أبوظبي.. منتدى القطاع الثالث يناقش تحسين حياة الأفراد والمجتمعات
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
تنظم دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، غداً الاثنين، في مركز أبوظبي للطاقة بالتعاون مع "أدنوك"، فعاليات النسخة الثالثة من منتدى القطاع الثالث تحت شعار "شركاء لتحقيق الأثر"، وذلك في إطار جهود الدائرة وحرصها على دعم وتفعيل دور جهات القطاع الثالث في النهوض بالمجتمع وتعزيز جودة حياة الأفراد.
ويهدف المنتدى إلى دفع جهود الدائرة نحو إنشاء بيئة داعمة متكاملة لجهات القطاع الثالث، من خلال تعزيز الجانب المعرفي ومناقشة أهم الفرص والتحديات، ضمن مجموعة من الجلسات الحوارية تضم نخبة من المتحدثين المحليين والدوليين.وسيركز على كيفية تمكين القطاع الثالث وتعزيز القدرات والمهارات فيه، وفقاً لأفضل الممارسات العالمية المتبعة، حيث سيقام خلاله حفل توزيع جوائز القطاع الثالث للمرة الأولى، لإبراز جهود الجهات المتميزة فيه، وتوجيه مختلف الجهات والأفراد الذين يسعون إلى إحداث تأثير اجتماعي عبر الاحتفاء بهم وتكريمهم.
وتتضمن الجوائز هذا العام 6 فئات رئيسية: أفضل مؤسسة نفع عام، ومؤسسة النفع العام الأكثر تأثيراً، وأفضل شركة ذات هدف اجتماعي، والشركة ذات الهدف الاجتماعي الأكثر تأثيراً، وأفضل فريق تطوعي، وأفضل مبادرة للمسؤولية المجتمعية. دور حيوي وقال محمد هلال البلوشي، المدير التنفيذي لقطاع المشاركة المجتمعية والرياضة في دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، إن المنتدى يعد فرصة سنوية لإبراز الدور الحيوي للقطاع الثالث في تحقيق تطلّعات أبوظبي نحو توفير بيئة داعمة تحتضن مؤسسات النفع العام، وتعزز دورهم في تحسين جودة الحياة، لافتاً إلى أن النسخة الثالثة من المنتدى، ستكرم أفضل مساهمات المسؤولية المجتمعية ومدى تأثيرها الإيجابي على المجتمع.
وأضاف أنه تم تشكيل لجنة من المتخصصين من مجموعة من المؤسسات الاتحادية والمحلية، لدراسة وتقييم المشاركات وتحديد المؤهّل منها للوصول إلى المرحلة النهائية، الأمر الذي يؤكّد حرص الدائرة على منح الجائزة للمشاركات الأكثر تميّزاً وفق تقييم الخبراء.
ويتضمن المنتدى جلسات تركّز على سبل دعم القطّاع الثالث وتمكينه من إحداث أثر إيجابي ملموس على المجتمع، وسبل ترسيخ الشراكات بين مؤسسات القطاع الثالث والقطاعين العام والخاص، وتبنّي استراتيجيات مبتكرة ومستدامة لتفعيل دور القطّاع الثالث وتعزيز مفاهيم التعاون والتكافل الاجتماعي، وتوفير بيئة تشجع على التطوّع والمشاركة المجتمعية.
وسيناقش دور القطاع الثالث في تحسين حياة الأفراد والمجتمعات من خلال توفير فرص العمل وتعزيز الابتكار وتلبية احتياجات المجتمع.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي الإمارات دائرة تنمية المجتمع أبوظبي القطاع الثالث
إقرأ أيضاً:
الدورات الصيفية وتعزيز الهوية الإيمانية والوطنية: دور المجتمع والقبيلة اليمنية في تحصين وعي الأمة
يمانيون | تقرير خاص
في ظل التحولات الكبرى التي شهدها اليمن منذ ثورة 21 سبتمبر 2014م، برزت الدورات الصيفية والأنشطة التربوية والثقافية كرافعة استراتيجية لإعادة بناء الإنسان اليمني على أسس قرآنية، وتعزيز وعيه بقضاياه الوطنية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
هذه الدورات، التي باتت تقام سنويًا في مختلف المحافظات والمديريات، تمثل مساحة تربوية فاعلة تسهم في بناء وعي الجيل الجديد، وتحميه من استهداف الحرب الناعمة التي تسعى إلى تفكيك القيم وتدمير الهوية. ومن أبرز سمات هذه الأنشطة أنها تحظى بتفاعل شعبي واسع، لا سيما من أبناء القبائل اليمنية الذين باتوا يشكلون ركيزة أساسية في إنجاحها، تنظيماً وحضوراً ودعماً.
ثمرة من ثمار ثورة 21 سبتمبر
تُعد هذه الدورات والأنشطة نتاجاً مباشراً للمشروع التنويري الذي جاءت به ثورة 21 سبتمبر، الثورة التي أعادت الاعتبار للهوية الإيمانية، وصحّحت مسار العلاقة بين الدولة والمجتمع، وسعت إلى تمكين الشعب من أدوات الوعي والبناء.
فمنذ ما بعد 2014م، أصبح تفعيل الدورات الصيفية جزءًا من استراتيجية وطنية لبناء جيل مؤمن، واعٍ، متفاعل مع قضايا الأمة، وقادر على التصدي للمؤامرات الفكرية والثقافية التي تستهدف الشعوب من الداخل.
المجتمع والقبيلة في صدارة التفاعل
تميزت هذه الأنشطة الصيفية بتفاعل مجتمعي واسع، حيث بات من المعتاد أن نرى الآباء والمشايخ ووجهاء القبائل وهم يشرفون بأنفسهم على تنظيم الفعاليات، ويوجهون أبناءهم للالتحاق بالمراكز الصيفية.
لقد أدركت القبيلة اليمنية، بما تملكه من رصيد تاريخي وثقافي، أن حماية الجيل الجديد لا تكون فقط بالجهاد، وإنما بالعلم، والتربية، وتعزيز الوعي.
وهذا التفاعل المجتمعي الواسع لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج وعي جمعي تشكل خلال السنوات الماضية، بأن بقاء اليمن عزيزاً وحراً وذا سيادة يبدأ من الإنسان، ومن تحصين فكره وهويته أمام الحملات التغريبية التي تستهدفه باسم العولمة والانفتاح.
دور مركزي في نصرة فلسطين
كان للفعاليات المقامة في المراكز الصيفية حضور قوي في سياق التفاعل الشعبي اليمني مع العدوان الصهيوني المتواصل على غزة، وفي دعم القضية الفلسطينية، قضية العرب والمسلمين المركزية.
ففي المعارض الطلابية والأنشطة التعبيرية والخطابية، برز التفاعل الوجداني والفكري مع مظلومية الشعب الفلسطيني، والتأكيد على مركزية الأقصى في وعي طلاب اليمن وأبنائه.
رفرفت أعلام فلسطين في ساحات المدارس والمراكز الصيفية، وتزينت المعارض بمجسمات للمسجد الأقصى، وصور الشهداء الفلسطينيين، ورسومات تعبّر عن وقوف اليمنيين، وخاصة الشباب، إلى جانب فلسطين كقضية عقائدية قبل أن تكون سياسية.
الوعي كأداة مقاومة
واحدة من أبرز إنجازات هذه الدورات أنها أصبحت اليوم أداة فعالة لمواجهة الحرب الناعمة والغزو الفكري. فبخلاف التعليم الرسمي الذي يعاني من ضعف المناهج وضعف الموارد، تقدم الدورات الصيفية محتوى معرفيًا وتربويًا عميقًا يربط الطالب بالقرآن، ويربي فيه الوعي السياسي والقيمي، ويعزز لديه الانتماء لله والوطن والقضية.
وتقوم المراكز الصيفية على أسس تربوية متكاملة، تبدأ من تحفيظ القرآن الكريم، وتمر عبر دروس توعوية حول الأخلاق، والمسؤولية، والقضايا الكبرى، وتنتهي بأنشطة فنية وإبداعية تُنمّي القدرات وتُفجّر الطاقات.
نحو بناء جيل قرآني مقاوم
المستهدف في هذه الدورات ليس فقط التعليم، بل صناعة جيل مؤمن، شجاع، وواعٍ بموقعه من معركة الأمة، جيلٍ يقرأ القرآن لا ككتاب ديني فقط، بل كمنهج حياة، وسلاح مقاومة، وأداة تحرر.
هذا الجيل الذي تنشئه الدورات الصيفية سيحمل مشروع الأمة، وسيكون درعها الواقي وسيفها في مواجهة الأعداء، بدءًا من العدو الصهيوني، مرورًا بالهيمنة الأمريكية، وانتهاءً بكل أدوات الغزو الثقافي.
ختامًا
الدورات الصيفية ليست نشاطًا موسميًا عابرًا، بل هي مشروع تحصين شامل بدأ يؤتي ثماره، وقد برهنت الأحداث أن الشعب اليمني، وعلى رأسه القبيلة اليمنية، هو شعب يقظ، وواعٍ، ومتماسك، إذا ما تم توجيهه بالقرآن، فإنه ينتصر في كل معاركه.
من هنا، فإن الاستمرار في دعم هذه الأنشطة، وتوسيعها، وتطوير مضامينها، يُعد مسؤولية وطنية ودينية، في إطار معركة الوعي التي يخوضها اليمن الحر في مواجهة الطغيان العالمي.