في إطار جهود الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية في توعية الأمة الإسلامية حول كيفية الوقاية من السحر والأذى الروحي، أكدت الدار أن قراءة المعوذتين وسورة الإخلاص تُعد من أبرز وسائل الحماية الروحية التي شرعها الإسلام لحفظ المؤمن من السحر وأضرار العين والحسد.

أهمية المعوذتين والإخلاص

قالت دار الإفتاء في فتوى لها، إن القرآن الكريم بما حوى من آيات، هو المصدر الأول للحماية من الشرور والأذى الروحي، ومن بين هذه الآيات، تأتي المعوذتان (سورة الفلق وسورة الناس) وسورة الإخلاص كأدوات قوية للوقاية من السحر والمكائد الشيطانية.

وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بقراءتها بشكل مستمر في الصباح والمساء، حيث ورد في الحديث الصحيح: "من قرأ بالمعوذتين حين يصبح وحين يمسي لم يضره شيء" (رواه البخاري ومسلم).

وأضافت دار الإفتاء أن السور الثلاث: المعوذتين والإخلاص، تحمل في معانيها وبلاغتها دعاءً صريحًا لله عز وجل بالنجاة من جميع أنواع الأذى، بما في ذلك السحر، الحسد، والشرور التي قد يتعرض لها الإنسان. حيث أن "المعوذتين" تتضمنان استعاذة بالله من كل شر، خاصة من "شر ما خلق" و"شر الوسواس الخناس"، وهو ما يُقصد به حماية النفس من التسلط الشيطاني والشرور الروحية التي قد تؤثر على الإنسان، بينما "سورة الإخلاص" تختص بالتأكيد على توحيد الله تعالى، مما يعزز من قوة الروح الإيمانية للإنسان ويدفع عنه كل ما يضر.

الوقاية الدائمة

أشارت دار الإفتاء إلى أن الاستمرار في قراءة المعوذتين والإخلاص يُعتبر من وسائل الوقاية المستمرة التي يحتاجها المسلم في حياته اليومية، مشيرة إلى أن قراءة هذه السور يجب أن تكون جزءًا من الروتين اليومي للمسلم، خاصة في فترات الصباح والمساء، وهو الوقت الذي يتعرض فيه الإنسان بشكل أكبر للأذى الروحي. ويؤكد علماء الأزهر أن هذه السور تقي المؤمن من السحر وغيره من الشرور إذا توافرت النية الصافية والإيمان القوي بالله عز وجل.

تأكيد على الوقاية الروحية في الإسلام

وفي نفس السياق، أوضح علماء الأزهر أن الوقاية من السحر لا تقتصر فقط على التلاوة المقرونة بالنية، بل يجب أن يتبع ذلك الالتزام بالطاعات، والابتعاد عن المعاصي، وتقوى الله في السر والعلن. إذ إن المعاصي تجعل الإنسان أكثر عرضة للتأثيرات السلبية، ويشددون على ضرورة التوكل على الله والاعتقاد الراسخ في قدرته على الحماية والوقاية.

كما حث الأزهر في بيانه على ضرورة تكامل الجهود الروحية مع سبل العلاج المشروعة، مؤكدًا أنه في حال تعرض الشخص لأي نوع من الأذى الروحي، فإن اللجوء إلى القرآن الكريم، وعلى رأسه المعوذات والإخلاص، هو الطريق الأنسب لتطهير النفس وإعادتها إلى قوتها الروحية.

 

وفي الختام، أكدت دار الإفتاء المصرية أن الاستمرار في تلاوة المعوذتين وسورة الإخلاص، مع الإيمان الكامل بقوة القرآن الكريم، هما من أعظم وسائل الوقاية من السحر والشرور الروحية، وأن الله سبحانه وتعالى قد جعل القرآن شفاءً ورحمة للمؤمنين، وأن الحماية منه تتطلب التمسك بتعاليمه، واليقين بقوة تأثيره في دفع الأذى.

كما حث الأزهر الشريف المسلمين على تربية النفس على التقوى والابتعاد عن الذنوب، ليكونوا في حماية الله ورعايته، وأن هذا هو السبيل الأمثل للوقاية من كل ما يضرهم في الدنيا والآخرة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المعوذتين الإخلاص الأزهر الإفتاء السحر والحسد العين والحسد دار الإفتاء من السحر

إقرأ أيضاً:

المشرف على الرواق الأزهري: الاجتهاد فريضة إسلامية والحرية الفكرية منهج علماء هذه الأمة

عقد الجامع الأزهر اليوم الثلاثاء، اللقاء الأسبوعي لملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، تحت عنوان: "مكانة العقل وبناء المجتمع"، وذلك بحضور كل من؛ الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية بالرواق الأزهري، والدكتور مجدي عبد الغفار، رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية السابق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، تقديم الإعلامي دكتور محمد مصطفى.

أعضاء لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانيَّة يزورون الجامع الأزهر الجامع الأزهر يعقد ملتقى القراءات للختمة المرتلة برواية الإمام قالون عن الإمام نافع

قال  الدكتور عبد المنعم فؤاد في بداية الملتقى على أن الادعاء بجمود الإسلام وغياب الحراك الفكري والاجتهاد فيه هو جهل بحقيقته، فالعلاقة بين العقل والدين في الإسلام متجذرة، حيث يمثل القرآن الكريم إعجازًا عقليًا يدفع المؤمن نحو التفكر والتدبر، ويتجلى هذا التكامل في نهج النبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان يضع كل كلمة في محلها، فتحمل كلامه معاني ومغازي عميقة؛ ولذا يوصف بأنه "سيد العقلاء"، فالإسلام، الذي جاء به النبي، هو الذي علمنا منهج التفكر والتدبر، والقرآن الكريم هو أساس الفهم والتدبر لا مجرد الاستسلام السلبي للأوامر.

وأضاف  الدكتور عبد المنعم فؤاد، أن علماء الأمة الإسلامية هم أول من أسسوا لمنهج الحرية الفكرية، ويتجلى ذلك في التنوع الفقهي والمنهجي بين رخص ابن عباس، وعزائم ابن عمر، وعقلية أبي حنيفة، وواقعية الإمام الشافعي، ومنطقية الغزالي، وموسوعية ابن تيمية، ورقائق الجيلاني، وفلسفة ابن رشد، ومنهجية الرازي، ووسطية الأزهر؛ لأن الاجتهاد فريضة إسلامية، وتتأكد هذه الحقيقة بالنظر إلى منهج الإمام أبي حنيفة القائم على اجتهاده واجتهاد تلاميذه أبي يوسف ومحمد الذين كان يأخذ بآرائهم رغم اختلافهم، وكذا بتعدد فتاوى الإمام الشافعي للمسألة الواحدة بين العراق ومصر، ووجود أكثر من فتوى لبعض المسائل عند الإمام أحمد بن حنبل.

وأكد المشرف العام على الأنشطة العلمية بالرواق الأزهري، على المنزلة المحورية للعقل في الإسلام، ولو نظرنا في القرآن الكريم نجد أن كلمة "العقل" ومشتقاتها وردت فيه ما يزيد عن 300 مرة، وتتجلى هذه الأهمية القصوى في أن التكليف الشرعي يسقط عن غير العاقل؛ فالعقل هو مناط التكليف، وقد أكد القرآن الكريم هذه الحقيقة بلسان أهل النار أنفسهم، حيث قالوا: "قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير"، مما يبرهن على أن قضية العقل بالغة الأهمية؛ إذ هو الأداة الأساسية التي تمكن الإنسان من معرفة المولى سبحانه وتعالى واستيعاب رسالته، مؤكدًا بذلك أن الإسلام دين يقوم على الاقتناع الفكري والبحث عن الحقيقة، لا على التسليم الأعمى.

من جانبه أكد الدكتور مجدي عبد الغفار أن نعمة العقل هي من أجل النعم على الإطلاق، فهي الميزان الذي يحدد مكانة الفرد في مجتمعه، والأداة الأساسية التي يتحقق بها إعمار الإنسان للأرض، وبناءً على ذلك، وأن أي مسعى لـ "عمار" بلادنا وأوطاننا وأمتنا يقوم على ثلاثة أركان جوهرية: الإنسان، حيث يكون (الإنسان قبل البنيان)، ثم يليه ركن الوعي، والركن الثالث هو العبادة (الساجد قبل المساجد).

أوضح الدكتور مجدي عبد الغفار أن التدبر في آيات الكون هو المنهج الإلهي الذي سلكه المولى – سبحانه وتعالى- مع سيدنا إبراهيم عليه السلام للوصول إلى اليقين، حيث قال تعالى: " وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ" وهذا التوجيه الرباني بالنظر والتفكر يجب أن يلتزم به الدعاة والعلماء اليوم، لأنه هو الحديث الأكثر نفعًا وفائدة، وهو المنهج الذي سار عليه السلف من علماء هذه الأمة، فنجد قول أحد علمائها الإمام الجويني: "لولا العقل ما فهمنا حقيقة النقل"، لأن العقل هو أساس التكليف، والنقل (الشرع) هو أساس الهداية، ولا يوجد أي تعارض أو خلاف بينهما؛ فكلاهما مصدر للعلم والمعرفة، ويعملان بتناغم للوصول إلى الحقائق الإيمانية والكونية.

مقالات مشابهة

  • القيامة اقتربت.. أحمد كريمة: كثرة الخبث من علامات الساعة
  • ضبط ساحر في لحج.. قوات حزام الأمني توقف شخص متورط بأعمال السحر الشعوذة
  • ما حكم الوضوء بماء المطر وفضله؟.. الإفتاء توضح
  • لماذا يضغط ترامب على نتنياهو لعدم التصعيد في لبنان؟
  • خطيب الأوقاف: من أعظم نعم الله على الإنسان أن خلق له الوقت والزمن
  • الإفتاء توضح ساعة استجابة الدعاء يوم الجمعة
  • حكم الصلاة في المنزل أثناء الأمطار الشديدة.. دار الإفتاء توضح
  • هل الدعاء بـربنا يكفينا شرك يعتبر ذنبًا؟.. أمين الفتوى يجيب
  • علي الكلباني.. 45 عامًا من العطاء والإخلاص
  • المشرف على الرواق الأزهري: الاجتهاد فريضة إسلامية والحرية الفكرية منهج علماء هذه الأمة