البوابة:
2025-06-06@13:41:54 GMT

في ذكرى استشهاده..من هو عز الدين القسام

تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT

في ذكرى استشهاده..من هو عز الدين القسام

في مثل هذا اليوم من سنة 1935، استشهد، في أحراج قرية يعبد من أعمال جنين الشيخ عز الدين القسام، ابن مدينة جبلة السورية وإمام جامع "الاستقلال" في مدينة حيفا،  في كمين نصبته القوات البريطانية لفرقة الأنصار المسلحة التي كان يقودها.

وكان لاستشهاد القسام الأثر العميق في كل فلسطين، إذ كان استشهاده الشرارة الأولى لاندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى في العام التالي.

وفيما يلي نبذة عن سيرة عز الدين القسام:

الميلاد والنشأة

محمد عز الدين بن عبد القادر القسام (1300هـ/1883م - 1354هـ/1935م) الشهير باسم عز الدين القسام، عالم مسلم، وداعية، ومجاهد، وقائد، ولد في بلدة جَبَلة من أعمال اللاذقية سنة 1883م، وتربى في أسرة متديّنة ومعروفة باهتمامها بالعلوم الشرعية، إذ كان والده يعلم طلاب العلم القرآن الكريم والكتابة في كتَّاب كان يملكه.

التعليم


ارتحل القسام في الرابعة عشرة من عمره مع أخيه فخر الدين إلى مصر لدراسة العلوم الشرعية في الأزهر،  حيث تأثر بكبار شيوخ الأزهر ، كما تأثر بقادة الحركة النشطة التي كانت تقاوم المحتل البريطاني بمصر وعاد بعد سنوات يحمل الشهادة الأهلية، .

التوجهات الفكرية


آمن القسام أن الثورة المسلحة هي الوسيلة الوحيدة لإنهاء الانتداب البريطاني والحيلولة دون قيام دولة صهيونية في فلسطين، وذلك في وقت كان أسلوب الثورة المسلحة أمراً غير مألوف للحركة الوطنية الفلسطينية ؛ حيث كان نشاطها يتركز في الغالب على المظاهرات والمؤتمرات.
كما كان يعتبر الاحتلال البريطاني هو العدو الأول لفلسطين، ودعا في الوقت نفسه إلى محاربة النفوذ الصهيوني الذي كان يتزايد بصورة كبيرة، وظل يدعو الأهالي إلى الاتحاد ونبذ الفرقة والشقاق حتى تقوى شوكتهم.

دعم الثورة الليبية ضد الغزو الإيطالي

كانت الدول الأوروبية الاستعمارية تتسابق لبسط سيطرتها على مشرق العرب ومغربهم منذ أواخر القرن التاسع عشر، وكان بينها صراع، ثم تم الاتفاق على القسمة، حيث عُقدت اتفاقية بين إيطاليا وفرنسا تنص على أن تتخلى الأخيرة عن مطامعها في طرابلس الغرب (ليبيا)، وتطلق إيطاليا يد فرنسا في مراكش، وضمنت إيطاليا موافقة بريطانيا وروسيا على ذلك. وفي سنة 1911م قررت إيطاليا الاستيلاء على طرابلس الغرب، فحاصر أسطولها مدينة طرابلس في 30\9\1911م. وعندما وصل خبر الحصار إلى مسامع أهل بلاد الشام، ثارت موجة عارمة من الغضب، كان للقسام دور بارز فيها، إذ أخذ يؤثر في جمهور الساحل السوري بغيرته وحماسته وقدرته الخطابية، ويُثير دمَ الأخوّة ويفجر العواطف الكامنة، وقد خرج القسام إلى الشوارع يقود الجماهير في جبلة واللاذقية ومدن الساحل وقراه. وعندما تمكن الجند الإيطالي من احتلال ليبيا انتقل القسام من قيادة التظاهرات الشعبية إلى قيادة حملات تجنيد الشباب باسم الجهاد، للدفاع عن شرف المسلمين ومنع نزول المذلة بهم.

تمكن عز الدين القسام من تجنيد مئات الشباب من الساحل السوري، وقادهم بنفسه، وتعهدهم بالتدريب العسكري والفكري، وقام أيضاً بحملة لجمع الأموال والمؤن الكافية للنفقة على المتطوعين وأسرهم ولمساعدة المجاهدين في ليبيا. كما اتصل القسام بالحكومة التركية العثمانية، وحصل على موافقة الباب العالي في إسطنبول بنقل المتطوعين إلى الإسكندرونة، ونقلهم بعد ذلك بالباخرة إلى ليبيا، فودّع المجاهدون أهليهم، واتجهوا إلى شاطئ الإسكندرونة، ثم انتظروا قدوم الباخرة التي تقلهم إلى ليبيا، ولكن انتظارهم قد طال، ومضى على وجودهم في الإسكندرونة مدة أربعين يوماً أو يزيد دون أن يأتيهم خبر، فرجع المجاهدون إلى مدنهم وقراهم، وبنوا مدرسة بمال التبرعات لتعليم الأميين، وهناك رواية أخرى تقول: إن عز الدين القسام صمم على لقاء المجاهدين في ليبيا، وأن ينقل إليهم ما استطاع جمعه من معونات مادية، وأنه انتقل سراً إلى الأرض الليبية، وأنه التقى المجاهد الكبير عمر المختار


بعد أن فرغ من دراسته بالأزهرعاد الشيخ القسام إلى جبلة عام 1903، وحل محل والده في الكتاب فاشتغل بتحفيظ القرآن الكريم وأخذ يعلم أبناء المسلمين بعض العلوم الحديثة، ثم أصبح بعد ذلك إماماً لمسجد المنصوري في جبلة،فغدا بخطبه المؤثرة وسمعته الحسنة موضع احترام وتقدير السكان هناك وفي المناطق المجاورة ، وربطته بكثير من السكان صلات قوية وصداقات متينة.
قاد أول مظاهرة تأييداً لليبيين في مقاومتهم للاحتلال الإيطالي، وكون سرية من 250 متطوعاً، وقام بحملة لجمع التبرعات، ولكن السلطات العثمانية لم تسمح له ولرفاقه بالسفر لنقل التبرعات.

دوره في مواجهة الاستعمار الفرنسي لسوريا

احتل الأسطول الفرنسي اللاذقية والساحل السوري في 10\10\1918م، فكان عز الدين القسام أول من رفع راية مقاومة فرنسا في تلك المنطقة، وأول من حمل السلاح في وجهها، وكان من نتاج دعاياته أن اندلعت نيران الثورة في منطقة صهيون، فكان في طليعة المجاهدين، وقد قاد عز الدين القسام مَن أطاعه من بني قومه ومن أهل بلدته إلى جهاد الفرنسيين، فقد نقل عنه ابن أخيه عبد المالك القسام أنه كان يقول: «ليس المهم أن ننتصر، المهم قبل كل شيء أن نعطي من أنفسنا الدرس للأمة والأجيال القادمة»، أي أنه كان يريد أن يضرب للناس مثلاً في الجهاد والقتال ويرفع من معنوياتهم.

وهناك رواية تقول: إنه قبل سقوط الساحل السوري بيد القوات الفرنسية في تشرين الأول (أكتوبر) سنة 1918م، باع عز الدين القسام بيته ليشتري بثمنه سلاحاً، وتقول الرواية أيضاً: إنه باع بيته في جبلة وانتقل إلى الحَفة مع زوجته وأولاده.

إلى حيفا

غادر القسام ورفاقه جبال صهيون، واتجهوا نحو جسر الشغور، ثم انتقلوا إلى بيروت، ثم كانت رحلة فردية للقسام إلى دمشق، ثم عاد إلى بيروت، وانتقلت الجماعة إلى صيدا على الشاطئ اللبناني بواسطة عربة يقودها حصان، ومن صيدا أقلّهم قارب إلى عكا، فأقام فيها أياماً أو شهوراً، كانت استراحة المسافر، أو للتشاور في أي الأماكن أنسب للإقامة الدائمة، فوازن بين عكا وحيفا، ودرس التركيبة السكانية لكلتا البلدتين، فمال إلى المجتمع الحيفاوي، لأن حيفا كانت سوقاً رائجة للعمل والعمال والتجارة، يفد إليها طلاب العمل والتجارة من الأقاليم العربية كافة، وبخاصة الإقليم السوري، لأن فلسطين كانت جزءاً من سوريا. وكان وصول القسام إلى فلسطين سنة 1920م فيما بين شهر آب سنة 1920م وأواخر السنة نفسها.


والتحق بالمدرسة الإسلامية في حيفا، ثم بجمعية الشبان المسلمين هناك، وأصبح رئيساً لها عام 1926. كان القسام في تلك الفترة يدعو إلى التحضير والاستعداد للقيام بالجهاد ضد الاستعمار البريطاني، ونشط في الدعوة العامة وسط جموع الفلاحين في المساجد الواقعة شمالي فلسطين.

تكوين الخلايا السرية

استطاع القسام تكوين خلايا سرية من مجموعات صغيرة لا تتعدى الواحدة منها خمسة أفراد، وانضم في عام 1932 إلى فرع حزب الاستقلال في حيفا، وأخذ يجمع التبرعات من الأهالي لشراء الأسلحة. وتميزت مجموعات القسام بالتنظيم الدقيق، فكانت هناك الوحدات المتخصصة كوحدة الدعوة إلى الجهاد، ووحدة الاتصالات السياسية، ووحدة التجسس على الأعداء، ووحدة التدريب العسكري وغيرها، ولم يكن القسام في عجلة من أمر إعلان الثورة، فقد كان مؤمناً بضرورة استكمال الإعداد والتهيئة، لذا فإنه رفض أن يبدأ تنظيمه في الثورة العلنية بعد حادثة البراق عام 1929 لاقتناعه بأن الوقت لم يحن بعد.


لاحقا، تسارعت وتيرة الأحداث في فلسطين في عام 1935، وشددت السلطات البريطانية الرقابة على تحركات الشيخ القسام في حيفا، فقرر الانتقال إلى الريف حيث يعرفه أهله منذ أن كان مأذوناً شرعياً وخطيباً يجوب القرى ويحرض ضد الانتداب البريطاني، فأقام في منطقة جنين ليبدأ عملياته المسلحة من هناك. وكانت أول قرية ينزل فيها هي كفردان، ومن هناك أرسل الدعاة إلى القرى المجاورة ليشرحوا للأهالي أهداف الثورة، ويطلبوا منهم التطوع فيها، فاستجابت أعداد كبيرة منهم.وفي الثاني عشر من نوفمبر 1935أعلن القسام ثورته المسلحة.

استشهاده


كشفت القوات البريطانية أمر القسام في 15/11/1935، فتحصن الشيخ عز الدين هو و11 فرداً من أتباعه بقرية الشيخ زايد، فلحقت به القوات البريطانية في 19/11/1935 فطوقتهم وقطعت الاتصال بينهم وبين القرى المجاورة، وطالبتهم بالاستسلام، لكنه رفض واشتبك مع تلك القوات، وأوقع فيها أكثر من 15 قتيلاً، ودارت معركة غير متكافئة بين الطرفين لمدة ست ساعات ظن البريطانيون خلالها أنهم يحاربون جيشا كبيرا لما لاقوه من مقاومة شديدة ، في هذه المعركة ارتقى الشيخ القسام وبعض رفاقه شهداء ، وجرح وأسر آخرون ، لكن نفرا منهم استطاعوا الهرب بجثمان الشهيد القسام.

ظن البريطانيون أن مقتل الشيخ يعني انتهاء الثورة وأنهم سيصبحون في راحة، لكن الأمر أتى على خلاف ذلك ؛ إذ كان لمقتل الشيخ القسام الأثر الأكبر في اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936, وكانت نقطة تحول كبيرة في مسيرة حركة المقاومة الفلسطينية بعد ذلك.

واليوم بعد 89 عاماً على استشهاده ما يزال اسم القسام أول اسم يخطر في الأذهان مع كل خبر عن مواجهةٍ مسلجة يخوضها الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما وأن أقوى فصيل فلسطيني يحمل اسمه" كتائب الشهيد عز الدين القسام".

المصدر: ويكيبيديا، الجزيرة،BBC+وكالات


© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)

محرر البوابة

يتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة

الأحدثترند نيكول كيدمان جريئة ومثيرة في فيلم "Babygirl" في ذكرى استشهاده..من هو عز الدين القسام جيم كاري يتخلى عن شعره بالكامل من اجل فيلم Sonic 3 بحدثين منفصلين..مقتل وإصابة 10 جنود إسرائيليين جنوب لبنان القسام تلتحم مع جنود وآليات الاحتلال في بيت لاهيا(فيديو) Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: عز الدین القسام الساحل السوری الشیخ القسام القسام فی

إقرأ أيضاً:

وسط الحرب والمجاعة.. كيف تحوّل عيد الأضحى في غزة إلى ذكرى موجعة؟

"كانت لنا طقوس جميلة لاستقبال عيد الأضحى، حيث كنّا نخصص وقتا لصُنع الحلويات، ولشراء الزّينة والهدايا، وملابس جديدة لصلاة العيد، لكن الآن كل شيء بات ذكريات موجعة جدا؛ قلوبنا منكسرة، والله يعوّضنا بكل الخير" هكذا وصف لؤي، من خان يونس، لـ"عربي21" غياب الفرح عن القطاع المحاصر، مع قرب حلول عيد الأضحى.

من جهتها، تحدّثث أم أحمد، وهي سيدة فلسطينية، من قلب غزة، عن الانتشار المُهول للمجاعة، وللمصائد التي تستهدفهم باسم توزيع المساعدات الإنسانية، مبرزة عبارة: "عيد، عن أي عيد تتحدّثون ونحن نُباد؟، بأي حال عُدت يا عيد".

في هذا التقرير، تسلّط "عربي21" الضوء، على أجواء استقبال عيد الأضحى، الثاني، الذي يحلّ على القطاع المحاصر، بتاريخ 6 حزيران/ يونيو، مع استمرار حرب الإبادة الجماعية، والمجاعة التي قتلت كثيرين بينهم أطفال.

فلسطينيون يتجمعون حول تكية في غرب غزة في محاولة للحصول على وجبة طعام في ظل حرب التجويع التي يشنها جيش الاحتلال على القطاع وأطفال يرددون التكبيرات تمسكاً بشعائر ذي الحجة رغم غياب مظاهر العيد جراء حرب الإبادة pic.twitter.com/xUkFXE2LbZ — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) June 4, 2025
لا عيد ولا حج..
خلف وجوه جائعة ومنهكة ودموع جافّة، غابت آثار البهجة التي كانت تسبق الأعياد في قطاع غزة، إذ باتت المنازل التي كانت قائمة، والشوارع التي كانت تُزيّن، دمارا، ومخيّمات رثّة، تأوي النازحين المرهقين والجوعى، من حرب قتلت كل ما هو جميل بقلب القطاع المحاصر أساسا، لسنوات مضت.

أيضا، يأتي عيد الأضحى، هذه السنة، في خضمّ ما تتجرّعه الأهالي في غزة، من تفاقم غير مسبوق للمجاعة، إثر إغلاق الاحتلال الإسرائيلي للمعابر أمام الإمدادات الإنسانية الأساسية، وذلك منذ 2 آذار/ مارس الماضي. 



وللسنة الثانية على التوالي، كذلك، يُحرم الغزّيين من أداء فريضة الحج، جرّاء استمرار الحرب وإغلاق المعابر.

وقال لؤي، وهو أب لطفلين، يقطن في خيمة بخان يونس: "صغاري لم يشبعوا منذ أيام طويلة، ويخلدون للنوم وهم جياع، هذا إن لم يُكسر نومهم أصلا، جرّاء القصف العنيف، الذي ينكّس علينا معيشتنا، وراحتنا المسروقة"، مردفا: "هل تودّون معرفة كم عزيزا فقدنا، وكم جرحا قاومنا، فقط في عائلتي استشهد 21 فردا، كل واحد منهم كانت لهم أسرة، وأحلاما، وكان يفرح مع حلول الأعياد، لنا الله في غزة".

وفي السياق ذاته، مضت أم أحمد في القول: "ها نحن، مع قرب عيد الأضحى الثاني، لا زلنا صابرين ومحتسبين، سنصلي صلاة العيد، إن أطال الله في أعمارنا، وسأطبخ لصغاري عدسا، وسأوزّع منه على أرواح شهدائنا الكرام"، مبرزة: "سئمنا من مناشدة العالم للتحرّك، لوقف همجية الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدفنا واحدا تلوى الآخر، الآن نوجّه مطالبنا لله فقط، أن يجبر القلوب هنا، وأن تتوقّف هذه الإبادة الجماعية".

"عدوان الاحتلال الإسرائيلي علينا، سرق منّا أعمارنا وفرحتنا، واغتصب حقوق الأطفال البسيطة من قبيل: اللعب والتعليم، كما حرمهم من الذهاب إلى المدارس والتعلم والقراءة، هكذا فضلا عن حرماننا جميعا من العيد ومن أداء فريضة الحج، ومن الحياة برمّتها" ختمت أم أحمد حديثها لـ"عربي21".

هكذا يستقبل أهالي غزة عيد الأضحى:

"لبيك اللهم إنا متعبون.. وإن جاؤوك بعيد الأضاحي
فإننا جئناك بفلذات أكبادنا". pic.twitter.com/fKFm9BG0Ey — عايدة أحمد (@Eayida3) June 4, 2025
وجعلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، غزة، تتحوّل إلى ما بات يوصف بـ"أكبر سجن بالعالم"، حيث تُحاصرها منذ 18 عاما، كما أجبرت حرب الإبادة ما يُناهز مليونين من مواطنيها على النزوح في ظلّ أوضاع جد مأساوية؛ مع شحّ متعمّد في كل من الغذاء والماء وأيضا الدواء، من كافة الأسواق التي تلتهب أساسا من الغلاء.

كذلك، منعت دولة الاحتلال الإسرائيلي، دخول أيّ من العجول أو الخراف إلى غزة، كما أنّه بسبب الحصار المتواصل وتدمير المزارع قد نفذت كافة أنواع الخراف والعجول، فيما توقفت مزارع الدجاج بدورها عن التفريخ، وذلك منذ انطلاق عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

سيأتي يوم عرفة وغزة في أسوأ أحوالها ???????? حيث لا طعام ولا فرحة لقدوم عيد الأضحى المبارك !

إلى متى يا مسلمين إلى متى????

سيأتي يوم العيدلن يبحثو عن الأضاحي وإنما على الطحين!
أذاق الله كل مَن خذلهم وشارك في تجويعهم وقتلهم أضعاف ما تجرعوو من القهر والألم والجوع
غزة تُباد#غزة جاائعة pic.twitter.com/2KWLI495b6 — ????????ʾ????????????????/باسم/Basem/ (@Y9Www3itimzFALQ) June 4, 2025
واقع مأساوي
على مواقع التواصل الاجتماعي، رصدت "عربي21" منشورات عدّة، مُرتبطة بالواقع المأساوي الذي تعيش على إيقاعه غزة، وغياب تام لتحضيرات عيد الأضحى؛ جرّاء استمرار عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، في ضرب بعرض الحائط كافة القوانين والمواثيق الدولية المتعلّقة بحقوق الإنسان، وأمام مرأى العالم، وصمته.

رغم الدمار والحصار... فلسطينية تصنع دمية خراف عيد الأضحى يدويا لإدخال البهجة على قلوب أطفال غزة#نكمن_في_التفاصيل pic.twitter.com/YInjtsVI3R — Independent عربية (@IndyArabia) June 4, 2025
وفي الخميس الماضي، قال المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء، مايكل فخري إنّ: "إسرائيل أوصلت غزة إلى أخطر مراحل التجويع"، فيما حذّر في حديثه لوكالة "الأناضول" من أنّ: "آثار التجويع ستستمر لأجيال، وأنّ ما يحدث في القطاع هو: إبادة جماعية وتجويع وجريمة ضد الإنسانية وانتهاك جسيم لحقوق الإنسان".

وفي السياق ذاته، وجّه شيخ الأزهر الشريف، أحمد الطيب، رسالة إلى المجتمع الدولي بشأن الحرب "الوحشية" على كامل قطاع غزة المحاصر، مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، بالقول: "يعز علينا ونحن نستقبل عيد الأضحى المبارك، أن نشاهد ما يتعرض له إخواننا في قطاع غزة من عدوان، لما يقارب العامين، وفاقت وحشيته حدود الخيال والتصور".

وتابع الطيب، عبر بيان، نشره الأزهر اليوم الأربعاء، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "العدوان الإسرائيلي المتواصل لم يرحم طفلا ولا شيخا ولا امرأة ولا مريضا ولم ينج منه حجر ولا شجر ولا بشر، بعد أن ضرب بكل المواثيق الدولية والإنسانية عرض الحائط، دون وازع من دين، أو ضمير، أو أخلاق".

وطالب شيخ الأزهر المجتمع الدولي، وجميع القوى الدولية والإقليمية الفاعلة، بـ:تحمّل مسؤولياتهم كاملة، والإسراع في رفع الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة، والذي حول حياة مليوني فلسطيني إلى جحيم لا يطاق".


إلى ذلك، شدّد الطيب على: أهمية ممارسة أقصى درجات الضغط لوقف هذا العدوان فورا ودون شروط، وفتح جميع المعابر لتيسير وصول المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية، لإنقاذ الأبرياء الذين يواجهون الموت ليل نهار.

ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2023، استشهد ما يناهز 60 طفلا فلسطينيا، فقط نتيجة سوء التغذية الناجم عن حصار دولة الاحتلال الإسرائيلي المستمر، وذلك وفقا لأحدث حصيلة لوزارة الصحة في قلب القطاع المحاصر. وخلّفت الإبادة الجماعية أكثر من 178 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة قتلت كثيرين بينهم أطفال.

مقالات مشابهة

  • إصابة خمسة عمال بانفجار داخل حقل نفطي في صلاح الدين
  • الشيخ عبدالله الرزامي يهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط بعيد الأضحى
  • “القسام” : دك تحشدات للعدو الإسرائيلي جنوب خانيونس
  • “القسام”: استهدفنا برج جرافة عسكرية صهيونية في خان يونس
  • شعوبٌ نحو غزة.. في ذكرى أسطول الحرية
  • وسط الحرب والمجاعة.. كيف تحوّل عيد الأضحى في غزة إلى ذكرى موجعة؟
  • صلاح الدين تستعد للعيد بخطة لمكافحة الحمى النزفية
  • “شبح القسام” .. من هو عز الدين الحداد آخر قادة حماس المتبقين في الميدان بغزة؟ .. معلومات لا تعرفها عنه
  • عز الدين الحداد شبح القسام المطلوب الأول لإسرائيل
  • صلاح الدين.. ضبط عجلات معدلة بأرقام مزورة