خصب- الرؤية

استقبلت ولاية خصب قافلة فريق "سوبر كارز مجلس" التي ضمت 38 سيارة فاخرة من طرازات متنوعة، قادمة من دولة الإمارات العربية المتحدة ومحافظة مسقط عبر الطريق الساحلي، وذلك ضمن فعاليات "موسم الشتاء مسندم".

وانطلقت القافلة في جولة شملت أبرز مناطق ولاية خصب، مما أتاح للحضور فرصة فريدة للاستمتاع بمشاهدة أحدث السيارات الفارهة، في تجربة تعكس جمال وروعة مسندم.

واختُتمت الفعالية بعرض مميز أقيم في "حديقة شاطئ بصة"؛ حيث استمتع عشاق السيارات بمشاهدة طرازات تتفرد بتقنيات راقية وتصاميم استثنائية، لتعكس بذلك الصورة المشرقة لمحافظة مسندم كوجهة سياحية راقية.

وأبدى فيصل بن أحمد الصغير الشحي إعجابه بالفعالية، واصفًا التجربة بأنها  "مزج فريد بين الفخامة والطبيعة الخلابة في خصب". كما أعرب عن أمله في تكرار مثل هذه الفعاليات التي تبرز سحر مسندم وتنوع فعالياتها.

وتساهم مثل هذه الفعاليات في تنشيط الحركة الاقتصادية في ولاية خصب ومحافظة مسندم بشكل عام، وفي رفع الطلب على الخدمات السياحية والتجارية بالمنطقة من خلال استقطاب السياح من دول الخليج وسلطنة عمان، كما تعزز قطاعات مثل الضيافة والمطاعم والأسواق المحلية، مما ينعكس إيجابيًا على المجتمع المحلي ويدعم نموه.

وأعربت حليمة بنت عبدالله الشحية من مكتب متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040 بمكتب محافظ مسندم وعضوة بفريق موسم الشتاء مسندم، عن سعادتها بنجاح الحدث، قائلة: "تعد قافلة السيارات الفارهة إضافة نوعية لموسم الشتاء مسندم، حيث تجمع بين الجمال الطبيعي والرفاهية، لتمنح الزوار فرصة فريدة لاكتشاف أبعاد جديدة لسحر مسندم وتفردها".

وفي سياق آخر، اختتمت فعالية "سباق القوارب الشراعية" الذي انطلق من إمارة دبي ووصل إلى ولاية خصب بمحافظة مسندم، حيث جرى تتويج الفائزين في ختام رحلة بحرية امتدت لمسافة 100 ميل بحري، ضمن موسم الشتاء مسندم. ونظّم السباق نادي دبي للإبحار بالشراكة مع مكتب محافظ مسندم، وبالتعاون مع عُمان للإبحار، ومارينا بندر الروضة، وبالتنسيق مع ميناء خصب.

وانطلق السباق من إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وصولاً إلى محافظة مسندم في سلطنة عمان، حيث عبر البحارة حدود السلطنة ليصلوا إلى شواطئ خصب في رحلة استكشاف لممرات بحرية جديدة، عاشوا خلالها تجربة مليئة بالتحدي والإثارة.

وقال ديفيد مدير سباق (D2K) وعضو في نادي دبي للإبحار: "سعداء بهذا الحدث يجمع بين البحارة من مختلف الجنسيات في تجربة بحرية فريدة، لقد أسهم هذا السباق في تسليط الضوء على جمال المنطقة وتعزيز روح المغامرة في الخليج العربي".

وأوضح هشام عيسى الشحي مدير دائرة الشؤون القانونية بمكتب محافظ مسندم، أن استضافة محافظة مسندم لفعاليات سباق القوارب الشراعية ضمن موسم الشتاء مسندم يعكس رؤية المحافظة الطموحة لتحويل المحافظة إلى وجهة رئيسية للرياضات البحرية والمغامرات في المنطقة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بيئة تحتضن الاختلاف

 

 

آمنة بنت عبدالملك البلوشية

في كل مرة نسمع فيها عن اضطراب طيف التَوَحُّد، يتبادر إلى أذهاننا ذلك التحدي الذي يعيشه الطفل أو المراهق المصاب به في بيئته، وكيف يبدو العالم من حوله معقّدًا ومربكًا أحيانًا. إلا أن الأمر لا يتعلق فقط بحالة طبية أو تشخيص عصبي، بل يتعلق بإنسان يرى الأشياء بطريقة مختلفة، يشعر بها على نحو أعمق، ويحتاج إلى من يفهمه لا من يشفق عليه، ويحتويه لا من يفرض عليه نمطًا لا يشبهه.

وإذا كان التعليم حقًا للجميع، فإن البيئة الدراسية ينبغي أن تكون المكان الأول الذي يحتوي هؤلاء الأطفال، لا أن ينفرهم. فهي ليست فقط مساحة لتلقّي المعلومات، بل بيئة اجتماعية وثقافية وسلوكية تُسهم في تشكيل شخصية الطفل وبناء ثقته بنفسه. من هنا، فإن تهيئة المدرسة لتناسب الأطفال المصابين بالتَوَحُّد، هو واجب تربوي وأخلاقي وإنساني، يبدأ من الاعتراف باختلافهم لا التنصل منه، ويمتد ليصل إلى كل تفصيله داخل الصف أو خارجه.

حين نهيئ بيئة دراسية تتفهم طبيعة التَوَحُّد، فنحن نخفف الكثير من المعاناة اليومية التي يعيشها الطفل، خاصة في التفاعل الاجتماعي، وهو الجانب الذي يعاني فيه المصابون بالتَوَحُّد صعوبة بالغة. فالإشارات غير اللفظية، ولغة الجسد، ونظرات العيون، كلها تفاصيل قد تربكهم أو تمر دون أن يلتقطوها، مما يجعل التواصل مع أقرانهم أمرًا مربكًا أحيانًا. ولذلك فإن تقديم أنشطة تفاعلية موجهة تساعدهم على التعبير والتواصل، يفتح لهم أبوابًا لفهم الآخر، وتعلم مهارات جديدة بثقة وطمأنينة.

ومع التفاعل، تبرز تحديات التحفيز الحسي، التي تختلف من طفل لآخر. فبعضهم قد يعاني من حساسية مفرطة تجاه الأصوات العالية أو الأضواء الساطعة، وقد يشعر بالتوتر أو القلق من لمسة غير متوقعة. لذا فإن ضبط المحيط المدرسي ليكون هادئًا ومنظمًا، واستخدام ألوان مريحة وإضاءة معتدلة، كلها عوامل تخلق بيئة أكثر أمانًا لهؤلاء الأطفال وتساعدهم على التركيز والراحة.

كما أن وضوح البيئة من حيث التنظيم ينعكس مباشرة على شعور الطفل بالأمان. فعندما تكون الأمور مرتبة، والجداول مرئية، والأنشطة متوقعة، تقل نسبة القلق لدى الطفل المصاب بالتَوَحُّد. بل إن استخدام الوسائل البصرية مثل الجداول المصورة أو التعليمات المكتوبة يساهم في جعل الروتين مفهوماً وسهل التوقع، وهو ما يمنحهم الشعور بالسيطرة على مجريات يومهم.

ولأن التعليم لا يتوقف عند المحتوى؛ بل يشمل الطريقة التي يُقدّم بها، فإن وجود خطط تعليمية فردية تناسب كل حالة يعتبر ضرورة وليس ترفًا. فطفل التَوَحُّد قد يحتاج إلى وسائل بصرية أكثر، أو أنشطة حسية، أو تكرار وتدرج في المعلومات. وكلما تنوعت الوسائل وتعددت الطرق، كلما زادت فرص الفهم والتأهيل بشكل أعمق وأكثر فاعلية.

وفي المقابل، لا يكتمل كل ذلك دون دعم اجتماعي وعاطفي حقيقي. وهذا لا يعني فقط وجود متخصصين في المدرسة؛ بل الأهم هو وجود وعي عام بين المعلمين والطلبة حول ما هو التَوَحُّد، وكيفية التعامل مع من يعيشونه. فعندما يعرف الزملاء أن زميلهم يختلف في التعبير أو الفهم، ويتقبلونه، فإنهم يخلقون له بيئة احتواء لا عزلة، وإن تعرّف المعلم على طبيعة التحديات السلوكية والتواصلية، واستعمل الاستراتيجيات المناسبة، فإنه يصبح حليفًا لا مجرد ناقل للمعرفة.

ومن خلال بعض الخطوات البسيطة، يمكن للمدرسة أن تُحدث فارقًا حقيقيًا في حياة هذا الطفل. كأن تكون الفصول هادئة ومنظمة، تُستخدم فيها ألوان مريحة، وتُقسّم المساحات لتشمل أنشطة فردية وجماعية، وتُقدّم فيها بطاقات بصرية مساعدة. إضافة إلى ذلك، يجب أن يكون هناك تواصل مستمر مع ولي الأمر، لأن الشراكة مع الأسرة تسهم في بناء صورة أشمل عن الطفل، وتسمح بمتابعة دقيقة لتطوره وتقدّمه.

أما أهم ما يمكن تقديمه للطفل المصاب بالتَوَحُّد، فهو منحه الفرصة للتعبير عن نفسه. أن يُشجّع على أن يقول ما يشعر به، ولو بوسائل غير لفظية. أن يُمنح الوقت، والمكان، والإصغاء، حتى يكتشف ذاته ويثق في قدراته. ومع الوقت، وبالاحتواء، يمكن أن يتحول الطفل الصامت إلى متحدث، والخجول إلى مشارك، والمتحفّظ إلى مبدع.

ولعل أجمل ما يمكن أن نختتم به، هو أن نقول إن الطفل المصاب بالتَوَحُّد لا يحتاج للشفقة؛ بل للفهم، ولا يريد التغيير؛ بل الاحترام، ولا يطلب التكيّف مع المجتمع؛ بل أن يتكيّف المجتمع معه. وإن البيئة الدراسية، حين تُبنى على الفهم والرحمة والعدل، فإنها تُخرج من الطفل أفضل ما فيه، وتمنحه الأمل في غدٍ مشرق يشبهه، لا يُفرض عليه.

مقالات مشابهة

  • ستارمر يقترح تعديل بدلات الوقود لصالح المتقاعدين
  • جولة تفقدية.. الرئيس السيسي يشهد موسم حصاد القمح بمستقبل مصر
  • بيئة تحتضن الاختلاف
  • "سيكو سيكو" يتصدر إيرادات موسم عيد الفطر.. وتفاوت كبير بين الأرباح في سباق أفلام العيد
  • خلال “اصنع في الإمارات” ..”بلو جولف قروب” تستعرض ابتكاراتها في صناعة القوارب الذكية
  • بغداد تحتضن مؤتمر الأول من نوعه باقتصاديات الكاربون
  • خلال اصنع في الإمارات.. بلو جولف قروب تستعرض ابتكاراتها في صناعة القوارب الذكية
  • المدينة الرياضية ببورسعيد تحتضن بطولة الإنقاذ 2025
  • الشتاء لم ينته بعد في إسطنبول.. أبق معطفك قريبًا.. توقعات بالأمطار والعواصف!
  • كل عُمان يستعرض المشروعات التنموية في محافظة مسندم