تفكيك "غوغل": محاولة غير مسبوقة لكبح الاحتكار وتقويض عمالقة التكنولوجيا
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
في خطوة قد تعيد رسم مستقبل التكنولوجيا العالمية، يسعى المنظمون الأمريكيون إلى إجبار شركة "غوغل" على تفكيك بعض أصولها الرئيسية، بما في ذلك بيع متصفح "كروم"، وذلك كعقوبة على احتكارها السوق الرقمية لعقد من الزمن، بحسب ما أظهرته وثيقة من 23 صفحة قدمتها وزارة العدل الأمريكية يوم الأربعاء.
وأكدت الوزارة أن هذا الإجراء سيمنع "غوغل" من استغلال هيمنتها في سوق البحث ويمنح المنافسين فرصة عادلة للوصول إلى "كروم"، الذي يُعتبر بالنسبة لكثير من المستخدمين بوابة رئيسية إلى الإنترنت.
وإضافة إلى ذلك، طالبت الوزارة بفرض قيود تحول دون استخدام نظام التشغيل "أندرويد" لتفضيل محرك البحث الخاص بـ"غوغل"، مع تحذير من إمكانية طلب بيع "أندرويد" بالكامل في حال استمرار المخالفات.
وقد جاءت هذه المطالبات استجابةً لحكم أصدره القاضي الأمريكي أميت ميهتا في أغسطس الماضي، حيث وصف الشركة بأنها "محتكرة"، وهو حكم يعكس مدى تشدد إدارة الرئيس جو بايدن تجاه الشركات التكنولوجية الكبرى.
لكن هذه التوجهات قد تواجه تحولات سياسية مع تغير الإدارة. فمع اقتراب تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب السلطة، قد تتراجع حدة العقوبات إذا قام بتعيين مسؤولين أكثر مرونة تجاه القطاع التكنولوجي، لا سيما مع إشاراته الأخيرة التي تعبر عن قلقه من تأثير تفكيك "غوغل" على الاقتصاد الأمريكي.
وستبدأ جلسات المحكمة في أبريل المقبل، مع توقع إصدار القاضي ميهتا قراره النهائي قبل عيد العمال. وإذا تم تبني توصيات وزارة العدل، قد تُجبر "غوغل" على بيع "كروم" خلال ستة أشهر، ما يهدد بتقويض أعمالها الأساسية التي يتوقع أن تدر إيرادات تتجاوز 300 مليار دولار هذا العام.
Relatedالمفوضيّة الأوروبيّة تنفي مسؤوليتها عن الانقطاع العالمي لأنظمة مايكروسوفت الأسبوع الماضي بسبب تطبيق "تيمز".. الاتحاد الأوروبي يتهم مايكروسوفت بممارسات احتكارية8.5 مليون جهاز كمبيوتر تأّثّر بخطأ "كراودسترايك" في العالم حسب مايكروسوفتومن بين التوصيات الأخرى، دعت الوزارة إلى حظر الصفقات المليارية التي تُبرمها "غوغل" لتعيين محركها كخيار افتراضي على أجهزة "آبل" ومنصات أخرى، بالإضافة إلى منع الشركة من تفضيل خدماتها مثل "يوتيوب" ومنصتها للذكاء الاصطناعي جيمناي"Gemini". كما طالبت الوزارة بتمكين المنافسين من الوصول إلى بيانات محرك البحث لتعزيز فرص المنافسة.
في المقابل، انتقد كبير المحامين في "غوغل"، كنت ووكر، هذه المقترحات واصفاً إياها بأنها "تدخلية ومبالغ فيها"، محذراً من أنها قد تقوض الخصوصية الشخصية للمستخدمين وتعطل ريادة الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وتعيد هذه المعركة القانونية إلى الأذهان قضية الاحتكار الشهيرة التي واجهتها "مايكروسوفت" قبل 25 عاماً، حين قضى أحد القضاة بتفكيك الشركة، لكن محكمة الاستئناف ألغت القرار لاحقاً. وهو ما يجعل العديد من الخبراء يتوقعون أن يتردد القاضي ميهتا قبل اتخاذ خطوة مماثلة ضد "غوغل".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية على خطى غوغل ومايكروسوفت.. أمازون تتحول نحو الطاقة النووية لتشغيل مراكز البيانات غوغل تشتري الطاقة من مفاعلات نووية.. ما القصة؟ غوغل تفوز بدعوى إلغاء غرامة مكافحة الاحتكار بقيمة 1.49 مليار يورو في محكمة الاتحاد الأوروبي الذكاء الاصطناعيمايكروسوفتالولايات المتحدة الأمريكيةغوغلالمصدر: euronews
كلمات دلالية: كوب 29 الحرب في أوكرانيا غزة فولوديمير زيلينسكي قتل وفاة كوب 29 الحرب في أوكرانيا غزة فولوديمير زيلينسكي قتل وفاة الذكاء الاصطناعي مايكروسوفت الولايات المتحدة الأمريكية غوغل كوب 29 الحرب في أوكرانيا غزة فولوديمير زيلينسكي قتل وفاة إسرائيل روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لبنان دونالد ترامب إعصار یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
أكد استعداده لتوسيع المساعدات الإنسانية.. الصليب الأحمر يعرض الوساطة لإعادة الرهائن والمعتقلين
البلاد (غزة)
في ظل الجمود الذي يخيّم على مفاوضات تبادل الأسرى واستمرار الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس (الاثنين)، استعدادها للقيام بدور الوسيط الإنساني المحايد من أجل المساعدة في إعادة الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين إلى عائلاتهم.
وقالت رئيسة اللجنة، ميريانا سبولياريتش، في منشور على منصة إكس:” إن فرق الصليب الأحمر مستعدة لتأدية مهامها كوسيط إنساني محايد، للمساعدة في إعادة الرهائن والمعتقلين إلى عائلاتهم”، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن المنظمة على أهبة الاستعداد لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وتوزيعها بأمان على المدنيين الذين يواجهون أوضاعاً مأساوية.
يأتي إعلان الصليب الأحمر في وقت تتكثف الجهود الدبلوماسية الدولية لإحياء المفاوضات حول ترتيبات ما بعد الحرب، بالتوازي مع تصاعد الضغوط الإنسانية داخل القطاع المحاصر منذ عام تقريباً.
وبحسب إحصاءات اللجنة، فقد ساهمت في إطلاق سراح 148 رهينة و1931 معتقلاً فلسطينياً منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، حين شنت حركة حماس هجوماً أدى إلى مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين، واختطاف 251 شخصاً، لا يزال 47 منهم محتجزين، بينهم 25 قُتلوا وفقاً للجيش الإسرائيلي.
في المقابل، أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية الواسعة عن مقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني، بحسب بيانات وزارة الصحة في غزة، فيما يعيش مئات الآلاف من المدنيين أوضاعاً إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بأنها “كارثية”، مع انتشار المجاعة في أجزاء من القطاع نتيجة الحصار الإسرائيلي المشدد.
ويُنظر إلى مبادرة الصليب الأحمر على أنها محاولة لإعادة الزخم إلى المسار الإنساني في ظل تعثر المفاوضات السياسية، وسط آمال بأن تسهم في تخفيف معاناة المدنيين، وفتح نافذة جديدة أمام جهود تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار الشامل.