بوابة الوفد:
2025-10-13@09:39:12 GMT

«جمال الغيطانى»

تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT

جميعنا سيطوينا النسيان، لا أحد يفلت من سطوة الزمن، ستتلاشى الذكريات، الأحاديث الحميمة، خطواتنا المتكررة أمام عتبات البيوت والسعى اليومى بين الشوارع والأمكنة، جلساتنا المبهجة على المقاهى ووسط الأحباب، الناجى الوحيد من محرقة دقائق العمر وساعاته هو الكاتب والمصور والرسام، هؤلاء يقومون بتسجّيل مضمون اللحظة التى تفنى عبر الكتابة والصورة الفوتوغرافية واللوحة الفنية، فستبقى رواية «قصة مدينتين» لتشارلز ديكنيز عن الثورة الفرنسية، وآلاف الصور الفوتوغرافية عن المجازر الإسرائيلية فى المخيمات الفلسطينية، ولوحة «جرنيكا» للرسام الأشهر فى القرن العشرين «بيكاسو» عن الحرب الأهلية الأسبانية.

. حاضرة بكل عنفوانها صالحة للتفكيك من أجل الفهم والتأمل لكل جيل.
يدخل الروائى الكبير «جمال الغيطانى» فى المتاهة الزمنية مع هؤلاء السابق ذكرهم وغيرهم، كحكاء وصانع للسجاد وعاشق للمعمار وصوفى تغشاه التجليات، والغريب والعجيب من السرد فيسجلها بمداد القلم على الورق ممسكاً باللحظة حتى لا تتسرب منه.
لذلك كل الشكر والامتنان للقائمين على مؤتمر أدباء مصر فى دورته السادسة والثلاثين والتى ستنطلق يوم الأحد القادم فى محافظة المنيا، على تقديم الروائى الكبير الراحل «جمال الغيطانى» شخصية المؤتمر، بعد مرور تسع سنوات على غيابه جسدياً فى عام 2015.
كما أدعو إدارة المؤتمر أن تعيد تقديم ومناقشة ماقامت بنشره صحيفة «أخبار الأدب» فى الذكرى السابعة لرحيل مؤسسها الكاتب والروائى «جمال الغيطانى»، حيث قدمت فصلا من كتاب «المقريزى: وجدان التاريخ المصرى» الذى كان سيصدر فى ذلك الوقت للدكتور ناصر الربّاط أستاذ كرسى الآغا خان ل العمارة الإسلامية فى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا «MIT». وفيه يرصد التأثيرات التى دخلت على كتابة الغيطانى جراء تعمقه فى استلهام وتحليل كتابات المؤرخ البارز تقى الدين المقريزى، وكيف قام بتوسيع وتعزيز وإعادة تخيل الواقع الاجتماعى للقاهرة عبر السرد الخيالى.
شكل تقى الدين المقريزى، مؤرخ مصر الأهم، مصدر إلهام بالنسبة لجيل أدباء وشعراء ما بعد هزيمة ١٩٦٧. وأصبح بفضل تحليله التاريخى العميق ونفسه الوطنى العارم والمبثوث فى تضاعيف كتبه، وبخاصة كتابه الأهم، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، نموذجًا للوطنية الحقة ودليلًا هادياً للبحث المؤلم عن الهوية ومثلًا عن مقاومة الفساد والقمع عن طريق الكلمة الجريئة والحس الأخلاقى الذى لا يساوم. 
وقد امتد تأثيره إلى عدة أنواع أدبية تتراوح بين الرواية التاريخية والسيرة الذاتية الخيالية إلى السفر عبر الزمن والإرهاصات الشعرية الجريئة.. 
ولج المقريزى المجال القصصى والروائى على يد روائيين كبار على رأسهم المرحوم جمال الغيطانى الذى ولد فى قرية جهينة من صعيد مصر لكنه نشأ فى حى الجمالية القاهرى الذى خلدته ثلاثية معلمه نجيب محفوظ. لم يغادر الغيطانى فضاءات المدينة القديمة حتى عندما انتقل إلى الجزء الحديث من القاهرة. ظلت لديه أماكنه المفضلة فى قاهرة الفاطميين والمماليك- الأزقة والمنازل التاريخية والمقاهى، التى عاد إليها مرارًا وتكرارًا. أثرت هذه الأماكن، وعبق تاريخها، على كتابات الغيطانى الإبداعية بعمق، وتحول بعضها إلى إشارات مفعمة بالرسائل الانتمائية والحضرية والمعمارية الخالصة استخدمها الغيطانى لتأطير الكثير من رواياته فى المكان والزمان. علاوة على ذلك، لجأ الغيطانى، ربما كمظهر من رد فعل جيله على صدمة هزيمة ١٩٦٧ وتعثر مشروع النهضة والتحديث قبلها وبعدها، إلى التقاليد الأدبية العربية الكلاسيكية والتراث الصوفى. فهو، بجانب الإلهام التاريخى، كان يبحث بشغف عن نماذج من أساليب الكتابة الصوفية الإشراقية التى كان يمكن له أن يتبناها والتى سيزداد تأثيرها على أسلوبه فى التعبير والكتابة لاحقًا. كان الغيطانى، على حد تعبير المترجم الشهير همفرى ديفيز الذى ترجم نصوصًا لكل من محفوظ والغيطانى، رائدًا فى ابتكار «نوع من الواقعية السحرية ولكن من الطراز المصرى المكثف، له جذور فى تاريخ الأدب العربى ولكن أيضًا فى مجالات التصوف والغيبيات وما شابهها». كان نوع الخطط، بتركيزه الشديد على مصر، أحد الأشكال الأدبية التاريخية الرئيسية التى جذبت الغيطانى. وهى قد أثرت على مشروعه الروائى على مستويين: كدليل هادٍ لتاريخ وجغرافيا المدينة التى تؤطر بنية العديد من رواياته، وكأساليب نصية أصيلة تصلح للكلام عن الأماكن والمبانى التى احتلت حيزًا مهمًا فى سرد الغيطانى.
وأخيراً يقول عنه الناقد الأدبى الدكتور حسين حمودة: «لا يزال الغيطانى حاضرا معنا، فقد راهن دوما على أن يدفع سطوة النسيان، وهو درس الخلود الذى استقاه من أجداده الفراعنة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمال الغيطانى المجازر الإسرائيلية الثورة الفرنسية

إقرأ أيضاً:

لا توجد به مشاهد جريئة .. طارق العريان يكشف تفاصيل فيلم السلم والتعبان٢

كشف المخرج طارق العريان تفاصيل احدث افلامه المنتظرة “السلم والتعبان٢” وذلك بعد النجاح الكبير الذى حققه الجزء الأول منه الذى طرح عام ٢٠٠١.

وقال طارق العريان خلال لقائه مع et بالعربي،  انه لم يكن لديه النية منذ سنوات لطرح جزء جديد من السلم والتعبان  بل انه فضل ان يستكمل القصة ويطرح فكرة ما الذى يحدث بعد ١٠ سنوات من الزواج بأبطال مختلفة.

وكشف طارق العريان عن وجود نية لطرح جزء جديد من فيلم السلم والتعبان ، من خلال السيناريست محمد حفظي الذى قدم الفكرة منذ اكثر من ٦ سنوات وهى طرح جزء ثاني من فيلم السلم والتعبان بنفس أبطاله وهم هانى سلامة وحلا شيحة ، لكن هانى سلامة رفض الفكرة.

وأكد طارق العريان ان فيلم السلم والتعبان ٢ لا يوجد به اى مشاهد جريئة كما تداول بعد طرح تيزر الفيلم ، وان الفيلم ينتمى لنوعية أفلام الدراما الإجتماعية والرومانسية.

فيلم السلم والتعبان٢ 

وكانت طرحت الشركة المنتجة للجزء الثاني من فيلم السلم والتعبان البرومو التشويقي الأول للعمل الذي يحمل اسم "لعب عيال".

تشارك الفنانة أسماء جلال بطلة في فيلم "السلم والتعبان2” بدلا من الفنانة منة شلبي بعد اعتذارها عن العمل أمام عمرو يوسف.

الفيلم من إخراج طارق العريان من تأليف أحمد حسني، ويُعد التعاون الرابع بين طارق العريان وعمرو يوسف بعد سلسلة “ولاد رزق”.   

فيلم السلم والتعبان

يُذكر أن الجزء الأول من “السلم والثعبان” كان من بطولة هاني سلامة، حلا شيحة، وأحمد حلمي، وحقق نجاحًا كبيرًا عند عرضه.

طباعة شارك طارق العريان فيلم السلم والتعبان٢ ابطال فيلم السلم والتعبان

مقالات مشابهة

  • مصر.. العنوان الأبدى للسلام
  • أدونيس وجائزة نوبل فى الأدب
  • العناني.. و"نهضة سياحية"
  • «ترامب» بني سياسة السالم اخلارجية.. وتفجير األزمات الداخلية
  • وانتصرت لأأأأت مصر
  • لا توجد به مشاهد جريئة .. طارق العريان يكشف تفاصيل فيلم السلم والتعبان٢
  • وجبة لكل تلميذ.. وما أدراك
  • هزائم إسرائيل!!
  • «كورينا» تسرق حلم ترامب وتفوز بـ«نوبل»
  • لولاكم ما وجدنا شيئا