نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، مقالا، للكاتب المتخصّص في الشؤون الدولية، إيشان ثارور، قال فيه إنّ: "التعيينات التي أعلنها الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب سوف تعزّز موقف المتشددين في إسرائيل". 

وأوضح ثارور، في المقال الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "ترامب قد اختار بيتر هيغسيث، وزيرا للدفاع، وعيّن مايك هاكابي، سفيرا له في إسرائيل، وجون راتكليف، مديرا لوكالة الإستخبارات الأمريكية -سي آي إيه-".



وتابع: "من المعروف عن هيغسيث رفضه لفكرة حل الدولتين للحرب على غزة، ومن المتحمسين الكبار للتوسّع الإسرائيلي في الضفة الغربية. كما انتقد راتكليف تهديد إدارة بايدن بحظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، لو لم تحسّن الأوضاع الإنسانية للمدنيين في غزة".

وبحسب المقال نفسه، فإن مواقف المسؤولين القادمين، تتطابق مع مواقف القيادات الكبرى في حكومة الاحتلال الإسرائيلي. إذ يرفض نتنياهو حل الدولتين، أما وزير الحرب، إيتمار بن غفير، فهو يريد مزيدا من الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة. واشترط وزير مالية الاحتلال، بتسلئيل سمورتيس، توفير المساعدات الإنسانية بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى حماس.

وأردف المقال بأن "بن غفير رحّب بالتعيينات، ونشر على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي -إكس- إيموجي للعلم الأمريكي وقلب والعلم الإسرائيلي، إلى جانب اسم هاكابي. وهنأ سمورتيش السفير المقبل على التواصل الإجتماعي".

"حاولت حكومة نتنياهو في السنوات الأخيرة توسيع بصماتها في الضفة الغربية، حيث يعيش 3 ملايين فلسطيني ونصف مليون مستوطن" وفقا للمقال.

ويقول ثارور، إنّ: "التعيينات تُعطي صورة عن السياسة الخارجية لترامب وأجندته"، مضيفا أنه: "من المبكر الحديث عن سياسة خارجية، لكن اختياره للسناتور، ماركو روبيو، ومايكل والتز، كوزير للخارجية ومستشار للأمن القومي على التوالي".

"وترشيحه إليس ستيفانيك، النائبة الجمهورية عن نيويورك، كسفيرة للأمم المتحدة، إلى جانب راتكليف كمدير لسي آي إيه، وهيغسيث كوزير للدفاع، يعطي صورة عن توجهات ترامب في ولايته الثانية" يردف المتخصّص في الشؤون الدولية.

واسترسل: "لم يكونا على الورق من المتحالفين مع ترامب في "أمريكا أولا"، إلا أن صعودهما يعني نهاية لحقبة المحافظين الجدد وهيمنة ماغا برؤيتها عن أمريكا أولا". مبرزا: "خلافا واضحا داخل الدوائر الجمهورية، حول مجموعة من القضايا". 


وتابع: "كان ترامب ونائب الرئيس المنتخب، جيه دي فانس، متشككين بشكل صريح بشأن الحاجة إلى دعم جهود الحرب الجارية في أوكرانيا، في حين أن العديد من الجمهوريين في الكونغرس أكثر انسجاما مع مشروع إدارة بايدن في دعم جهود حلف الناتو والغرب لدعم كييف".

واستطرد: "هناك انقسامات حول كيفية وأين يتم تحديد أولويات القوّة الأمريكية، وما إذا كان ينبغي النظر إلى تحدّي الصين من منظور اقتصادي أو عسكري، وحول دعم ترامب للحمائية في التجارة وفرض تعريفات جمركية، وهو ما يتعارض مع العقيدة الجمهورية المؤيدة للتجارة الحرة".

وأضاف: "مع ذلك يرى حلفاء ترامب ومستشاروه أن عملهم هو بمثابة ترياق للصراعات التي تعاملت معها إدارة بايدن. وقال مستشار الأمن القومي السابق لترامب، روبرت سي أوبراين، الذي قد يعين أيضا بمنصب كبير في الإدارة القادمة، لصحيفة "وول ستريت جورنال": ستكون العودة للسلام من خلال القوة، سيتم استعادة الردع".

وأبرز: "يدرك أعداء أمريكا أن الأشياء التي أفلتوا منها على مدار السنوات الأربع الماضية لن يتم التسامح معها بعد الآن". فيما يقول ثارور إنّ: "عقدا من الترامبية أدى إلى تحول الحزب الجمهوري نحو اتجاه مختلف. وقد أجبر هذا عددا من الأسماء التي اختارها ترامب على تحويل مواقفهم، كما هو حال روبيو الذي يعتبر من الصقور تجاه إيران والصين".

وأكّد: "كمبعوث للرئيس المقبل قد يعمل على سياسات تتيح للرئيس عقد صفقات مع  روسيا والصين والسعودية تتطابق مع موقفه في التعامل مع الرجال الأقوياء". فيما يرى الكاتب أنّ: "اختيار ستيفانيك كسفيرة للأمم المتحدة، كان لافتا للنظر، وأن اختيارها دليل على أن ترامب يقدر المواقف الحادة".

وأوضح: "قد أحدثت عضو الكونغرس ضجة كبيرة في استجوابها لرؤساء الجامعات بشأن الاحتجاجات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين في الحرم الجامعي الأمريكي. ومن المرجّح أن تستخدم منصبها في الأمم المتحدة لمهاجمة وكالات الأمم المتحدة ودبلوماسييها بشأن أي انتقاد لإسرائيل، والتعبير عن مظالم الجمهوريين القديمة بشأن عمل المؤسسة المتعددة الأطراف الأكثر أهمية في العالم".


ويقول ثارور إنّ: "اختيارات ترامب لرموز إدارته ليس سياسيا بقدر ما هو شخصي"، مردفا: "لم يشمل سفيرة الأمم المتحدة السابقة نيكي هيلي أو وزير الخارجية مايك بومبيو في إدارته الجديدة. ولا علاقة لهذا بمواقفهم المحافظة المتشددة، بقدر ما هو مرتبط بتحدّي هيلي له في الترشيح للحزب الجمهوري، وتفكير بومبيو للترشح".

وختم المقال بالقول: "قد تنذر الاختيارات بنوع من الصدامات بين ترامب ومساعديه التي هيمنت على ولايته الأولى، عندما سعى لسحب القوات الأمريكية من سوريا والتفاوض على صفقة أسلحة نووية مع كوريا الشمالية".

واستطرد: "هي الخطوات التي عارضها بشدة بعض مساعديه الأكثر تشددا، مثل مستشار الأمن القومي، جون بولتون، ووزير الدفاع، جيم ماتيس. ولكن ترامب أعطى الأولوية للولاء كشرط أساسي للانضمام إلى إدارته، في محاولة للقضاء على التحديات التي تواجه قراراته".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب حكومة نتنياهو روسيا الأمم المتحدة الأمم المتحدة روسيا حكومة نتنياهو ترامب إدارة ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

كوريا الشمالية: على ترامب القبول بحقيقتنا النووية الجديدة

أكدت كوريا الشمالية اليوم الثلاثاء أن الولايات المتحدة يجب أن تتقبل الواقع الجديد المتعلق بوضعها النووي، مشيرة إلى أن أي حوار مستقبلي بين البلدين لن يؤدي إلى تفكيك برنامجها النووي.

وقالت كيم يو جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، إن العلاقة الشخصية بين كيم والرئيس الأميركي دونالد ترامب "ليست سيئة"، لكنها شددت في بيان نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية أن استخدام هذه العلاقة كوسيلة لإنهاء برنامج الأسلحة النووية سيكون "استهزاء".

وأضافت: "إذا لم تتقبل الولايات المتحدة الواقع المتغير واستمرت في الماضي الفاشل، فسيظل اجتماع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والولايات المتحدة مجرد ‘أمل’ من طرف واحد".

وأكدت يو جونغ أن قدرات كوريا الشمالية النووية وبيئتها الجيوسياسية قد تغيرت جذريا منذ لقاءات كيم وترامب الثلاثة خلال ولايته الأولى، مشددة على أن "أي محاولة لإنكار وضع جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية كدولة نووية ستكون مرفوضة تماما".

الرد الأميركي

من جهته، قال مسؤول في البيت الأبيض إن ترامب لا يزال ملتزما بالهدف نفسه الذي سعى لتحقيقه خلال اجتماعاته الثلاثة مع كيم، وهو نزع السلاح النووي الكامل من شبه الجزيرة الكورية.

وأضاف المسؤول: "لا يزال الرئيس منفتحا على التواصل مع الزعيم كيم لتحقيق هذا الهدف".

وكانت أولى القمم بين ترامب وكيم قد عُقدت في سنغافورة عام 2018، وأسفرت عن اتفاق مبدئي لنزع الأسلحة النووية، لكن القمة التالية في هانوي عام 2019 فشلت بسبب الخلاف حول العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ.

ومنذ ذلك الحين، عبّر ترامب أكثر من مرة عن "علاقة رائعة" تربطه بكيم، بينما قالت كيم يو جونغ اليوم إن "العام هو 2025، وليس 2018 أو 2019".

مقالات مشابهة

  • الإدارة الأمريكية..المصداقية في مهب الريح
  • كوريا الشمالية: على ترامب القبول بحقيقتنا النووية الجديدة
  • خطة نتنياهو الجديدة بشأن غزة.. نافذة دبلوماسية أخيرة أم بداية لفرض واقع جديد؟
  • يتضورون جوعا.. ترامب يرد على نتنياهو بشأن “مجاعة غزة”
  • ترامب يرد على نتنياهو بشأن “مجاعة غزة”
  • هآرتس تكشف خطة نتنياهو التي سيطرحها على الكابينت بشأن غزة
  • ترامب يرد على تصريحات نتنياهو بشأن عدم وجود مجاعة في غزة..ماذا قال؟
  • نتنياهو يتهم الأمم المتحدة بـالكذب بشأن توزيع المساعدات في غزة
  • ما هي الخيارات الأخرى التي تدرسها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد حماس؟
  • واشنطن بوست: غزة تتضور جوعا وأقصى اليمين الإسرائيلي يحلم