قد تكون مررت في وقت سابق، شعرت فيه بعدمية الحياة، تتشابه فيه أيامك، وتمضي دون تحقيق أهدافك التي تملأ رأسك، رغم انشغالك الدائم وتعدد علاقاتك ما بين صداقة أو ارتباط او داخل نطاق العمل، لكنك في نهاية اليوم تعود لمنزلك خاليًا من رغبة القيام بأي شيءٍ كان حتى التحدث، تريد الراحة فقط لا أكثر.
حتى يحدث ما كنت تريده وترغبه بشدة، في تلك اللحظة التي يدخل أحدهم فيها إلى حياتك، فيضيء ما كان معتمًا منها، ويمسك بيدك، ويرشدك، بل ويشجعك لتحقيق كل هدف كان نصب عينيك، فكل شخص يأتي إلى حياتك لسبب، في الوقت المناسب وفي اللحظة المناسبة، ليعطيك شيئا كنت تحتاج إليه بشدّة، حتى لو كان في مكان أو وقت لا تتوقعه.
وحين يدخل شخص لحياتك، وتتفاعل معه لفترة زمنية، يؤثر على شخصيتك بطريقة أو بأخرى، فيجعلها رائعة أكثر ممّا رأيته فيك، أوعرفته عنك، فتجده يعلمك الحب، وكيف يكون الإهتمام، وتجده ملهمًا داعمًا نحو تحقيق أحلامك، أولئك الذين يشجعوننا لشق طريق ما يجب أن نريده ونصبو إليه، والذين يسعوا أن يجعلونا نسخة أفضل من أنفسنا، ويجعلوا ما ظنناه مستحيلًا ممكنًا، الذين وضعوا مرآة الحياة أمامنا، فرأينا دواخلنا المُشرقة، أولئك الذين يجعلونا نشعر بالامتنان لكل ما حصلنا عليه وأصبح لدينا، الذين كانوا كتفًا لرأس الحزن، وذراعًا لرجفة الخوف، في الحيرة وجدناهم أكثر الناس حكمة، وفي الخطأ أقربهم مغفرة، أولئك الذين لم يتركوا يد الباب ولوَّحوا بالرحيل، بل تمسّكوا به حتى بان أثر ذلك علينا، ولو خُيّرنا لاخترناهم مرةً أخرى.
i1_nuha@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
جمال الروح
الجمال ليس أن يكون لديك وجه جميل، بل أن يكون لديك عقل جميل، قلب جميل، والأهم من ذلك روحا جميلة.
جمال الروح هو الذي يعطي انطباعا جيدا عن الشخصية مهما كان شكله أو لونه أو عرقه، فعندما نرى شخصا للمرة الأولى نلاحظ الشكل الخارجي، ولكن عندما نتحدث معه ويطول الحديث نبدأ نكون فكرة عن صفاته وعيوبه ومزاياه وقد نجده أكثر جمالا وجاذبية دون أن ندرك ذلك والعكس صحيح.
عندما تملئين أفكارك بالطاقة الإيجابية والجمال الداخلي سيزيد تقديرك لكل ما هو حولك وستجدين كل شيء أكثر جمالا وجاذبية لأنك تعكسين إلى العالم الخارجي الجمال الكامن داخلك، فإذا ما شعرتي أنك امرأة جميلة وآمنتي بقدرتك ستزيد ثقتك بنفسك وسيظهر جمالك متوهجا لا مثيل له.
أما الجمال الخارجي هو ذلك الذي يرتبط بمعايير جسدية ومادية بحتة وكثيرا نرى نساء لا يشعرن بالثقة والراحة النفسية ولا يعجبهن شكلهن الخارجي ويقارن أنفسهن بالنساء الأخريات ولا يجرؤن على تحقيق ذاتهن.. فالوجه والجسد سيواجهان التجاعيد والتقدم بالسن أما الجمال الداخلي سيبقى يانعا طالما أسقيته بالأخلاق السامية. فجمال الروح هو الشيء الوحيد الذي لا يستطيع الزمن أن ينال منه، فليس هناك جميل ولا قبيح وإنما التفكير هو الذي يصور الجمال والقبح للإنسان، فكم من وجه حسن يخفى نفسا خبيثة،
لذلك الأشياء الأكثر جمالا في العالم لا يمكنك رؤيتها أو حتى لمسها ولكن تشعر بها بقلبك، وأكبر مثال على ذلك أن الحب الحقيقي هو التقاء روحين، والأرواح لا تتنافس في الجمال ولا في الذكاء لأن كل الأرواح جميلة وذكية، وهناك مقولة «الحب أعمى» وذلك خطأ، بل الحب مبصر ولكنه يرى بعين الجمال فيرى كل شيء جميلا.
وأخيرا باختصار أنت جميلة إذا آمنتي بجمالك، وأنت جذابة إذا أحسستي بجاذبيتك تنبع من داخلك فيراك الناس حسب الصورة التي ترينها أنت عن نفسك في المرآة، لذلك حاولي أن تتخطى العيوب التي تعيق تقدمك واشعري بجمالك لكي تنقلي هذا الإحساس للعالم بأسره.
أعجبني بيت الشعر:
بنات حواء أعشاب وأزهار
فاستلهم العقل وانظر كيف تختار
ولا يغرنك الوجه الجميل
فكم في الزهر سم وكم في العشب عقار.
اقرأ أيضاً«الروح الحلوة والنفس الطيبة».. رامي إمام ناعيا سليمان عيد | صورة
وزير الأوقاف: ذكر النبي يعكس الوعي الروحي ويجسد معاني الجمال في كل تفاصيل الحياة