يمانيون/ صنعاء أقامت حكومة التغيير والبناء والهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء اليوم، فعالية التدشين الرسمية للذكرى السنوية للشهيد 1446ھ، تحت شعار ” تضحيات الشهداء أثمرت عزا ونصرا وقوة”.

وفي الفعالية أشار رئيس مجلس الوزراء أحمد غالب الرهوي، إلى أن الجميع يحيون اليوم ذكرى صناع النصر للأمة، من ضحوا بأرواحهم الزكية من أجل أن يعيش الجميع في هذا الوطن بأمن واستقرار.

وأوضح أن حالة الأمن والاستقرار التي يعيشها أبناء الشعب اليمني هي بفضل الله أولا ثم بفضل هؤلاء العظماء الذين استشهدوا في سبيل الله ونصرة الحق ومن أجل حرية واستقلال الوطن.

وقال” أثمرت تضحياتهم نصرا وعزة وكرامة وقوة حيث يقف الشعب اليمني وقواته المسلحة اليوم بقوة وشموخ في وجه الشيطان الأمريكي وذنبه البريطاني وربيبته إسرائيل المجرمة المغتصبة مجبرين حاملات طائراته ومدمراته على مغادرة البحرين الأحمر والعربي”.

وأضاف ” يقف اليمن اليوم بشموخ وروح أبية أمام من أرعب العالم بقواته الضاربة التي واجهتها قواتنا الصاروخية وطائراتنا المسيرة والقوات البحرية مع مواصلة الدعم والإسناد المؤثر للأشقاء في غزة ولبنان من خلال الحظر البحري والاستهداف المباشر لعمق العدو الصهيوني”.

وأكد الرهوي أن الشعب اليمني اليوم أقوى مما كان عليه في عام 2015م ويمتلك من أسباب القوة ما أهله ويؤهله إلى القيام بواجبه نحو أمته وقضيتها الرئيسية فلسطين ومواصلة هذا الواجب الديني والأخلاقي والأخوي.

وأشار إلى أن اليمن يسعى إلى أكثر من ذلك فيما يتصل بمواجهة العدو الأمريكي والبريطاني وإيلام العدو الصهيوني الغاصب الذي أوغل وتوحش في قتل إخواننا في غزة ولبنان وعاث فسادا في الأرض.

وترحم رئيس مجلس الوزراء على أرواح الشهداء القادة الذين استشهدوا على طريق القدس وفي مقدمتهم السيد حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، وإسماعيل هنية ويحيى السنوار، وكافة شهداء الوطن ومحور المقاومة الذي استشهدوا على هذا الطريق.

وفي الفعالية التي حضرها وزراء النفط والمعادن الدكتور عبد الله الأمير، والثقافة والسياحة الدكتور علي اليافعي، والشؤون الاجتماعية والعمل سمير باجعالة، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى، أوضح عضو المكتب السياسي لأنصار الله ضيف الله الشامي أن إحياء هذه الذكرى يجسد معاني الوفاء والاعتزاز والفخر الكبير بالشهداء العظماء.

وتطرق إلى الآيات القرآنية التي تشير إلى عظمة الشهادة، والتي ترجمها الشهداء على الواقع الميداني.

وأكد الشامي أن إحياء هذه الذكرى ليس من أجل رفع صور الشهداء وحضور الفعاليات فقط وإنما لتجسيد ذكراهم في واقع الحياة ومعرفة أنهم ضحوا من أجل أن يعيش الجميع حياة كريمة ولتظل رؤوس اليمنيين مرفوعة عاليا بين الأمم.

بدوره أشار رئيس الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء والمفقودين طه جران أن الذكرى السنوية للشهيد محطة مهمة لاستذكار مآثر الشهداء بما يعزز الثبات والصمود في مواجهة كل التحديات والأخطار التي تعصف بالأمة.

ولفت إلى أن إحياء هذه المناسبة يأتي لتذكير الجميع بالواجب تجاه أسر الشهداء في رعايتها باعتبار ذلك مسؤولية تقع على عاتق الجميع.. مبينا أن الشهداء كان لهم الفضل في تحقيق العزة والأمن والاستقلال.

وأشار جران إلى ما حققته الهيئة على صعيد تنفيذ المشاريع لتغطية كافة أبناء وأسر الشهداء بإعاشة شهرية لكل فرد من تلك الأسر مقدارها عشرين ألف ريال على مدار العام والذين بلغ عددهم 73 ألف مستفيد منذ عام ونصف، وكذا مشروع إعاشة الآباء والأمهات كل شهرين والذي بدأ مطلع العام الهجري الجاري بإجمالي 100 ألف مستفيد بتكلفة 29 مليار ريال في العام، بالإضافة إلى المشاريع التربوية والصحية والاجتماعية والتدريب والتأهيل والتمكين الاقتصادي والتي بلغت عشرين مشروعا.

فيما أفاد ياسر المعمري في كلمة أسر الشهداء، بأن الشهداء حملوا السلاح ولم يتركوه حتى جادوا بأرواحهم الطاهرة في سبيل الذود عن الوطن ولكي تبقى الأمة صامدة وثابتة وقوية لا تنحني أمام العواصف.. معتبرا الشهداء مدرسة في الفداء والتضحية والقيم العظيمة والسامية.

تخللت الفعالية التي حضرها نائب رئيس الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء صالح حمزة، ووكلاء الهيئة وقيادات عسكرية وأمنية وشخصيات اجتماعية قصيدة للشاعر معاذ الجنيد، وفقرة إنشادية لفرقة أنصار الله.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: أسر الشهداء من أجل

إقرأ أيضاً:

الاستكبار الصامت والمصير الأبدي .. قراءة قرآنية دلالية للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه

في قراءة للمعاني الدلالية لقوله تعالى : {وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُواً}(الجاثية8) ، للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه ، نجد بعداً إنسانيًا وروحيًا عميقًا، حيث لا يقف عند حدود التفسير النصي، بل يتجاوزها إلى تشخيص العلل النفسية والاجتماعية التي تحوّل الإنسان إلى خصم للحق،  ومن بين تلك العلل، يبرز داء الاستكبار، الذي لا يقتصر على الجبابرة المعروفين في التاريخ كفرعون وهامان، بل يمتد في رؤيته رضوان الله عليه ، إلى الصغار الذين يحملون روح فرعون وإن كانوا بلا سلطات.

يمانيون / خاص

 دلالة الآية في تصوير النفس المستكبرة

يبدأ الشهيد القائد بالتأمل في قوله تعالى: {وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً…}، يُقسم الآية إلى ثلاثة مسارات ترتبط ببعضها، وتبدأ بالسماع الواعي للحق، فالآيات تتلى على هذا الإنسان، فهو يعلم الحق، ولكنه يرفضه، والثاني الإصرار والاستكبار، إذ ليست المسألة جهلًا، بل عنادًا، مما يجعل الاستكبار صفة قلبية ونفسية، والثالث التظاهر بعدم السماع كأن في أذنيه وقرًا،  وهذه حالة من الإنكار الإرادي للحق، تدفع نحو التهلكة، وبهذا فإن الشهيد القائد يقرأ في هذه الآية خطورة المكابرة على آيات الله، ويرى أنها أخطر من الكفر الصريح، لأنها تعني معرفة الحق ورفضه عمدًا، وهذا هو ما يقود إلى العذاب الأليم.

 

الاستكبار كمرض اجتماعي شائع

يفنّد الشهيد القائد الفكرة السائدة أن الاستكبار حكر على الملوك أو الأقوياء، ويقول صراحة أن  بعض الفقراء يحملون نفس الروح الفرعونية، ولكن لم يتح لهم أن يكونوا فراعنة على الأرض، الجبروت ليس بالمنصب بل بالنفسية وبعض الناس يبدون بسطاء، ولكن ما إن يحصلوا على منصب بسيط أو كلمة مسموعة، حتى يتحولوا إلى طغاة صغار، والكبر على الناس هو رفض خفي للحق الإلهي، لأن الله أمر بالتواضع، ومن تكبر فقد تمرد على أمر الله.

وهنا يكشف الشهيد القائد عن ظاهرة خطيرة ، وهي الاستكبار النفسي المغلّف بالدين أو التواضع الظاهري، وهو ما يشكل خطرًا مضاعفًا لأنه يُخفي نفسه وراء أقنعة الفضيلة.

 

مفارقة الرفعة في الدنيا والآخرة

من أقوى الأفكار التي يطرحها الشهيد القائد هي مقارنة بين الرفعة الدنيوية والرفعة الأخروية، ويستند إلى قول الله: {خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ} ، فيوم القيامة، يُخفض من تكبّر في الدنيا، ويُرفع من تواضع وصدق مع الله، ويشبه القائد السعي الدنيوي للرفعة عبر الباطل بـ”السراب”، لأن عمر الدنيا محدود، وعمر الآخرة أبدي لا نهاية له، فما قيمة أن يُقال عنك في الدنيا وجيه وأنت في الآخرة في الحضيض؟.

 

الأتباع المستكبرون .. 

يفتح الشهيد القائد نافذة جديدة على الاستكبار، هي الاستكبار بالوكالة، فالإنسان قد يكون تابعًا ولكنه يشعر بالقرب من شخصية نافذة، ويمارس الاستكبار نيابة عنها، ويتمرد على الحق باسم الولاء، ويقول الشهيد إن هؤلاء يعيشون وهمًا كبيرًا، فمن يتبع الطغاة، يتخيل أنه معهم في القوة والعلو، لكنه يوم القيامة يُنبذ مثلهم، مستشهدًا بقوله تعالى: {تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} ، {وَقَالَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً…}، ففي يوم الحساب، لا شفاعة في الباطل، ولا تنفع العلاقات، ولا تنفع المواقف التي كان ظاهرها القوة، وباطنها الانحراف.

 

السباق إلى الخيرات هو النجاة

يعقد الشهيد القائد مقارنة أخيرة بين ثلاث فئات:

أصحاب المشأمة .. أهل الشؤم، العصاة، المستكبرون، المصرّون.

أصحاب الميمنة .. المؤمنون الناجون.

السابقون المقربون ..من يبادرون بالحق، ينشرونه، يؤسسون المشاريع، ويستمر تأثيرهم بعد موتهم.

ويؤكد أن السبق إلى الخير، ليس في الكم فقط، بل في المبادرة، وتأسيس العمل الجماعي، وتشغيل الناس على الخير.

ويقول الشهيد القائد إن بعض الناس يحاول أن لا يُلزم نفسه بأي شيء، ويرى أنه ذكي لأنه لم يساهم، لكنه في الحقيقة غبي، لأنه فوّت فرصة النجاة.

 

الوعي بالآخرة أساس الاستقامة في الدنيا

ينقل الشهيد القائد فكرة شديدة العمق، وهي أن الإنسان حين يغفل عن القيامة، عن الحساب، عن المصير الأبدي، تبدأ انحرافاته،  فالمعيار الذي يجب أن يحكم السلوك هو هل هذا العمل يقربني إلى الله؟ هل يجعلني آمِنًا يوم القيامة؟

إنها رؤية قرآنية للوجود، تجعل من كل عمل صغير في الدنيا خطوة في مشروع الأبد، ولهذالا تبالِ بالمصاعب ما دمت على الحق، ولا تهتم بمن يكرهك من أهل الباطل، فمن يضحك اليوم من أهل الإيمان، سيُضحك عليه غدًا في الجنة ، {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ}.

ومما يستفاد من قراءته رضوان الله عليه للمعاني الدلالية لهذه الآيات ، أن الاستكبار مرض صامت، قد يصيب البسطاء كما يصيب الجبابرة، وأن السكوت عن الحق، رغم معرفته، هو صورة من صور الكبر والعناد، كما أن المبادرة إلى الخير ضمانة نفسية وأخلاقية للنجاة، والقيامة ليست حدثًا مستقبليًا بل هي معيار للحاضر.

الشهيد القائد يقدّم خطابًا عمليًا، لا تأمليًا فقط، ويحرّك النفس نحو العمل الصالح لا الاكتفاء بالموعظة ..

مقالات مشابهة

  • اقرأ أول تعليق للمملكة العربية السعودية على حكومة “تأسيس”
  • الاستكبار الصامت والمصير الأبدي .. قراءة قرآنية دلالية للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه
  • غوتيريش يُحذِّر حكومة “تأسيس”
  • انطلاق فعاليات بازار “أياد منتجة” في دمشق بمشاركة 35 سيدة من مختلف المحافظات
  • مدبولي: إحياء الحرف التراثية واليدوية أحد الملفات المهمة التي توليها الحكومة أولوية
  • تمبور: الجديد في حكومة الميليشيا الفيسبوكية هو الكشف عن زيف مجموعات “لا للحرب”
  • قوات “القاسم” تنعي الشهيد “أبو علي” عضو الهيئة العسكرية في غرب غزة
  • تحت شعار “ابتسامة العافية”.. أمير القصيم يرعى تدشين فعاليات اليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي
  • مصر تحدد موقفها من حكومة “تأسيس”
  • “الاتحادي الديمقراطي” يصف حكومة “تأسيس” بالآتي….