قمة الرياض ظاهرها فلسطين وباطنها من قبلها إيران
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
أنهت القمة العربية– الإسلامية في الرياض أعمالها بحضور عدد ليس بالقليل من قادة الدول العربية والإسلامية، لمناقشة الحرب في غزة ولبنان والمستجدات في المنطقة. اتفق الجميع على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة ولبنان، فيما طالب بعضهم، كالرئيس التركي، بضرورة عزل الاحتلال الإسرائيلي، وفرض عقوبات اقتصادية ووقف التعاملات التجارية معه.
وإذا كانت القمة التي عُقدت العام الماضي في الرياض، قد شهدت تباينا في المواقف بشأن قطع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع الاحتلال، لكن الأمر الآن تغير بعد وصول السيد الجديد للبيت الأبيض، وإن كان ذلك لن يغير كثيرا في حالة التباين بعد المؤتمرين، إلا أن تموضعهم سيختلف وفق المعطى الجديد. فترامب صرح أكثر من مرة، سواء مباشرة أو عن طريق مساعديه ومسؤولي حملته الانتخابية، بأنه سينهي الحرب بمجرد تولي المسؤولية، ما يعكس التحولات المنتظرة في المنطقة.
إذا كانت القمة التي عُقدت العام الماضي في الرياض، قد شهدت تباينا في المواقف بشأن قطع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع الاحتلال، لكن الأمر الآن تغير بعد وصول السيد الجديد للبيت الأبيض، وإن كان ذلك لن يغير كثيرا في حالة التباين بعد المؤتمرين، إلا أن تموضعهم سيختلف وفق المعطى الجديد
في كلمته أمام القمة، قال السيسي إن مستقبل المنطقة والعالم أصبح على مفترق طرق، وقد أفلح من كتب له هذه العبارة، فهي تحمل بعد نظر إلى مستقبل المنطقة. والحديث هنا لا ينسحب على الحرب الدائرة الآن، بقدر أنه محمول عليها، فترامب الذي أشار إلى رغبته في حل الصراعات الدائرة في غزة ولبنان بسرعة، وعبّر عن التزامه بإنهائها، ووقف معاناة المدنيين في غزة ولبنان، هو نفسه الداعم القوي للاحتلال ومتخذ قرار نقل سفارة بلاده للقدس، ضاربا بالقرارات الدولية عرض الحائط من أجل عيون الكيان، كما أن تصريحاته هذه ستتعارض مع رغبته في إعادة تنفيذ حملة ضغط قصوى على إيران، لإرضاء حلفائه في الخليج.
في مقابلة مع موقع ميدل إيست آي، قال جيمس جيفري، وهو مسؤول أمريكي كبير سابق في إدارة ترامب، أن "ترامب يرى إيران كتهديد واضح يجب احتواؤه، ليس من خلال الحرب، بل من خلال التطبيق الصارم للعقوبات، وخاصة على صادرات النفط الإيرانية".
وهو ما يعني أن ترامب يرى أن تقليم أظافر إيران وتحجيم مليشياتها في المنطقة وسيلة لإنهاء الحرب في كل من فلسطين ولبنان، لذا فإنه ليس من المستغرب أن تستمر عمليات الاغتيال للقادة والعسكريين والمسؤولين السياسيين في المليشيات الموالية لإيران أو حتى الإيرانيين أنفسهم، ولا يستبعد استمرار المساعدات الاستخباراتية في سبيل استكمال هذه المهمة.
من المعتقد أن ترامب سيرث مسودة إدارة بايدن لوقف إطلاق النار في لبنان، والتي يبدو أن حزب الله يميل إلى الرضوخ إليها. الخطة تدعو إلى تعزيز قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، ونشر الجيش اللبناني في معاقل الحزب في جنوب البلاد، ودفع قوات حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، لكن الخطة الموروثة، إما أن تجد دعما قويا من واشنطن وحلفائها في الخليج، أو ستتحول لبنان لسوريا أخرى، يتناحر فيها الجميع، من القوى المتحالفة مع حزب الله، وتلك الداعية لسحب لحصر السلاح بيد الدولة، فإن نجحت الخطة، وتم تحجيم حزب الله، فإن السيناريو سيتكرر في العراق بطبيعة الحال، لا سيما وأن المؤشرات في بغداد تؤكد أن المليشيات تحاول تصدير السوداني كوجه ليبرالي للاختفاء وراءه لاتقاء الضربة المؤجلة.
ولعل حالة عدم الانضباط التي تنتاب البحر الأحمر، سيكون لترامب معها وقفة، ومن ذلك تصريحات أحد مسؤولي حملة ترامب الذي أكد أن ترامب ليس بايدن، وأنه لن يتراخى مع إيران ولا مليشياتها، بعد أن حمّل الرئيسَ الديمقراطي مسؤولية حالة الانفلات الأمني في المنطقة، وتعريض مصالح أمريكا والعالم للخطر، سواء على مستوى التجارة العالمية، أو التدفقات النفطية من الخليج، والمتضررة بفعل الحرب الدائرة، إذا كانت سياسة ترامب المنتظرة تجنح إلى الحد من تورط الولايات المتحدة في النزاعات الخارجية، فإنها أيضا تطمح إلى التعامل مع الديناميكيات المعقدة في الشرق الأوسط بالوكالة، مع إعطاء تل أبيب هذا الصك، وهو ما يعني أن سخونة الأحداث المنتظرة ستغطي على برودة الشتاء القادم، وأن التباين في وجهات النظر بين قادة الدول العربية والإسلامية حول موقفهم من إسرائيل، أو حتى مع سياسات ترامب المنتظرة، ستزيد حرارة المواقف، لا سيما وأن إيران التي التزمت قواعد الاشتباك حتى الآن لن يكون بوسعها المحافظة على هذا الالتزام مع تساقط حصونهاوالتي ما كانت لتندلع لولا تهاون إدارة بايدن مع إيران، والتي استغلت هذه الميوعة السياسية، من وجهة نظر ترامب، لتزيد قدرات أذرعها عسكريا، وهو ما يستلزم وقف هذه الإمدادات لقطع هذه الأذرع وإعادة إيران إلى حجمها المطلوب.
حديث ترامب عن ضرورة تحجيم إيران من خلال تشديد العقوبات الاقتصادية ضدها، كأداة أساسية للحد من نفوذها في المنطقة، يهدف إلى تضييق الخناق الاقتصادي على طهران دون خنقها، إلى جانب تركيز على الإبقاء على تهديد عسكري ضد إيران، دون المساس بقدراتها العسكرية على نحو استخدام تلك القدرات كفزاعة في المنطقة، لا سيما في الخليج، وهو السيناريو الذي سيوصل بطبيعة الحال إلى "ناتو" شرق أوسطي تقوده تل أبيب، وتقبله المنطقة، لا سيما وأن سياسة بايدن الساعية لتطبيع العلاقات بين الخليج وإيران، أكدت أن اندماج الأخيرة في منظومة إقليمية غير وارد، في ظل طموحات تبدو أكبر من المرسوم له على خريطة هندسة العلاقات الدولية.
إذا كانت سياسة ترامب المنتظرة تجنح إلى الحد من تورط الولايات المتحدة في النزاعات الخارجية، فإنها أيضا تطمح إلى التعامل مع الديناميكيات المعقدة في الشرق الأوسط بالوكالة، مع إعطاء تل أبيب هذا الصك، وهو ما يعني أن سخونة الأحداث المنتظرة ستغطي على برودة الشتاء القادم، وأن التباين في وجهات النظر بين قادة الدول العربية والإسلامية حول موقفهم من إسرائيل، أو حتى مع سياسات ترامب المنتظرة، ستزيد حرارة المواقف، لا سيما وأن إيران التي التزمت قواعد الاشتباك حتى الآن لن يكون بوسعها المحافظة على هذا الالتزام مع تساقط حصونها التي بنت خلال السنوات العشر الماضية، إلا إذا استشعرت خطرا حقيقيا، وهو ما أستبعده مرحليا، وظني أنها ستقبل بالدور الوظيفي كفزاعة للخليج إلى حين، حفاظا على دور استراتيجي يحقق طموحها في المستقبل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة إيران ترامب لبنان إيران لبنان الشرق الأوسط امريكا غزة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة مقالات رياضة صحافة صحافة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة ولبنان فی المنطقة حزب الله إذا کانت وهو ما
إقرأ أيضاً:
خارجية جنوب أفريقيا توضح حقيقة إبادة البيض التي تحدث عنها ترامب
علّق وزير خارجية جنوب أفريقيا، رونالد لامولا، على مقطع الفيديو الذي عرضه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، والذي زعم أنه يظهر "إبادة جماعية" للبيض في البلاد، ما أثار جدلا واسعا.
زتم توجيه سؤال للوزير حول صحة الصور التي عرضها ترامب في فيديو طريق الصلبان البيضاء، والتي ادعى أنها تمثل عشرات المزارعين البيض الذين دفنوا تحت صلبان بيضاء كبيرة، من قبل مراسلة شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
???? JUST SHOWN IN THE OVAL OFFICE: Proof of Persecution in South Africa. pic.twitter.com/rER1l8sqAU — The White House (@WhiteHouse) May 21, 2025
وأوضحت المراسلة أن التحقيقات أثبتت أن المقطع في الواقع يصور احتجاجًا على بعض عمليات القتل، وأن هذه العلامات استُخدمت للاحتجاج.
رد الوزير لامولا مؤكداً صحة هذا التوضيح، وقال: "نعم هذا صحيح"، مضيفا أن هذا الاحتجاج جرى قبل نحو سبع سنوات، مرتبطاً بهجمات على المزارعين.
وأشار إلى حادثة مأساوية حدثت تقريبًا بعد يومين من دفن أحد عمال المزارع حيًا داخل نعش، مما أثار مشاعر قوية في المجتمع الجنوب أفريقي.
وأكد الوزير أن هناك تحديات حقيقية تتعلق بهجمات المزارعين، بالإضافة إلى تحديات أخرى مرتبطة بالجريمة بشكل عام، التي تؤثر بشكل غير متناسب على جميع السكان في جنوب أفريقيا.
???? JUST SHOWN IN THE OVAL OFFICE: Proof of Persecution in South Africa. pic.twitter.com/rER1l8sqAU — The White House (@WhiteHouse) May 21, 2025
وشدد على أن الحكومة تبذل جهوداً كبيرة لمواجهة هذه المشكلات، وأن أي شراكة لدعم هذه الجهود ستكون موضع ترحيب.
وأشار لامولا إلى أن الهدف الأساسي من اللقاء مع الجانب الأمريكي كان إعادة ضبط العلاقات الثنائية بين البلدين، موضحًا أن أي تصعيد أو تدهور إضافي كان من شأنه أن يؤثر سلبًا على هذه العملية الاستراتيجية.
وأضاف أن التواصل بين الجانبين استمر، وأن اللقاء انتهى بشكل إيجابي، حيث وصف الغداء الذي جمع المسؤولين بأنه كان مثمراً وإيجابياً للغاية. وأكد أنه تم وضع قواعد مشتركة لاستئناف التعاون، بما في ذلك تبني رسالة إيجابية حول العلاقات الثنائية.
وختم الوزير بالإشارة إلى مشاركة الولايات المتحدة في مجموعة العشرين، مؤكداً أن الرئيس ترامب لا يزال موضع ترحيب لحضور قمة القادة المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
والخميس، قال ترامب إنه لا يتوقع أي شيء بشأن الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد "إسرائيل" في محكمة العدل الدولية، بتهمة ارتكابها "إبادة جماعية" في قطاع غزة.
وفي معرض رده على سؤال لأحد الصحفيين: "ماذا تتوقعون بشأن محكمة العدل الدولية؟ هل تتوقعون أن تتخلى جنوب أفريقيا عن هذه القضية؟" أوضح ترامب: "بصراحة، لا أتوقع شيئا".
وأضاف الرئيس الأمريكي: "حقًا لا أتوقع. سنرى ما سيحدث. سيُتخذ قرار، ومن يدري ما يعنيه هذا القرار؟".