عواصم « وكالات»: أعلنت السلطات الروسية اليوم الأحد أنها اعترضت 34 طائرة مسيّرة أطلقتها أوكرانيا كانت تستهدف موسكو، في أكبر هجوم من نوعه يستهدف العاصمة منذ بدء الحرب مطلع العام 2022.

وأكد مسؤولون أن الهجوم تسبب بوقف حركة الملاحة مؤقتا في المطارات الثلاثة للعاصمة، وأدى إلى إصابة امرأة في الثانية والخمسين من عمرها وإشعال النيران في منزلين في قرية ستانوفوي في منطقة موسكو.

وفي حين تتعرض كييف لهجمات متكررة بالصواريخ والطائرات المسيّرة منذ بدء الحرب في فبراير 2022، تبقى الهجمات التي تستهدف موسكو قليلة.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت ما مجموعه 70 طائرة مسيّرة أطلقتها أوكرانيا بين الساعة الرابعة والسابعة بتوقيت جرينتش اليوم الأحد.

وأشارت إلى إسقاط 34 طائرة من دون طيار في أجواء منطقة موسكو، بينما توزعت المسيّرات الأخرى فوق بريانسك وكالوغا وتولا وكورسك.

وفي أجواء منطقة موسكو، أشار المسؤولون إلى أن المسيّرات تمّ إسقاطها فوق مقاطعات رامنسكوي وكولومنا ودوموديدوفو.

وأظهر مقطع فيديو تمّ تداوله على منصات التواصل الاجتماعي، النيران تلتهم منزلا يرجح أنه في رامنسكوي.

وكانت امرأة في رامنسكوي لقيت حتفها جراء هجوم واسع النطاق بالطائرات المسيّرة في سبتمبر. وكانت المرة الأولى يتسبب هجوم كهذا بمقتل شخص قرب موسكو منذ بدء قواتها التدخل في أوكرانيا قبل أكثر من عامين.

وكانت السلطات الروسية أعلنت في مايو 2023 إسقاط مسيّرتين على مقربة من الكرملين، بينما سجّل في العام ذاته العديد من الهجمات بالطائرات من دون طيار على الحي التجاري في العاصمة.

من جهتها، أوقفت السلطات حركة الملاحة في المطارات الثلاثة للعاصمة نحو ساعتين.

وقال حاكم منطقة موسكو أندري فوروبيوف إن الهجوم كان «ضخما».

وأوضح أن المرأة التي أصيبت بسببه، أدخلت المستشفى لتلقّي العلاج من «جروح في الوجه والرقبة واليدين».

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في وقت سابق إنها اعترضت ما مجموعه 25 مسيّرة أوكرانية على الأقل في أجواء مناطق عدة منها بريانسك وروستوف وبيلغورود وكورسك، الواقعة جميعها عند الحدود مع أوكرانيا، وحيث تسجّل هجمات كهذه بشكل متواتر.

وقال أندري كليتشكوف، حاكم منطقة أورلوف غير البعيدة عن موسكو، إن الدفاعات الجوية أسقطت 10 طائرات مسيّرة في أجواء منطقته الأحد.

وأكد المسؤول عدم وقوع إصابات.

وتؤكد أوكرانيا أن استهدافاتها للمناطق الروسية، والتي غالبا ما تطال مواقع عسكرية أو منشآت للطاقة، تأتي ردا على الهجمات التي تتعرض لها أراضيها منذ مطلع العام 2022.

وكانت ضربات روسية على مدن أوكرانيا ليل الخميس الجمعة أدت إلى مقتل شخص على الأقل وإصابة عشرات آخرين بجروح.

وأفادت القوات الجوية الأوكرانية بأن روسيا أطلقت خمسة صواريخ و92 مسيّرة إضافة إلى قنابل موجّهة، مؤكدة أنها أسقطت أربعة صواريخ و62 طائرة.

وتأتي هذه الهجمات في وقت تواجه القوات الأوكرانية صعوبات ميدانية خصوصا في شرق البلاد، تعود بشكل رئيسي إلى نقص العديد والعتاد على رغم المساعدات العسكرية الغربية.

وواصل الجيش الروسي التقدم التدريجي الذي يحققه منذ أشهر في شرق أوكرانيا، وأعلن اليوم السيطرة على قرية إضافية في المنطقة.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن قواتها «حررت بلدة فولكتشنكا» الواقعة على مسافة حوالى 5 كلم من مدينة كوراخوفيه الصناعية.

وبينما تحقق القوات الروسية تقدما في الشرق، اتهمت كييف وحلفاؤها الغربيون موسكو بنشر جنود من حليفتها كوريا الشمالية في منطقة كورسك بجنوب روسيا، حيث شنّ الجيش الأوكراني عملية عسكرية مباغتة في أغسطس أتاحت له السيطرة على مساحة واسعة تقدر بمئات الكيلومترات. وتقول كييف إن الجنود الكوريين الشماليين بدأوا بالفعل القتال إلى جانب الجيش الروسي.

وبالمقابل، قال مسؤولون أوكرانيون اليوم الأحد إن شخصين على الأقل أصيبا وتضررت مبان في هجوم روسي بطائرة مسيرة خلال الليل على منطقة أوديسا جنوب أوكرانيا.وقالت خدمة الطوارئ الحكومية في أوكرانيا بمنطقة أوديسا عبر حساب لها على منصة للتواصل الاجتماعي «شن العدو مرة أخرى هجوما واسع النطاق على منطقتنا. اشتعلت النيران في المرائب التي تحتوي على سيارات وممتلكات، وتضررت المباني السكنية والمتاجر».

وقال أوليه كيبر حاكم المنطقة الواقعة على ساحل البحر الأسود إن الهجوم تسبب في بعض الحرائق، ولم يذكر مزيدا من التفاصيل.

وأعلن الجيش الأوكراني أن دفاعاته الجوية أسقطت 62 من أصل 145 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا خلال الليل، بينما فقدت أثر 67 مسيرة وغادرت 10 أخرى أوكرانيا في اتجاه روسيا ومولدوفا وروسيا البيضاء.

وقال الجيش عبر تطبيق تيليجرام «تأثرت أوديسا ومناطق أخرى بهجوم المحتلين. تضررت المباني السكنية والممتلكات الخاصة، لكن لم يسقط قتلى».

وأظهرت لقطات مصورة نشرتها خدمات الطوارئ رجال الإطفاء وهم يبحثون في الظلام وسط كومة من الأنقاض ومبنى سكني تحطمت نوافذه، بينما تجمع السكان أمامه.

من جهة ثانية، قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن الولايات المتحدة سترسل أكثر من 500 صاروخ اعتراضي إلى أوكرانيا في الأسابيع المقبلة في تسريع لعمليات تسليم المساعدات العسكرية التي تقدمها واشنطن إلى الدولة التي تعاني من الحرب.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) لم تسمه القول إن الإدارة الأمريكية كانت تهدف إلى تسليم بقية مساعداتها لأوكرانيا بحلول أبريل، وذلك قبل الانتخابات الرئاسية التي هزم فيها الرئيس السابق المنتمي للحزب الجمهوري دونالد ترامب منافسته نائبة الرئيس المنتمية للحزب الديمقراطي كامالا هاريس.

وذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤول أمريكي آخر لم تسمه أن تسليم الصواريخ الاعتراضية لنظام الدفاع الصاروخي باتريوت ونظام ناسامس للصواريخ سطح - جو من شأنه أن يلبي احتياجات الدفاع الجوي لأوكرانيا لبقية هذا العام.

ويطالب زيلينسكي منذ أشهر بتقديم المزيد من الأسلحة ويدعو أعضاء حلف شمال الأطلسي إلى مساعدة أوكرانيا في ضرب مناطق داخل روسيا بصواريخ غربية بعيدة المدى.

وأدت الحرب الروسية المستمرة منذ عامين ونصف العام في أوكرانيا إلى أكبر مواجهة بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة، ويقول مسؤولون روس إن الحرب تدخل الآن مرحلتها الأكثر خطورة.

وقالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت سابق من الأسبوع الماضي بإنها ستسمح لشركات أمريكية عاملة في قطاع الدفاع بالعمل في أوكرانيا لصيانة وإصلاح الأسلحة التي يوفرها البنتاجون، في تحول كبير في السياسة يهدف إلى مساعدة كييف في الحرب أمام روسيا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وزارة الدفاع منطقة موسکو فی أوکرانیا طائرة مسی فی أجواء منذ بدء

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا تؤكد سعيها لـسلام حقيقي مع روسيا وبوتين يُعلن شروطه لإنهاء الحرب

في 2 ديسمبر/كانون الأول الجاري، استقبل بوتين ويتكوف وكوشنر، في الكرملين، لبحث جهود إنهاء الحرب بأوكرانيا.

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الحرب الجارية مع أوكرانيا ستنتهي عندما تحقق بلاده الأهداف التي وضعتها قبل اندلاعها، في الوقت الذي أعلن فيه وزير خارجية كييف أن بلاده تسعى إلى "سلام حقيقي" مع موسكو.

وأشار بوتين، في مقابلة مع صحيفة "إنديا توداي" قبيل زيارته الرسمية إلى الهند التي بدأها الخميس، إلى أن لقاءه الأخير مع ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وجاريد كوشنر، صهر ترامب، كان "مفيدا للغاية"، حيث تم بحث كل بند من بنود خطة السلام الأمريكية.

وفي 2 ديسمبر/كانون الأول الجاري، استقبل بوتين ويتكوف وكوشنر، في الكرملين، لبحث جهود إنهاء الحرب بأوكرانيا.

وردا على سؤال عما إذا كانت هناك نقاط لا تقبلها روسيا في الخطة، قال بوتين: "هناك مثل هذه النقاط، ناقشناها، لكن الأمر معقد".

وأضاف: "ذكرنا أن بعض البنود لا يمكن قبولها ولكن يمكن التشاور حولها. هكذا سارت المفاوضات".

واعتبر بوتين، أنه "من المبكر الآن القول ما الذي لا يناسبنا تحديدا وما الذي يمكن الاتفاق عليه، لأن ذلك قد يعرقل مسار العمل"، مشيرًا إلى أن ترامب يبحث عن توافق في أوكرانيا، لكن تحقيق ذلك ليس سهلا.

واستدرك أن واشنطن تنتهج هذه السياسة أيضا بدافع مصالح سياسية واقتصادية، مؤكدًا أن "روسيا لا تفكر في العودة إلى مجموعة الثماني".

وفي 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت، طرحت الإدارة الأمريكية مسودة خطة سلام محدّثة ومنقحة عقب مباحثات بين الوفدين الأمريكي والأوكراني لمناقشة خطة ترامب لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، دون الكشف عن تفاصيل الخطة المحدثة.

جاء ذلك عقب مباحثات في جنيف، بين مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين وأوروبيين، لمناقشة خطة ترامب الهادفة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

"سلام حقيقي"

في المقابل، أعلن وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها الخميس أن بلاده تريد "سلامًا حقيقيًا وليس تهدئة" مع روسيا.

جاء ذلك في كلمة أمام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي تسعى إلى الاضطلاع بدور في أوكرانيا خلال فترة ما بعد الحرب.

وأمام المجلس الوزاري السنوي للمنظمة، قال سيبيها: "ما زلنا نتذكر أسماء أولئك الذين خانوا الأجيال القادمة في ميونيخ. يجب ألا يتكرر ذلك مرة أخرى. يجب عدم المساس بالمبادئ ونحن بحاجة إلى سلام حقيقي وليس إلى تهدئة".

Related ضغوط أميركية وتنازلات "ثقيلة" لصالح روسيا.. تفاصيل مسودة خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانياترامب يعتقد أن هناك "فرصة جيدة" لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا وويتكوف يلتقي بوتين الثلاثاءمتهمة أوروبا بتقويض جهود السلم في أوكرانيا.. روسيا تصف محادثاتها مع أمريكا بـ"البنّاءة"

وأشار الوزير بهذا على ما يبدو إلى اتفاقية عام 1938 مع ألمانيا النازية، التي وافقت بموجبها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا على أن يضم أدولف هتلر إقليمًا في ما كان يُعرف آنذاك بتشيكوسلوفاكيا. وتستخدم هذه الاتفاقية على نطاق واسع كإشارة إلى عدم مواجهة قوة مهددة، وفق وكالة رويترز.

ومؤخرا نشرت وكالة "أسوشييتد برس" نسخة من خطة مكونة من 28 بندا قالت إن الإدارة الأمريكية أعدتها لإنهاء الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا والمستمرة منذ 24 فبراير/ شباط 2022.

وبحسب تقارير إعلامية، اعترضت كييف على عدة بنود في الخطة المقترحة، منها ما يتعلق بتخلي أوكرانيا عن أراضٍ إضافية في الشرق، وقبولها بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو" نهائيًا.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • القوات الروسية تسقط 77 طائرة مسيرة أوكرانية الليلة الماضية
  • زيلينسكي: أوكرانيا وأمريكا ناقشتا القضايا الرئيسية التي قد تضمن إنهاء الحرب
  • قبل المحادثات بين كييف وواشنطن.. روسيا تشن هجومًا واسع النطاق على أوكرانيا
  • روسيا تشن إحدى أكبر الهجمات جوا على أوكرانيا مع تواصل مفاوضات السلام
  • اجتماع أميركي أوكراني مثمر ومواصلة محادثات إنهاء الحرب مع روسيا
  • روسيا تُحذر من أي إجراءات أوروبية ضد الأصول الروسية المجمدة
  • هجوم أوكراني على مصفاة للنفط وميناء للطاقة في روسيا
  • أوكرانيا تعلن قصف منشآت نفطية في روسيا
  • روسيا.. حريق في ميناء تيمريوك بمنطقة كراسنودار بعد هجوم أوكراني
  • أوكرانيا تؤكد سعيها لـسلام حقيقي مع روسيا وبوتين يُعلن شروطه لإنهاء الحرب