بدأت روسيا اختبار الروبل الرقمي الجديد مع المستهلكين، الثلاثاء، على أمل أن تساعدها تكنولوجيا سلاسل الكتل (بلوكتشين) في الالتفاف على العقوبات، وتشديد الرقابة على مواطنيها.

وتأتي مرحلة الاختبار فيما بلغ الروبل أدنى مستوى له مقابل الدولار منذ مارس (أذار) 2022، بعد أسابيع على إطلاق موسكو حملتها العسكرية الواسعة النطاق في أوكرانيا.

وبينما تفكّر موسكو في إطلاق عملة رقمية منذ سنوات، فإن تطوير الروبل الرقمي بدأ بعدما منعت العقوبات الغربية روسيا من الوصول إلى أجزاء من النظام المصرفي العالمي.

وتنضم روسيا بذلك إلى 20 دولة أخرى حول العالم، دخلت المرحلة التجريبية لإطلاق عملة رقمية، وفق إحصاء المجلس الأطلسي للأبحاث، وهدف موسكو واضح: جعل أنظمتها المالية أكثر مرونة والحد من تأثير القيود الدولية.

NEW: Russia tests digital ruble in bid to bypass sanctionshttps://t.co/3hbCYM14si

— Insider Paper (@TheInsiderPaper) August 15, 2023

وقال مؤسس صندوق "آرك36" الاستثماري المتخصص بالعملات المشفّرة ميكيل مورش إن: "الروبل الرقمي سيعزز قدرة روسيا على الالتفاف على العقوبات"، وأشار إلى أن الخطوة ستسمح لروسيا بتجنّب المصارف حيث تواجه قيوداً، وإلى أن "فرض العقوبات ومهاجمة (سلاسل الكتل) يعد أمراً أقل سهولة".

ومنعت معظم المصارف الروسية من الوصول الى النظام الرئيسي المستخدم في التعاملات المالية الدولية، ما دفع موسكو للبحث عن وسائل أخرى لفك ارتباطها بالدولار. ولفت مورش إلى أن إحداث عملة رقمية يأتي في إطار "حرب جيوسياسية بين الدول المؤيدة للدولار وتلك المناهضة له"، إذ تحاول الأخيرة التخلي عن العملة الأمريكية في التعاملات التجارية.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2020، أعلن المصرف المركزي الروسي أنه يسعى لروبل رقمي "لجعل عمليات الدفع آمنة ومحمية وسريعة ومريحة ويمكن الوصول إليه لأي فرد في أنحاء روسيا"، لكن مورش أشار إلى أن رقمنة الروبل ستمنح السلطات أداة "سيطرة هائلة" على الروس. وحذّر من أنه يمكن أن يُستخدم كـ"أداة للسيطرة الاجتماعية المطلقة"، إذ يعطي الحكومة سلطة إصدار غرامات أو تجميد أصول "بكبسة زر".

ويشرف جهاز الأمن الفدرالي الروسي (إف إس بي) على سلامة الهيكل المالي للروبل الرقمي، وحذّرت منظمات غير حكومية بالفعل من احتمال إساءة استخدامه.

وقال باحثون من المجلس الأطلسي "لدى وقوعها في الأيدي الخاطئة، يمكن أن تُستخدم هذه البيانات للتجسس على التعاملات المالية الخاصة للمواطنين".

ويبدو أن الروس لم يقتنعوا بعد بفكرة استخدام الروبل الرقمي، إذ يبدي العديد منهم قلقاً حيال مدى فعاليته وأمانه، وأشار استطلاع لمعهد "VCIOM" التابع للدولة، إلى أن 6 من كل 10 روس لديهم "فهم ضعيف" لأهداف الحكومة وغير مستعدين لاستخدام العملة.

وأوضحت خبيرة الاقتصاد صوفيا دونيتس، أن الشركات والمواطنين الروس العاديين لن يشعروا على الأرجح بتغيير كبير في الحياة اليومية خلال مرحلة الاختبار. ورغم المخاوف من إمكان استغلال الخطة، قالت إن "موسكو تحاول عدم التخلّف عن الركب في السياق (المالي) العالمي".

في اجتماع استثنائي.. المركزي الروسي يرفع الفائدة 3.5 % https://t.co/5QLRP05Jnw

— 24.ae (@20fourMedia) August 15, 2023

وفي مسعى لإقناع الروس المشككين بالعملة، تعهّدت السلطات أن استخدامها سيكون طوعياً، فيما شددت على أنها ستجعل حياة المواطنين أكثر سهولة وراحة.

ولفت النائب البارز أناتولي أكساكوف، إلى أن العملة الرقمية ستتيح للوالدين السيطرة على كيفية إنفاق أبنائهم مصروفهم الشخصي بشكل أفضل. وقال: "على سبيل المثال، ستعطي المال لطفل يرتاد المدرسة وتقول له إنه لا يمكنه إنفاقه إلا لشراء الفطور والكتب أو الدفاتر، بغض النظر عن مدى رغبة المستخدم في إنفاق المال لأغراض أخرى، لن يكون بإمكانه القيام بذلك".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني روسيا الروبل الرقمي الاقتصاد الروسي الروبل الرقمی إلى أن

إقرأ أيضاً:

الكرملين لا يستبعد لقاء بوتين وترمب.. روسيا تشترط استبعاد أوكرانيا من الناتو للتسوية

البلاد (موسكو)
في أحدث تصريحات تعكس تمسك موسكو بمواقفها الصلبة تجاه الحرب في أوكرانيا، حدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شرطين أساسيين لأي تسوية محتملة للنزاع المستمر منذ أكثر من عامين، مؤكدًا أن روسيا لن تتنازل عنهما تحت أي ظرف.
وأوضح لافروف خلال مشاركته في منتدى”وسط المعاني” أن الشرط الأول يتمثل في ضمان عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ووقف أي توسّع للحلف نحو الشرق. أما الشرط الثاني فهو الاعتراف بالواقع الميداني على الأرض، في إشارة إلى الأراضي التي سيطرت عليها روسيا منذ بدء الحرب، والتي باتت تُدرجها في دستورها كأراضٍ روسية.
وقال الوزير الروسي:” نصرّ على مطالبنا المشروعة، أي ضمان أمننا القومي. لقد توسع الناتو فعليًا حتى حدودنا رغم جميع التعهدات السابقة”. وأضاف أن روسيا “تخوض للمرة الأولى في تاريخها معركة بمفردها ضد الغرب بأسره”، مشددًا على أن هزيمة الأعداء تمثل أولوية قصوى في هذه المرحلة.
في السياق ذاته، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: إن أوكرانيا لم تقدم بعد أي رد على اقتراح روسي يتعلق بإنشاء ثلاث مجموعات عمل لمعالجة قضايا تبادل الأسرى، تشمل الجوانب السياسية والعسكرية والإنسانية. وأوضح أن روسيا لا تزال بانتظار موقف رسمي من كييف بهذا الشأن، رغم انتهاء الجولة الثالثة من المحادثات في إسطنبول يوم 23 يوليو، والتي اقتصرت نتائجها على اتفاق مبدئي لتبادل الأسرى.
وأعادت روسيا التأكيد على أن مسارها المفضل هو الحل السياسي والدبلوماسي، متهمةً أوكرانيا والدول الغربية بتقويض أي جهود نحو الحوار، وهو ما وصفه بيسكوف بأنه السبب المباشر لاستمرار العمليات العسكرية.
من جانبها، شددت البعثة الروسية لدى الاتحاد الأوروبي على أن أي تسوية للنزاع لن تكون ممكنة دون اعتراف بروكسل بالأسباب الجذرية للصراع، محملةً الاتحاد مسؤولية تأجيجه. وقالت في بيان إن على الأوروبيين التخلي عن”نهج المواجهة”، والاعتراف بالواقع السياسي والميداني القائم.
يأتي ذلك في وقت صادقت فيه دول الاتحاد الأوروبي على الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد موسكو، والتي وُصفت بأنها من أشد العقوبات المفروضة حتى الآن. وردًا على ذلك، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الغرب يسعى إلى “احتواء وإضعاف روسيا”، واصفًا هذه الإستراتيجية بـ”الفاشلة”، مشيرًا إلى أن العقوبات تلحق أضرارًا بالاقتصاد العالمي برمته، وليس فقط بروسيا.
وفي تطور لافت، لم يستبعد الكرملين إمكانية عقد لقاء بين بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترمب، على هامش زيارة مرتقبة للرئيس الروسي إلى الصين في سبتمبر المقبل بمناسبة الذكرى الـ80 لانتهاء الحرب العالمية الثانية. وأوضح بيسكوف أن اللقاء مرهون بتواجد الزعيمين في الصين في ذات التوقيت.

مقالات مشابهة

  • الكرملين ردا على تعليقات ترامب: روسيا اكتسبت مناعة من العقوبات
  • الكرملين: روسيا اكتسبت مناعة من العقوبات
  • الكرملين: روسيا اكتسبت مناعة ضد العقوبات
  • لماذا تراجعت ثقة الروس بالروبل الرقمي رغم حملة الترويج؟
  • Google Photos تستعد لإطلاق أداة جديدة لتحرير الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • طائرة ركاب روسية تعود في أول رحلة من بيونغ يانغ إلى موسكو بعد فتح خط جوي مباشر
  • بورصة موسكو تعاود الصعود رغم مخاوف العقوبات الجديدة
  • الكرملين لا يستبعد لقاء بوتين وترمب.. روسيا تشترط استبعاد أوكرانيا من الناتو للتسوية
  • قطارات المستقبل.. رؤية جديدة لتجربة السفر بحلول عام 2075
  • ما سلاح روسيا لمواجهة العقوبات الغربية؟