مستشفى كمال عدوان شاهد على جريمة الإبادة الإسرائيلية
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
في مستشفى "كمال عدوان" بشمال قطاع غزة المنكوب، يئنّ المرضى والجرحى بلا أدوية ولا تدخلات طبية، حيث تنعدم الإمكانات جراء حصار إسرائيلي مطبق وحرب إبادة متواصلة بالشمال منذ 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويواجه المرضى والمصابون في المستشفى أوجاعهم بعيدا عن أنظار العالم، ودون تلقّيهم الحد الأدنى من العلاج، فقد أصبح أقصى آمالهم الحصول على أدوية مسكنة تخفف من وطأة آلامهم.
يقول أحد المرضى في الثلاثين من عمره، طلب عدم ذكر اسمه، إن ظروف إصابته صعبة للغاية، إذ يحتاج إلى تركيب أسياخ بلاتين في القدم إلا أنها غير متوفرة في شمال القطاع.
ويضيف بصوت متعب "أوصلوني إلى المستشفى عقب الإصابة بعربة يجرّها حمار، ولا يوجد هنا إسعافات أو خدمات صحية. لا يوجد شيء كما لا يوجد أطباء في المستشفى من أجل المتابعة الصحية أو تقديم الخدمات".
وعبر الشاب الفلسطيني عن حسرته على عدم وجود أدوية مسكنة تخفف من حدة آلامه التي تؤرّق ليله، قائلا إن "المحلول الغذائي هو أكثر ما يمكن أن يتلقاه المريض أو المصاب مهما اختلفت طبيعة جراحه، وفق ما أفاد به فلسطينيون داخل المستشفى".
ويقول مريض آخر، لم يذكر اسمه، إنه يعيش رغم وضعه الصحي المتردّي على المحاليل الملحية فقط، مضيفا "من يقدم الخدمة هنا هم متطوعون، لكن لا يوجد كوادر طبية أو إمكانات لمساعدتنا من خلالها".
وأوضح أن الآلام تحول بينه وبين النوم في ساعات الليل "طوال ساعات الليل أصرخ من الألم لكن لا يوجد مسكنات. هنا نأخذ المحلول فقط، حتى المضادات الحيوية غير موجودة كما تغيب عن محافظة شمال قطاع غزة مقومات الحياة حتى الطعام".
ويقول مدير مستشفى "كمال عدوان" حسام أبو صفية "إن كل يوم يمر منذ بدء الإبادة في محافظة الشمال يزداد فيه الوضع سوءا؛ فالمنظومة الصحية لا تزال منكوبة، ونقدم الخدمة بحد أقل من الأدنى".
كما أكد شحّ توفر الإمكانات الطبية في محافظة الشمال عموما ومستشفى كمال عدوان، مشيرا إلى أن إسرائيل تواصل رفضها وصول الوفود الطبية ذات التخصصات الجراحية إلى محافظة الشمال.
ووفق أبو صفية، فإن إسرائيل ترفض وصول مركبات الإسعاف إلى المحافظة التي تشهد قصفا جويا ومدفعيا متواصلا يتسبب بإحداث مجازر يذهب ضحيتها عشرات الفلسطينيين في كثير من الأحيان.
وما حدث في محافظة شمال قطاع غزة، على مدار أكثر من 40 يوما، يوصف بأنه "مدمٍ"، وفق أبو صفية الذي يضيف "الأحداث الجارية هنا مؤلمة، تدمي القلوب".
ويوضح أن المستشفى "يصله نداءات استغاثة لنساء وأطفال من تحت ركام منازلهم التي يدمرها القصف الإسرائيلي، لكن دون أن يكون بمقدورهم تقديم أي نوع من العون والمساعدة. وفي اليوم التالي، تختفي أصوات الاستغاثة من تحت الركام، ونعلم أن من كان حيا استشهد، فتحولت منازلهم إلى قبور لهم".
ويأتي ذلك ـ حسب أبو صفية- في ظل عدم توفر الإمكانات لدى الطواقم المختصة في محافظة الشمال "لإزالة الأطنان الكبيرة من الركام وإنقاذ المصابين، فضلا عن عدم وجود أي مركبة إسعاف تعمل في المكان".
ويرى أبو صفية أن الوضع "مؤلم وكارثي، والمؤسف أننا وجهنا نداءات استغاثة للعالم دون مجيب.. لا يوجد مجيب فأي من مدّعي الإنسانية غير قادر على خرق الحصار المطبق على الشمال".
وشدد على ضرورة كسر الحصار عن المحافظة، وإدخال الوفود والمساعدات والمستلزمات الطبية ومركبات إسعاف ولو كانت واحدة من أجل نقل المصابين وإنقاذ حياتهم.
كما أشار إلى أن هذا النقص الحاد بالإمكانات الذي يتعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي إيقاعه بالمنظومة الطبية في محافظة الشمال يتسبب بشكل أو بآخر بقتل المرضى والجرحى جراء نقص العلاجات.
ورفضت إسرائيل مرارا، وفق ما أفاد به مسؤولون دوليون وأمميون، دخول أدوية ومستلزمات طبية وأغذية إلى المحافظة المنكوبة، بهدف إجبار سكانها على الهجرة القسرية تحت وطأة الجوع والتقتيل.
تحذيراتوحذر مسؤولون فلسطينيون مرارا من فقدان مرضى وجرحى جراء نقص الإمكانات الطبية في شمال القطاع، كما أطلقوا على مدار أكثر من 40 يوما من الإبادة الإسرائيلية للمحافظة نداءات استغاثة لمؤسسات ومنظمات دولية وأممية تعنى بالمجال الصحي، لكن دون جدوى.
وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي اجتياحا بريا في شمال قطاع غزة، بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة".
ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه، تحت وطأة قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
وتسببت هذه العملية في خروج المنظومة الصحية عن الخدمة، فضلا عن توقف عمل جهاز الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
ورغم ذلك، تحاول المستشفيات الثلاثة الرئيسة في المحافظة، "كمال عدوان" و"الإندونيسي" و"العودة"، العمل بأقل الإمكانات وبطبيب واحد أو اثنين وفي ظل نفاد مخزونها من الأدوية والمستهلكات الطبية، لتقديم الحد الأدنى من الخدمة للجرحى والمرضى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی محافظة الشمال شمال قطاع غزة کمال عدوان أبو صفیة لا یوجد
إقرأ أيضاً:
مندوب سوريا: الاعتداءات الإسرائيلية محاولة لإذكاء الفتنة وفرض واقع احتلالي
قال مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك، إن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على بلاده "محاولة لإذكاء الفتنة وفرض واقع احتلالي جديد".
جاء ذلك خلال كلمته في مجلس الأمن، مساء الاثنين، حول "الحالة في الشرق الأوسط"، وفق وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
وقال الضحاك، إن "الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية تقوض الجهود الرامية للنهوض بسوريا، وتحقيق آمال وتطلعات شعبها".
وأوضح أن "كيان الاحتلال الإسرائيلي يواصل العمل لفرض واقع احتلالي جديد، من خلال محاولة ضرب الوحدة الوطنية السورية، وإذكاء نار الفتنة، وعرقلة الجهود الرامية لترسيخ الأمن والاستقرار".
وطالب "مجلس الأمن والأمم المتحدة وأمانتها العامة بإدانة الاعتداءات الإسرائيلية، ومنع تكرارها، وإلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها بموجب اتفاق فض الاشتباك عام 1974، وسحب قواتها من الأماكن التي توغلت فيها على مدى الأشهر الماضية، وإنهاء احتلالها للجولان السوري، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
وبشأن أحداث محافظة السويداء جنوبي البلاد، قال الضحاك، إن "الحكومة السورية وإذ تُعرب عن أسفها للأحداث الدامية المؤلمة التي شهدتها محافظة السويداء، فإنها ترفض وبشكل قاطع محاولات كيان الاحتلال استغلال تلك الأحداث لشن العدوان".
وعلى مدار أسبوع وتحت ذريعة "حماية الدروز"، استغلت إسرائيل التوترات التي اندلعت في السويداء وصعدت عدوانها على سوريا، بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين عشائر بدوية ومجموعات درزية، قبل أن يتم احتوائها باتفاق وقف إطلاق نار في 19يوليو/ تموز الجاري.
ومنذ الإطاحة بنظام بشار الأسد أواخر 2024، تشن إسرائيل غارات جوية على سوريا أسفرت عن مقتل وإصابة مدنيين، ودمرت مواقع عسكرية وآليات للجيش السوري.
ومنذ عام 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد بعد إسقاط الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين.
في السياق، أشار الضحاك إلى أن "الحكومة السورية نجحت بالتنسيق مع وكالات الأمم المتحدة في إجلاء موظفي الأمم المتحدة والرعايا الأجانب بشكل آمن (من السويداء)، رغم البيئة الأمنية المتقلبة وعالية المخاطر".
وشدد على "التزام الحكومة السورية بضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المتضررين، ودعم عمليات تقييم الاحتياجات المشتركة التي يجريها الهلال الأحمر العربي السوري في محافظتي السويداء ودرعا (المحاذية)، وإعادة تأهيل مرافق الخدمات العامة وخاصةً الكهرباء والمياه".
المندوب السوري لفت إلى "تعهد الحكومة بملاحقة ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات التي شهدتها محافظة السويداء".
ومنذ مساء 19 يوليو الجاري، يسود في محافظة السويداء اتفاق لوقف إطلاق النار، هو الرابع بعد انهيار الاتفاقات الـ3، جراء تجدد الاشتباكات وإقدام مجموعة تابعة لحكمت الهجري، أحد مشايخ عقل الدروز، على تهجير عدد من أبناء عشائر البدو وارتكاب انتهاكات بحقهم.
وتبذل الإدارة السورية الجديدة جهودا مكثفة لضبط الأمن في البلاد، منذ الإطاحة في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 بنظام الرئيس بشار الأسد بعد 24 سنة في الحكم.