لعبة العظماء.. "العم جمال" 6 عقود في فن التحطيب بالموالد والمهرجانات
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
التحطيب ليست لعبة أو تسلية وقت كما يراها البعض، فـ "العم جمال محمد خليل"، يراها عادة شعبية لها أصولها ومبادئها التي تربى عليها وورثها ممن سبقوه في هذه اللعبة الشعبية التى كانت ومازالت منتشرة في قنا وصعيد مصر حتى الآن، كجزء من التراث الفرعونى الذى توارثه الأحفاد جيلاً بعد آخر.
العم جمال محمد خليل، تعلم التحطيب منذ الصغر على يد والده، ومازال يلعبها ويبحث عن حلقاتها ويلبى دعوات من يدعوه للمشاركة في حلقاتها أينما كانت، رغم دخوله العقد الثامن من العمر، فقد اعتاد على مسك العصا وأداء حركات استعراضية وفق قواعد متعارف عليها بين اللاعبين، تفرغ طاقتهم وتمنحهم لذة لا يشعر بها إلا من عشق العصا.
إتقان مسك العصا ومشاركته المستمرة في حلقات التحطيب، جعلته محط أنظار واهتمام الكثير من المهتمين والعاشقين لـ لعبة التحطيب، فأصبح مطلوباً لدى منظمى هذه الفعالية، سواء الرسمية أو الشعبية، فأصبح ضيفاً ولاعباً هاماً في المهرجانات الرسمية بمحافظات قنا والأقصر وأسوان، ومطلوب شعبياً لدى من الأهالى في أفراحهم ومناسباتهم المتنوعة.
يعتبر أن اقتصار لعبة التحطيب على الرجال من أكثر ما يميزها في الفترة الأخيرة، فالتحطيب مازالت اللعبة الوحيدة التى لم تدخلها أو تجيدها السيدات، وهو ما يجعلها لعبة ذكورية بلا منازع، ويجعل لاعبوها من الرجال يفخرون بالمشاركة فيها.
ورثت مسك العصا عن والدىقال جمال محمد خليل 71 عاماً، من أبناء قرية دندرة بمحافظة قنا ، تعلمت لعبة التحطيب منذ الصغر على يد والدى وكان عمرى وقتها 15 عاماً ، ومازلت ألعبها حتى الآن، وأعلم من يهواها كما علمنى من سبقونى إليها، فهى لعبة فن وشجاعة وأصول ولها تقاليدها ومبادئها التي لابد أن يلتزم بها كل من يهواها ويلعبها حتى يستطيع أن يكمل فيها ويحظى باحترام وتقدير اللاعبين الآخرين أو المتابعين لها.
وتابع خليل، التحطيب لابد أن يكون بناء على تدريب وخبرة، ولا يمكن لأى شخص أن يدخل خلقة التحطيب بشكل عشوائى، حتى لا يتسبب في ضرر لنفسه أو للآخرين، كما يجب أن يتمتع لاعبها بصفات وأخلاق حميدة وسعة صدر، لأن مسك العصا مثل السلاح، الإنفعال والغضب أثناء اللعب بها قد يحول الأمر إلى مشكلة، لذلك يحرص لاعبيها على الوضوء وقراءة الفاتحة أثناء المشاركة فيها.
سافرت إلى بلاد كثيرة من أجل التحطيب
وأضاف خليل: ذهبت إلى بلاد كثيرة سواء في قنا أو المحافظات الأخرى للمشاركة في حلقات التحطيب، فكل من يدعونى ألبى دعوته، كما يلبون دعوتنا لحضور الفعاليات التي تنظم هنا في بلادنا، فضلاً عن الموالد التي لا تحتاج إلى دعوة، وخلال السنوات السابقة شاركت في العديد من المهرجانات بالأقصر وأسوان وأذهب دائماً إلى مولد سيدنا الحسين بالقاهرة، وحصلت خلال الفترة الماضية على العديد من الشهادات والتكريمات من جهات مختلفة، وكان مقرراً لى السفر إلى فرنسا للمشاركة في أحد المهرجانات وجرى اختبارى من قبل 3 دكاترة في الألعاب الشعبية، لكن ظروف ثورة 25 يناير وما تبعها من توترات حالت دون اكتمال السفر.
اللعبة الوحيدة التي لم تدخلها السيداتوأوضح خليل، أن العصا أو التحطيب اللعبة الوحيدة التي لم تدخلها السيدات، فهى لعبة تحتاج مهارات وخبرات خاصة، كما أنها تتم وسط حلقات يحيطها المشاهدين من كافة الجهات، سواء كبار أو صغار، وأحياناً يكون من بين المتفرجين سيدات، لكنها تظل الوحيدة التي لم تشارك بها السيدات.
ويفخر خليل، بأنه طوال سنوات مشاركته في حلقات التحطيب، لم يتسبب في أذى لأى شخص أو تحدث منه مشكلة داخل حلقات التحطيب، معتبراً إياها بأنها لعبة دفاع عن النفس وليست للتعدى أو الهجوم على الآخرين، لافتاً إلى أن معظم من يلعبون العصا أبناء عائلات ويعرفون أصول وأخلاق اللعبة جيداً، لذلك تحظى باهتمام واحترام كل من يتابعها.
لاعب تحطيب بقناالمصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التحطيب لعبة التحطيب اللعبة الشعبية صعيد مصر العصا قنا IMG ٢٠٢٤١١١٣ فی حلقات
إقرأ أيضاً:
"يونيسيف": "إسرائيل" قضت على 7 عقود من التنمية في غزة
غزة - ترجمة صفا
قالت منظمة اليونيسيف إن العدوان الإسرائيلي على غزة دمّر اقتصاد غزة تدميرًا كاملًا، ماحيًا بذلك سبعة عقود من التنمية.
وجاء في تقرير المنظمة الدولية أن العدوان ساهم في ارتفاع معدلات البطالة إلى أكثر من 80%، وأصبح الفقر متعدد الأبعاد - حيث يواجه الناس تحديات متداخلة كنقص الدخل والرعاية الصحية والتعليم وظروف المعيشة الآمنة - يُمسّ كل أسرة تقريبًا، ويؤثر على الأطفال لأجيال.
كما ساهم العدوان بإحداث أضرار أو تدمير في 94% من المستشفيات و85% من مرافق المياه والصرف الصحي أصبحت أنقاضًا، و97% من المدارس والجامعات تضررت أو دُمرت.
وقد انقطع كل طفل تقريبًا عن الدراسة لأكثر من عامين، مما حرمه من التعليم والمهارات والفرص.
كما يُقدر أن 10,000 طفل قد أصيبوا بتلف في السمع نتيجة الانفجارات المستمرة، أو مستويات الضوضاء الصاخبة، أو التهابات الأذن غير المعالجة - وقد يصل العدد الحقيقي للمتضررين، بمن فيهم البالغون، إلى 35,000.
وبفقدان القدرة على السمع، يُصبح العديد من الأطفال منعزلين، أو قلقين، أو يعانون من اكتئاب حاد. وقد يحدّ ذلك من تطورهم اللغوي والإدراكي، ويزيد من مخاطر السلامة اليومية، إذ لا يستطيع الأطفال سماع صفارات الإنذار أو أبواق السيارات أو التحذيرات.
في مختلف أنحاء غزة، يستمر إيقاع الحياة اليومية على نفس المنوال - عائلات تبحث عن الطعام والماء، وأمهات يحاولن تدفئة أطفالهن، وعمال الإغاثة يتنقلون وسط ظروف خطيرة وغير متوقعة للوصول إلى المجتمعات المحلية.
ومنذ بدء وقف إطلاق النار في غزة في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025، استمر العدوان، حيث يُستشهد طفلان تقريبًا يوميًا، وتواجه العائلات معاناةً مستمرة من الجوع والتشرد. المنازل والمدارس والمستشفيات في حالة خراب، والشتاء يحمل معه مخاطر جديدة، وآلاف الأطفال يعانون من فقدان السمع وسط الدمار. بالنسبة لأطفال غزة، لم تنتهِ الحرب بعد، فالمساعدات الإنسانية لا تزال شريان حياتهم الوحيد.
وعمّت الاحتفالات أنحاء العالم مع إعلان وقف إطلاق النار، لكنّ شعور سكان غزة بالراحة لم يدم طويلًا. فبينما خفت وطأة الغارات الجوية، ازدادت معاناة البقاء اليومية. ولا تزال العائلات تواجه العنف والجوع والنزوح، معتمدةً على المساعدات الإنسانية كشريان حياة.
فمنذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في ١٠ أكتوبر/تشرين الأول ٢٠٢٥، استشهد ٦٧ طفلاً، أي ما يقارب طفلين يوميًا. هذه ليست مجرد إحصائيات، بل هي أرواح أطفال فقدوا أرواحهم في خضم الأعمال العدائية المستمرة، التي تُسبب موجات جديدة من الدمار والنزوح.
ولا يزال الواقع المفروض على أطفال غزة بسيطًا ووحشيًا. لا مكان آمن لهم، ولا يمكن للعالم أن يستمر في تطبيع معاناتهم.
لقد فقدت معظم العائلات كل شيء بالفعل - منازلها وممتلكاتها وسبل عيشها، وبالنسبة للكثيرين، فقدوا أحباءهم. وهم يعيشون الآن في خيام أو بين أنقاض المباني المتضررة. ولا تزال المجاعة وسوء التغذية الحاد يُشكلان تهديدًا مميتًا، ومع حلول فصل الشتاء، فإن التعرض للبرد والفيضانات المحتملة وتفشي الأمراض يُعرّض حياة الأطفال لخطر أكبر.