منظمة التحرير الفلسطينية: ترامب مستعد لإبرام أي صفقة تعود عليه بالنفع
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
قال عمر الغول، عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خلال ولايته الأولى بين عامي 2016 و2020 كان مستعدًا لتحقيق الوعود التي قدمها، حيث وعد بضم الضفة الغربية إلى إسرائيل مقابل حصوله على الدعم لحملته الانتخابية.
ترامب رجل صفقاتوأضاف «الغول»، خلال مداخلة مع الإعلامي كمال ماضي ببرنامج «ملف اليوم»، المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، أن دونالد ترامب يمثل نموذجًا للعنصرية والغطرسة، حيث يعمل وفقًا لمعايير الدولة العميقة في أمريكا، كما أنه رجل صفقات، دائم الاستعداد لإبرام أي اتفاق يعود عليه بالنفع، مؤكدا أنه وعد بإنهاء النزاعات في لبنان وغزة، متابعا أن الدول العربية يمكنها التفاوض مع ترامب لتحقيق وعده بخفض التوترات في المنطقة.
كما أشار إلى وجود حرج كبير داخل الإدارة الأمريكية الحالية، حيث تسعى إلى ممارسة ضغط نسبي على نتنياهو لإدخال المساعدات ووقف الحرب وتخفيف حدتها، موضحا أن نتنياهو لا يرغب في تغيير الدولة العميقة، بل يسعى لتعميق أدائها وتسريع خطواتها، حيث إن الهدف الأساسي للدولة العميقة هو إقامة دولة إسرائيلية كاملة وتوسيع نفوذها في العالم العربي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ترامب نتنياهو إسرائيل
إقرأ أيضاً:
نتنياهو إلى المأزق
قبل 13 حزيران/ يونيو 2025 كان نتنياهو مأزوما مذموما معزولا، يقف على شفا هاوية السقوط، وذلك بسبب هزيمته العسكرية، طوال عشرين شهرا، أمام المقاومة في غزة، حيث فشل في القضاء عليها والسيطرة عسكريا، وحيث تردّت سمعة الكيان الصهيوني في الوحول، أمام الرأي العام العالمي، بسبب ما ارتكب من مجازر، وقتل جماعي للأطفال والمدنيين، الأمر الذي جعله يواجه موقفا ضدّ عودته إلى الحرب من قِبَل كل دول العالم، بما في ذلك أزمة في العلاقة مع ترامب، ومع الدول الأوروبية.
على أن انقلاب موقف ترامب، لتأييده في شنّ حرب ضد إيران، أخرجه من المأزق، من خلال التفاف الداخل المعارض له لتأييده في الحرب، كما انحياز ترامب له في هذه الحرب، وتأييد الدول الأوروبية له، تحت شعار مقلوب على رأسه، وهو "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، وذلك بالرغم من كونها المُعتدِية على إيران.
أصبح مسار الحرب، في حالة توقفه الآن، مكرِّسا لقوّة إيران ومنَعَتِها سياسيا وعسكريا، الأمر الذي نقل الكرة إلى ملعب ترامب وملعب الدول الأوروبية لإنقاذ نتنياهو، من خلال المشاركة في الحرب
ففي فجر الثالث عشر من حزيران/ يونيو 2025، أعلن نتنياهو الحرب على إيران، وقد استهلها بغارات غادِرة، اغتالت العشرات من العلماء والقادة العسكريين، وعمدت إلى تدمير المئات من المواقع العسكرية والمدنية.
ولكن مع مضيّ نهار ذلك اليوم، غامضا حالكا، وإذ بليلة 13/14 تنقذ الموقف، من خلال القصف الذي شنّته إيران ردا على العدوان، بقرار من السيد الإمام علي الخامنئي، بعد تضميد الجراح، واستعادة ترتيب الهيكلية العسكرية والسياسية، والانتقال إلى امتلاك زمام المبادرة. وهو ما تصاعد في الأيام الستة التالية، الأمر الذي جعل الأسبوع، من الجمعة إلى الجمعة، يسفر عن ميزان قوى في غير مصلحة الكيان الصهيوني، بما أعاد نتنياهو إلى مأزق لا يقلّ عن سابقه.
لقد أصبح مسار الحرب، في حالة توقفه الآن، مكرِّسا لقوّة إيران ومنَعَتِها سياسيا وعسكريا، الأمر الذي نقل الكرة إلى ملعب ترامب وملعب الدول الأوروبية لإنقاذ نتنياهو، من خلال المشاركة في الحرب. وهذا يفسّر تتالي لقاءات ترامب بمجلس الأمن القومي، حيث لم يستطع، بعد أيام، أخذ قرار بين الخيارين، إما المشاركة في الحرب وإما إطالة أمدها، لوقفها.
يرجع هذا التردّد من جانب ترامب إلى دراسة المحاذير والمخاطر، في حالة المشاركة في الحرب، واستعداد إيران للردّ على الحرب بالحرب. كما أن الذهاب إلى خيار الحل التفاوضي يقود إلى وقف الحرب، مما يؤدي إلى خروج إيران منتصرة، كما إلى هزيمة نتنياهو، وهو ما يصعب على ترامب وأوروبا ابتلاعه.
المحصلة التي انتهت إليها الحرب التي شنّها نتنياهو والجيش الصهيوني في 13 حزيران/ يونيو 2025، وخلال الأسبوع التالي حتى 20 حزيران/ يونيو 2025، ليست في مصلحة الكيان الصهيوني
وبهذا يمكن القول، إن المحصلة التي انتهت إليها الحرب التي شنّها نتنياهو والجيش الصهيوني في 13 حزيران/ يونيو 2025، وخلال الأسبوع التالي حتى 20 حزيران/ يونيو 2025، ليست في مصلحة الكيان الصهيوني.
فقد بدأت الصواريخ، وفي مقدمّها "الفرط صوتية"، تترك آثارا سلبية جدا على الداخل الصهيوني، سواء أكان بسبب مأزق نتنياهو الجديد، بعدم إخضاع إيران كما توهّم هو وترامب، أم كان بسبب الردّ الإيراني وحجم الخسائر التي نجمت عنه؛ ويمكن أن تنجم عنه أكثر في الداخل الصهيوني.
وهنا يجب أن يُلحظ بأن التدخل الأمريكي العسكري لن ينجح بدوره، سواء بسبب إرادة المقاومة لدى قيادة إيران، ووحدة شعبها، أم كان بسبب عدم قدرته على الانتصار أو إخضاع إيران، ذلك لأن الانتصار في مثل هذه الحالة لا يتحقق إلا بالغزو البرّي، والاحتلال العسكري المباشر، وليس بالقصف الجوّي، أو الاغتيالات، أو الحرب النفسية فحسب.
أما من جهة أخرى، فإن المحصلة العامة لهذه الحرب، والحرب الأمريكية إن وقعت، فستكون في مصلحة المقاومة والشعب في قطاع غزة، كما القضية الفلسطينية بعامة.