روائيون: الطفرة السردية تتطلب انتقائية في القراءة
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
الشارقة (الاتحاد)
استضاف معرض الشارقة الدولي للكتاب كلاً من الروائي والباحث الإماراتي د. سلطان العميمي، رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، والروائية الكويتية ليلى العثمان، والروائي السوداني الطبيب أمير تاج السر، والروائي الباكستاني أسامة صديق في جلسة حوارية أدارتها الإعلامية علياء المنصوري.
تناول الروائيون ظاهرة «الانفجار السردي» وتأثيرها على القراء والمشهد الأدبي، حيث بحثوا ما إذا كانت هذه الطفرة في انتشار القصص والروايات ظاهرة عابرة أم خطوة تلبي تطلعات القراء والمؤلفين.
ووصف د. سلطان العميمي «الانفجار السردي» بالظاهرة الطبيعية، مشيراً إلى مقابلة أجريت مع كاتب روسي في خمسينيات القرن الماضي اشتكى خلالها من كثرة الكتابات الروائية في ذلك الوقت.
وأكد العميمي أن الزمن كفيل بانتقاء الأعمال الجيدة، مشدداً على أن من حق الجميع التعبير عن أنفسهم. وأوضح أن هذا الانتشار الواسع للروايات سيستمر، رغم ظاهرة الاشتعال والانطفاء السريع لكثير من الكتاب. واعتبر أن هذا الزخم يشجع القراء على الانتقاء والبحث عن أعمال تقدم إضافة إبداعية، مشيراً إلى أهمية أن يكون الروائي قارئاً وباحثاً ملماً بموضوعه ليتمكن من تقديم عمل متقن وجذاب.
وأرجعت الروائية ليلى العثمان الظاهرة إلى الاعتقاد بأن الأعمال الطويلة تمنح الكتاب أهمية أكبر، مبينة أن الرواية لا تستدعي بالضرورة هذا الكم من الصفحات، وأن الاستطراد غير المبرر يضعف متعة القراءة. وأكدت العثمان على أهمية المتعة في السرد، متمنية أن يلتزم الكتاب بالاختصار والتركيز على جوهر الموضوع، مع تجنب التفاصيل الزائدة التي قد تنفر القارئ.
وأوضح الروائي أمير تاج السر أن الانفجار السردي يعكس اهتماماً متزايداً من الجمهور بالرواية، مشيراً إلى أن هذه الظاهرة تتسم بجانبين: إيجابي وسلبي. وبيّن أن التطور التكنولوجي وسرعة الوصول إلى المعلومات عززا من تسارع الكتابة، مما أوجد أعمالاً عديدة يصعب أحياناً التمييز بينها من حيث الجودة. لكنه أضاف أن استمرار الكتابة هو ما يدفع القراءة للاستمرار أيضاً، وأنه رغم الفوضى، لا تزال هناك مجموعات قرائية تناقش الكتب بمتعة.
وبيّن الروائي أسامة صديق أن «الانفجار السردي» جزء من تطور الأدب والمعرفة، مشيراً إلى أن الكتابة يجب أن تبقى متاحة للجميع وأن تكون جودة النص هي المعيار الأهم، وليس حجم العمل. وأكد أنه مع حرية السرد وتنوعه، مشيراً إلى أن هناك روايات طويلة لا تزال تُقرأ حتى اليوم، مثل «الحرب والسلام» لتولستوي، مما يبرز أن المعيار هو الأسلوب والإمتاع وليس عدد الصفحات. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: معرض الشارقة الدولي للكتاب جلسة حوارية السرد روايات الرواية
إقرأ أيضاً:
ما حكم قراءة القرآن من المصحف في الصلاة.. الأزهر للفتوى يوضح
تلقى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية سؤالا مضمونه: ما حكم قراءة القرآن من المصحف في الصلاة؟
وأجاب مركز الأزهر عبر موقعه الرسمى عن السؤال قائلا: إنَّ قراءةَ بعض آيات القرآن بعد الفاتحة سُنَّة في الركعتين الأُولَيَيْن من الصلاة، وذلك للإمام، قال الله تعالىٰ: {... فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ... } [المزمل:20]، ولو تُرِكَتِ القراءة بعد سورة الفاتحة فالصلاة صحيحة.
وأشار الى ان الأصل في الصَّلاةِ أن تكون قراءةُ القرآن فيها عن ظَهْرِ قَلبٍ وليست من المصحف؛ لذا جعل النَّبِيُّ ﷺ معيار التفضيل في الإمامة الحفظ والإتقان للقرآن؛ لظاهر قوله ﷺ: «لِيَؤُمّكُمْ أَكْثَركُمْ قُرْآنًا» رواه البخاري.
وتابع: أما قراءةُ المُصَلِّي من المصحف، فقد اختلف الفقهاء فيها؛ فذهب الشافعية، والحنابلة - في المعتمد- إلىٰ جواز القراءة من المصحف في الصلاة سواء كانت الصلاة فرضًا أم نفلًا.
وقد استدلُّوا بما ورد أن أم المؤمنين السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها: «كان يَؤُمُّهَا عَبْدُهَا ذَكْوَانُ مِن المُصْحَفِ» رواه البخاريُّ مُعَلَّقًا بصيغة الجَزم.
ونوه بأن المالكية فرقوا بين الفرض والنفل، فَرَأَوا كراهةَ قراءة المصلِّي في المصحف في صلاة الفرض مطلقًا، وكذلك يكره في النافلة إذا بدأ في أثنائها؛ لاشتغاله غالبًا، ويجوز ذلك في النافلة إذا ابتدأ القراءة من المصحف من غير كراهةٍ؛ لأنه يُغتفَرُ فيها ما لا يُغتفَرُ في الفرض.
بينما يرى الحنفية أنَّ القراءةَ من المصحف في الصلاة تفسدها، وهو مذهب ابن حزم من الظاهرية؛ لأنَّ حمل المصحف، والنظر فيه، وتقليب الأوراق، عملٌ كثير.
وأوضحت أنه بناءً علىٰ ما سبق: فإنَّ الأفضلَ والأَولَىٰ للمصلِّي أن يقرأ القرآن من حفظه؛ فقد امتدح الله ﷻ المؤمنين بحفظهم لكتابه الكريم، فقال تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ... } [العنكبوت:49]، ولأن السُّنة المحفوظة عن النبي ﷺ وأصحابه القراءة عن ظهر قلب. فإن عجز عن ذلك، وكانت القراءةُ طويلة كما في صلاة القيام؛ فعندئذٍ يجوز له القراءةُ من المصحف، ولا حرج عليه في ذلك.