إكتشاف السرطان من خلال الضوء والصور.. عالمة متميزة في مجال هندسة الحاسب تمتلك براءات اختراع تتعلق بالأمن السيبراني
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
تقدم جامعة قطر نطاقًا واسعًا من المساهمات القيمة من خلال إجرائها لأبحاث عالية المستوى تسهم في عمليات التنمية وتطور المجتمع؛ وتأتي أنشطتها البحثية المتزايدة كركيزة أساسية لدعم رؤية قطر بالتحول إلى اقتصاد المعرفة. وفي هذا الإطار نسلط الضوء على أبرز الأنشطة البحثية التي قدمتها إحدى أبرز الباحثات المتميزات في كلية الهندسة بجامعة قطر.
ترتكز أبحاث الأستاذة الدكتورة سمية المعاضيد، أستاذ في قسم علوم الحاسب على مجالات الذكاء الاصطناعي وتطبيقه على الصور في المجالات الأمنية والطبية. وقد بدأت بحوثها في مجالات: تحليل صور الخطوط والوجوه والبصمات لاستعمالها في التعرف الجنائي على صاحب الصورة أو الأثر، بالإضافة إلى استخدام طرق متقدمة لإدارة الحشود باستخدام الدرون.
وفي تصريح لها، قالت ا.د سمية المعاضيد، أستاذ في قسم علوم الحاسب: "قدمنا لعدد من براءات اختراع بتمويل من جامعة قطر واللجنة العليا للإرث، ولدينا تعاون مع اللجنة الأمنية في اللجنة العليا للمشاريع والإرث لتطوير العديد من البحوث والاستفادة منها محليًا وعالميًا، منها: أنظمة المراقبة بالفيديو القائمة على التعلم العميق وتستخدم في مهام مختلفة، بما في ذلك عدّ الحشود واكتشاف الأحداث غير الطبيعية، اكتشاف الأشياء والتعرف على الحركات البشرية وغيرها. إن شبكات الكمبيوتر العميقة هي نوع من الخوارزميات الذكية التي تحاكي تصور العقول البشرية، وتتطلب تدريبًا على كميات وفيرة من البيانات، وتعمل هذه الخوارزميات بشكل جيد مع بعض التطبيقات حين يكون من السهل الحصول على البيانات".
وأضافت ا.د سمية: "في الآونة الأخيرة، أصبح تطوير أنظمة المراقبة بالفيديو الآلية أمرًا بالغ الأهمية؛ وذلك لضمان أمن وسلامة السكان، خاصة خلال الأحداث التي تنطوي على حشود كبيرة، مثل الأحداث الرياضية. بينما يعمل الذكاء الاصطناعي (AI) على تمهيد مسار أجهزة الكمبيوتر للتفكير مثل البشر، كما يمهد التعلم الآلي والتعلم العميق الطريق أكثر، وذلك عن طريق إضافة مكونات التدريب والتعلم".
وقالت ا.د المعاضيد: "إن هذه الخوارزميات تتطلب وسم البيانات وأجهزة كمبيوتر عالية الأداء لتحليل وفهم بيانات المراقبة المسجلة من الكاميرات الثابتة أو المحمولة المثبتة في البيئات الداخلية أو الخارجية بشكل فعال. ومع ذلك، فقد لا يؤدون كما هو متوقع، أو يستغرقون وقتًا طويلًا في التدريب، أو ليس لديهم بيانات إدخال كافية للتعميم بشكل جيد. وتحقيقا لهذه الغاية؛ تم مؤخرًا اقتراح التعلم العميق (DTL) والتكيف العميق (DDA) من قبل فريق البحث كحلول واعدة للتخفيف من هذه المشكلات. وقد ساهمت هذه النظريات والبرامج في تسهيل التعرف الآلي على الصور وعد الأشخاص في الحشود، مما يساهم في إدارة الحشود بدقة وفاعلية. بالإضافة إلى هذه الخوارزميات الجديدة استطعنا أن نطور أجهزة باستخدام الدرون والبوابات الذكية لإدارة الحشود".
كما ذكرت ا.د سمية حول تقديمهم لبراءة اختراع لقبعة ذكية لأنظمة وطرق وأجهزة ومنتجات برامج الكمبيوتر لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية. وهو جهاز مساعد ذكي يساعد ذوي الإعاقة البصرية في التنقل والتقاط صور في الوقت الفعلي لمعرفة المكان والاتجاه. وتتضمن الطريقة أيضًا إرسال الصورة إلى جهاز كمبيوتر أحادي اللوحة ومعالجة الصور وتوفير مساعدة التنقل للمستخدم بناءً على الصورة المعالجة.
بالإضافة إلى ذلك تم التقديم على براءة اختراع أخرى لجهازٍ للكشف عن الأشياء وتحديدها ومراقبتها بواسطة الكاميرا وموجات الرادار المصغرة، ويكشف كذلك عن إحداثيات الشخص أو المركبة المتحركة بواسطة جهاز استشعار وقد تم تطبيقه في الكشف عن الدرونز وعد الأشخاص وإدارة الحشود.
وأضافت ا.د سمية: "أما في مجالات الذكاء الاصطناعي في الطب، فقد بدأت ببحوث الكشف عن السرطان باستخدام صور ميكروسكوبية بأطياف ضوئية متعددة وسجلنا بها عدة اختراعات وأنظمة نسعى لتسوقها مستقبلًا، وذلك بالتعاون مع المستشفى الأهلي في قطر ومؤسسة حمد الطبية. وقد تلتها عدة بحوث في مجالات طبية مختلفة، ففي مجال جائحة كوفيد 19، استطعنا تطوير عدة برامج لتحليل الصور الطبية وتحليل صوت المرضى لمعرفة إصابتهم بكوفيد وخطورة المرض وأنشأنا تطبيقات يمكن للشخص العادي استخدامها لتحليل الصور الطبية أو الصوت، وآخر بحوثي التي أشرفت عليها هي استخدام طرق ذكية في التعليم وقد طبقناها في عدة مدارس في قطر، وذلك بدعم من وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي. وحاليا أشرف على طلاب دراسات عليا يبحثون في طرق وبرامج لتحليل الكتابة لمعرفة عسر الكتابة وعسر الكلام منذ الصغر، وذلك للناطقين بالعربية وغيرهم".
وشكرت ا.د سمية جامعة قطر وكلية الهندسة على الدعم المتواصل لتوفير بيئة بحثية متميزة وتوفير المعامل والأجهزة والدعم التقني، وتمويل بعض البحوث وإدارة التمويل الخارجي وتشجيع الابتكار وتسجيل براءات الاختراع. وبدورها كأستاذة في الجامعة، شجَّعت طلابها على عمل البحوث المبتكرة والتعاون مع الصناعة والمؤسسات المحلية، وأشارت إلى أنها تشعر بالفخر وهي ترى مخرجات أعمالهم البحثية ومساهمتهم في خدمة المجتمع.
والجدير بالذكر أن الأستاذة الدكتورة سمية المعاضيد تعمل حاليا كأستاذة بقسم علوم الحاسب بجامعة قطر، وهي حاصلة على درجة الدكتوراه في علوم الكمبيوتر من جامعة نوتنغهام. وقد أشرفت على الطلاب من خلال مشاريع بحثية تتعلق بالرؤية الحاسوبية والذكاء الاصطناعي. وهي منسقة مجموعة أبحاث رؤية الكمبيوتر بجامعة قطر. تتمتع المعاضيد بتعاون ممتاز مع المؤسسات الوطنية والدولية والصناعة، وهي باحثة رئيسية في العديد من المشاريع البحثية الممولة المتعلقة بمعالجة الصور الطبية والذكاء الاصطناعي. نشرت على نطاق واسع في مجال الرؤية بالكمبيوتر والتعرف على الأنماط وقدمت ورش عمل حول تعليم البرمجة. وفي عام 2015، تم انتخابها كرئيسة IEEE لقسم قطر. كما أن لديها براءات اختراع متعلقة بالأمن السيبراني وإكتشاف السرطان من الصور والضوء.
ولقد ساهمت بحوثها في خدمة المجتمع الجامعي والمحلي بالتعاون مع مؤسسات حكومية وخاصة، منها: وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي واللجنة العليا للمشاريع والإرث وقطر للبترول وقابكو ومؤسسة حمد والمستشفى الأهلي ومستشفى العمادي ووزارة الدفاع ووزارة الداخلية ووزارة المواصلات ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومكتبة قطر الوطنية والهيئة العامة للمتاحف ووزارة الثقافة وشركة ديل وشركة هاواوي.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: جامعة قطر
إقرأ أيضاً:
"حصان طروادة السيبراني".. تطبيق الكتروني ساهم في انهيار نظام الأسد
كشف تقرير أعدته مجلة أميركية عن تطبيق الكتروني حمل اسم مؤسسة " الأمانة السورية للتنمية" التي كانت تديرها أسماء الأسد، وساهم وبشكل كبير في انهيار النظام السوري عبر اختراق الهواتف المحمولة لضباط وعناصر الجيش، بذريعة تقديم مساعدات مالية. اعلان
بعد عدة أشهر من سقوط نظام بشارالأسد، لاتزال تفاصيل السقوط والهروب الدراماتيكي تَّرْشحُ بين الحين والآخر، فانهيار نظام الأسد، سيّل الكثير من الحبر في الآونة الأخيرة بين من أراد أن يقدم تحليلات عن المرحلة، وبين آخر زعم أنه يمتلك مفاتيح الحقيقة وعلى اطلاع بكامل التفاصيل. وبين ذلك وذاك هناك حقيقة واحدة مفادها أن الكثير من الأمور لاتزال مخبأة، وأن الأيام كفيلة بكشفها.
وفي هذا السياق نشرت مجلة أميركية تحقيقاً صحفياً كشفت فيه عن تفصيل جديد، ساهم بشكل كبير في سقوط نظام الأسد. الصحيفة تحدثت عن تطبيق إلكتروني كان منتشراً بين ضباط وجنود الجيش السوري، وكان بمثابة عنصر إسناد للعمليات العسكرية التي عرفت بـ"ردع العدوان".
التحقيق الذي أجرته مجلة "نيو لاينز" الأميركية، كشف عن ظهور تطبيق يحمل اسم "الأمانة السورية للتنمية"، ومصمم بشعارات ورموز مطابقة للمنظمة الرسمية التي كانت تديرها أسماء الأسد، وهذا ما أكسبه نوعاً من المصداقية، قبل أن يتم الترويج له في أوائل صيف 2024 ضمن أوساطالجيش السوري، على أنه تطبيق يهدف إلى تقديم المساعدات المالية والمعونات، مستغلاً الأوضاع المعيشية السيئة للضباط والجنود.
وللحصول على المساعدة المالية يطلب التطبيق من الجنود تعبئة معلوماتهم الشخصية، كما يطلب الإجابة عن أسئلة تقليدية غير مثيرة للشكوك في البداية، ثم تتصاعد وتيرة الأسئلة في المرحلة الثانية لتستهدف معلومات أكثر حساسية، كالسؤال عن الرتبة العسكرية ومكان الخدمة الدقيق، وصولاً إلى الفيلق والفرقة واللواء والكتيبة، وفي المقابل يتلقى المستخدمون تحويلات شهرية تقارب 400 ألف ليرة سورية.
استدراج معلومات حساسةالتطبيق تضمن أيضاً رابطاً للتواصل عبر "فيسبوك" ومن خلاله، كانت تُسحب بيانات تسجيل الدخول لحسابات التواصل الاجتماعي للمستخدم وتُحول بهدوء إلى خوادم خارجية، وهذا ساعد في توليد خرائط عسكرية، من خلال المعلومات التي تم الحصول عليها من حسابات أفراد الجيش السوري، كشف عن نقاط القوة والثغرات في خطوط دفاع القوات السورية.
وأفاد التقرير الذي نشرته المجلة الأميركية بأن التطبيق ساعد في تحديد الموقع الجغرافي، ومراقبة تحركات الجنود والمواقع العسكرية، والتنصت على المكالمات، وتسجيل محادثات القادة لمعرفة الخطط العملياتية مسبقاً، وسحب الوثائق والخرائط والملفات من الهواتف، بل وحتى تفعيل الكاميرا للحصول على بث مباشر من داخل المنشآت العسكرية، عبر زرع برنامج تجسس متطور يُعرف باسم "سباي ماكس" الذي يمكّن المهاجمين من التجسس على كل شيء في الهاتف والوصول إلى الصور والكاميرا.
وبحسب التقرير فإن البيانات المجموعة من خلال التطبيق الالكتروني، ساعد وبشكل كبير في التشويش على أوامر الضباط من خلال إرسال تعليمات متضاربة، وهو ما عجّل انهيار خطوط الدفاع الجيش السوري وخاصة في معركة حلب التي كانت بوابة الوصول إلى دمشق.
وفي الوقت الذي لاتزال الأطراف المنفذة للهجوم السيبراني مجهولة، أفاد التقرير بأن فصائل من المعارضة وأجهزة استخبارات إقليمية أو دولية أو أطرافاً أخرى غير معروفة ربما كانت وراء تنفيذ هذا الهجوم السيبراني.
وتشير المعلومات إلى أن مئات أو حتى الآلاف، من الهواتف المحمولة لضباط وعناصر الجيش السوري قد تعرضت للاختراق، حيث أظهرت إحدى الرسائل المنشورة في قناة "تيليغرام" المرتبطة بالتطبيق، في منتصف يوليو/ تموز 2024، أن نحو 1500 حوالة مالية حُولت خلال ذلك الشهر وحده، في حين تحدثت منشورات أخرى عن دفعات إضافية لاحقة.
ولمّحت المجلة الأميركية في ختام التحقيق إلى أنه من الممكن أن يكون رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع على علم بتفاصيل دقيقة عن الهجوم السيبراني، أثناء العملية العسكرية التي تمكنت خلال 12 يوماً من إسقاط نظام بشار الأسد.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة