القراءة في مواجهة النظرة النمطية
تاريخ النشر: 10th, December 2025 GMT
تتشكل لدى البعض صورة نمطية عن بعض القراء في أنهم شريحة من المجتمع فشلت في علاقتها بالناس، أو أنهم لا يمتلكون أدوات كافية للاختلاط بهم، فكان خيارها البدهي هو الانعزال عنهم والتوجه للكتب والقراءة. وقد تتضمن هذه الصورة النمطية أيضًا أمورًا أخرى، تتعلق بالشكل واللباس والسلوك، وكأن للقارئ شخصية موحدة جامدة لا تتغير مهما اختلف الأشخاص؛ فهو شخص منطو ومنعزل عن الناس، وربما يعيش على هامش المجتمع، وغالبًا ما يلبس نظارة سميكة، ورغم أنه يعيش بين الناس فإنه في عالم لا يستأنس فيه إلا لصفحات الكتب.
وقد ورد تعريف النمطية في (معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية) للدكتور أحمد زكي بدوي (ص 410): القالب الجامد، الفكرة النمطية الثابتة (stereotype ): مجموعة من التعميمات المتحيزة والمبالغ فيها عن جماعة أو فريق من الناس، ويأخذ ذلك شكل فكرة ثابتة يصعب تعديلها حتى وإن توفرت الأدلة على خطئها.
ولو تساءلنا عن مصدر هذه الصورة عن القارئ؛ لتبين لنا أنها إما جاءت من أعمال السينما والدراما، وإما من خطاب اجتماعي متحيز ومتراكم ضدهم. ويختلف تشكل هذه الصورة النمطية وحجمها ودرجتها من مجتمع لآخر.
لكن وبعيدًا عن الصورة النمطية فإن القارئ- كما ينبغي له أن يكون- هو الشخص الواعي بماضيه المستشرف لمستقبله، يعيش حاضره كما ينبغي له أن يعيشه، ويخالط الناس حينما يكون ذلك ضروريًّا، لكنه ينكَبُّ على القراءة حينما لا ينعكس ذلك سلبًا على باقي ضروريات حياته؛ يأخذ من الكتب ما ينير طريقه، ويستلهم منها ما يفيده في بناء مستقبله وتلمس طريقه، لا لمجرد التسلية وتمضية الوقت أو هروبًا من واقع ما.
والسؤال هنا: هل على القارئ، للخروج من هذا المطب، أن يَنكَبَّ على قراءته ويترك للناس حرية تفسير ما يقوم به، أم أن عليه مسؤولية إقناع الناس بجدوى انعزاله الجزئي عنهم في محاولة لتحرير صورته من النظرة النمطية، وإعادة تعريف نفس القراءة بوصفها فعلاً إنسانياً مبهراً وعابراً للطبقات والشرائح، خاصة أن هذه الصورة النمطية لا تتوقف عند كونها مجرد توصيف اجتماعي لا يقدم ولا يؤخر، بل قد ينسحب إلى التأثير على كل من يفكر في الالتحاق بركب القراءة وعالم الكتب في مجتمع هو غير مهتم أصلًا بالقراءة؟
الحقيقة أنه لن يمكن أن يُجمع الناس على صحة أو خطأ سلوك أو تصرف ما، لكن يمكن أن يقدم بعض القراء تبريراً لتخصيص جزء من أوقاتهم للقراءة، وأن يعدوا ذلك نوعًا من توعية المجتمع بأهميتها. كما أن انعكاس قراءاتهم على سلوكهم هو أفضل ترويج للقراءة حتى مع غياب التبرير. وما من سبيل للتوعية بأهمية القراءة أفضل من عرض نماذج عن الأثرياء والرياضيين والإعلاميين ورجال الأعمال الذين كان للقراءة دور رئيس في نجاحاتهم، ما يساهم في تعديل النظرة النمطية الجائرة والسائدة عنهم.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الصورة النمطیة هذه الصورة
إقرأ أيضاً:
ترشيد الكهرباء وأهمية القراءة ضمن فعاليات توعوية بثقافة الغربية
نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، عددا من الأنشطة والفعاليات التثقيفية والفنية صباح اليوم الاثنين، بمحافظة الغربية، وذلك ضمن برامج وزارة الثقافة.
وفي هذا الإطار، عقد قصر ثقافة الطفل باقة منوعة من الفعاليات التي تضمنت الحديث عن أهمية استقرار الأسرة، حيث أشار الشيخ ياسر بهاء الدين، الإمام والخطيب بمديرية أوقاف الغربية، إلى أن الإنسان هو المسئول عن بناء أسرته على أساس متين، وذلك بالتعاون بين الزوج وزوجته، وأوضح بأن العديد من الجرائم التي نشهدها اليوم، ومن بينها إدمان المخدرات، والانتحار، والسرقة، والتطرف، هي نتاج لتفكك الأسرة، كما وشهد القصر ندوة لمناقشة كتاب "رحلة في عالم الكمبيوتر"، تأليف وفاء أشرف، وتم خلالها تناول ضرورة تنمية المهارات في مجالات الحاسب الآلي.
عن أهمية القراءة، ناقشت مكتبة سمنود الثقافية أهمية القراءة في تعزيز الصحة العقلية للإنسان وتكوين المفاهيم الأعمق والانفتاح على الثقافات المختلفة، وأيضا تنمية الشخصية وتطوير الذات، فيما جاءت الندوة التوعوية التي أقيمت بمكتبة ميت عسا للتأكيد حول مفهوم ثقافة ترشيد استهلاك الكهرباء، من خلال عدد من العادات اليومية، ومنها إطفاء الأنوار بالغرف المغلقة، وفصل الأجهزة غير المستخدمة عن التيار الكهربائي، مع استخدام مصابيح ذات كفاءة وموفرة للطاقة.
وضمن الفعاليات المقامة بإشراف إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي بإدارة محمد حمدي، دارت أحداث المحاضرة التي أقيمت بقصر ثقافة غزل المحلة بعنوان "الذكاء الاصطناعي ومستقبل التعليم"، أوضحت خلالها د.نهاد عبد الحميد، أستاذ المناهج وطرق التدريس، بأن العالم شهد خلال السنوات القليلة الماضية تطورا كبيرا في مجالات التكنولوجيا، والتي أثرت بشكل لافت على عدد من القطاعات، ومن بينها قطاع التعليم، وأكدت بأن السنوات القادمة سوف تكشف عن تغييرات جذرية في كيفية التعلم وتقديم المعلومة.
هذا وقد واصلت المواقع الثقافية بالغربية برئاسة وائل شاهين، مدير عام الفرع، إقامة عدد من الأنشطة، حيث عقد قصر ثقافة طنطا محاضرة توعوية للحديث عن مرض الضغط العالي، وصفت خلالها حبيبة أحمد، مسئول التثقيف الصحي، هذا المرض بـ "القاتل الصامت"، لقدرته على مهاجمة الشخص بدون ظهر أعراض مسبقة، كما وقدمت العديد من النصائح، ومنها إقلال الملح في الطعام، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، فيما شهد بيت ثقافة الشاذلي، ومكتبة قرية الأطفال باقة منوعة من ورش الحكي.