تقرير: خالد فضل 

السيدة  الشابة (أم وعد) نازحة من  قرية قريبة من مدينة الحوش  محلية جنوب الجزيرة , تستضيفها وأطفالها الخمسة , وأسرتها الممتدة أسرة تربطها بهم علاقة  في قرية أخرى على مقربة من مدينة المناقل بغرب الجزيرة ( هذه القرية تستضيف أعدادا فوق قدرتها من نازحي قريتنا , الرجال يقيمون في مدرسة بينما النساء والأطفال يأوون إلى مدرسة أخرى) بعد أن إمتلأت جميع البيوت ولم تعد هناك غرفة واحدة خالية .

ثم تواصل سرد معاناتها , أخذت  طفلتي  إلى مستشفى المناقل , تم حجزها لخمسة أيام احتاجت لعملية نقل دم , وتلقي علاج الملاريا الخبيثة , التي اصابت طفلي الرضيع كذلك , وعند عودتي للمراجعة بعد اسبوع تقرر حجز أختها الأخرى  بذات الداعي , لم يكن في وسعي تحمل تبعات الحجز في المستشفى لعدم توفر المال , والمستشفى تكتظ بالمرضى وتنتشر الأوبئة مما يعني إلتقاط وباء جديد , اشتريت بما تبقى لي من مبالغ جرعات العلاج للطفلين على أمل أن أجد من يقوم بمواصلة علاجهما حيث أقيم , للأسف لا يوجد كادر طبي على دراية بحقن المحاليل الوريدية , أضطررت للنزوح مؤقتا إلى قرية أخرى يوجد بها مركز طبي ومكثت هناك لبضعة أيام قبل عودتي , الآن الحمدلله أوضاع أطفالي الثلاثة  أفضل . لكن لا يمكنك التعرف على ملامح كثير من أهل قريتي النازحين , لقد تغيّرت ملامح الناس فعلا بسبب الهموم والمرض ونقص الغذاء . أمّا زوجها (أبومحمد) فقد ظل مقطوعا عنهم لشهور بسبب انقطاع شبكة الاتصالات حيث يعمل في إحدى مدن إقليم النيل الأزرق . أشقاؤها الذين يمتلكون قطيعا من المواشي يشكل مصدر كسب عيشهم الوحيد , تعرضوا لحادثة نهب مسلّح بالقرب من القرية التي نزحوا إليها , فقدوا حوالي 32رأسا من الأبقار المنتجة , مما فاقم من تأزم أوضاعهم المعيشية  المأزومة أصلا , لم تصلهم أي معونات غذائية أو طبية منذ وصول الحرب إلى مناطقهم في شهر ديسمبر من العام الماضي .

حال أم وعد , يعكس حال آلاف الأسر في قرى منطقة الحوش بولاية الجزيرة , ففي غضون الفترة من منتصف مايو وحتى الآن شهدت تلك القرى عمليات تهجير قسري من جانب قوات الدعم السريع , مئات الآلاف من المدنيين من الأطفال والنساء والرجال أجبروا تحت التهديد بالقتل والعنف الجنسي على مغادرة قراهم , وترك منازلهم عرضة لعمليات نهب غير مسبوقة , فيما تمّ تدمير البنية التحتية الشحيحة للخدمات مثل آبار المياه , المراكز العلاجية , طواحين طحن الغلال , وغيرها من ممتلكات عامة .وفي خلال هذه الفترة تقول احصاءات يتم تحديثها يوميا تقريبا أنّ نحو 50شخصا رجالا ونساء  من قرية (أم وعد) توفوا إلى رحمة الله , معظمهم  في حالة نزوح خارج القرية , من مختلف الأعمار , 3 منهم فقط قتلوا برصاص  قوات الدعم السريع  والبقية قضوا بالأمراض وعدم توفر العلاج والخدمات الطبية المنقذة للحياة , ونقص الغذاء .

المرّة الوحيدة التي تمّ فيها توزيع  كمية محدودة من المواد الغذائية (ذرة رفيعة , زيت طعام, ملح , لوبيا) كانت في شهر أغسطس2023م قبل إجتياح ود مدني بثلاثة أشهر تقريبا , وفّر برنامج الغذاء العالمي بالتعاون مع المعونة الأمريكية تلك المواد مستهدفا بشكل خاص النازحين الفارين من ولاية الخرطوم وقتذاك , بينما لم تنل المجتمعات المستضيفة أي مساعدات  .

بعد سيطرة قوات الدعم السريع على حاضرة الولاية حدثت عمليات نهب كاملة لمستودعات برنامج الغذاء العالمي مما فاقم من معاناة الناس(البائسين) الذين هم في أشد الحاجة لتلك المواد على شحها ؛ بحسب ما قاله مسؤولون كبارفي البرنامج حينها , وتوالت النكبات على القرويين بتواتر عمليات النهب الممنهج للمحاصيل الغذائية التي كانوا قد حصدوها من مزارعهم .

 دراسات تؤكد بؤس الحال:

في شهر أبريل الماضي نشر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية  دراسة  مسحية عن تأثير النزاع في الريف السوداني , شملت(4504) أسرة  في مختلف أنحاء السودان ؛الذي يعيش ثلثا سكانه في الأرياف , وقد كشفت الدراسة عن تعطل أنشطة الزراعة لدى 50% من الأسر الريفية , ترتفع إلى 63% في ولايتي سنار وغرب كردفان , و66% في ولاية الخرطوم , أشارت الدراسة إلى أنّ 59% من الأسر الريفية تواجه خطر انعدام الأمن الغذائي المعتدل والشديد , بيد أنّ 73% منها تعيش في مساكن غير لائقة . وقد أوصت الدراسة التي غطت الفترة من نوفمبر2023_ينائر2024م , ضمن توصيات عديدة بمساعدات إنسانية وغذائية فورية للأسر التي تواجه انعدام الأمن الغذائي الحاد وفقدان الدخل , وكذلك ضرورة التدخلات الإقتصادية السريعة بما في ذلك من خلال برامج التحويلات النقدية الفورية لتخفيف الأعباء المالية وتمكين الأسر من الحصول على الغذاء وغيره من الضروريات . وقال نادر الشريدة الممثل المقيم للبرنامج بالإنابة في السودان (إنّ فهم الكيفية التي أثّر بها النزاع المسلح في السودان على حياة الناس وسبل كسب عيشهم يوفر أساسا مهما للتدخلات المستهدفة واصلاحات السياسات للتخفيف من الآثار السلبية للصراع وتعزيز القدرة على الصمود .(موقع الأمم المتحدة 28ابريل2024م) .

وبعد مرور أكثر من ستة أشهر على تحليلات ذلك المسح والنتائج المفزعة , لم تزل (أم وعد) تزداد حالتها بؤسا على بؤس دون حدوث أي تدخلات إيجابية شأنها شأن مئات الآلاف من الأسر الريفية في منطقة جنوب الجزيرة وحدها .

 آمال معلّقة  وأنظار مشدودة صوب الخارج:

(انقضى العام ودخلنا في الثاني ولا ندري متى يمكن أن نرجع , أصبح وجودنا في المهجر هو الأمل الوحيد لبقاء أسرنا على قيد الحياة في مناطق نزوحهم , ما فائدة العودة للجلوس معهم كعبء إضافي على المجتمعات المستضيفة لهم) هكذا  لخّص (الحاج النور) المعادلة , وهو ضمن آلاف المهاجرين والمغتربين واللاجئين في أرجاء المعمورة من أبناء وبنات تلك القرى المنكوبة  ؛ وهم يحملون من هموم أهاليهم ما تنؤ بحمله الجبال الرواسي , لكنهم يظلون/يظللن , محط آمال هؤلاء الضحايا البسطاء ولسان حالهم يردد (زي الحال ده يوم لا كان لا حصل) .

تجمّع أبناء الجزيرة بالولايات المتحدة وكندا_ قيد التأسيس_  يمكن أن يكون  أحد روافد مناصرة أهلهم العالقين بين رحى وسندان طرفي الحرب وما يتحالف معهما من مليشيات في صراع (الأفيال) الذي تكون ضحيته الأعشاب, كما في المقولة المشهورة , وجاء في مسودة  بيانه التاسيسي في نوفمبر2024م ينادي ؛ ضمن بنود عديدة , بتقديم المساعدات العاجلة لسكان الولاية عبر التنسيق مع المنظمات الإنسانية العالمية العاملة في مجالات الإغاثة والخدمات الإنسانية , ولفت أنظار العالم الحر إلى حجم الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها أهلنا في مناطق النزوح , وتشكيل لجنة خاصة للعون الإنساني للتنسيق والمتابعة . والتواصل العاجل والتنسيق مع المنظمات المحلية والدولية والعمل معها في استقطاب الدعم الغذائي والعلاجي وتوفير المأوى بصورة عاجلة للنازحين من سكان الولاية وتلبية حاجاتهم الأساسية المختلفة . كلك العمل على تشكيل مجموعات ضغط فعّالة من كل التنظيمات والمنظمات والجمعيات والدول التي تنادي بوقف هذا النزيف , واستخدام كافة الوسائل المتاحة لحمل طرفي الصراع على وقف الحرب المدمرة التي لم تجلب سوى الموت والدمار والتشريد لمواطني الجزيرة وبقية مناطق السودان .

هل تصل أنّات وأوجاع الأطفال ( وعد وأختها وأخوانها ) ولواعج وهواجس أمهم وأحزانها ومأساتها الكظيمة , وهي تهدهد هذه , وتحمل الرضيع , وتسهر مع تلك من حمى تسرى في أوردتها قبل أن يسري المحلول  إن وجد , في تلك الأوردة الغضة لأطفال في مهب عاصفة الضياع  هل ؟

الوسومآثار الحرب في السودان انتهاكات الدعم السريع بولاية الجزيرة جنوب الجزيرة حرب الجيش والدعم السريع ولاية الجزيرة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان انتهاكات الدعم السريع بولاية الجزيرة جنوب الجزيرة حرب الجيش والدعم السريع ولاية الجزيرة جنوب الجزیرة الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

منشقون عن المجلس الاستشاري للدعم السريع: شهدنا على انتهاكات وفظائع

بورتسودان- أعلن خمسة من أعضاء المجلس الاستشاري بقوات الدعم السريع انشقاقهم عنها، واتهموها بارتكاب انتهاكات "تجاوزت كل الخطوط الوطنية والأخلاقية".

وأدلى المنشقون ببيان في مؤتمر صحفي بمدينة بورتسودان أقامته وزارة الثقافة والإعلام بالشراكة مع وكالة السودان للأنباء، اليوم الأحد، جاء فيه "نعلن انشقاقنا الكامل والنهائي عن ما يسمى مليشيا الدعم السريع، وذلك بعد أن تبين لنا بالدليل القاطع أن هذه المليشيا قد تجاوزت كل الخطوط الوطنية والأخلاقية، وأصبحت أداةً لتدمير السودان وتمزيق نسيجه الاجتماعي، وانتهاك كرامة مواطنيه..".

والمنشقون هم:

مودبو إبراهيم بابجي، رئيس دائرة الحكم والإدارة بالمجلس الاستشاري لقائد الدعم السريع، الأمين العام المؤسس للإدارات المدنية بمناطق سيطرة الدعم السريع. الشيخ محمد أحمد عليش، رئيس الدائرة القانونية بالمجلس الاستشاري لقائد الدعم السريع، رئيس تحالف "قمم" بولاية الخرطوم. عبد العظيم سليم محمد علي، عضو المجلس الاستشاري لقائد الدعم السريع، رئيس الدائرة القانونية بتحالف "قمم". عباس محمد عبد الباقي، عضو المجلس الاستشاري لقائد الدعم السريع، مستشار محلية شرق النيل. بابكر خليفة محمد، عضو المجلس الاستشاري لقائد الدعم السريع، ومستشار سياسي له.

وقالت المجموعة المنشقة في بيانها، إن انشقاقها جاء بعد أن كان أعضاؤها "حضورا وشهودا لكثير من المواقف والوقائع ورسم السياسات التي ظلت تنسجها المليشيا وشركاؤها من بعض القوى السياسية والتي كانت تهدف إلى تدمير السودان وتشريد شعبه وطمس هويته وتاريخه ونهب ثرواته".

كما أعلنت عزمها مخاطبة الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي بوقف الدعم غير المباشر لمن وصفتها بـ "المليشيا المتمردة" وفضح محاولات شرعنتها.

المنشقون تحدثوا عن انتهاكات واسعة في سجن سوبا خاصة بحق المعتقلين وجثث القتلى منهم (الجزيرة) شهود

يقول رئيس الدائرة القانونية لقائد الدعم السريع الشيخ محمد أحمد عليش، إن ارتباطهم بقوات الدعم السريع كان قبل الحرب؛ حيث كانوا أعضاء بالقطاع السياسي وأعضاء مؤسسين للمجلس الاستشاري، وبعد شهرين من قيام الحرب كان الخيار بين مغادرة الخرطوم والبقاء إلى جانب أهلهم وحمايتهم قانونيا.

إعلان

وأضاف أنهم كانوا شهودا على الانتهاكات التي تحدث، وأنهم اتخذوا قرارا بصفتهم قانونيين بأن يكون لهم دور واضح في مناطق سيطرة الدعم السريع، حيث تواصلوا مع قيادتها وقدموا رؤية قانونية متكاملة تبدأ بتجفيف كافة المعتقلات في ولاية الخرطوم، وتغطية الفراغ القانوني الموجود بها.

ويقول عليش "بعد مشاورات تمت الموافقة على بعض الأعمال، بينما رفضت أخرى وهي تجفيف المعتقلات والسجون". وكان هناك نوعان من المعتقلات:

"معتقلات سرية " تتبع لأشخاص وليس لمؤسسة الدعم السريع القدرة على السيطرة عليها، حيث كان يديرها قادة الدعم السريع. وكان هناك سجن كبير وهو "سجن سوبا".

أوضح عليش أن سجن سوبا كان يحتوي على نحو أربعة آلاف سجين منهم أسرى من المواطنين و"آخرين". وقال في شهادته إن السجن "به جرائم ترقى إلى جرائم حرب، لم يكن هناك أكل أو شراب ولا رعاية صحية.."، وأن "عدد الوفيات تجاوز (40 ـ 50) شخصا في اليوم بسبب غياب الرعاية الصحية، وتبقى الجثة أحياناً خمسة أو ستة أيام قبل دفنها".

يضيف عليش عن المعتقلات الموجودة في ولاية الخرطوم "كنا نمر عليها ولكن لم تكن لدينا عليها سُلطة لأنها كانت تخص قادة الدعم السريع؛ حيث كان القادة يبتزون الأهالي لإطلاق سراح ذويهم، وأصبح الأمر موضوعا للتكسب المادي".

محمد علي سليم: عمليات النهب تمت بصورة منظمة ومقصودة (الجزيرة) "تهديد وجودي"

أما إبراهيم بابجي، رئيس الإدارة والحكم المنشق عن المجلس الاستشاري للدعم السريع، فقال إن الدوافع الحقيقية وراء انشقاقهم هو ممارسات هذه القوات والتهديد الوجودي الذي شكلته على الدولة السودانية.

وقال بابجي في تصريح خاص للجزيرة نت، إن من أهم أسباب انشقاقهم "عن المليشيا المتمردة" هي الحمولة الأخلاقية العالية نتيجة الانتهاكات الواسعة التي طالت المدنيين من الدعم السريع، والتدخل الأجنبي السافر، وأن الدعم السريع صارت "مجرد أداة لقوى خارجية" وأن "مجتمعاتهم تم استغلالها لتفتيت البلاد".

وأوضح بابجي، أنه لإقناع قيادة الدعم السريع بالموافقة على وجود إدارة مدنية، اشترطت فرض رسوم وضرائب غايتها توريد سلاح. وقال إن قيادة الدعم السريع حاولت إجهاض تجربة الإدارات المدنية بحجة الشركاء وكانوا يقصدون القوى السياسية السودانية من "تقدم، وصمود، وتأسيس، والحرية والتغيير..".

في حديثه اليوم ببورتسودان قال العضو المنشق عبد العظيم سليم محمد علي، إن الحرب في السودان لم تقم مصادفة "بل قامت لأن هناك قوى سياسية حاولت استغلال بندقية الدعم السريع للوصول للحكم، وهي لا تزال حتى الآن تنسق مع مليشيا الدعم السريع..".

وأشار في حديثه إلى انتهاكات فظيعة حتى الموت في المعتقلات. وأكد أن عمليات النهب التي مارستها قوات الدعم السريع تمت بصورة ممنهجة ومقصودة لإفقار الناس، وهو ما حدث في الخرطوم والجزيرة.

وزير الثقافة والإعلام خالد الإعيسر رحب بانشقاق القياديين الخمسة (الجزيرة) خطوة "للتنوير"

من ناحيته، قال وزير الثقافة والإعلام السوداني خالد الإعيسر، في المؤتمر الصحفي "نرحب بالذين جاؤوا وهي إشارة إلى أنهم أدركوا أن الخط الذي كانوا يسيرون عليه في السابق هو خط مخادع ولا يخدم القضية الوطنية المركزية..".

وأضاف "أن مثل هذه الأحداث المهمة ستفتح باب التنوير لبقية حاملي السلاح..". واتهم قوات الدعم السريع بمخادعة شعوب ومواطنين وقبائل المناطق التي سيطرت عليها، وغررت بعدد كبير من الشباب.

وطالب المنشقين بضرورة تكثيف العمل الإعلامي لمخاطبة "المغرر بهم في تلك المناطق حتى يعودوا إلى الصواب"، وقال إن "الدولة السودانية المركزية تستوعب كل أبناء السودان..".

مقالات مشابهة

  • انتحار 135 امرأة تعرّضن للاغتصاب من عناصر “الدعم السريع”
  • نظام موحد لدعم الأسر في غزة من وزارة التنمية الاجتماعية
  • مناوي: مستعدون للتواصل مع “الدعم السريع” في هذه الحالة…
  • فارون من انتهاكات “الدعم السريع”.. مصرع وإصابة 27 نازحا من الفاشر
  • إعادة دفن جثامين من “الدعم السريع” في الخرطوم
  • منشق عن “الدعم السريع” يكشف معلومات خطيرة
  • جامعة الدول العربية: نُدين إعلان ائتلاف سوداني مرتبط بقوات الدعم السريع عن تشكيل حكومة موازية
  • السودان يدين إعلان الدعم السريع حكومة موازية
  • منشقون عن المجلس الاستشاري للدعم السريع: شهدنا على انتهاكات وفظائع
  • الدعم السريع يعلن تشكيل حكومة موازية في السودان