مصادر: الرئيس الروسي منفتح على نقاش وقف إطلاق النار مع ترامب.. ولكنه يصر على مبادئه تجاه كييف
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
مع اقتراب عودة ترامب إلى البيت الأبيض، تتسارع الأحداث في مسار الحرب على أوكرانيا.. وآخر تلك المستجدات: أنباء عن استعداد القيصر الروسي للتفاوض مع ترامب حول إنهاء الحرب المستمرة منذ فبراير 2020.. فما مدى صحة ذلك؟ وهل سيصل الطرفان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار؟ وما شروط ذلك؟
قالت خمسة مصادر مطلعة على ما يدور في كواليس الكرملين: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس مستعدا لتقديم تنازلات تذكر، ويصر على تخلي كييف عن سعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ناتو، ومع ذلك فإنه "منفتح" على مناقشة أمور مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب من بينها: وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا.
خمسة من المسؤولين الروس، منهم من لا يزال على رأس عمله، أكدوا لوكالة رويترز للأنباء: أن الكرملين قد يوافق على نطاق واسع على تجميد الصراع على طول الخطوط الأمامية. وجاء ذلك في أول تقرير يحتوي على تفاصيل تتعلق بما قد يقبله بوتين ضمن أي صفقة يكون ترامب وسيطا فيها.
وكان بوتين قال هذا الشهر إن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن يعكس "الحقائق" على الأرض، لكنه يخشى من هدنة قصيرة الأمد، تتمكن أوكرانيا في أثنائها أن تعيد تسليح نفسها بدعم من الغرب.
وأوضح في تصريحاته بالسابع من تشرين الثاني/ نوفمبر: "إذا لم يكن هناك حياد، فمن الصعب أن نتخيل وجود أي علاقات حسن جوار بين روسيا وأوكرانيا".
وعزا ذلك بالقول: "لأن هذا يعني أن أوكرانيا سوف يتم استتخدامها دوما كأداة في الأيدي الخاطئة، وذلك على حساب مصالح الاتحاد الروسي".
خط المواجهة الشرقيإن هؤلاء المسؤولين رفضوا الكشف عن أسماءهم لحساسية الموضوع، وقال ثلاثة منهم إنه من الممكن أن يكون هناك مجال للتفاوض بشأن تقسيم المناطق الأربعة الشرقية -دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون- بدقة. وهي مناطق تقول موسكو إنها جزء من روسيا.
وتسيطر قواتها على نسبة ما بين السبعين والثمانين في المئة من تلك الأراضي. ولكن في المقابل هناك نحو ستة وعشرين ألف كيلومتر مربع ما تزال تحت سيطرة القوات الأوكرانية.
وقال اثنان من المسؤولين إن روسيا من الممكن أن تكون منفتحة كذلك على أن تنسحب من المساحات الصغيرة نسبيًا من الأراضي التي تسيطر عليها في منطقتي خاركيف وميكولايف، في شمال أوكرانيا وجنوبها.
"تجميد الصراع لن ينجح"قال مصدران إن قرار الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن بالسماح لأوكرانيا بإطلاق صواريخ أميركية من طراز أتاكمس في عمق روسيا قد يعقد أي تسوية، ويؤخرها. وقال المصدران إنه إذا لم يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار، فإن روسيا ستواصل القتال.
يأتي ذلك بعد أن استخدمت كييف الصواريخ لضرب الأراضي الروسية لأول مرة يوم الثلاثاء وفقا لموسكو، التي نددت بهذه الخطوة باعتبارها تصعيدا كبيرا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لرويترز قبل ساعات من إعلان الروس عن الضربات: "لقد قال بوتين بالفعل إن تجميد الصراع لن ينجح بأي حال من الأحوال. إن تقديم الصواريخ هو تصعيد خطير للغاية من جانب الولايات المتحدة".
في الجهة الأخرى، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده لن ترتاح حتى يتم طرد آخر جندي روسي من أراضيها.
Relatedحضرها ألف شخص... مسيرة للمعارضة الروسية في برلين تدعو لمحاكمة بوتين وإنهاء الحرب في أوكرانيارئيس بولندا يهاجم شولتس: الاتصال ببوتين كان محاولة لوقف الحرب في أوكرانيا قبل تولي ترامب الرئاسةبوتين يوقع مرسوماً يوسع إمكانية اللجوء إلى السلاح النوويحدد بوتين شروطه الأولية لإنهاء الحرب على الفور في الرابع عشر من يونيو/حزيران، ويشمل ذلك أن تتخلى أوكرانيا عن طموحاتها في حلف شمال الأطلسي، وسحب قواتها من أربع مناطق أوكرانية تطالب بها روسيا وتسيطر على أغلبها.
وبالرغم من ذلك لا توجد مشكلة لدى موسكو في مناقشة الضمانات الأمنية لكييف، وفقًا للمسؤولين الخمسة الحاليين والسابقين.
وقال ديمتري سيمز أحد أفضل الخبراء الروس اتصالاً بأمريكا - وقد هاجر إلى الولايات المتحدة من الاتحاد السوفييتي في عام 1973-:"سيكون من الصعب للغاية التوصل إلى صفقة كبرى لأن مواقف الجانبين متباعدة للغاية" حسب رأيه.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بايدن يأذن بتزويد أوكرانيا بسلاح ألغام جديد تحرّمه 160 دولة من أجل صدّ التوغل الروسي الرئيس الأوكراني زيلنسكي: "قد يرتفع عدد القوات الكورية الشمالية إلى 100 ألف عند الحدود مع أوكرانيا" على هامش قمة العشرين: محادثات روسية صينية تتناول التوترات في أوكرانيا وكوريا فولوديمير زيلينسكيدونالد ترامبفلاديمير بوتينجو بايدنروسياالحرب في أوكرانياالمصدر: euronews
كلمات دلالية: كوب 29 روسيا حركة حماس إسرائيل تركيا الحرب في أوكرانيا كوب 29 روسيا حركة حماس إسرائيل تركيا الحرب في أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي دونالد ترامب فلاديمير بوتين جو بايدن روسيا الحرب في أوكرانيا كوب 29 روسيا حركة حماس إسرائيل فلاديمير بوتين تركيا الحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فولوديمير زيلينسكي دونالد ترامب أسلحة الحرب فی أوکرانیا وقف إطلاق النار یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
بعد انتقاده بوتين.. هل يمهّد ترامب لتجاهل التسوية السياسية للحرب الأوكرانية؟
موسكو – في وقت بدت فيه العلاقات الروسية الأميركية كأنها تبتعد عن خطاب المواجهة وتقترب من الحوار السياسي لحل الأزمات العالقة بينهما، لا سيما ملف الحرب الأوكرانية، جاءت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب "النارية" ضد نظيره الروسي فلاديمير بوتين لتطرح تساؤلات حول ما إذا كانت هذه التصريحات مقدمة للعودة إلى التوتر بين البلدين.
وكان الرئيس الأميركي صرّح يوم 27 مايو/أيار الجاري بأن "بوتين لا يفهم أنه لولا ترامب لكانت روسيا قد تعرضت لأمور سيئة للغاية"، وقال إن الرئيس الروسي "يلعب بالنار".
وجاءت انتقادات ترامب لبوتين في ظل الغارات الروسية المكثفة على أوكرانيا، وما اعتبره ترامب عدم إحراز أي تقدم في محادثات إنهاء الحرب، مضيفا كذلك أن بوتين "جنّ جنونه" وأنه "يقتل الكثير من الناس دون داعٍ".
ردود مقابلةمن جانبها، سعت موسكو إلى "امتصاص" الهجوم الكلامي لترامب، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن "لكل دولة مصالحها الوطنية التي تحميها، وهذه المصالح فوق كل اعتبار".
وذهب المتحدث في تصريحه إلى ما تشبه إشارات الغزل بقوله إن "الولايات المتحدة، التي تبذل جهودا حثيثة في إطار التسوية السلمية، ترغب في إحراز تقدم في هذه العملية"، مؤكدا أن موسكو ممتنة لواشنطن على هذه الجهود، وأنها تستعد للجولة المقبلة من المفاوضات مع كييف وستحافظ على الاتصالات مع الإدارة الأميركية.
إعلانومن بين جميع المسؤولين الرسميين الروس، وحده ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي غرّد خارج السرب، وقال إن "كلام ترامب عن لعب بوتين بالنار، والأمور السيئة للغاية التي قد تحدث لروسيا.. أعرف شيئا واحدا سيئا للغاية، الحرب العالمية الثالثة. آمل أن يفهم ترامب هذا".
كلام ميدفيديف رد عليه في اليوم نفسه المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص لأوكرانيا وروسيا كيث كيلوغ بقوله إن "زيادة المخاوف بشأن الحرب العالمية الثالثة تصريح مؤسف وغير مسؤول من ميدفيديف، ولا يليق بقوة عالمية"، مضيفا أن "الرئيس ترامب يعمل على وقف الحرب ووضع حد لأعمال القتل. ونحن في انتظار استلام مذكرة التفاهم من روسيا التي وعدتم بها قبل أسبوع. أوقفوا إطلاق النار فورا".
تعبير عن فشليبدو أن ما أعطى تصريحات ترامب الأخيرة صدا واسعا هو أنها لم تقتصر على توجيه انتقادات لاذعة لبوتين، بل حملت تهديدات باحتمال فرض عقوبات جديدة على روسيا. فهل بدأ العد التنازلي لتراجع الإدارة الأميركية عن مقاربتها للصراع الروسي الأوكراني وتفاهماتها الأخيرة مع موسكو؟
وفق وجهة نظر الباحث في الشؤون الدولية ديمتري كيم، فإن التصريحات "القاسية" التي أدلى بها ترامب ضد بوتين تُظهر يأس الولايات المتحدة من محاولة إجبار روسيا على الخضوع للمقاربة الأميركية لوقف الحرب على أوكرانيا.
ويضيف في تعليق للجزيرة نت، أن ترامب يتمتز بفقدانه القدرة على ضبط النفس في التعابير والتوصيفات السياسية. فقد وصف بوتين بـ"المجنون"، وفولوديمير زيلينسكي وكير ستارمر وإيمانويل ماكرون ودونالد توسك وفريدريش ميرز بـ"المُحرِّضين على الحرب"، لكن عجزه عن ضبط انفعالاته هذه المرة مرتبط بفشل واشنطن في مواجهة روسيا وهزيمة بوتين شخصيا.
ويوضح أن واشنطن كانت تأمل أن تتمكن من جرّ أوكرانيا إلى المعسكر الغربي وتوسيع حلف الناتو وإجبار روسيا على الاستسلام، لكن كان ذلك رهانا خاسرا؛ فقد كانت هذه قضية محورية بالنسبة لروسيا عندما ساعدت الولايات المتحدة في الإطاحة بحكومة موالية لموسكو في أوكرانيا، ثم بنت أكبر جيش في أوروبا هناك ودعمته في مواجهة القوات الروسية، حسب قوله.
إعلانعلى هذا الأساس، يضع المتحدث هجوم ترامب على بوتين في سياق التمهيد للتراجع عن الوعود التي قطعها بوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حيث كان رهانه الحقيقي على أن موسكو المنهكة من الحرب والتي لم تعد قادرة على تحمل المزيد من العقوبات، ستتجاوب بسرعة، لكن تبيّن العكس.
"حفظ ماء الوجه"
من جانبه، يرى الخبير في النزاعات الدولية فيودور كوزمين أن ترامب يتظاهر بالغضب الشديد من روسيا، ويحاول الإيحاء بأن بوتين على وشك إحراق "الجسر الذهبي" الذي بناه له، لكن على الأرجح وبالعكس من ذلك، ستؤدي إجراءات محددة إلى تصعيد ضد أوكرانيا.
ويضيف للجزيرة نت أن "ترامب على ما يبدو لا يتلقى معلومات كافية ودقيقة بشأن الصراع في أوكرانيا، إذ يتكلم ويوجه الاتهامات للرئيس الروسي وكأنه لا يعرف بحصول هجمات إرهابية ضخمة تنفذها أوكرانيا كل يوم تقريبا ضد المدن الروسية المسالمة".
ويقرّ المتحدث بأن الولايات المتحدة قد تفرض عقوبات جديدة على روسيا، ولكنه مع ذلك يرى أن هذه القيود ستكون رمزية إلى حد ما بهدف الإظهار "لصقور أوروبا" أن واشنطن تمارس ضغوطا على موسكو.
ويلفت إلى أن ترامب يدرك تماما أن العقوبات الجسيمة لا تضرّ إلا بالمصالح الأميركية لأنها تُقرّب روسيا والصين. لكن إذا فرضت فلن تشمل عقوبات مصرفية جديدة.
ومع ذلك، لا يستبعد كوزمين خيارات أخرى للضغط على روسيا لتقديم تنازلات، بما في ذلك الموافقة على وقف إطلاق نار لمدة 30 يوما.