تختتم جامعة السلطان قابوس ممثلة بقسم الإعلام بفندق انتر ستي مسقط غدا المؤتمر الدولي الرابع "الاتصال والإعلام وثورة الذكاء الاصطناعي.. الحاضر والمستقبل" والذي استمر على مدار 3 أيام.

وشهد المؤتمر اليوم عقد الجلسة الرئيسية الثانية وتحدث فيها الدكتور محمد عبدالظاهر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف، وسامية عايش، صحفية وخبيرة في الابتكار والإعلامي الرقمي، ومنى بنت ناصر المعمرية، مديرة الصحافة الرقمية والإعلام بـ"عمانتل"، والدكتور ناصر آل فنة، مدير مكتب البرامج التقنية بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، والقائم بأعمال المدير العام المساعد للمركز الوطني للفضاء والتقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي، وأدارت الجلسة الدكتورة فاتن عبدالحميد بن لاغة.

كما نظم المؤتمر أمس 3 جلسات أخرى كانت الأولى حول "الذكاء الاصطناعي والإعلام.. تجارب ودراسات حالة" واستعرض الدكتور عبدالمنعم الحسني "أنسنة الإعلام في عصر الذكاء الاصطناعي نحو تجربة عربية عمانية في العمل الإعلامي الإنساني"، وتطرق الدكتور إسلام عبدالرؤوف إلى إدماج أدوات الذكاء الاصطناعي في مؤسسات الإعلام المرئي والمسموع في سلطنة عمان، فيما قدم الدكتور مجدي الداغر ورقة عمل حول "فاعلية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في إنتاج المواد الاستقصائية بالمؤسسات الإعلامية المصرية"، واستعرض كل من الدكتورة خليدة البشاري وخالد خلفاوي تطبيقات الذكاء الاصطناعي ودورها في مجال إنتاج البرامج التليفزيونية، وتطرق كل من الدكتور جاسم ميرزا والدكتورة جيهان إلياس إلى فاعلية الذكاء الاصطناعي في بناء الخبر التليفزيوني، وقدمت الدكتورة نجوى ورقة عمل حول تأثير الذكاء الاصطناعي في صناعة وإنتاج الدراما العربية.

وركزت الجلسة الثانية على تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الصناعات والممارسات الإعلامية حيث قدم كل من الدكتور إبراهيم مرزقلال وهاجر طاهري ورقة عمل حول "تأثير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على الممارسة الإعلامية محليًّا وعربيًّا وعالميًّا"، وتحدث الدكتور محمد رفعت عن دور الذكاء الاصطناعي التوليدي في تعزيز الإبداع والكفاءة في صناعة المحتوى التسويقي الرقمي، وتطرق الدكتور رمزي جاب الله إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى الإعلاني بين تداعيات الأثر ومصداقية المضمون، وركز الدكتور فؤاد جدو في ورقة عمله على الذكاء الاصطناعي وإشكاليات توجيه الرأي العام الإلكتروني عبر وسائل الإعلام والاتصال.

واستعرضت الجلسة الثالثة تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الصناعات والممارسات الإعلامية، وقد تحدث الدكتور سعيد بن صقر آل صقر عن تأثير الذكاء الاصطناعي على إنتاج الأخبار وتوزيعها واستهلاكها، وتطرق كل من الدكتور علال طحطاح، والدكتور عبدالنور زيدان إلى تداعيات استخدام الذكاء الاصطناعي في جرائم الإعلام، وقدمت الدكتور غادة محمود عبدالحميد ورقة عمل حول المسؤولية الاجتماعية للقائم بالاتصال في الإعلام المرئي نحو استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في البرامج التليفزيونية وتأثيرها على الجمهور المتلقي، وتطرقت الدكتورة نهى عوض سعيد الدارودي إلى دور الذكاء الاصطناعي في الإعلامي الرقمي، واختتمت الجلسة بورقة عمل لأميرة الغافرية، وخالصة الرحبية حول الآثار الاجتماعية والاقتصادية لتبنّي تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وأقيمت الحلقة التدريبية "مستقبل الفوتوغرافيا في عالم الذكاء الاصطناعي" ضمن الفعاليات المصاحبة للمؤتمر الدولي الرابع لقسم الإعلام أشرف عليها الدكتور عبدالمنعم الحسني وزير الإعلام السابق برفقة المدربين طالب العبري وحسين البحراني، وقد ناقشت الجلسة مجال الفوتوغرافيا في عالم الاصطناعي.

وناقش المدرب الأستاذ طالب العبري مصطلحات عدة في مجال التصوير منها الفرق بين التصوير والتصوير الضوئي، واستعرض العبري حقيقة الذكاء الاصطناعي واستخداماته عبر التاريخ قائلا: "أغلب هذه المصطلحات هي مصطلحات تسويقية وليست مصطلحات علمية دقيقة"، واختتم حديثه بالقول إن جميع هذه المحاولات لتطوير الذكاء الاصطناعي هدفها أن تحاكي الفكر البشري.

واختتم المدرب الأستاذ حسين البحراني الحلقة بالتدريبات العملية التي عرضها للحضور وشاركوا فيها بالتطبيق، موضحا أدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة فيها.

ويمثل المؤتمر منصة للباحثين والأكاديميين والمتخصّصين لمناقشة وتبادل المعارف والخبرات والتّجارب العربية والدولية ذات الصّلة باستخدامات الذّكاء الاصطناعي في حقل الاتّصال والإعلام، وما تفرزه هذه التّجارب من ظواهر إعلاميّة مختلفة. ويسعى المؤتمر إلى تسليط الضوء على تغيرات البيئة الإعلامية والاتصالية والمشتغلين فيها، والمهارات اللازمة لمواكبة التغيرات المستقبلية، والتحديات الأخلاقية والقانونية المرتبطة بتوظيف الذّكاء الاصطناعي في الإنتاج الإعلامي.

ويتخلل برنامج المؤتمر سلسلة من حلقات العمل التفاعلية المتخصصة في استخدام أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى الإعلامي، وأطلق المؤتمر الدولي الرابع لقسم الإعلام بالتعاون مع مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف مسابقة تمثل أول تحدٍ من نوعه، بعنوان: تحدي مبتكري المحتوى بالذكاء الاصطناعي "شباب" GEN AI بمشاركة أكثر من 50 متدربا، لتعزيز مهارات الذكاء الاصطناعي لدى طلبة جامعة السلطان قابوس، والصحفيين في المؤسسات الصحفية العمانية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی على الذکاء الاصطناعی فی کل من الدکتور ورقة عمل حول

إقرأ أيضاً:

هل يوجد الذكاء الاصطناعي جيلا مسلوب المهارات؟

منذ أن دخل الذكاء الاصطناعي أجهزة الطلبة، ارتفع الاعتماد عليه في شتى مجالات الحياة، وأصبح يخترق أجهزة الطلبة والأكاديميين والعامة، فقد أشار تقرير الوظائف الصادر في مايو من العام الفائت إلى حاجة ماسة لإعادة تشكيل المهارات والقدرات التي تراجعت بنسبة كبيرة عند الناس بسبب اعتمادهم على تقنيات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يكشف ضرورة ملحة لإعادة تشكيل وتطوير المهارات بما يخدم الإنسان ومجتمعه.

يكرر أغلب الطلبة الضغوطات والصعوبات الدراسية كمبررات لاستعمال هذه التقنيات، لأنهم ينتقلون من نظام تعليمي إلى نظام مختلف من حيث المناهج وطرق المذاكرة والاحتياج إلى مهارات مختلفة في البحث والتفكير واستيعاب المادة العلمية فيلجأ الكثير منهم للذكاء الاصطناعي لمساعدتهم في إنجاز الأعمال وتوليد الأفكار، على الجانب الأخر يعتمد الخريجون على الذكاء الاصطناعي بسبب الضغط الدراسي الهائل بحكم ضيق الوقت لديهم ويباشرون من تلك اللحظة فقدان بعض مهاراتهم قبل إقبالهم على الحياة خارج الجامعة سواء الحياة الوظيفية أو العامة.

لقد اجتاحت نماذج الذكاء الاصطناعي حياة الطلبة، وأصبحوا يعتمدون عليها في كثير من جوانب حياتهم، فهي قادرة على توفير إجابات للتساؤلات التي تخطر في أذهانهم، وعلى صعيد آخر تتيح هذه المنصات إمكانية كتابة المقالات وترجمتها وتلخيصها، وغيرها من الإمكانيات التي تخدم الطلبة في مقاعد الدراسة، كما أن المناهج الدراسية الثقيلة وكثرة المواد والاختبارات تسبب ضغطًا كبيرًا، فيلجؤون لهذه التقنيات لتحقيق درجات عالية أو إنجاز أعمالهم على أقل تقدير، وفي سؤالي لمجموعة من طلبة الجامعة عن دوافع استعمال الذكاء الاصطناعي قالوا: لتوفير الوقت والجهد فهو يقدّم نتائج سريعة ومباشرة، يطرح ذلك إشكالاً في مدى رغبة الناس في بذل جهد للتعلم والبحث وتخصيص الوقت لذلك؟

يعتمد الطلاب على الذكاء الاصطناعي لإنجاز المهام دون بذل الجهد الكافي لفهمها ولها تأثير على المهارات الأساسية فتقلّ القدرة على البحث وتحليل المعلومات عند الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي، وإذا اعتمد الطلاب فقط على الذكاء الاصطناعي لإيجاد الحلول، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل قدرة الطالب على التفكير المستقل والتفكير النقدي، ويحث المختصون على منع استخدام الذكاء الاصطناعي في بعض المجالات التي تحرم المستخدمين من فرص تطوير القدرات المعرفية والاجتماعية.

أصبح تحسين المهارات والتعلم لدى الطلبة أكثر أهمية اليوم، مثل تلك المهارات التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي تطويرها كالتفكير التحليلي والتعاطف والاستماع النشط والقيادة والتأثير الاجتماعي، إن اكتساب المعلمين المهارات اللازمة لدمج الذكاء الاصطناعي في أساليب التدريس الخاصة بهم بشكل فعال عمل لا بد من القيام به، ويتطلب سد هذه الفجوة برامج تطوير مهني شاملة لضمان راحة المعلمين وكفاءتهم في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بما يتوافق مع متطلبات العصر دون التأثير السلبي على مهارات الجيل القادم.

يستعمل الطلبة الذكاء الاصطناعي إذا ما تبادر أي سؤال في ذهنهم وهذا يقلص من الاستعانة بالكتب العلمية الموثقة وأخذ المعلومة منها، وأشار مجموعة من طلبة الطب إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي في كثير من الأحيان تقدم معلومات خاطئة خاصة في الأسئلة الطبية الدقيقة أو العلمية بشكل عام، وينصح المختصون بضرورة الموازنة بين التقنية والكتب من خلال توعية الطلبة بضرورة البحث عن المعلومات من الكتب الموثّقة وخاصة المعلومات العلمية والثقافية والتاريخية. لابد أن تكون هذه التقنيات أدوات مساعدة فهي لا تؤدي دور الباحث أبدا، بالإضافة أن النتائج التي تقدمها قد تظهر تحيزات سياسة أو أخطاء علمية لأنها مبرمجة وفق أنظمة معينة.

من جهة أخرى، يحذر المختصون من اعتماد الطلاب الشديد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لأنه ينتج عنها قلة المشاركة في الأنشطة البدنية والمهارية والعائلية، وزيادة الشعور بالعزلة والانطواء والإفراط في استخدام هذه الأدوات قد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية وضعف مهارات التواصل البشري، فمثلا تؤدي تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى تقليل الوقت الذي يقضيه المعلم مع الطلاب، مما يؤثر على العلاقة التعليمية، ويعتاد الطلاب على التفاعل مع الأنظمة الذكية بدلاً من المعلمين البشر، مما يضعف مهاراتهم في التواصل البشري.

يحتاج العالم اليوم إلى طاقات شبابية مزودة بالمهارات والمعارف وهي ضرورة ملحة تفرضها التحديات المتسارعة التي يشهدها العالم في مختلف المجالات. والشباب هم القوة الدافعة وراء الابتكار والإبداع والآلة ليست سوى وسيلة مساعدة تخدم الشباب في سبيل التغيير الإيجابي.

مقالات مشابهة

  • تعليم نماذج الذكاء الاصطناعي ما لا تعرفه
  • نقابات العمال الأمريكية تبدأ معركتها ضد الذكاء الاصطناعي
  • احذر فخ الذكاء الاصطناعي: مشهد وهمي بتقنية Veo 3 يثير الجدل
  • هل يوجد الذكاء الاصطناعي جيلا مسلوب المهارات؟
  • في شكوى الإعلامية مها الصغير.. "الأعلى للإعلام" يستدعي الممثلين القانونيين للمواقع والوسائل الإعلامية المشكو في حقها
  • الناطق الرسمي بوزارة الثقافة والإعلام: لا يوجد أي حساب رسمي على منصة “فيسبوك” باسم رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس
  • رادار الذكاء الاصطناعي يرعب السائقين في تركيا
  • كيف غيّر الذكاء الاصطناعي حياة المكفوفين في جامعة باريس؟
  • المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام يبحث شكوى الإعلامية مها الصغير
  • مايكروسوفت تستغني عن مئات الموظفين للاستثمار في الذكاء الاصطناعي