جولد بيليون: الذهب في مصر يبدأ رحلة صعود جديدة
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
ارتفع سعر الذهب خلال تداولات، اليوم الثلاثاء، بدعم من الارتفاع الحالي في سعر الذهب العالمي الذي بدأ في التعافي مع بداية الأسبوع، ليتمكن الذهب المحلي من إيجاد الدعم لإنهاء التراجع الذي شهده خلال الفترة الماضية، وينصب تركيز الأسواق الآن على مدى زخم الصعود الحالي وهي يعود الذهب لاستكمال موجة الارتفاع الأخيرة.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الثلاثاء عند المستوى 3645 جنيها للجرام ليتداول حالياً عند المستوى 3670 جنيها للجرام، وذلك بعد أن ارتفع يوم أمس بمقدار 35 جنيها ليغلق تداولات الأمس عند المستوى 3620 جنيها للجرام بعد أن افتتح الجلسة عند 3585 جنيها للجرام، وفق تحليل جولد بيليون.
الارتفاع الحالي في سعر الذهب المحلي جاء بدعم من تعافي سعر الذهب العالمي مع بداية الأسبوع، لينهي الذهب المحلي تداولات جلسة الأمس فوق المستوى 3600 جنيه للجرام ليعطيه دفعه وزخم إيجابي ليستمر في الصعود خلال تداولات اليوم.
من جهة أخرى يستمر سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك الرسمية الارتفاع بشكل تدريجي مما يساهم في دعم تحركات الذهب الإيجابية، إلا أن التأثير الأساسي على أسعار الذهب يظل ناتج عن تحرك سعر أونصة الذهب العالمي.
هذا وتشير التوقعات في الأسواق أن البنك المركزي المصري في طريقه إلى تثبيت أسعار الفائدة خلال اجتماعه الخميس القادم عند أعلى معدلاتها دون تغيير للمرة الخامسة على التوالي، وذلك في ظل الضغوط التضخمية الحالية وعدم الإعلان عن إجراءات جديدة بالتزامن مع المراجعة الرابعة لصندوق النقد الدولي.
بقاء أسعار الفائدة ثابتة سيعمل على استمرار الوضع الحالي المستقر لأسعار الصرف، وبالتالي يبقى التأثير حيادي على أسعار الذهب المحلي الذي يعتمد في تحركاته حالياً على السعر العالمي.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية.
شهد سعر الذهب العالمي ارتفاع لليوم الثاني على التوالي ليسجل اعلى مستوى في أسبوع وذلك بدعم من تراجع مستويات الدولار الأمريكي، وسط ترقب الأسواق لصدور تصريحات من أعضاء البنك الفيدرالي بالإضافة إلى تزايد الطلب على الملاذ الآمن بسبب تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا.
استمر سعر الذهب المحلي في الارتفاع بدعم من تعافي أسعار الذهب العالمي الأمر الذي ساعد السعر المحلي على الانتهاء من التراجع الذي شهده خلال الأيام الماضية، ليستمر الترقب في الأسواق حاليا لمزيد من الارتفاعات التدريجية في الذهب اعتمادا على حركة السعر العالمي.
استطاع سعر الذهب العالمي أن يغلق تداولات الأمس فوق المستوى 2600 دولار للأونصة، الأمر الذي زاد من فرص الارتفاع ليستكمل الصعود اليوم مستهدفاً منطقة المستوى 2645 دولار للأونصة التي تمثل المتوسط المتحرك 50 يوم.
أما عن السعر المحلي:
تمكن سعر الذهب المحلي عيار 21 أن ينهي تداولات الأمس فوق المستوى 3600 جنيه للجرام، ليسجل ارتفاع مع بداية تداولات اليوم مع تزايد الزخم الصاعد، ويستهدف حالياً المستوى 3700 جنيه للجرام.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صندوق النقد الدولى البنك المركزي النقد الدولي سعر صرف الدولار سعر الذهب الدولار سعر الذهب العالمی الذهب المحلی جنیها للجرام أسعار الذهب بدعم من
إقرأ أيضاً:
في حضرة الصمت العالمي: جريمة سعودية جديدة على الحدود… والشاهد جثة متفحمة
يمانيون | تقرير
في صمتٍ دولي مخزٍ، وفوضى ضمير إنساني مستمرة، يواصل جنود حرس الحدود السعودي ارتكاب جرائم إبادة ممنهجة بحق فقراء اليمن القادمين من مناطق أنهكها الجوع والحصار.
آخر فصول هذه المأساة كان الشاب عبد الله علي قاسم الشمري، الذي خرج من قريته بمديرية حيدان في محافظة صعدة، بحثًا عن عمل بسيط يقي أسرته الموت جوعًا، ليعود جثة متفحمة، بعد أن حوّله النظام السعودي إلى هدف مباح للحديد والنار.
“برمودا الحدود السعودية”… مصيدة الفقراء اليمنيين
لم يكن عبد الله مجرمًا أو متسللًا كما تروّج الآلة الإعلامية السعودية، بل كان واحدًا من آلاف اليمنيين الذين هجّرهم الحصار، ودفعهم الفقر إلى عبور حدود “الأمل الموهوم”، حيث كانت السعودية تقدم نفسها قبل الحرب كدولة جاذبة للعمالة اليمنية، لكنها تحوّلت بعد العدوان إلى مثلث موت شبيه ببرمودا، لا يخرج منه اليمني حيًّا غالبًا.
بحسب إفادات الشهود الناجين من المذبحة، فإن جنود الحرس السعودي اقتادوا عبد الله ورفاقه إلى مراكز احتجاز سرّية، وهناك بدأت فصول التعذيب بالنار، والكيّ بالحديد، والإجبار على المشي فوق الجمر، وانتهت بصرخات عبد الله الأخيرة قبل أن يلفظ أنفاسه متفحمًا.
شهادات الناجين: “كانوا يحرقوننا… وكنا أحياء”
صلاح الجرفي، أحد الناجين، تحدث وهو يئن من آثار الحروق:
“كانوا يضعون الحديد المحمّى على أجسادنا، كأننا لسنا بشرًا… أجبرونا على المشي فوق الجمر، وقتلوا عبد الله أمام أعيننا.”
أما عادل سالم، الناجي الآخر، فكان أكثر ألمًا:
“كنا نبحث عن رزق لا عن معركة… عبد الله احترق وهو يصرخ: (ما عملنا شيء)… وما زال صوته يطاردنا حتى اليوم.”
هؤلاء الشهود عادوا محمّلين بجراح جسدية ونفسية، في وقت بقي فيه جثمان عبد الله ملقى في وادٍ على الجانب السعودي من الحدود، دون أن يُسلّم، أو يُوثّق كجريمة حرب، أو حتى تُثار قضية إنسانية باسمه.
جرائم ممنهجة لا حوادث فردية
ما جرى ليس استثناءً، بل تكرار لنمط دموي بدأ منذ بدء العدوان على اليمن عام 2015.
قوات حرس الحدود السعودية ارتكبت مئات الجرائم المشابهة على امتداد الشريط الحدودي، حيث تم توثيق حالات قتل عمد، تعذيب بالنار، إطلاق نار مباشر على مجموعات من العمال والمهاجرين، بل وصل الأمر إلى إطلاق النار على نساء وأطفال في مناطق حدودية مثل رازح ومنبه.
تقديرات حقوقية تشير إلى سقوط أكثر من 2,000 ضحية خلال السنوات الأخيرة في جرائم مماثلة، معظمهم فقراء أو عمال أو أشخاص يبحثون عن اللجوء.
السعودية والحرب الاقتصادية: من التجويع إلى الحرق
السعودية لم تكتف بالحرب العسكرية والقصف والتجويع والحصار، بل وسّعت أدوات الحرب لتشمل العقاب الفردي بالحديد والنار.
هذا النمط من القتل لا يخرج عن سياق حرب اقتصادية منظمة ضد اليمن، تتضمن:
وفي ظل هذا الحصار، أصبحت “الهجرة من أجل البقاء” خيارًا إجباريًا، و”الحدود” مصيدة موت جماعي.
مفارقة الحرب: طرف واحد يقتل، والعالم أخرس
من اللافت أن كل الجرائم تُرتكب بحق يمنيين على الجانب السعودي، بينما لم تُسجل حالات قتل لمواطنين سعوديين على الطرف اليمني، رغم أن المناطق الحدودية تشهد توترًا مستمرًا.
وهذه الحقيقة تُظهر أن هذه حرب من طرف واحد، تستهدف الفقراء، وتستخدم فيها كل وسائل الإبادة الصامتة: الجوع، الحرق، التعذيب، الصمت، والخذلان الدولي.
جرائم ضد الإنسانية وصمت دولي
ما جرى لعبد الله الشمري، ومن قبله المئات من اليمنيين، لا يُصنَّف كـ”حالة فردية” أو “حادثة حدودية”، بل هو جريمة حرب مكتملة الأركان:
وفقًا للقانون الدولي الإنساني، فإن قتل المدنيين، وتعذيبهم أثناء الاحتجاز، يُعد من الجرائم الجسيمة التي تستوجب الملاحقة الجنائية الدولية.
من “تنومة” إلى “الشمري”: مجازر تتكرر
ما جرى لعبد الله يذكّر بمجزرة حُجاج تنومة عام 1923، حين أبادت السلطات السعودية أكثر من 3,000 حاج يمني، في واحدة من أسوأ المجازر التي لم تُحاسب حتى اليوم.
الفرق الوحيد أن عبد الله لم يكن حاجًا، بل فقيرًا يبحث عن الحياة، فكان نصيبه الاحتراق حيًا.
إلى متى؟
عبد الله الشمري لم يُقتل في معركة، ولم يمت بالخطأ، بل تم قتله متعمدًا وبدم بارد، داخل سجون لا تحمل أسماء، وبأيدي جنود يمثلون نظامًا ينتهك القانون والكرامة.
إن ما يحصل على الحدود السعودية اليمنية هو وصمة عار في جبين الإنسانية، ولن تُغسَل بصمت الإعلام ولا بصمت المنظمات الدولية.
إنه ملف يجب أن يُفتح دوليًا، وتُطلق فيه حملة عدالة دولية للضحايا الذين يُقتلون فقط لأنهم يمنيون وفقراء.