عربي21:
2025-12-09@05:04:53 GMT

ترامب.. وحرق الخرائط!

تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT

فى السادس عشر من أغسطس الماضى أثار دونالد ترامب جدلا كبيرا، عندما قال خلال لقاء مع الجالية اليهودية فى الولايات المتحدة: «هل هناك طريقة للحصول على المزيد من الأراضى لإسرائيل، لأنها صغيرة على الخريطة بالمقارنة مع الدول الأخرى فى الشرق الأوسط؟».

وفى السادس من نوفمبر الجارى، قال ترامب فى خطاب النصر الذى ألقاه أمام أنصاره، بعد حسمه معركة الانتخابات الرئاسية ضد منافسته كامالا هاريس: «لن أبدأ الحروب، سأنهيها، ولن يكون من الضرورى استخدامها.

. دعونا نأمل أنه لن تكون هناك حروب».

التدقيق الشديد والمعمق فى هذين التصريحين يكشف لنا بوضوح عن رؤية ترامب لأهم القضايا المصيرية فى المنطقة، ونعنى بذلك قضية الصراع العربى الإسرائيلى، وأخطر ما فى هذه الرؤية أن الرجل العائد لمنصبه كرئيس لأقوى دولة فى العالم، لن يتقيد بالحدود والحقوق وقرارات الشرعية الدولية والخرائط التاريخية حال تدخله لوقف الحرب، لكنه سيعمل على تجاوزها بل وحرقها - إن أمكن - من أجل إرضاء الكيان الصهيونى، ومنحه الفرصة كاملة لفرض السيطرة التامة والمطلقة على المنطقة.

فى ولايته الأولى قدم ترامب «هدايا تاريخية» مجانية للدولة العبرية، واتخذ مواقف منحازة وتبنى سياسات لم يسبق لأى رئيس أمريكى سواء كان جمهوريا أو ديمقراطيا أن أقدم عليها، حيث اعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيونى ونقل سفارة الولايات المتحدة إلى هناك، واعترف كذلك بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة منذ عام 1967 كما أنه رعى ما يسمى بـ«اتفاق أبراهام» الذى دفع دولا عربية إلى ركوب قطار التطبيع مع إسرائيل.

أما ولايته الثانية، فتبدأ على وقع حرب تدميرية طاحنة، يشنها جيش الاحتلال الصهيونى ضد الفلسطينيين فى قطاع غزة منذ شهر أكتوبر من العام الماضى، سقط خلالها أكثر من ٤٤ ألف شهيد، وما يزيد عن ١٠٨ آلاف من الجرحى، فضلا عن تدمير معظم المنازل والبنية التحتية فى القطاع، ما جعل الحياة فيه شبه مستحيلة، كما أن هذه الحرب التدميرية المدعومة أمريكيا، لم تتوقف عند حدود غزة، بل امتدت إلى لبنان وتوسعت بشكل كبير منذ سبتمبر الماضى، وسقط فيها أيضا آلاف الشهداء والجرحى، فضلا عن تدمير أكثر من ٢٥٪ من قرى الجنوب اللبنانى، بالإضافة إلى تهجير نحو مليون لبنانى من منازلهم.

خلال حملته الانتخابية، تفاخر ترامب بقدرته على تحقيق الاستقرار فى المنطقة، وقال فى أكثر من مرة إنه «خلال ولايته الأولى كان هناك سلام فى الشرق الأوسط، وسوف ننعم بالسلام مرة أخرى قريبا جدا.. سأصلح المشاكل التى تسببت فيها هاريس وجو بايدن»، وأضاف: «أريد أن أرى الشرق الأوسط يعود إلى السلام الحقيقى.. السلام الدائم.. وسننجز ذلك بشكل صحيح حتى لا يتكرر كل 5 أو 10 سنوات»، متعهدا أيضا بأنه «سيقدم لإسرائيل الدعم الذى تحتاج إليه للانتصار، لكننى أريدهم أن ينتصروا بسرعة!!».

من الوارد جدا تدخل ترامب لوضع حد لحرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة ولبنان، وعدم الانخراط بشكل كبير فى الصراع العسكرى بالإقليم، مثلما فعلت إدارة سلفه جو بايدن خلال العام الماضى، لكن كيف سيكون شكل ذلك التدخل وبأى ثمن؟.. ذلك هو السؤال الذى ينبغى على الجميع فى هذه المنطقة الاستعداد للتعامل مع تداعياته السلبية المحتملة، والتحديات التى سيفرضها على واقعهم.

أغلب الظن أن الرئيس الأمريكى المنتخب، والقادم من دوائر المال والأعمال والتجارة والمقاولات، والبارع فى تنفيذ «الصفقات السريعة»، وغير المكترث بالقرارات الدولية والحقوق التاريخية للشعوب العربية، سيحاول جاهدا إعادة إحياء ما أسماه فى ولايته الأولى «صفقة القرن»، التى تنتصر للمحتل الصهيونى، وتبارك سرقته للأرض والمقدسات فى فلسطين المحتلة، وتفرض على الدول العربية التطبيع المجانى مع دولة الاحتلال حتى من دون حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة.
إعادة إحياء مثل تلك الصفقة أو طرح أى صيغة مشابهة لها فى المستقبل، لن يكتب لها النجاح، طالما تفتئت على الحقوق الشرعية والتاريخية للشعب الفلسطينى، ولن تعدو عن كونها محاولة فاشلة لتجميل وجه الاحتلال الصهيونى القبيح، ومنحه انتصارا سياسيا لم يستطع الحصول عليه بقوة السلاح، رغم جرائم القتل والتجويع والإبادة الجماعية والتهجير التى ارتكبها على مدى ثلاثة عشر شهرا فى مختلف الساحات العربية، وبالتالى لا يمكن التعويل عليها لإخماد نيران الحرب الدائرة حاليا، بل ستكون عاملا مساعدا فى إشعال المزيد من الحرائق فى المنطقة.

(الشروق المصرية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب الفلسطينيين صفقة القرن امريكا فلسطين ترامب صفقة القرن مقالات مقالات مقالات صحافة مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة صحافة سياسة عالم الفن سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

من انفجارات غزة إلى جائزة ترامب | مشهد سياسي وإنساني مضطرب يربك المنطقة

يشهد المشهدين الإقليمي والدولي سلسلة متلاحقة من التطورات السياسية والعسكرية والإنسانية، تتقاطع آثارها بين قطاع غزة، والجهود الدبلوماسية الدولية، والتحركات الأمريكية، وصولا إلى الفعاليات الرياضية العالمية.

ومن خلال هذا التقرير، نستعرض أبرز المستجدات، بدءا من العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، مرورا بالمواقف العربية والدولية، وصولا إلى الأحداث المرتبطة بالإدارة الأمريكية والأنشطة الأممية والرياضية.

ومن جانبها، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها صحيفة معاريف، بأن دوي الانفجارات الذي سمع في مدن وسط إسرائيل ناتج عن عمليات هندسية يجريها الجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة ضمن نشاطاته العسكرية المستمرة.

عمليات هندسية داخل غزة

وأوضح جيش الاحتلال أن الأصوات ناجمة عن تفجيرات ميدانية تستهدف مواقع محددة في القطاع، مؤكدا أن هذه الإجراءات تأتي في إطار عملياته الأمنية لمواجهة التهديدات المتصاعدة من غزة. 

كما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن الجيش نفذ عمليات تفجير لمبانٍ سكنية في مناطق انتشار قواته ببيت لاهيا شمالي القطاع، في سياق تدمير البنى التحتية التي يعتقد استخدامها لأغراض عسكرية.

من جانبه، أكد الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني، أن مصر تلعب دورا قياديا ومهما في دعم القضية الفلسطينية وحماية الشعب الفلسطيني، مشيدا بالتنسيق الوثيق بين القيادتين المصرية والفلسطينية لإفشال مخططات التهجير ووقف العدوان على غزة.

انتهاكات جسيمة بحق الأسرى

وفي مداخلة هاتفية مع قناة إكسترا نيوز، حذر الهباش من الانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال منذ السابع من أكتوبر، واصفا هذه الممارسات بأنها "جرائم حرب مكتملة الأركان" تشمل الحرمان من الطعام والنوم والعلاج، إضافة إلى التعذيب والتنكيل الممنهج، كما تطرق إلى الوضع الصعب الذي يعيشه القائد مروان البرغوثي داخل العزل الانفرادي.

وقف إطلاق النار أحادي الجانب

وانتقد الهباش استمرار العدوان الإسرائيلي رغم الحديث عن وقف لإطلاق النار، مشيرا إلى تجاوز عدد الشهداء حاجز 300 شهيد منذ إعلان الهدنة، وهو ما يعكس تجاهل إسرائيل للقرارات الدولية وإصرارها على استهداف المدنيين وتدمير البنية التحتية في القطاع.

التنسيق مع الإدارة الأمريكية

وفي سياق الحديث عن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أوضح الهباش أن الجانب الفلسطيني تعامل بإيجابية مع قرار مجلس الأمن والخطة الأمريكية باعتبارها مدخلا لوقف العدوان وإنهاء الاحتلال، مؤكدا أهمية الدور المصري في التنسيق مع واشنطن لضمان تنفيذ الخطة وتحقيق الاستقرار، ومنع إسرائيل من فرض حلول أحادية.

مواقف عربية تجاه معبر رفح

وأعرب وزراء خارجية مصر والأردن والإمارات وإندونيسيا وباكستان وتركيا والسعودية وقطر عن قلق بالغ إزاء التصريحات الإسرائيلية بشأن فتح معبر رفح باتجاه واحد بهدف إخراج سكان غزة نحو الأراضي المصرية.


وشدد الوزراء على رفضهم القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين، مؤكدين ضرورة الالتزام الكامل بخطة ترامب التي تشمل فتح المعبر في الاتجاهين وضمان حرية الحركة دون إجبار السكان على المغادرة، مع توفير الظروف الملائمة لبقائهم وبناء مستقبلهم داخل وطنهم.

كأس العالم 2026

تشارك شخصيات بارزة من الدول المضيفة الثلاث: كندا، المكسيك، والولايات المتحدة، في مراسم سحب قرعة كأس العالم 2026. 

وقد حضر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الفعالية، مرحبا بالمنتخبات ومتمنيا بطولة ناجحة، فيما شددت رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم على حرص بلادها على تقديم تجربة مميزة للفرق والجماهير.

أونروا: مأساة إنسانية غير مسبوقة

وكشف فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا، أن قطاع غزة بات يضم أكبر عدد من الأطفال مبتوري الأطراف في التاريخ الحديث نتيجة الحرب، التي خلفت عشرات الآلاف من الإصابات الدائمة وسط انهيار شبه كامل للنظام الصحي، وصعوبة حصول الضحايا على العلاج وإعادة التأهيل.

ترامب يفوز بجائزة فيفا للسلام

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالنسخة الأولى من "جائزة فيفا للسلام"، تقديرا لجهوده السياسية التي ساعدت في خفض التوترات خلال العام الماضي، وفق معايير اللجنة المُنشأة حديثا. 

وأثار القرار ردود فعل واسعة بين مرحب ومتحفظ، نظرا للطابع السياسي غير المعتاد لمثل هذه الجوائز الرياضية.

ترامب يطالب وزارة الصحة بتسريع إجراء تقييم برامج اللقاحات بدول العالمترامب ينتقد مصطلح “سوكر” ويدعو لاعتماد مسمى كرة القدم الحقيقيصفقة عسكرية أمريكية للبنان

وأعلن البنتاجون أن وزارة الخارجية الأمريكية وافقت على صفقة محتملة لبيع معدات ومركبات تكتيكية للجيش اللبناني بقيمة تقارب 90.5 مليون دولار، بهدف تعزيز جاهزيته وقدراته العملياتية في ظل التحديات الأمنية، في إطار سياسة دعم المؤسسات العسكرية اللبنانية وتقوية الشراكة الأمنية بين البلدين.

قاض فيدرالي: إدارة ترامب تجاوزت سلطتها في احتجاز مهاجرين بـ جوانتاناموجائزة فيفا للسلام لـ ترامب.. حسام حسن يرفع سقف طموحات مصر قبل معركة مونديال 2026 طباعة شارك غزة قطاع غزة التهجير تهجير الفلسطينيين جائزة فيفا للسلام

مقالات مشابهة

  • ارتفاع شهداء الإجرام الصهيونى فى عهد نتنياهو وبن غفير
  • يوسف.. إهمال مع سبق الإصرار؟
  • تفاصيل صغيرة
  • أيام.. "إيديكس"
  • نتنياهو: هناك فرص للسلام ونتطلع للمرحلة الثانية
  • للزمالك.. رب يحميه!
  • أحمد سيد  : أزمة ثقة.. عقدة تعرقل انطلاق برنامج الطروحات بالبورصة
  • جلسة صلح تنهي خصومة ثأرية استمرت سنوات في بنى سويف
  • من انفجارات غزة إلى جائزة ترامب | مشهد سياسي وإنساني مضطرب يربك المنطقة
  • للتعامل مع التأثيرات السلبية لتغير المناخ.. الرى تتابع مشروعات حماية الشواطئ