دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قضى المصور البريطاني مهتاب حسين أعوامًا عديدة في توثيق تجارب الذكور البريطانيين من ذوي الأصول الآسيوية، بمن في ذلك أفراد مجتمعه، لتشكيل سلسلة فوتوغرافية تُدعى "You Get Me?" (هل تفهمني؟).

كان حسين وهو من أصول باكستانية قد نشأ بمدينة برمنغهام متعددة الثقافات في المملكة المتحدة، عندما لاحظ أن وسائل الإعلام كانت "غالبًا ما تشوِّه أو تبسِّط" تجارب هؤلاء الأشخاص، على حد وصفه.

وقال حسين في مقابلةٍ مع موقع CNN بالعربية: "يعيش العديد من هؤلاء الرجال مع شعور عدم الانتماء، أو النضال بين توقعات الثقافة الغربية والتراث الخاص بهم".

ماذا يعني أن تكون بريطانيًا؟ قضى المصور، مهتاب حسين، نحو عقد من الزمن في توثيق الشباب المسلمين البريطانيين.Credit: Mahtab Hussain

والتقط صورا لبعض الأشخاص وهم يرتدون بدلة مخططة أنيقة، بينما يظهر آخرون في أجواء أكثر عفوية سواءً في الشارع، أو في النادي الرياضي، وتتعمق هذه الصور في أوجه تعقيد الهوية، والرجولة، والانتماء في بريطانيا اليوم.

وبالنسبة للعديد من الشباب البريطانيين المسلمين، يمثل استكشاف هوياتهم متعددة الثقافات تجربة معقدة وصعبة في بعض الأحيان.

جمع الفنان هذه الصور لإنشاء مشروع يُدعى "?You Get Me".Credit: Mahtab Hussain

وأوضح حسين أنه كثيرًا ما يكون هناك عبء كبير ملقى على كاهل هؤلاء الأشخاص لإتمام المصالحة بين الهوية البريطانية وخلفياتهم الثقافية والدينية. 

كما أنّ الأحداث والسياسات العامة، مثل تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب، دفعت البعض إلى الشعور كما لو أن مجتمعهم يخضع للتدقيق بشكل غير عادل، ما يزيد من تعقيد شعورهم بالانتماء داخل بريطانيا. 

صديقان يتناولان الطعام معًا.Credit: Mahtab Hussain

وقال حسين: "تعكس هذه الازدواجية الصعوبات التي يواجهها العديد من هؤلاء الرجال أثناء محاولتهم احتضان هويتهم المتعددة الثقافات وسط الضغوط والتوقعات المجتمعية"، موضحًا: "أردت أن تكسر صور البورتريه هذه المفاهيم الخاطئة، وتدعو المشاهدين إلى رؤية هؤلاء الأفراد خارج التصنيفات الثقافية، والنظر إليهم كأشخاص معقدين ومتعددي الأوجه بدلاً من ذلك".

هذا المشروع نشأ من تجارب الفنان الخاصة كشخص باكستاني بريطاني.Credit: Mahtab Hussain

وأراد المصور محاولة سد الفجوات الثقافية في صوره عبر التركيز على تعابير الرجال المميزة، والأزياء التي يرتدونها، وما يُحيط بهم.

مشاركة حياتهم صورة لفتى بقفازي ملاكمة.Credit: Mahtab Hussain

وبدلاً من العثور على هؤلاء الأشخاص عبر أسرته أو معارفه، وصل حسين إلى هؤلاء الرجال من خلال التفاعلات الاجتماعية، كما أنّه أوقفهم للحديث معهم بعفوية أثناء المشي أو ركوب دراجته عبر الشوارع.

Credit: Mahtab Hussain

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: المملكة المتحدة بريطانيا التصوير صور فنون

إقرأ أيضاً:

«الخلية»

لم يكن فيلم «الخلية» مجرد عمل سينمائى عن الإرهاب الأسود وقوى الظلام التى حاولت العبث بأمن المصريين، بل كان مرآة تعكس كيف تُحاك المؤامرات فى الخفاء، وكيف تُدار الخطط لاستهداف مفاصل الوطن الحيوية.. وفى النهاية يسدل الستار بالقضاء على التنظيم المتطرف.
ما لا يعرفه الكثيرون أن نسخة أخرى من «الخلية» تُعرض يوميًا، ولكن على شاشة البورصة المصرية.. السيناريو ذاته، لكن المشاهد مختلفة، والأبطال -أو بالأحرى الضحايا- مختلفون تمامًا.
على مدار سنوات، نشأت فى السوق «خلية»، مجموعة من الأفراد الذين ظلّوا يتحركون داخل المشهد بلا انقطاع، مُتقنين فنون التلاعب بالسوق كخبراء فى لعبة «الثلاث ورقات»، هؤلاء لا يكتفون بتحريك الأسعار، بل يصنعون حول الأسهم هالة من الوهم؛ يوهمون صغار المستثمرين بأن وراء الصعود أخبارًا جوهرية واعدة، بينما الحقيقة لا تتجاوز كونها مخططات ممنهجة لرفع أسعار أسهم لشركات يطاردها العجز والديون، وتخيم على ميزانياتها علامات استفهام عديدة.
لكى يُربكوا الجهات الرقابية، يتنقل أفراد الخلية بين أكواد مختلفة، ويوزعون عملياتهم بحرفية تبدو كما لو أنها تداولات طبيعية، ومع كل صعود صاروخى لسهم متهالك، تتصاعد الشكوك.. ما طبيعة علاقة هؤلاء المتلاعبين بهذه الشركات؟.. ومن المستفيد الحقيقى من كل خطوة محسوبة بينهم؟.. ولماذا ينجحون دائمًا فى تنفيذ خططهم بينما يتضرر صغار المستثمرين فى كل مرة؟
تساؤلات كثيرة دفعت الجهات الرقابية إلى تغيير استراتيجيتها.. فقد بدأت حملات تفتيش واسعة على شركات عدة، كشفت خلالها مخالفات بالجملة، وأصدرت قرارات رادعة بحقها.. وهذه خطوة لا يمكن إلا الوقوف أمامها باحترام، فهى محاولة جادة لتنظيف السوق من شركات استمرارها يمثل خطرًا على استقرار البورصة وعلى مدخرات المستثمرين البسطاء.
الأخطر من الشركات هم المتلاعبون أنفسهم.. تلك الأسماء التى تتكرر فى كل ملف، وتظهر فى كل قضية، وتطاردها مخالفات لا تُعد ولا تُحصى.. هؤلاء يمثلون «الجذور السامة» التى يجب اقتلاعها، لأن وجودهم هو الخطر الحقيقى الذى ينخر فى جسد السوق ويهدد ثقة المستثمرين.. وهو دور الجهات الرقابية.. فلم تعد مصمصة الشفاه تجدى.. وعليها الضرب بيد من حديد ضد هذه الأسماء، فالمشهد بات مضحكا للغاية، إذا ما أرادت استقرار التعاملات، وحماية السوق وأموال المستثمرين.

مقالات مشابهة

  • كيف يهدد تشويه صورة الرجل الأسرة؟
  • «الخلية»
  • بذرة فنان
  • الوجوه المتعددة للبذاءة (4)
  • صراعات بأركان محكمة الأسرة.. العقوبة القانونية لمن يمنع الأب من رؤية أطفاله
  • “اغتيال الحقيقة”.. كتاب من الرئاسة التركية يوثق “حرب إسرائيل على الصحافة”
  • التراث العربي: إدراج الكشري في قائمة اليونسكو خطوة مبهجة تعزز الهوية الثقافية المصرية
  • مسرح الجنوب يطلق اسم المخرج الكبير عصام السيد على دورته العاشرة
  • بكل وقاحة.. سرقة كابلات كهربائية في عكار وفيديو يوثق
  • نصائح لتحسين الخصوبة عند الرجال.. طبيب يوضح