فاطمة السراجي
هل يوجد في الكون كلمة تحمل في طياتها أعظم قيمة من قيمة الشهادة؟
هل يمكن لقلم محبرته الدماء أن يصف بدقّة تلك القلوب البيضاء التي ضحت؛ مِن أجلِ وطنها ولم يكن لها إلا أن تسقي أرضها بدمائها الدافقة؛ كي تزهر بالحرية والكرامة؟
إنها كلمة تحمل في طياتها عبق الفداء وبزوغ الأمل ونور الشرف، كلمة ترتبط بروح الإيمان والحرية، بتضحية لا تنضب وإيمان لا يتزعزع، أسقطوا أحزمة الخوف والرهبة، ووقفوا صامدين أمام فجاج الظلم والاضطهاد، ليكتبوا بدمائهم تاريخ البطولة والصمود.
شهداؤنا صوت الضمير الحي، الذي لم تستطع رصاصات الظلم والقهر أن تخنقه، ليسوا مُجَـرّد أشخاص يفارقوننا، بل هم رموز للصمود والقوة والعزم.
وليسوا مُجَـرّد أسماء تنقش على صفحات التاريخ، بل هم أرواح تحمل قصص البطولة والتضحية، إنهم قُدوة لنا في الوفاء والعطاء.
تتجدد ذكراهم كلما تردّدت أصداء أرواحهم في سماء قلوبنا وأرواحنا، وكلما زاد انتصار الحق على الباطل لم تفارقنا ذكراهم، فهم النجوم التي ستبقى تشع في سماء التاريخ بكل بريق وعنفوان، مثيرةً في نفوسنا الفخر والاعتزاز بتضحيتهم، وحبًا وإجلالًا لأرواحهم الطاهرة التي تسكن بيننا خالدة إلى الأبد.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
كلمة رئيس الجهاز بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان
يشهد العالم الاحتفال باليوم العالمى لحقوق الإنسان والذى يأتى هذا العام تحت شعار " حقوق الإنسان ركيزة كرامتنا في الحياة اليومية " وهو مناسبة يجدد فيها المجتمع الدولى التزامه بضمان حقوق كل فرد في المجتمع ، والعمل على جعل هذه الحقوق جزءًا ملموسًا من حياتنا اليومية .
وفى هذا الإطار يسهم الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء ، من موقعه الوطنى الحيوى في تعزيز حقوق الإنسان من خلال توفير بيانات واحصاءات دقيقة وموثوقة تمكن صناع القرار والمجتمع من اتخاذ قرارات مبنية على الحقائق وتعزز الشفافية والمساءلة ، وتدعم العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة . فعلى سبيل المثال لا الحصر مسح صحة الأسرة المصرية ، معدلات البطالة وتوزيع الدخل ومستويات الفقر ، مؤشرات ذوى الإعاقة ، العنف ضد المرأة ، الزواج المبكر وغيرها من الإحصاءات التي تسهم في تقييم مدى تمتع الأفراد بحقوقهم الأساسية وتوفر أساسًا لتحسين السياسات ودعم جهود التنمية .
وفى هذا السياق وقع الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في أغسطس 2025 بروتوكول تعاون مع المجلس القومى لحقوق الإنسان بهدف تعزيز أهمية البيانات والمعلومات الاحصائية واستخدامها للاسترشاد بها في وضع وتنفيذ وتقييم السياسات والبرامج الوطنية التي تؤثر على حقوق الانسان وحمايتها وكذا تعزيز التعاون في مجال جمع البيانات وتصنيفها ونشرها وتحليلها بشكل لا يتعارض مع سريتها طبقا للقانون الاحصائى .
إن المعلومات الدقيقة ليست مجرد أرقام ، بل هي أداة تمكين للمجتمع ، وقاعدة أساسية لصياغة السياسات العامة ، وضمان وصول الحقوق إلى جميع المواطنين على نحو عادل ومتكافئ .
وختامًا أؤكد أن حقوق الإنسان ليست شعارات نحتفل بها بل هي التزام مستمر وأساس لتحقيق حياة كريمة لكل مواطن . كما أؤكد التزامنا الكامل بتوفير البيانات الموثوقة التي تسهم في دعم هذه الجهود واتخاذ القرارات القائمة على البيانات في مجال حقوق الإنسان .