كافة اللاعبين بالقائمة التى سافرت الى تونس فرصة المشاركة فى المباراتين من أجل التعرف على امكانيات كافة اللاعبين بالاضافة الى مدى استيعاب اللاعبين لخطط الجهاز الفنى وطرق اللعب التى سيعتمد عليها الفريق فى المباريات المقبلة ..
ومع نهاية المعسكر من المقرر ان يحصل اللاعبون على راحة لمدة 48 ساعة قبل ان يعود للتدريبات الجماعية لبدء المرحلة النهائية من برنامج استعداد الفريق لبطولة الدوري التى تنطلق فعالياتها يوم 8 أغسطس المقبل .. ومن المتوقع أن يخوض الأهلي مباراتين وديتين خلال الأيام المقبلة من أجل زيادة الاحتكاك فى المباريات والوقوف على مستوى كافة اللاعبين قبل بدء الموسم الجديد .

طباعة شارك معسكر الأهلي الأهلي أخبار الأهلي صفقات الأهلي أخبار الرياضة

مقالات مشابهة

  • الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة تُطلق خدمة الخرائط الجيومكانية التفاعلية
  • ترامب: لولا وجودي لكانت هناك ست حروب كبرى في العالم الآن
  • ترامب: نريد وقف إطلاق النار في غزة ونتطلع إلى إطعام الناس هناك
  • "حيرة".. مابعد النتيجة
  • ترامب: على إسرائيل اتخاذ قرار بشأن غزة ولا أعتقد أن هناك مجاعة
  • ترامب: لا أعتقد أن هناك مجاعة في غزة والأمر ربما يتعلق بسوء تغذية
  • عاجل. ترامب: لا أعتقد أن هناك مجاعة في غزة ولا أعلم ما الذي قد يحدث هناك
  • مهاجم الزمالك السابق يكشف عن المراكز التى يحتاجها الفريق
  • بلادك حلوة أرجع ليها دار الغربة مابترحم
  • اليوم .. بعثة الأهلي تعود من تونس بعد نهاية المعسكر الخارجي